التهاب الأذن الوسطى ، الأسباب والأعراض والعلاج

تتعرض الأذن للكثير من العدوى والالتهابات بعضها يكون عابر ويشفى بدون أدوية (محدد لذاته) وبعضها الآخر يستمر لفترة أطول لكن جميع حالات التهاب الأذن هي مزعجة للغاية وتسبب أعراضاً متعبة للمريض.

ما هو التهاب الأذن الوسطى الحاد؟

عدوى الأذن وتسمى أيضاً التهاب الأذن الوسطى الحاد، هي عدوى مفاجئة في الأذن الوسطى.

ولزيادة التوضيح، تعتبر الأذن الوسطى هي المساحة المليئة بالهواء بين طبلة الأذن والأذن الداخلية، وتضم العظام الدقيقة التي تنقل الاهتزازات الصوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية حتى نتمكن من السمع.

أنابيب استاكيوس هي قنوات تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق وهي تنظم ضغط الهواء في الأذن وتمنع تراكم السوائل في مساحة الأذن الوسطى، وإذا لم تعمل قناة استاكيوس بشكل جيد فإن السائل يواجه صعوبة في التصريف من مساحة الأذن الوسطى ويمكن أن يسبب ضعفاً في السمع.

تسبب التهابات الأذن (من الفيروسات والبكتيريا) أيضاً ظهور سائل في الأذن الوسطى، في هذه الحالات يصاب سائل الأذن الوسطى بالعدوى وغالباً ما يسبب عدم الراحة بالإضافة إلى ضعف السمع.

ما مدى شيوع التهاب الأذن؟

يعد التهاب الأذن الوسطى من أكثر أمراض الطفولة شيوعاً، بخلاف نزلات البرد؛ تحدث التهابات الأذن في أغلب الأحيان عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين وهي شائعة حتى سن الثامنة.

يمكن أن يصاب الأطفال الأكبر سناً والبالغون أيضاً بهذه الالتهابات ولكنها لا تحدث كثيراً كما هو الحال عند الأطفال الصغار.

لماذا الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن من البالغين؟

يصاب الأطفال بهذه الالتهابات أكثر من البالغين للأسباب التالية:

  1. لا تعمل قناة استاكيوس لديهم بشكل جيد مثل البالغين وهذا يشجع السوائل على التجمع خلف طبلة الأذن.
  2. لا يزال نظام المناعة لديهم في طور النمو وهو نظام مكافحة العدوى في الجسم.

ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى ؟

غالباً ما تبدأ أعراض التهاب الأذن الوسطى بعد الإصابة بنزلة برد، وتشمل هذه الأعراض:

  1. ألم الأذن.
  2. فقدان الشهية.
  3. مشكلة في النوم.
  4. مشكلة في السمع في الأذن المسدودة.
  5. الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن.
  6. إفرازات صفراء أو بنية أو بيضاء من الأذن (وهذا قد يعني أن طبلة الأذن قد ثقبت).

يجب عدم وضع أي شيء في قناة الأذن إذا حدث تصريف للسوائل من الأذن، لأنه قد يؤدي لإلحاق الضرر بطبلة الأذن الممزقة.

نظراً لأن الأطفال الصغار والرضع لا يمكنهم دائماً التعبير عن أعراضهم فمن المهم التعرف على علامات المرض لديهم، حيث قد يعاني الطفل المصاب بالتهاب الأذن من:

  1. فرك أو شد أذنه.
  2. البكاء أكثر من المعتاد أو التصرف بغضب.
  3. المعاناة من حمى تتراوح من 100.5 إلى 104 درجة فهرنهايت (38 إلى 40 درجة مئوية).
  4. بدء التنفس من الفم أو زيادة الشخير.
  5. رفض تناول الطعام والرضاعة (يتغير الضغط في الأذن الوسطى عندما يبلع الطفل مما يسبب المزيد من الألم ورغبة أقل في تناول الطعام).

أسباب التهاب الأذن

تعود أسباب التهاب الأذن إلى البكتيريا والفيروسات، في كثير من الأحيان تبدأ بعد نزلة برد أو عدوى أخرى في الجهاز التنفسي العلوي.

تنتقل الجراثيم إلى الأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس وبمجرد دخول الفيروس أو البكتيريا يمكن أن يتسبب في تضخم قناة استاكيوس، يمكن أن يتسبب التورم في انسداد الأنبوب مما يؤدي إلى ضعف وظيفة قناة استاكيوس وتراكم سوائل الالتهاب في الأذن الوسطى.

هل التهابات الأذن معدية؟

جميع أنواع التهاب الأذن ليست معدية ولكن الفيروس و/أو البكتيريا المسببة للعدوى معدية.

تسبب أنواع متعددة من البكتيريا والفيروسات هذه الالتهابات بما في ذلك تلك التي تسبب نزلات البرد والأنفلونزا.

عوامل الخطر للإصابة بالتهابات الأذن

  1. العمر: الرضع والأطفال الصغار (بين 6 أشهر وسنتين) أكثر عرضة للإصابة بهذه الالتهابات.
  2. التاريخ العائلي: يمكن أن تكون الإصابة أمراً وراثياً في العائلة.
  3. نزلات البرد: الإصابة بنزلات البرد تزيد من خطر الإصابة بعدوى الأذن، حيث يتعرض الأطفال في مراكز الرعاية النهارية والجماعية لخطر أكبر للإصابة بالتهابات الأذن لأنهم أكثر عرضة للاحتكاك بالأطفال المصابين بنزلات البرد أو غيرها من أمراض الجهاز التنفسي المعدية.
  4. الأمراض المزمنة: الأمراض طويلة الأمد بما في ذلك نقص المناعة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل التليف الكيسي والربو) يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدوى الأذن.
  5. العرق: يعاني الأطفال من السكان الأصليين في أمريكا والإسبانيين وسكان ألاسكا الأصليين من التهابات الأذن أكثر من الأطفال من المجموعات العرقية الأخرى.
  6. سوء نوعية الهواء والبيئات المليئة بالدخان: يزيد تلوث الهواء والتعرض للتدخين السلبي من خطر الإصابة بعدوى الأذن.

مضاعفات التهابات الأذن

معظم الالتهابات لا تسبب مشاكل طويلة الأمد، وعندما تحدث مضاعفات فإنها عادةً ما تكون مرتبطة بالتهابات الأذن المتكررة أو المستمرة وتشمل المضاعفات ما يلي:

  1. فقدان السمع:

يعد فقدان السمع المؤقت أو التغيرات في السمع (كتم الصوت أو تشوهات الصوت) أمراً شائعاً أثناء إصابة الأذن.

يمكن أن تؤدي العدوى المتكررة أو المستمرة أو تلف الهياكل الداخلية في الأذن إلى فقدان السمع بشكل أكبر.

  1. تأخر تطور الكلام واللغة:

يحتاج الأطفال إلى السمع لتعلم اللغة وتطوير الكلام، يمكن أن يؤدي ضعف السمع أو فقدان السمع لأي فترة من الوقت إلى تأخير النمو بشكل كبير.

  1. تمزق طبلة الأذن:

يصاب حوالي 5% إلى 10% من الأطفال المصابين بعدوى الأذن بتمزق صغير في طبلة الأذن، في كثير من الأحيان تشفى من تلقاء نفسها وإذا لم يحدث ذلك قد يحتاج الطفل لعملية جراحية.

  1. انتشار العدوى:

يمكن أن تنتشر العدوى غير المعالجة أو العدوى التي لا تتحسن من تلقاء نفسها إلى العظم الموجود خلف الأذن (التهاب الخشاء).

في بعض الأحيان يمكن أن تنتشر العدوى إلى الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا) وتسبب التهاب السحايا.

تشخيص التهاب الأذن

يمكن لمعظم مقدمي الرعاية الصحية معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من التهاب الأذن بناءً على أعراضه وإجراء فحص جسدي للتحقق من وجود علامات البرد وفحص الأذن.

بالنسبة لفحص الأذن، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص طبلة أذن الطفل باستخدام أداة مضاءة تسمى منظار الأذن، حيث تعتبر طبلة الأذن الملتهبة أو المتورمة أو الحمراء علامة على وجود التهاب في الأذن.

قد يستخدم مقدم رعاية الطفل منظار الأذن الهوائي للتحقق من وجود السوائل في الأذن الوسطى للطفل، حيث يقوم منظار الأذن الهوائي بنفخ نفخة من الهواء على طبلة الأذن مما يؤدي إلى تحركها ذهاباً وإياباً ولن تتحرك بسهولة إذا كان هناك سائل داخل أذن الطفل.

قد يحتاج الطفل إلى اختبارات أخرى، بما في ذلك:

 

  1. قياس الطبل: يستخدم هذا الاختبار ضغط الهواء للتحقق من وجود السوائل في الأذن الوسطى للطفل.
  2. قياس الانعكاس الصوتي: يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية للتحقق من وجود السوائل في الأذن الوسطى للطفل.
  3. بزل الطبلة: يسمح هذا الإجراء لمقدم الرعاية بإزالة السوائل من الأذن الوسطى للطفل واختبارها بحثاً عن الفيروسات والبكتيريا، حيث قد يوصي مقدم الخدمة ببزل الطبلة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى في إزالة العدوى.
  4. اختبارات السمع: قد يقوم مقدم خدمة يُدعى اختصاصي السمع بإجراء اختبارات السمع لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من فقدان السمع، يعد فقدان السمع أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين يعانون من التهابات الأذن الطويلة الأمد أو المتكررة أو عدم تصريف السوائل في الأذن الوسطى.
  5. في الحالات الشديدة يتم إجراء تحاليل دموية لمعرفة نسبة الالتهاب في الجسم والتوجه لنوعي (بكتيري/ فيروسي) وذلك عن طريق تحليل صورة الدم CBC وتحليل البروتين الالتهابي الارتكاسي CRP.

علاج التهاب الأذن الوسطى

يعتمد علاج التهاب الأذن الوسطى على عوامل كثيرة، منها:

  1. عمر الطفل.
  2. شدة العدوى.
  3. طبيعة العدوى (العدوى لأول مرة أو مستمرة أو متكررة).
  4. ما إذا كان السائل يبقى في الأذن الوسطى لفترة طويلة.

في كثير من الأحيان تشفى التهابات الأذن دون علاج، قد يقوم مقدم الخدمة بمراقبة حالة الطفل لمعرفة ما إذا كانت تتحسن قبل وصف العلاجات.

قد يحتاج الطفل إلى مضادات حيوية أو عملية جراحية لعلاج الالتهابات التي لا تشفى، في هذه الأثناء يمكن أن تساعد أدوية الألم في تخفيف الأعراض مثل ألم الأذن.

  1. المضادات الحيوية:

قد يحتاج الطفل إلى المضادات الحيوية إذا كانت البكتيريا تسبب التهاب الأذن ، وقد ينتظر مقدمو الرعاية الصحية ما يصل إلى ثلاثة أيام قبل وصف المضادات الحيوية لمعرفة ما إذا كانت العدوى الخفيفة ستختفي من تلقاء نفسها.

إذا كانت العدوى شديدة فقد يحتاج الطفل إلى البدء بالمضادات الحيوية على الفور.

حتى لو تحسنت الأعراض يجب عدم التوقف عن تناول الدواء حتى يقرر مقدم الخدمة ذلك، حيث يمكن أن تعود العدوى إذا لم يتناول الطفل جميع المضادات الحيوية كما هو موصوف.

  1. أدوية تخفيف الألم:

قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بالأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين لتخفيف الألم وتقليل الحمى، كما قد يصفون قطرات الأذن لتخفيف الألم.

يجب عدم صرف الأسبرين للأطفال أبداً حيث يمكن أن يسبب الأسبرين حالة مهددة للحياة تسمى متلازمة راي.

  1. أنابيب الأذن (أنابيب فغر الطبلة):

قد يحتاج الطفل إلى أنابيب الأذن إذا كان يعاني من التهابات متكررة في الأذن أو التهابات لا تتحسن بالمضادات الحيوية أو فقدان السمع المرتبط بتراكم السوائل.

يقوم أخصائي الأذن والأنف والحنجرة (ENT) بوضع الأنابيب أثناء فغر الطبلة وهو إجراء قصير (حوالي 10 دقائق) ويمكن للطفل العودة إلى المنزل في نفس اليوم.

أثناء فغر الطبلة يقوم مقدم الخدمة بإدخال أنبوب معدني أو بلاستيكي صغير في شق صغير (قطع) في طبلة أذن الطفل، يُطلق على عملية ثقب وتصريف طبلة الأذن اسم بضع الطبلة. بمجرد وضع الأنابيب في مكانها فإنها تسمح للهواء بالدخول إلى الأذن الوسطى وتسمح بتصريف السوائل.

يبقى الأنبوب عادةً في مكانه لمدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهراً وقد يسقط من تلقاء نفسه أو قد يحتاج الطفل لعملية جراحية لإزالته لكن بمجرد إزالة الأنابيب سوف يلتئم الثقب الموجود في طبلة الأذن وينغلق.

طرق الوقاية

فيما يلي بعض الطرق لتقليل خطر إصابة الطفل بعدوى التهاب الأذن :

  1. الوقاية من نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
  2. تجنب التدخين السلبي.
  3. إرضاع الطفل رضاعة طبيعية إذا أمكن، حيث إن الإرضاع خلال الأشهر الستة إلى الـ 12 الأولى مفيد حتى تحارب الأجسام المضادة الموجودة في حليب الثدي الفيروسات والبكتيريا التي تسبب العدوى.
  4. إرضاع طفلك بالزجاجة في وضع مستقيم بحيث يكون رأسه أعلى من معدته، يمكن لهذا الوضع أن يمنع الحليب الصناعي أو السوائل الأخرى من التدفق للخلف والتجمع في قناة استاكيوس.
  5. الالتزام بإعطاء الطفل جميع لقاحاته بما في ذلك لقاحات الأنفلونزا السنوية للأطفال بعمر 6 أشهر فما فوق ولقاحات مرض المكورات الرئوية والتهاب السحايا.

 

المراجع:

American Academy of Pediatrics (healthychildren.org). Ear Infection Questions

American Academy of Pediatrics (healthychildren.org). Middle Ear Infections

Merck Manual, Consumer Version. Overview of Middle Ear Infections in Young Children

اذهب إلى الأعلى