حروق الشمس ، دليل تعريفي شامل
بقدر ما هو مهم لتعرض للشمس بقدر ما لها من مضار على الجسم والجلد، فعند التعرض الطويل لأشعة الشمس يتعرض الجلد للحروق مسببا ما يسمى بـ حروق الشمس ، وتعتبر سبب أساسي لسرطان الجلد، لذا سنتعرف في هذا المقال على مفهوم حروق الجلد الشمسية وكيف يمكن علاجها والوقاية منها.
ما هي حروق الشمس؟
هي عبارة عن جلد أحمر ومؤلم ومتضرر نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، عند التعرض للشمس فإن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس (أو من سرير التسمير) تحرق الجلد.
يمكن أن تؤدي حروق الشمس المتعددة إلى شيخوخة الجلد المبكرة وسرطان الجلد، ويمكن تقليل خطر الإصابة بهذه الحروق عن طريق اتخاذ خطوات لحماية البشرة كل يوم.
ما هي أنواع حروق الشمس؟
يقوم مقدمو الرعاية الصحية بتصنيف الحروق حسب شدة تلف الجلد، النوعان الأكثر شيوعًا لهذ الحروق هما:
- حروق الشمس من الدرجة الأولى: تلف الطبقة الخارجية للبشرة، وعادةً ما يُشفى هذا من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام إلى أسبوع.
- حروق الشمس من الدرجة الثانية: وهي تلف الجزء الأوسط من الجلد (الأدمة)، سوف تظهر بثور على الجلد المصاب بهذه الحروق وقد يستغرق الجلد أسابيع للشفاء وقد يحتاج إلى علاج طبي.
- حروق الشمس من الدرجة الثالثة: نادرة جداً وتتطلب علاجاً طارئاً، حيث يحدث أضراراً بالغة بجميع طبقات البشرة بما في ذلك الطبقة الدهنية الموجودة تحت الجلد ويمكن أيضاً تدمير النهايات العصبية؛ تنتج معظم حروق الدرجة الثالثة عن حرق كيميائي أو حريق وليس عن التعرض لأشعة الشمس.
ما مدى شيوع حروق الشمس؟
هذه الحروق شائعة جداً خاصةً عند الشباب، يعاني ما بين 50% و75% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً منها كل عام.
ما هي أعراض حروق الشمس؟
عند التعرض لهذه الحروق فقد يشعر الشخص وكأن البشرة مشتعلة؛ وهو إحساس حار وحارق يزداد سوءاً عند اللمس حتى مع الملابس.
تعتمد أعراض الحروق على شدة ومدة التعرض للشمس، قد تشمل الأعراض ما يلي:
- أعراض حروق الشمس من الدرجة الأولى:
- احمرار البشرة الفاتحة حيث يمكن أن يصاب الأشخاص ذوو البشرة الداكنة بحروق الشمس ولكن قد يكون من الصعب رؤية ذلك ما لم يحدث تقشر أو تقرح.
- يبدو الجلد ساخناً أو مشدوداً.
- الألم والتورم.
- تقشر الجلد (بعد عدة أيام).
قد يحدث أيضاَ:
- تعب.
- حمى.
- صداع.
- غثيان.
- أعراض حروق الشمس من الدرجة الثانية:
- احمرار الجلد.
- البثور
- التورم على مساحة أكبر.
- بشرة ذات مظهر رطب.
- ألم أشد.
- أعرض أمراض الحرارة مثل التعب والصداع والدوخة والارتباك والقشعريرة وقد تنتهي بالصدمة.
- أعراض حروق الشمس من الدرجة الثالثة:
- حرق مشوه للجلد.
- خدر الجلد.
- لون البشرة أبيض أو باهت.
- جميع أعراض أمراض الحرارة المذكورة أعلاه بما في ذلك الصدمة و/أو ضربة الشمس.
كيف تبدو حروق الشمس السيئة؟
لا يوجد حروق شمس جيدة، لكن حروق الشمس السيئة تبدو حمراء وملتهبة للغاية وقد تحدث بثور ومن المحتمل أن تتقشر البشرة.
ما هي المراحل الثلاث لحروق الشمس؟
- عادة ما يبدأ الألم الناتج عن حروق الشمس خلال ساعات قليلة من الحرق.
- سيصبح الجلد أكثر احمراراً وتهيجاً ويصل الألم إلى ذروته بعد حوالي 24 ساعة من الحرق.
- خلال الأسبوع التالي أو نحو ذلك قد تتقشر البشرة ويجب أن تعود تدريجياً إلى لونها الطبيعي.
أما في حروق الشمس الشديدة فقد يستغرق ذلك بضعة أسابيع.
ما الذي يسبب حروق الشمس؟
تحدث هذه الحروق بسبب الأشعة فوق البنفسجية، هناك نوعان من الأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB) وكلا النوعين من الأشعة يمكن أن يحرق البشرة.
يمكن لأي شخص أن يصاب بهذه الحروق لكن الفرصة في الإصابة تزيد اعتماداً على:
- مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في الشمس.
- بعض الأدوية بما في ذلك المضادات الحيوية مثل الدوكسيسيكلين والباكتريم والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) والريتينويدات وأدوية القلب (مثل مدرات البول).
- شدة الأشعة فوق البنفسجية ويختلف ذلك بحسب الوقت من اليوم والتغطية السحابية والارتفاع والقرب من خط الاستواء.
- نوع البشرة ولونها.
- استخدام أجهزة التسمير بدون واقي الشمس.
كيف يتم تشخيص حروق الشمس؟
يمكن لمقدم الرعاية الصحية تقييم مدى خطورة الحروق، وذلك عن طريق تحديد مساحة الجلد المحروق وشدة الحرق والأعراض.
كيف يتم علاج حروق الشمس؟
يمكن علاج معظم الحروق من الدرجة الأولى والثانية في المنزل، تشمل الخطوات التي يمكن اتخاذها ما يلي:
- تغطية الجلد المصاب بحروق الشمس حتى شفائه خاصةً عندما يكون الشخص بالخارج، وقد تساعد الملابس الباردة والرطبة على الشعور بالتحسن.
- استخدام المواد الهلامية والكريمات الموضعية المبردة والمرطبة مثل كريم الهيدروكورتيزون أو جل الصبار.
- بمجرد تبريد الجلد وإيقاف الضرر المستمر ستحافظ المراهم بما في ذلك مرهم المضاد الحيوي أو الفازلين على ترطيب الجلد وتساعده على الشفاء دون ترك ندبات.
- شرب الماء لتجنب الجفاف.
- أخذ حمام بارد.
- تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لتخفيف الألم.
- ترك البثور وحدها حتى تشفى وعدم خدشها أو تقشير الجلد.
إذا كان الشخص يعاني من حروق من الدرجة الثالثة فقد يحتاج المريض إلى ترقيع الجلد (ترميمه جراحياً) حيث يقوم الجراح بإزالة الجلد الميت ونقل الجلد الصحي من مكان آخر في الجسم، تستغرق هذه الحروق أسابيع أو أكثر للشفاء ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بحروق الشمس؟
يمكن منع حروق الشمس وتقليل خطر التعرض لأضرار أشعة الشمس حيث تشمل الخطوات التي يمكن اتخاذها ما يلي:
- تطبيق واقي الشمس واسع النطاق كل يوم للحماية من الأشعة فوق البنفسجية فئة A والأشعة فوق البنفسجية فئة B، ويُعاد وضعه كل 90 دقيقة عند التواجد بالخارج وفي كثير من الأحيان بعد السباحة والتعرق.
- تجنب التسمير وأسرّة التسمير.
- الانتباه للتعرض لأشعة الشمس عند تناول الأدوية التي تزيد من حساسية البشرة.
- الحد من التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً؛ عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها.
- زيارة طبيب الأمراض الجلدية لإجراء فحوصات سنوية لسرطان الجلد.
- استخدام النظارات الشمسية التي تعمل على تصفية الأشعة فوق البنفسجية.
- ارتداء الملابس الواقية مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة والقبعات واسعة الحواف.
كم من الوقت تستمر حروق الشمس؟
الخبر السار هو أن ألم هذه الحروق لا يدوم طويلاً، حيث غالباً ما تختفي هذه الحروق من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام إلى أسبوع.
لكن للأسف الضرر الذي يلحق بالحمض النووي في خلايا الجلد يكون دائماً، حيث أن كل حروق الشمس تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ما هي الآثار طويلة الأمد لهذه الحروق؟
التعرض المتكرر للأشعة فوق البنفسجية الضارة يمكن أن يسبب:
- شيخوخة الجلد المبكرة، بما في ذلك البقع العمرية المتغيرة اللون والنمش والأوردة الحمراء والتجاعيد والترهل.
- بقع خشنة ومتقشرة قد تتحول إلى سرطان الجلد (آفات جلدية محتملة التسرطن).
- تلف العين مما قد يؤدي إلى إعتام عدسة العين.
- سرطان الجلد خاصةً في المناطق الأكثر تعرضاً للشمس مثل الذراعين والظهر والأذنين والوجه والساقين.
كيف تؤدي حروق الشمس إلى سرطان الجلد؟
عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس بشكل شديد تتوسع الأوعية الدموية في البشرة مما يؤدي إلى الاحمرار والالتهاب والتورم.
يرسل الجسم خلايا مناعية لإصلاح الضرر وهنا يمكن إصلاح بعض خلايا الجلد والبعض الآخر يموت، وقد يكون لدى البعض الآخر طفرات في الحمض النووي لا يمكن إصلاحها وهذه التأثيرات تؤدي إلى شيخوخة البشرة ويمكن أن تؤدي إلى سرطان الجلد.
المراجع:
American Academy of Dermatology Foundation. How to Treat Sunburn
Merck Manual (Consumer Version). Sunburn
The Skin Cancer Foundation. Sunburn & Your Skin