صحة المرأة في اليوم العالمي للمرأة

تعتبر صحة المرأة جزءاً مهمّاً من صحّة المجتمع واستمراريّته، لذلك تولي منظمات الصحة العالمية عبر الاحتفال باليوم العالمي للمرأة اهتماما بالغا في توفيرأفضل طرق العلاج والتحاليل الطبية اللازمة للكشف المبكر عن الأمراض وتأمين صحة المرأة وفق نمط حياة صحي. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في الثامن من مارس من كل عام، سنفرد مقالا عن صحة المرأة، وأهم التحاليل الطبية التي تحتاجها، بالإضافة إلى أكثر الأمراض شيوعا التي قد تصاب بها النساء، وطرق تشخيصها وعلاجها.  
تهتم منظمات الصحة العالمية بصحة المرأة وتزيد توعيتها في اليوم العالمي للمرأة في 8 من مارس من كل عام

ما هي أهمّ التحاليل الضرورية للحفاظ على صحة المرأة؟

ثمة رأي شائع، بأنه لا داع لإجراء أي تحليل أو فحص طبي ما لم يكن هنالك شكوى من أعراض ما. وهذا الاعتقاد السائد غير صحيح، فحتى لو كانت السّيّدة سليمة ومعافاة من الأمراض، وليس لديها أعراض صحّيّة تشير لمرض ما، إلا أنه لا بد من إجراء مجموعة من التّحاليل دوريا للكشف المبكّرعن الأمراض في بدايتها، ومن هذه التّحاليل:
  1. تعداد الدم الشامل CBC:
من أكثر التحاليل الطبية شيوعا التي تُجرى في مختبرات التحاليل الطبية، حيث يقيس كمّيّات عناصر الدّمّ (الكريّات الحمراء والبيضاء والصّفائح) وقيمة الهيموجلوبين. ولكون إصابة النساء بفقر الدم يعد أمراً شائعاً،  فإن هذا التحليل يعدّ مهمّاً للكشف المبكّر عن فقر الدّمّ وتقديم العلاج المناسب. تبلغ قيمة الكريّات الحمراء الطّبيعيّة عند النساء ما بين 3.92 إلى 5.13 مليون كريّة بكلّ ميكروليتر واحد من الدّمّ. أما قيمة الهيموجلوبّين الطّبيعيّة عند النّساء فتتراوح من 11.6 إلى 15 غ/دل.
  • تحليل سكر الدم الصيام:
يستخدم هذا التّحليل لكشف نسبة السّكّر في الدّمّ (الجلوكوز) على الرّيق، وهو طريقة بسيطة وشائعة لكشف حالات ما قبل السّكّريّ (عدم تحمّل السّكّر) قبل أن تتحوّل لمريضة سكّريّ. يفيد هذا التّحليل في التّشخيص المبكّر للسكّريّ عند المرأة وتقديم العلاج المناسب قبل أن يتطوّر المرض ويؤدّي لمضاعفات خطيرة عندها. ومن النصائح الواجبة قبل إجراء هذا التحليل، ضرورة الصّيام (عدم تناول اي طعام أو أي شراب) وذلك قبل 8 ساعات. يشير المستوى من 100 إلى 125 مجم / ديسيلتر إلى بداية الإصابة بالسّكّريّ (عدم تحمّل السّكّر). أما القيم الأعلى من 126 مجم / ديسيلتر فتشير إلى الإصابة بداء السّكّريّ.
  • تحاليل الكولسترول والدهون الثّلاثيّة:
تحاليل الكولسترول والدّهون الثّلاثيّة تعتبر أيضاً من أكثر التحاليل الطبية التّي تطلب للتأكّد من صحة المرأة وسلامتها، خاصة وأن معظم النّساء يعانين من السّمنة بسبب الحمل، وما يرافقها من ارتفاع لتلك القيم، لذا تساعد هذه التّحاليل في الكشف المبكر عن أمراض السّمنة والسّكّريّ والقلب والأوعية الدّمويّة. وتتضمّن قيمة الكولسترول الإجمالية، وكولسترول البروتين الدّهنيّ عالي الكثافة HDL وكولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL وكولسترول البروتين النّاقل للدهون VLDL وقيمة الدّهون الثلاثيّة. تعد القيم الطّبيعيّة للكولسترول هي التي تكون أقلّ من 1.7 مليمول/لتر (150 ملغرام/ ديسيلتر)، والقيم الطّبيعيّة للدهون الثّلاثيّة أقلّ من 150 ملغ/دل. أما عن نسبة LDL/ HDL الطّبيعيّة للنساء فتكون أقلّ من 2.5.
  • تحليل الهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH:
هو الهرمون الذّي تفرزه الغدة النخامية الموجودة في أسفل الدماغ، وذلك من أجل تحفيز الغدّة الدّرقيّة على إفراز هرموناتها وضبط عمل الجسم. ولكون أمراض واضطرابات الغدة الدرقية شائعة عند النّساء، فإن إجراء هذا الفحص باستمرار أمر ضروري للتأكد من صحة المرأة. تبلغ القيمة الطّبيعيّة للـ TSH 0.4 – 4.0 ملليلتر وحدة دوليّة لكلّ لتر.
  • تحليل فيتامين ب 12:
وهو فيتامين مهمّ لعمل الأعصاب وصحّة الجسم، ويشيع نقصه عند النّساء مؤدّياً لعدة مضاعفات منها ضعف التركيز وتشتت الذاكرة وفقر الدّمّ لديهنّ لذا من المهمّ فحصه باستمرار. تتراوح القيمة الطّبيعيّة لفيتامين ب 12 بالجسم 200 – 900 نانوغرام/ مل.
  • تحليل فيتامين د:
هو فيتامين مهمّ للحفاظ على صحّة العظام والأسنان كما أنّه ضروريّ لمناعة الجسم، وتعاني النّساء غالباً من نقص في هذا الفيتامين وما يترتّب عليه من هشاشة في العظام وشعور بالتعب وارهاق عام وفي حالات النقص الشديد قد يسبب الشعور بالاكتئاب. تبلغ المستويات الطّبيعيّة من فيتامين د بالجسم 50- 125 نانومول/ل أو 20- 50 نانوغرام/مل.
  • تحاليل وظائف الكبد (ALT- AST):
AST (إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات aminotransferase) و ALT (إنزيم ناقلة أمين الألانين alanine transaminase) هي إنزيمات توجد غالباً في الكبد، لكن موجودة أيضاً في العضلات والأعضاء الأخرى في الجسم. تقيس تحاليل الدّمّ AST وALT كمّيّة الإنزيمات في الدّمّ، وهي تحاليل روتينيّة يشيع استخدامها للمساعدة في تشخيص تلف الكبد أو أمراضه؛ وقد تساعد أيضاً في تشخيص الحالات الصّحّيّة الأخرى. لا تحتاج هذه التّحاليل للصيام قبل إجرائها ولا لأي تحضير مسبق. القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT): 36-4 وحدات/لتر. القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين الاسباراتات (AST): 35 – 8 وحدات/لتر.
  1. تحاليل أنزيمات الكلى (اليوريك أسيد Uric Acid والكرياتينين Creatnine):
  2. الكرياتينين Creatinine:
هو من أهم التّحاليل التّي تستخدم لتقدير وظيفة الكلى، حيث تعتمد كمّية الكرياتينين التّي تنتج يوميّاً على حجم العضلات، وبالتّالي هناك اختلاف في نسبة الكرياتينين بين الذّكور والإناث، لذلك يعد هذا التحليل من التحاليل الضرورية لصحة المرأة. كما تتأثّر نسبة الكرياتينين بالنّظام الغذائيّ، وتحديداً بالبروتين، حيث يمكن أن يتغيّر الكرياتينين بنسبة تصل إلى 30٪ بعد تناول اللّحوم الحمراء. تبلغ نسبة الكرياتينين الطّبيعيّة في الدّمّ 0.59 إلى 1.04 ملغم/دل للنساء البالغات 52.2 – 91.9 ميكرومول/لتر).
  • اليوريك أسيد Uric Acid:
اليوريا هي مركّب نيتروجينيّ، يتركّب في الكبد كنتيجة نهائيّة لعمليّة هضم وتحلل البروتين، حيث يتمّ التّخلّص من حوالي 85٪ من اليوريا عن طريق الكلى، ويتمّ التّخلّص من الباقي عن طريق الجهاز الهضميّ. تزداد مستويات اليوريا في الدّمّ في الحالات التّي تقلّ فيها التّصفية الكلويّة، وقد تزداد اليوريا أيضاً في حالات أخرى لا تتعلّق بأمراض الكلى، مثل نزيف الجهاز الهضميّ العلويّ والجفاف والوجبات الغذائيّة الغنية بالبروتين. قد تنخفض نسبة اليوريا في حالات سوء التّغذية والمجاعات والنّظام الغذائيّ منخفض البروتين وأمراض الكبد الحادّة. أما عن نسبة اليوريك أسيد الطّبيعيّة لدى النساء، فتبلغ 2.7 – 7.3 مع/دل.

ما هي تحاليل الكشف المبكر عن السرطانات عند النساء؟

يعتبر السّرطان أكثر مرض يشكّل قلقاً للنساء، حيث تسعى السيدات عموماً لوسائل الكشف المبكّر والوقاية بشكل دوريّ، لضمان عدم الإصابة بالسرطان وكشفه في البدايات، وذلك لتقديم العلاج المناسب وضمان فرصة حياة جيّدة. وتحت وطأة خطورة هذا المرض، يقع على عاتق النّساء مسؤولية اجراء كشف روتيني ومتكرر للكشف المبكّر عن أكثر الأنواع شيوعاً لدى النساء بعد عمر الأربعين، وهما سرطان الثّدي وسرطان عنق الرّحم، وهذا بالضبط ما تسعى إليه حملات الصحة العالمية في اليوم العالمي للمرأة، من خلال حملات التوعية بصحة المرأة بكل ما يتعلق بها.

ما هي تحاليل الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

يعدّ الفحص الدّوريّ المنزليّ أهمّ وأكثر طريقة مستخدمة للكشف المبكر عن سرطان الثّدي، وعند إجرائه وملاحظة وجود تغيّر ما في الثّدي أو الإبط، تلجأ النساء إلى إجراء المزيد من الصور الإشّعاعيّة والتّحاليل الدّمويّة الخاصة بصحة المرأة، ومن هذه التّحاليل الدّمويّة التّي يمكن إجراؤها نذكر:
  1. فحص جينات BRCA:
وهو تحليل دمّ يستخدم لتحديد الجينات المسؤولة عن الإصابة بسرطان الثّدي عند النّساء، حيث أن وجودها لا يعني أنّ المريضة مصابة في الوقت الحالي، لكنه يبين مدى احتماليّة إصابتها في المستقبل.
  • المستضدات الورميّة:
وهي بروتينات يتمّ تحليلها عبر أخذ عيّنة دمّ، حيث أن ارتفاع كل واسم ورميّ ما، يشير إلى الإصابة بنوع سرطان مختلف. فالمستضد CA 15-3 يستخدم لكشف الإصابة بسرطان الثّدي ومراقبة العلاج، والمستضد CA 125 يستخدم لكشف الإصابة بسرطان المبيض ومراقبة العلاج. يوجد دراسات حديثة تعمل على طرق وتحاليل لكشف سرطان الثّدي قبل وقوعه، وإحدى الدّراسات بيّنت أنّ الباحثين تمكّنوا من كشف تغيّرات في بروتينات الدّمّ تصل إلى عامين قبل تشخيص سرطان الثّدي.

ما هي تحاليل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم؟

اختبار مسحة عنق الرحم (لطاخة بابا نيكولا): وتتضمّن هذه الطّريقة أخذ عيّنة من خلايا بطانة عنق الرّحم، حيث تستخدم للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، أو كشف مدى احتماليّة الإصابة به قبل أن تصاب المريضة به في الواقع. كما يساعد هذا التحليل على التنبؤ بوضع المرأة، وعلاجها في فترات مبكرة، وذلك قبل أن تتحوّل الحالة لسرطان عنق رحم صريح. تعتمد مسحة عنق الرحم على كشف الإصابة بالفيروس الحليميّ البشريّ HPV المسبّب لسرطان عنق الرّحم، ويوصى عموماً بتكرار إجراء الاختبار للنساء النّشطات جنسيّاً كلّ 3 سنوات من عمر 20 حتّى 65 سنة.

ما هي أكثر أمراض النساء شيوعاً ؟

ثمة العديد من الأمراض التي تتعرض لها النساء في العالم، لذلك لا بد من التوعية قدر الإمكان عن أكثر الأمراض التي تهدد صحة المرأة .
  1. هشاشة العظام:
يزيد حدوث هشاشة العظام عند النّساء بسبب الحمل، وما يرافقه من نقص بالكالسيوم، ممّا يضعف قدرة العظام وقوّتها، فتصبح العظام هشّة لدرجة أن أبسط الحركات أو الجهد يمكن أن يؤدّي لكسور، حيث تزيد بنسبة كبيرة بعد بلوغ النساء سن الأمل ( انقطاع الدورة).
  • تكيس المبايض:
تعاني أغلب النساء، وخاصّةً الشّابات منهن، من ظهور أكياس على المبايض، وتسمى هذه الحالة بمتلازمة تكيس المبايض، وغالباً ما تكون سليمة ولا شيء يدعو للقلق، لكن يجب علاجها حتّى لا تكبر وتنفجر داخل البطن. جدير بالذكر، أن ثمة اختلاف بين متلازمة المبيض عديد الكيسات وأكياس المبايض الوحيدة، لكنها جميعاً تحتاج للعلاج والمتابعة.
  • الانتباذ البطانيّ الرّحميّ:
هو مرض شائع عند النّساء في سنّ الخصوبة، يحدث فيه نموّ لبطانة الرّحم خارج الرّحم، يرافقها نزف وآلام خلال كلّ دورة شهريّة.
  • التهابات فطريات المهبل (المبيضّات):
وهو مرض شائع جدّاً، حيث تعاني النّساء ولو لمرّة في حياتهنّ من هذه الفطريات، وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراض مزعجة مثل الحكّة والاحمرار وإفرازات بيضاء قشديّة، حيث تستدعي هذه الحالة العلاج والمتابعة عند الطّبيب المختصّ.
  • الثآليل التّناسليّة:
هي عبارة عن عدوى فيروسيّة بفيروس الورم الحليميّ البشريّ، تنمو ثآليل قرنبيطيّة مخروطيّة الشّكل، وتكون مزعجة للمريضة ومعدية لزوجها.
  • الدّاء الكيسيّ اللّيفيّ في الثّدي:
وهو مرض شائع بين النّساء، حيث أن أكثر من 50% من السّيّدات قد يعانين منه في حياتهنّ، وهو عبارة عن تشكّلات عقيديّة الشّكل في الثّدي، غالباً ما تكون مزعجة ومؤلمة. ولا يعد الداء الكيسي الليفي مرضاً خطيراً، لكن يجب المتابعة عند الطّبيب بشكل دوريّ وإجراء الفحوص كلّ 6 أشهر، وذلك في إطار الفحوصات الخاصة بصحة المرأة.

صحة المرأة في فترة الدورة الشهرية؟

من المهمّ معرفة أنّ الدّورة الشّهريّة لدى المرأة أمر فيزيولوجيّ طبيعيّ، لذا لا داع للخجل منها والحديث عنها عند المعاناة من أيّ اضطراب. تعاني النساء من اضطرابات نفسيّة قبل بداية الطّمث بسبب الاضطراب الهرمونيّ (متلازمة ما قبل الطّمث PMS )، كما يجدر التأكيد على أن هذا الأمر طبيعيّ جداً، ولا داعي للخجل أو القلق منه، إلا في حالة ظهور أعراض شديدة، حينها لا بد من استشارة الطّبيب لتشخيص مدى وضع الحالة. فمثلاً، من الحالات الشديدة التي تتطلب مراجعة الطّبيب، حدوث نزف شديد وزائد عن المعتاد، أو عند حدوث التهابات أو حكّة مهبليّة أثناء أو بعد الطّمث. كما يمكن للمرأة استخدام المسكنات لتسكين آلام الدورة الشهرية، مثل الايبوبروفين أو غيره من مضادّات الالتهاب غير السّتيروئيديّة أو الباراسيتامول. الجدير بالذكر، أن ممارسة الرّياضة أثناء الطّمث بشكل طبيعيّ، يساعد كثيراً في تخفيف الألم والنّزف.

في اليوم العالمي للمرأة كيف تحافظ المرأة على صحتها؟

في اليوم العالمي للمرأة، ننصح بأن تسعى المرأة لخلق نمط حياة صحي، يكفل لها المحافظة على صحتها، فإلى جانب كل ما ذكرناه أعلاه، لا بد من التأكيد على ضرورة:
  1. ممارسة الرّياضة بانتظام، حيث يساعد هذا الأمر في الحفاظ على جسم صحّيّ والوقاية من العديد من الأمراض حتّى السّرطانات.
  2. اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ غني بالفيتامينات والمعادن.
  3. المحافظة على وزن مثاليّ والحدّ من السّمنة.
  4. تجنّب التّدخين والكحول.
ختاماً، تؤكد مختبرات دلتا الطبية أنّ ضمانة صحة المرأة هي ضمان لصحّة عائلتها والمجتمع، لذا يجب إجراء تحاليل الوقاية والكشف المبكّر بشكل دوريّ لضمان حياة صحّيّة وتقديم أفضل العلاجات المناسبة، وهو ما تقدمه في مختبراتها في كافة فروع المملكة، مع ضمان الحصول على أفضل النتائج وأدقها.

المراجع

Blood test: Complete blood count. American Liver Foundation. [Internet]. New York: American Liver Foundation; c2017. Diagnosing Liver Disease – Liver Biopsy and Liver Function Tests; Harvard Health Publishing. Cervical cancer screening. American College of Obstetricians and Gynecologists. National Cholesterol Education Program: “Detection, Evaluation, and Treatment of High Cholesterol in Adults (Adult Treatment Panel III).   حقوق الصورة في المقال

اذهب إلى الأعلى