تعرّف الوراثة أنها ماذا؟ من هنا يبدأ كل شيئ !

يشعر بعض الناس بالفضول تجاه الأسئلة الأساسية المتعلقة بالحياة: من أين أتت؟ لماذا هي متنوعة إلى هذا الحد؟ لماذا يشبه الأطفال آباءهم؟ للإجابة على هذه الأسئلة، يدرسون نوعًا من علم الأحياء يُسمى علم الوراثة.

وتعرّف الوراثة أنها علم الجينات، والذي بدأ في القرن التاسع عشر على يد العالم جريجور مندل، والذي توصل إلى كيفية وراثة الصفات من خلال دراسة نبات البازلاء، ومنذ أن تمكن العلماء من تحديد الجينات في منتصف القرن العشرين، شهد مجال علم الوراثة نموًا سريعًا.

ما المقصود بعلم الوراثة؟

تعرّف الوراثة أنها علم دراسة  الوراثة  بشكل عام والجينات  بشكل  خاص، حيث يُشكل علم الوراثة أحد الركائز الأساسية  لعلم الأحياء، ويتداخل مع العديد من المجالات الأخرى، مثل: الزراعة  والطب والتكنولوجيا  الحيوية.

قد أظهر التاريخ أن الاهتمام بعلم الوراثة كان قبل فجر الحضارة بفترة طويلة، لابد وأن الفضول كان قائمًا في البداية على أوجه التشابه بين أفراد الأسرة البشرية، مثل: التشابه في بنية الجسم والصوت والمشية والإيماءات. وإليك بعض النظريات البدائية لعلم الوراثة:

  • أبقراط المعروف بأبي الطب، كان يُؤمن بوراثة الخصائص المكتسبة، ولتفسير ذلك، ابتكر الفرضية المعروفة باسمه، وقد افترض أن جميع أعضاء جسم أحد الوالدين تنتج “بذورًا” غير مرئية، والتي كانت بمثابة مكونات بناء مصغرة، وتم نقلها أثناء الجماع ، وإعادة تجميع نفسها في رحم الأم لتكوين طفل.
  • بينما اعتقد أرسطو: أن الدم هو المادة الوراثية التي تولد كل أعضاء الجسم البالغ، وأن الدم هو الأساس الذي ينقل هذه القوة الإنجابية إلى الجيل التالي. وفي الواقع، كان يعتقد أن السائل المنوي للذكر هو دم نقي وأن دم الحيض للمرأة هو ما يعادل السائل المنوي لديها. وقد اتحدت هذه المساهمات الذكرية والأنثوية في الرحم لإنتاج طفل.

ماذا يقصد بصفات الوراثية؟

تعرّف الوراثة أنها عملية يكتسب فيها الكائن الحي خصائص من والديه، وتسمى هذه الخصائص بالصفات، كما أن كل فرد فريد من نوعه، لأنه يتمتع بمجموعة فريدة من الصفات. وكذلك السمات التي ينقلها الوالد إلى نسله أثناء عملية الإخصاب هي سمات موروثة، ويتم تحديد هذا الميراث من خلال قواعد معينة للوراثة.

وعادة؛ ما تكون السمات الموروثة مشفرة في الحمض النووي لدينا، وبالتالي يمكن نقلها إلى الجيل التالي، على سبيل المثال: لون العين، الطول، البشرة، لون الشعر وما إلى ذلك.

وإليك؛ كيف تُورث الصفات؟

  • كيف تنتقل الصفات من جيل إلى جيل؟ يحدث هذا عندما تتحد الأمشاج، فعندما تُخصب البويضة عن طريق الحيوان المنوي، فإننا نتلقى لكل زوج من الكروموسومات كروموسومًا واحدًا من والدنا وآخر من والدتنا.
  • أما بالنسبة لصفة معينة، نتلقى ما يسمى بالأليل من والدنا وأليلًا واحدًا من والدتنا، والأليل هو شكل مختلف من الجين، فعندما يتحكم جين معين في سمة يُعبر عنها في النمط الظاهري، وتظهر الأشكال المختلفة للجين في شكل السمات المختلفة، التي تُلاحظ في النمط الظاهري.
  • في علم الوراثة البسيط، يمكن أن تكون الأليلات متماثلة اللواقح أو غير متماثلة اللواقح، إذ يشير المتماثل اللواقح إلى وجود نسختين من نفس الأليل، بينما يشير غير المتماثل اللواقح إلى وجود أليلات مختلفة.

تعريف الوراثة في علم النفس

من وجهة نظر علماء النفس، تعرّف الوراثة أنها مهمة ضخمة، فهؤلاء العلماء مكلفون برسم خريطة للمسار من جينات الفرد إلى الشخص الذي يراه في المرآة، وأيضًا معرفة تأثير قوة الجينات على فهم الأمراض العقلية، والاختلافات النفسية بين الأفراد، فضلاً عن التأثيرات النفسية للعوامل غير الوراثية.

وتُعد الجينات مهمة في علم النفس، إذ:

  • تُساعد الجينات في تحديد هوية الفرد من الداخل والخارج، كما تلعب العوامل غير الوراثية دورًا أيضًا.
  • وقد توصل علماء النفس إلى أن: السمة أو السلوك الذي يبدو أنه ناتج عن تربية الطفل، مثل: الميل إلى المرض العقلي أو ما شابه، قد يكون في الواقع نتاجًا إلى حد كبير للجينات التي ورثها من والديه.

هل شخصية الإنسان مكتسبة أم وراثية؟

بعد معرفة إجابة السؤال عن تعرّف الوراثة أنها، قد يتطرق ذهنكَ إلى هل الشخصية يُمكن وراثتها، أم أنها مكتسبة من البيئة؟

تُعد الشخصية هي أحد السمات، التي يدرسها العلماء لفهم تأثير علم الوراثة، كما تُعرّف الشخصية أنها، مزيج من سلوكنا، وأنماط تفكيرنا، ومشاعرنا، التي تُحدد كيفية إدراكنا للعالم؟ وكيف يُدركنا الآخرون؟

الإجابة ببساطة عن هل الشخصية مكتسبة أو موروثة؟ تتلخص في المثال التالي:

  • تخيل أن هناك ثلاثة مواليد، المولود الأول هادئ ولطيف، المولود الثاني متطلب للغاية وصاخب، بينما المولود الثالث فضولي ومضطرب، يبدو أن كل واحد منهم يتمتع بشخصية فريدة. لماذا؟ لأن؛ هناك بعض الأمور المهمة، التي يجب معرفتها عند النظر في التأثيرات الجينية على الشخصية. 
  • أولاً، من المهم أن نعرف أن الجينات ليست وحدها المسؤولة عن شخصيتنا. فالشخصية هي سمة معقدة، والسمة المعقدة هي سمة تتأثر بالعديد من العوامل الجينية والبيئية المختلفة.
  • ثانيًا، ولأن الشخصية سمة معقدة، فإن معظم الباحثين يدركون أن الجزء الجيني من شخصيتنا لا يمكن فصله تمامًا عن التأثيرات البيئية.

من أقوى جينات الأم أم الأب؟

على الرغم من أن كلا الوالدين قد نقلا الكمية نفسها من الحمض النووي إلى الطفل، كما ذكرنا سابقًا في تعرّف الوراثة أنها، إلا أن العلماء قد أثبتوا أن:

  • جينات الأب هي الأقوى في تحديد شكل ملامح الطفل، وصحته العامة، ومتوسط العمر.
  • ووفقًا لما نشره العلماء أن جينات الأب قد تُؤثر بنسبة تصل إلى حوالي 80%، في طول الطفل، ومعدلات النمو، والأمراض الوراثية، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية.
  • ولكن أشار العلماء إلى أن جينات الأم تُصبح أكثر نشاطًا وتأثيرًا في الأحفاد.

الجينات الوراثية للمولود الأول

  • وفقًا لدراسة سويدية حديثة، يتمتع المواليد الأوائل بسمات شخصية أكثر إيجابية، بما في ذلك الانفتاح على التجارب الجديدة، والضمير الحي، والانفتاح، والود، والاستقرار العاطفي الأكبر، مقارنة بإخوتهم المولودين لاحقًا.
  • كما يميل الأطفال البكر إلى امتلاك خصائص نفسية تتعلق بالقيادة، بما في ذلك المسؤولية والإبداع والطاعة والهيمنة.
  • كما أنهم أكثر عرضة لامتلاك قدرات أكاديمية، ومستويات ذكاء أعلى من إخوتهم الأصغر سنًا.
  • ويعتقد أن هذه الصفات تجعل الأطفال البكر أكثر نجاحًا.

في الحقيقة؛ قد تكون هذه التفسيرات سليمة، لكن الأدلة التي تدعم الارتباط بين سمات الشخصية وترتيب الولادة مختلطة.

إذ تظهر بعض الدراسات ارتباطًا قويًا بين قدرات القيادة وترتيب الولادة ، لكن دراسات أخرى لا تدعم هذه النتائج، وقد تنبع التناقضات في النتائج من عوامل يتم إهمالها في بعض الأحيان، مثل: جنس المولود الأول وأشقائه.

الخلاصة

تعرّف الوراثة أنها علم دراسة  الوراثة  بشكل عام والجينات  بشكل  خاص، حيث يُشكل علم الوراثة أحد الركائز الأساسية  لعلم الأحياء، ويتداخل مع العديد من المجالات الأخرى، مثل: الزراعة  والطب والتكنولوجيا  الحيوية. وقد تعرّف الوراثة أنها أيضًا عملية يكتسب فيها الكائن الحي خصائص من والديه.

المصادر

اذهب إلى الأعلى