ما هو مرض الساركويد أو الغرناوية ؟
مناعة الإنسان تشكل سيفاً ذو حدين فهي وسيلة مهمة للوقاية من الأمراض لكنها قد تكون سبباً لبعض الامراض عند اختلال عملها فتبدأ في مهاجمة أعضاء الجسم وهذا ما يدعى بأمراض المناعة الذاتية، ومن هذه الأمراض الساركويد .
ما هو الساركويد ؟
الساركويد هو حالة تؤدي إلى المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي وتكوين كتل أو عقيدات تسمى الأورام الحبيبية.
اعتماداً على الموقع والحجم يمكن أن تسبب الأورام الحبيبية أعراضاً خفيفة إلى شديدة أو لا تظهر أي أعراض على الإطلاق، وفي بعض الحالات يمكن أن تتحول إلى تليف، مما يسبب تندباً دائماً في الرئة.
يمكن العثور على الأورام الحبيبية في أي مكان تقريباً في الجسم ولكنها أكثر شيوعاً في الرئتين أو العقد الليمفاوية.
ما هو الورم الحبيبي؟
الورم الحبيبي هو منطقة التهابية يسببها الجهاز المناعي وهي تتكون من مجموعة من خلايا الدم البيضاء التي تم “عزلها” عن بقية الجسم لمحاولة حمايته من شيء يعتقد الجهاز المناعي أنه ضار.
تكون الأورام الحبيبية محاطة بأنسجة ليفية (كثيفة) مما يجعلها صلبة ومتكتلة.
على من يؤثر الساركويد ؟
في حين أن الساركويد يمكن أن يؤثر على أي شخص إلا أنه أكثر شيوعاً عند الأشخاص ذو البشرة السوداء، كما أنه أكثر شيعاً عند الإناث من الذكور.
يتم تشخيص معظم الحالات بين سن 25 و40 عاماً.
على الرغم من أنه لا يمكن أن ينتقل الساركويد بالوراثة إلا أن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة به إذا كان لديه قريب بيولوجي من الدرجة الأولى (والد أو طفل أو أخ) مصاب به.
ما هي أعراض الساركويد ؟
تعتمد الأعراض على مكان تشكل الأورام الحبيبية في الجسم، حيث يعاني معظم الأشخاص المصابين من أعراض رئوية بالإضافة لإمكانية ظهور أعراض أخرى على الجلد والعينين والمفاصل وفي أي مكان آخر في الجسم.
الأعراض العامة :
- حمى.
- تعب.
- الم المفاصل.
- آلام العضلات أو ضعفها.
- تعرق ليلي.
- تورم العقد الليمفاوية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- حصى الكلى.
الأعراض الرئوية:
- سعال.
- ضيق في التنفس.
- ألم صدر.
- الصفير.
الأعراض العينية:
- عدم وضوح الرؤية أو فقدان الرؤية (التهاب العصب البصري).
- ألم في العين.
- عيون حمراء أو منتفخة (التهاب القزحية أو التهاب الملتحمة).
- حساسية للضوء.
الأعراض الجلدية:
- نمو تحت الجلد حول الندبات أو الوشم.
- بقع فاتحة أو داكنة من الجلد.
- قروح مرتفعة ذات لون أرجواني محمر أو طفح جلدي على الأنف أو الخدين (الذئبة Pernio).
- نتوءات حمراء مؤلمة على الساقين (حمامى عقدية).
الأعراض القلبية:
- ألم في الصدر.
- خفقان.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- سكتة قلبية.
- ضيق في التنفس.
الأعراض العصبية:
- زيادة العطش أو كميات البول (مرض السكري الكاذب).
- عضلات الوجه ضعيفة أو مشلولة (شلل بيل).
- الصداع.
- النوبات.
ما هي مراحل الساركويد الرئوي؟
يوصف الساركويد الرئوي أحياناً على مراحل تسمى نظام تصنيف سيلتزباخ.
يمكن للشخص المصاب أن ينتقل بين المراحل أو تختفي الأورام الحبيبية تماماً ولا تشير المراحل لمدى خطورة المرض.
المرحلة الوحيدة التي لا رجعة فيها هي المرحلة الرابعة وهي تلف الرئة الدائم.
المرحلة 0: لا تظهر الأشعة السينية أي ساركوئيد رئوي، تظهر الرئتان والغدد الليمفاوية بشكل طبيعي في الأشعة السينية.
المرحلة 1: الأورام الحبيبية في العقد الليمفاوية فقط.
المرحلة 2: الأورام الحبيبية في العقد الليمفاوية والرئتين.
المرحلة 3: الأورام الحبيبية في الرئتين فقط.
المرحلة 4: تظهر الأشعة السينية تليفاً رئوياً أو تندباً دائماً في الرئتين.
أسباب مرض الساركويد
تشير الأبحاث إلى أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تسبب مرض الساركوئيد لكن سببه الدقيق غير معروف.
لا يعرف العلماء على وجه اليقين أي مجموعة من الجينات والمحفزات المسببة له، لذلك فمن المستحيل التنبؤ بمن سيصاب به.
ما هي متلازمة لوفغرين؟
متلازمة لوفغرين هي بداية مفاجئة لمرض الساركوئيد والتي تحددها مجموعة من الأعراض التي تؤثر على عدة أجزاء من الجسم:
- التهاب عدة مفاصل في الجسم.
- حمى.
- نتوءات حمراء مؤلمة على الساقين (حمامي عقدية).
- تورم العقد الليمفاوية في الصدر.
تشخيص الساركويد
يتم التشخيص عادةً من خلال مزيج من الفحص البدني والتصوير (مثل الأشعة السينية للصدر) وخزعة من الأورام الحبيبية المشتبه بها.
نظراً لأن الساركوئيد قد يبدو مثل حالات أخرى، فقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبارات إضافية لاستبعاد الأمراض الأخرى.
فحوصات تشخيص الساركويد
تعد اختبارات التصوير والخزعات من أكثر الطرق شيوعاً لتشخيص هذا المرض، ولكن قد يطلب مقدم الرعاية الصحية اختبارات أخرى بناءً على العلامات والأعراض.
يمكن إجراء الخزعات بعدة طرق مختلفة اعتماداً على المكان الذي يشتبه فيه مقدم الخدمة في الإصابة بالأورام الحبيبية، يمكن أن تكون خزعات الجلد والملتحمة (العين) وبعض العقد الليمفاوية غير جراحية أو طفيفة التوغل.
يمكن للإجراءات الأكثر تعقيداً فحص الأنسجة من الرئتين باستخدام أنابيب صغيرة وكاميرات ومعدات خزعة تمر عبر الأنف أو الحلق أو شق (قطع صغير)، وتشمل هذه:
- السحب بالإبرة الدقيقة عبر القصبات الهوائية الموجه بالموجات فوق الصوتية (EBUS-TBNA).
- خزعة القصبات الهوائية بالمنظار.
- تنظير المنصف. Mediastinoscopy
تشمل الاختبارات الأخرى ما يلي:
- اختبارات وظائف الرئة: اختبارات غير جراحية تقيس مدى كفاءة عمل الرئتين.
- التحاليل المخبرية: تُستخدم اختبارات الدم والبول لمعرفة مدى كفاءة عمل الكبد والكليتين والأعضاء الأخرى.
- تخطيط القلب (EKG أو ECG): اختبار روتيني يتحقق من النشاط الكهربائي للقلب.
- التصوير النووي: يستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني وفحص الغاليوم كمية صغيرة من المواد المشعة التي يتم حقنها في الوريد لإظهار الالتهاب في الجسم.
- مشتق البروتين المنقى: اختبار جلدي بسيط يساعد في تحديد التعرض المسبق أو الإصابة بمرض السل (TB)، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشخيص مرض السل أو استبعاده والذي يُخطئ أحياناً في تشخيصه بسبب الساركويد .
- فحص المصباح الشقي: ينظر مقدم الخدمة إلى داخل العين للكشف عن المشاكل المتعلقة بالعين الناجمة عن الساركويد .
علاج الساركويد
عادةً ما يكون علاج الساركويد هو إدارة الأعراض ومنع تلف الأعضاء، نظراً لأن الأورام الحبيبية هي مناطق التهابية تسببها الخلايا المناعية فعادةً ما يتم علاج الساركويد باستخدام الأدوية التي تعدل أو تثبط نظام المناعة، ويعتمد العلاج على مكان وجود الأورام الحبيبية في الجسم.
لا يوجد علاج محدد للساركوئيد على الرغم من أنه غالباً ما يختفي من تلقاء نفسه، لذا إذا لم تكون الأعراض مزعجة أو مهددة للحياة في بعض الأحيان لا يحتاج الساركويد إلى العلاج على الفور.
ما هي الأدوية المستخدمة لعلاج الساركويد ؟
تهدف أدوية علاج الساركويد إلى تقليل الالتهاب عن طريق تعديل أو تثبيط نظام المناعة، تشمل بعض الأدوية المستخدمة عادة ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات: الكورتيكوستيرويدات مثل بريدنيزون وكورتيزون هي أدوية تقلل الالتهاب في الجسم.
- مثبطات المناعة: تساعد مثبطات المناعة على منع الجهاز المناعي من التسبب في تلف الأعضاء والالتهابات، الميثوتريكسات هو مثبط للمناعة يستخدم عادة في مرض الساركويد .
- الأجسام المضادة لعامل نخر الورم ألفا (الأجسام المضادة لـ TNF-alpha): تستهدف الأجسام المضادة لـ TNF-alpha مثل إنفليكسيماب مادة كيميائية معينة في الجهاز المناعي لتقليل الالتهاب.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هي أدوية يمكن أن تعطي راحة مؤقتة من الأعراض الناجمة عن الالتهاب.
ما هي المضاعفات/الآثار الجانبية للعلاج؟
يمكن أن تعرض الكورتيكوستيرويدات المريض لخطر متزايد للإصابة بمرض معدٍ ويمكن أن تسبب عدداً من الآثار الجانبية، بما في ذلك:
- زيادة الوزن المفرطة.
- أرق.
- حب الشباب.
- مرض السكري لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.
- ضغط دم مرتفع.
- الزرق.
- إعتام عدسة العين.
- هشاشة العظام.
- الاكتئاب والتهيج العاطفي.
- كدمات الجلد.
متى يشعر المريض بالتحسن بعد العلاج؟
قد يستغرق الأمر من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر حتى يلاحظ المريض تحسن الأعراض بعد بدء علاج الساركويد .
ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها مع الساركوئيد ؟
تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأنظمة الغذائية تقلل الالتهابات في الجسم، قد يساعد تناول الأطعمة النباتية (مثل الفواكه والخضروات) والحد من اللحوم والجبن وتجنب السكر والكربوهيدرات (مثل الخبز) في تحسين أعراض الساركوئيد .
كيف يمكن الوقاية من الساركويد ؟
نظراً لأننا لا نعرف على وجه اليقين أسباب المرض، فلا توجد طريقة للوقاية منه أو تقليل خطر الإصابة به.
إن تناول الأدوية على النحو الموصوف من قبل مقدم الرعاية الصحية سيقلل من خطر تلف الأعضاء الذي يمكن أن تسببه الأورام الحبيبية.
هل يتوفر تحاليل تشخيص الساركويد في مختبرات دلتا الطبية؟
تتوفر في مختبرات دلتا الطبية جميع الفحوصات اللازمة للإطمئنان على أداء الجهاز المناعي من صورة دم وتعداد الخلايا المناعية، معززات المناعة من فيتامينات ومعادن وغيرها. كما تتوفر التحاليل لطبية للكشف عن سلامة الجهاز المناعي من العدوى ومنها بطبيعة الحال الساركويد.
يمكن إجراء هذه الفحوصات على شكل تحاليل فردية أو باقات في أي فرع من فروع مختبرات دلتا الطبية بالسعودية أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي المجانية مع ضمان الحصول على نتائج ذات دقة وجودة عالية.
المراجع:
Foundation for Sarcoidosis Research. Anti-Inflammatory Diet Recommendations
Foundation for Sarcoidosis Research
Brown F, Modi P, Tanner LS. Lofgren Syndrome