فحص WBC: لماذا يُطلب؟ وما علاقته بالجهاز المناعي؟

هل تساءلت يومًا عن السر وراء قدرة جسمك على محاربة العدوى والأمراض؟ هنا يأتي دور فحص WBC، فهو ليس مجرد إجراء طبي روتيني؛ بل هو يعد بوابتك للتعرف على حالة جهازك المناعي، وكيفية استجابته للتحديات الصحية؟، كما أن فهم نتائجه تُعد مفتاحًا للكشف عن اضطرابات المناعة، والأمراض المزمنة مُبكرًا، لذا سوف نتعرف فيما يلي عن كافة المعلومات المتعلقة بفحص wbc.

ما هو فحص wbc؟

يُعد  فحص wbc، اختصارًا لـ( White blood cell count )،ويعرف بأنه: “فحص تعداد كريات الدم البيضاء”، حيث يقوم بالكشف عن عدد كرات الدم البيضاء الموجودة في الدم؛ ومعرفة نسبتها في الجسم، إذا كانت نسبة طبيعية أم لا، حيث يشير ارتفاعه أو انخفاضه إلى مشكلة صحية في الجسم.

وتكمن أهميته في أنه يوضح الكثير من الأمور الصحية المتعلقة بالجهاز المناعي للجسم، وتنقسم كريات الدم البيضاء التي تُعد أحد مكونات الدم الأساسية، إلى 5 أنواع وهما: (الخلايا القاعدية، والحمضية، والليمفاوية، والمتعادلة، والوحيدة)، ويلعب كل نوع منها على وقاية الجسم بطريقة مختلفة عن النوع الآخر، ولكن في النهاية هدفهم الأساسي حماية الجسم من الفيروسات والعدوى.

متى يتم إجراء فحص WBC؟

يتطلب إجراء فحص كريات الدم البيضاء، في عدة حالات، مثل: (فترة الخضوع لعلاج طبي يؤثر على عدد خلايا الدم لديك والجهاز المناعي)، كما يستخدم لمتابعة المشكلات الصحية المزمنة، التي تؤثر على تعداد خلايا الدم، مثل: (مرض نخاع العظم المزمن)، وعادة ما تُشير عدة أعراض إلى الحاجة لإجراء هذا التحليل، ومن أبرزها ما يلي: 

  • التعب والإعياء المفرط: إذا كنت تشعر بإرهاق مستمر وضعف غير مبرر، فقد يشير ذلك إلى خلل في تعداد خلايا الدم البيضاء، وهو ما قد يكون مرتبطًا بعدوى أو مشكلة مناعية.

  • الحمى: ارتفاع درجة الحرارة، أو ظهور علامات واضحة للعدوى، مثل: (التورم أو الاحمرار)، قد يكون مؤشرًا على استجابة جهاز المناعة لمحاربة عدوى؛ لذا فإن فحص كريات الدم البيضاء، يُساعد في تقييم حدة العدوى ونوعها.

  • علامات الإصابة بالسرطان: يُطلب الفحص أحيانًا لتقييم احتمال وجود أمراض سرطانية، مثل: (سرطان الدم أو الأورام) التي قد تؤثر على إنتاج خلايا الدم.

  • القشعريرة: الشعور بالقشعريرة المتكررة، قد يرتبط بعدوى أو اضطراب صحي، يتطلب التحقق من نشاط جهاز المناعة وعدد كريات الدم البيضاء.

  • فقدان الوزن السريع: انخفاض الوزن المفاجئ دون سبب واضح قد يكون مرتبطًا بمشكلات صحية كبيرة، مثل: (الالتهابات المزمنة أو الأمراض المناعية)، ويساعد تحليل كريات الدم البيضاء في الكشف عن السبب الكامن.

  • كثرة النزيف وسهولة الإصابة بالكدمات: عند ملاحظة نزيف متكرر، أو كدمات تظهر بسهولة دون إصابات واضحة، قد يشير ذلك إلى خلل في كريات الدم البيضاء يساعد على استبعاد أو تأكيد وجود مشكلة تؤثر على خلايا الدم.

ما هو معنى wbc في فحص الدم؟

ذكرنا مسبقًا أنه اختصارًا لخلايا الدم البيضاء، التي​ تُمثل 1% من دم الإنسان؛ مما يكشف لنا أن كريات الدم الحمراء، تتواجد بنسبة أكثر بكثير من الكريات البيضاء، وبالرغم من أنها تُسمى البيضاء؛ إلا أنها عديمة اللون، وقد تلون تحت المهجر بلون مختلف عن الأبيض تمامًا.

ويتم إجراء فحص wbc، ضمن فحص الدم الشامل، المعروف باسم (CBC)، فعادةً يطلب الأطباء إجراء هذا الفحص، الذي يُعد أداة طبية شاملة، حيث أنه يكشف عن خلايا الدم الحمراء ونسبة الهيموجلوبين في الدم، بالإضافة إلى مكونات أخرى مثل: (الصفائح الدموية)، ويشير أي اختلاف في النسبة الطبيعية إلى وجود مشكلة صحية، مثل: (فقر الدم، والفيروسات، وغيرهم).

ويجرى هذا الفحص من خلال سحب عينة دم بسيطة، والكشف عنها من خلال الأجهزة الطبية المختصة، ويُمكن إجراء الفحص في مختبرات دلتا الطبية، التى تتميز بدقة النتائج وسرعة الحصول عليها، بالإضافة لتواجد نخبة متميزة من الأطباء والمختصين، كما أنها توفر خدمة السحب المنزلي مجانًا.

معدل فحص WBC الطبيعي

يُعد معرفة النسبة الطبيعية لخلايا الدم البيضاء، أمرًا هامًا، حيث أن ملاحظة أي تغيرات فيها يستدعي الانتباه ومراجعة الطبيب، لمنع حدوث تطورات صحية غير مستحبة، ويقوم الجسم بإنتاج نحو 100 مليار خلية دم بيضاء كل يوم، وتتراوح النسبة الطبيعية لفحص wbc بين  4000 و11000 خلية لكل ميكرولتر.

ويُمكن أن تختلف النسبة الطبيعية تبعًا للمختبر الذي تم إجراء الفحص فيه، ويرجع ذلك إلى اختلاف أجهزة الفحص الطبية، كما يُمكن أن تختلف النسبة أيضًا بسبب اختلاف (النوع، والعمر)، كالآتي:

الرجال النساء الأطفال
5000 إلى 1000 ميكرولتر 4500 إلى 11000 ميكرولتر 5000 إلى 10000 ميكرولتر

فحص WBC للحامل: كيف يحمي الأم والجنين من المضاعفات؟

يُمكن أن يطلب طبيب النساء والتوليد من الحامل إجراء فحص WBC، لمراقبة خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، والكشف عن وجود أي خلل فيهما، وعادة ما يكون المعدل الطبيعي مرتفعًا نظرًا للتغيرات الهرمونية في هذه المرحلة، ويُعد ارتفاعًا طبيعيًا في حالة عدم وجود أعراض، ولكن لابد من متابعة النسبة مع الطبيب والكشف الدوري عليها.

 ويتراوح المعدل الطبيعي لهذه الكريات خلال الحمل بين 4500 و11000 خلية لكل ميكروليتر من الدم، ومع تقدم مراحل الحمل،  وبشكل خاص  في الشهر السابع  والثلث الأخير، يزداد هذا العدد بشكل طبيعي يتراوح بين 12000 و18000 خلية لكل ميكروليتر، وهو ارتفاع نتيجة التغيرات الجسدية والهرمونية المرتبطة بنمو الجنين.

الجدير بالذكر؛ أن ارتفاع معدل كرات الدم البيضاء، ينخفض خلال المخاض أو بعد الولادة، وهو يُعد استجابة طبيعية من الجسم لتلبية احتياجات الجهاز المناعي في هذه المرحلة.

فحص WBC منخفض: الأسباب الشائعة

يُشير عادةً انخفاض النسبة الطبيعية لهذا الفحص، إلى وجود مشكلة صحية، تتطلب مراجعة الطبيب المختص، لمنع تطورها وحدوث مضاعفات، ويرجع هذا الانخفاض إلى عدة أسباب من أبرزها:

  • أنواع معينة من السرطانات: مثل: (اللوكيميا “سرطان الدم“)، والتي تؤثر بشكل مباشر على نخاع العظم، المسؤول عن إنتاج خلايا الدم البيضاء؛ مما يؤدي إلى انخفاض تعدادها.
  • العلاج الكيميائي والإشعاعي: يُستخدمان في علاج السرطان، ويمكن أن يؤديا إلى تدمير خلايا نخاع العظم؛ مما يحد من قدرته على إنتاج كريات الدم البيضاء بشكل طبيعي.
  • اضطرابات نخاع العظم أو تلفه: التعرض لمواد كيميائية ضارة، مثل: (البنزين والمبيدات الحشرية)، بالإضافة إلى بعض علاجات السرطان، قد يُضعف أو يُتلف نخاع العظم؛ مما يعيق إنتاج خلايا الدم البيضاء.
  • اضطرابات المناعة الذاتية: تهاجم أمراض المناعة الذاتية، مثل: (الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي)، يهاجم الجهاز المناعي خلاياه الخاصة؛ مما يؤدي إلى تدمير خلايا الدم البيضاء، وانخفاض تعدادها.
  • الأمراض المعدية: مثل: (السل، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) “الإيدز”، وحمى التيفويد)، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تعداد خلايا الدم البيضاء، عن طريق تدميرها أو استنزافها.
  • مرض كرون: يُعد أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، وهو من الأمراض التي قد تؤدي إلى انخفاض كريات الدم البيضاء؛ نتيجة الالتهاب المزمن، وتأثيراته على نخاع العظم.
  • سوء التغذية ونقص الفيتامينات: مثل: (حمض الفوليك، فيتامين B12، النحاس، والزنك)، قد يُعيق إنتاج خلايا الدم البيضاء، مما يسبب انخفاضًا في تعدادها.
  • أمراض الكبد: مثل: (التهاب الكبد، تليف الكبد، أو فشل الكبد)، يُمكن أن تؤدي إلى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء نتيجة تأثيرها على وظائف الجسم العامة.
  • تضخم الطحال: في هذه الحالة قد تُحتجز خلايا الدم البيضاء، وتُدمر داخل الطحال، بمعدل أعلى من الطبيعي؛ مما يؤدي إلى انخفاض تعدادها.
  • تأثير بعض الأدوية: بعض الأدوية مثل: (المضادات الحيوية، مضادات الذهان، أدوية فرط نشاط الغدة الدرقية، مضادات الهيستامين، مدرات البول، ومضادات الاختلاج)، قد تسبب انخفاضًا في عدد كريات الدم البيضاء.
  •  تناول الكحوليات: الإفراط في تناول الكحوليات يمكن أن يُثبط عمل نخاع العظم؛ مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج خلايا الدم البيضاء.
  •  انتشار العدوى الحادة: العدوى الحادة، خاصة إذا كانت شديدة، قد تستنزف عددًا كبيرًا من خلايا الدم البيضاء، في محاولة الجسم لمكافحتها؛ مما يؤدي إلى انخفاض تعدادها بشكل كبير.

الجدير بالذكر؛ أن انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، ليس حالة مرضية بحد ذاته، ولكنه مؤشر على وجود مشكلة صحية تتطلب التشخيص الدقيق، فإذا كنت تعاني من الأعراض التالية، فيجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب والعلاج المناسب.

الأعراض الأولية لانخفاض كريات الدم البيضاء

  • الحمى والقشعريرة: ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، وغالبًا ما تكون مصحوبة بقشعريرة وتعرق.
  • مشكلات في الجهاز التنفسي: تشمل: (التهاب الحلق، السعال، أو الشعور بضيق في التنفس)، نتيجة ضعف المناعة وزيادة عرضة الجهاز التنفسي للعدوى.
  •  آلام وتورم الجسم: احمرار أو انتفاخ في بعض مناطق الجسم، مع الشعور بألم فيها.
  •  مشكلات الفم: ظهور قرح أو بقع بيضاء في الفم؛ مما قد يشير إلى عدوى فطرية أو بكتيرية.
  • آلام أثناء التبول: الشعور بالألم أثناء التبول، مع ملاحظة رائحة كريهة في البول، وهو ما يمكن أن يكون علامة على عدوى في المسالك البولية.
  • آلام العضلات والإعياء: شعور بآلام منتشرة في العضلات، مع إعياء عام وفقدان للطاقة.
  • فقدان الشهية: قد يؤدي إلى انخفاض الوزن، ويُعتبر من الأعراض الشائعة لانخفاض المناعة.
  • التهابات متكرر: يصعب علاجها، بسبب عدم كفاية عدد كريات الدم البيضاء لمكافحة مسببات العدوى بشكل فعال.
  • إفرازات غير طبيعية: إفرازات مهبلية غير عادية أو مصحوبة بحكة؛ مما يشير إلى عدوى قد تكون مرتبطة بضعف المناعة.
  • مشكلات جلدية: احمرار، أو تورم حول الجروح أو القرح، وهو مؤشر على صعوبة التئام الجروح بسبب نقص الدفاعات المناعية.

المصادر

اذهب إلى الأعلى