فحص الفسفور : مؤشر هام لصحة العظام وصحة الجسم
يعد الفسفور من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا مهمًا في صحة العظام، وإنتاج الطاقة، وعمل الخلايا بشكل عام، كما يؤثر نقصه أو زيادته في الجسم على وظائف متعددة، مثل: (التمثيل الغذائي، صحة العضلات، وحتى وظائف الكلى)؛ لهذا السبب، يُستخدم فحص الفسفور كأداة مهمة لتقييم الحالة الصحية، والكشف عن أي اضطرابات محتملة، وفي هذا المقال، سنتعرف على أهمية هذا الفحص، متى يجب إجراؤه، وكيفية قراءة نتائجه.
ما هو فحص الفسفور؟ ولماذا يحتاجه جسمك؟
الفسفور هو معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، حيث يوجد في كل خلية من خلاياه تقريبًا، ويتواجد عنصر الفسفور (P) غالبًا على هيئة فوسفات (PO4) في جسم الإنسان؛ لذا يُطلق على الفحص أيضًا اسم (فحص الفوسفات).
يشكل الفسفور مع بعض المعادن الأخرى (مثل: الكالسيوم) التكوين الأساسي للعظام والأسنان، كما أنه ضروري لإنتاج الطاقة، وإصلاح الخلايا، ودعم وظائف العضلات والأعصاب، كما يُكشف عنه بشكل أساسي عبر فحص الفسفور، حيث تتضح أهميته في النقاط التالية:
- تقوية العظام والأسنان: يعمل الفسفور جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم للحفاظ على صحة العظام والأسنان؛ مما يعزز كثافتها ويقلل من خطر الإصابة بالهشاشة.
- يساعد في إنتاج الطاقة: يدخل في تكوين جزيء “أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)”، وهو المسؤول عن تخزين الطاقة ونقلها داخل الخلايا؛ مما يمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية.
- مُكون أساسي في بناء الخلايا: يساعد في بناء جدران الخلايا، حيث يدخل في تركيب الأحماض النووية (DNA وRNA)؛ مما يحافظ على النمو وتجديد الخلايا.
- يدعم وظائف الكلى: يساعد الكلى على تصفية الفضلات من الدم؛ مما يساهم في التخلص من السموم وتنظيم السوائل بالجسم.
لماذا يطلب الطبيب فحص الفسفور
يطلب الطبيب هذا الفحص؛ لتقييم الحالة الصحية للجسم، خاصة فيما يتعلق بوظائف العظام، والكلى، والتمثيل الغذائي، حيث يساعد هذا الفحص الأطباء على:
تشخيص اضطرابات العظام
يُستخدم فحص الفسفور كمؤشر مهم في تشخيص هشاشة العظام؛ حيث يؤدي ارتفاع مستويات الفسفور إلى سحب الكالسيوم من العظام، مما يُضعفها بمرور الوقت.
تقييم وظائف الكلى
يلعب الفسفور دورًا مباشرًا في تقييم كفاءة الكلى؛ حيث تشير المستويات المرتفعة من الفسفور إلى وجود خلل في قدرة الكلى على التخلص من السموم؛ مما ينذر بوجود مشكلة في وظائفها.
الكشف اضطرابات الغدة الجار درقية
تُساهم الغدة الجار درقية في الحفاظ على التوازن بين كلًا من الفسفور، والكالسيوم في الدم؛ لذا فإن أي خلل في مستويات الفسفور قد يكشف عن اضطرابات في هذه الغدة، فمثلًا: فرط نشاط الغدة الجار درقية، أو قصورها.
الكشف عن اختلال التوازن الحمضي والقاعدي
يُساعد فحص الفسفور في الكشف عن أي اختلال في توازن الأحماض والقواعد بالجسم، وهو أمر بالغ الأهمية في تشخيص بعض الحالات المرضية المزمنة.
تشخيص نقص المعادن
يُستخدم الفحص لاكتشاف نقص الفسفور الذي قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل: (ضعف العضلات، والتعب المزمن، وعدم القدرة على بذل مجهود)؛ مما يشير إلى سوء التغذية، أو سوء الامتصاص الذي يرجع إلى وجود مشاكل في الأمعاء.
مراقبة مرضى السكر
يمكن أن يؤثر مرض السكري على توازن الفسفور في الدم؛ لذا يُجرى الفحص بشكل دوري لمتابعة المرضى، خاصة في الحالات التي تعاني من مضاعفات السكري.
يلعب الفحص دورًا أساسيًا في الكشف عن الحماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis – DKA)، وهي حالة خطيرة تحدث عندما تتراكم الأحماض في الدم نتيجة نقص الإنسولين، وارتفاع مستوى السكر؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الفسفور بشكل ملحوظ في الدم، في هذه الحالة، يساعد الفحص في متابعة هذا الاختلال وتصحيح توازن الأحماض خلال فترة العلاج.
كيف يُجرى فحص الفسفور في المُختبر؟
يُعد فحص الكشف عن الفسفور اختبارًا بسيطًا ولكنه مهم، ويساعد الأطباء في تقييم مستويات الفسفور في الدم؛ لتشخيص العديد من الحالات الصحية، ويتم إجراء الفحص من خلال الخطوات التالية:
- سحب عينة دم وريدية من الذراع بواسطة المُختص باستخدام إبرة معقمة.
- تُجمع العينة في أنبوب خاص؛ لمنع أي تلوث.
- تُرسل العينة إلى المختبر لتحليل مستويات الفسفور في الدم.
ما هي التحضيرات اللازمة لإجراء فحص الفوسفات في الدم؟
كما ذكرنا، يُطلق على فحص الفسفور أيضًا فحص الفوسفات؛ وذلك نظرًا لارتباط الفسفور بالفوسفات في الدم، ولضمان الحصول على نتائج دقيقة، هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب اتباعها قبل إجراء الفحص، والتي تشمل ما يلي:
- الصيام: يطلب مقدم الرعاية الصحية الامتناع عن تناول الطعام والشراب لعدة ساعات قبل سحب عينة الدم، وذلك لأن هناك بعض الأطعمة تتعارض مع نتائج الفحص.
- الأدوية والمكملات الغذائية: يجب أن تخبر مقدم الرعاية الصحية عن جميع الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية؛ لأنها قد تؤثر على دقة النتائج، في بعض الحالات، قد يُطلب منك التوقف عن تناولها قبل الفحص بـ48 ساعة.
- الاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة: لا تتوقف عن تناول أي دواء بوصفة طبية مثل: (أدوية ارتفاع ضغط الدم أو السكري)،إلا إذا طلب منك الطبيب ذلك.
المعدلات الطبيعية للفسفور في الجسم
تعتمد نتائج فحص الفسفور على النطاقات المرجعية المعتمدة في المختبر، وعادةً ما تكون القيم الطبيعية كما يلي:
- البالغون: تتراوح بين (2.8 إلى 4.5) مجم/ ديسيلتر.
- الأطفال: تتراوح بين (4.0 إلى 7) مجم/ ديسيلتر.
قد تختلف هذه القيم قليلاً بين المختبرات، حيث تستخدم بعض المختبرات قياسات أو طرق تحليل مختلفة، لذلك؛ من الضروري مناقشة نتائجك مع مقدم الرعاية الصحية؛ من أجل فهمها بدقة، خاصة إذا كانت خارج النطاق الطبيعي.
أسباب ارتفاع فحص الفسفور
يُطلق على ارتفاع مستوى الفوسفات في الدم اسم فرط فوسفات الدم (hyperphosphatemia) وهو حالة ترتبط بعدة أسباب وحالات صحية، من أبرزها:
-
مرض الكلى المزمن CKD
تعد الكلى مسؤولة عن تصفية الفوسفات الزائد من الدم، ولكن في المراحل المتأخرة من مرض الكلى المزمن أو عند الفشل الكلوي، تعجز الكلى التالفة عن القيام بهذه الوظيفة؛ مما يؤدي إلى تراكم الفوسفات في الدم.
-
قصور الغدة جار الدرقية
يحدث عندما لا تنتج الغدد جار الدرقية كمية كافية من هرمون الغدة جار الدرقية (الباراثورمون)، وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم، ويؤدي انخفاض هذا الهرمون إلى انخفاض الكالسيوم وارتفاع الفوسفات.
-
الحماض الكيتوني
وهو اضطراب يحدث عندما يختل توازن الأحماض والقلويات في الجسم؛ مما يؤدي إلى تراكم الحمض في الدم.
يحدث هذا الاضطراب بسبب عدم السيطرة على سكر الدم، أو أمراض الكلى أو حالات صحية أخرى.
-
الاستخدام الطويل لبعض الأدوية
تسبب بعض الأدوية مثل: (الستيرويدات، والملينات، والحقن الشرجية التي تحتوي على الفوسفات) ارتفاعًا في مستويات الفوسفات في الدم، خاصة إذا تم استخدامها لفترات طويلة.
أسباب انخفاض فحص الفسفور
يظهر انخفاض مستوى الفوسفات عن المعدل الطبيعي في نتائج الفحص ويُعرف بـ “نقص فوسفات الدم” (Hypophosphatemia)، وعلى الرغم من أن الانخفاض الطفيف قد لا يشكل مصدر قلق؛ إلا أن النقص الحاد قد يستدعي التدخل الطبي الفوري، وتتعدد الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة، من أبرزها:
فرط نشاط الغدة جار الدرقية
يؤدي فرط نشاط الغدة جار الدرقية إلى إفراز كميات مفرطة من هرمون الغدة جار الدرقية (PTH)؛ مما يرفع مستويات الكالسيوم في الدم ويخفض مستويات الفوسفات.
نقص فيتامين د
يلعب (فيتامين د) دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات، ويؤدي نقصه إلى ضعف امتصاص الفوسفات ويظهر ذلك في فحص الفسفور بشكل ملحوظ؛ مما يسبب لين العظام لدى البالغين والكساح لدى الأطفال.
سوء التغذية
على الرغم من ندرة ذلك، إلا أن الحصول على كميات غير كافية من الفوسفور من الطعام يمكن أن يؤدي إلى نقص مستوياته، خاصة لدى:
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وراثية نادرة.
- مرضى سوء التغذية الشديد.
- الأشخاص المصابين باضطرابات تعاطي الكحول.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية.
الاستخدام الطويل لبعض الأدوية
تؤدي مضادات الحموضة التي تحتوي على (هيدروكسيد الألومنيوم، أو كربونات الكالسيوم)، بالإضافة إلى بعض مدرات البول، إلى تقليل مستويات الفوسفات في الدم.
ما هي أعراض نقص الفسفور؟
تظهر مجموعة من الأعراض الخطيرة عند انخفاض مستويات الفسفور في الدم بشكل حاد، ويظهر ذلك في فحص الفسفور، حيث تشمل هذه الأعراض:
- ألم العضلات: حيث يؤدي النقص الحاد إلى ضعف عام يؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
- ألم العظام: يحدث نتيجة فقدان المعادن الضرورية لصحة العظام؛ مما يجعلها أكثر عرضة للهشاشة والكسور.
- تغيرات عقلية: مثل (الشعور بالارتباك، التهيج، أو حتى الانفعال الشديد)؛ بسبب تأثير نقص الفوسفات على وظائف الدماغ.
- نوبات صرع: تحدث في بعض الحالات الحادة؛ بسبب الخلل في توازن الإلكتروليتات في الخلايا العصبية.
ما العلاقة بين الفسفور والكالسيوم؟
ترتبط مستويات الفسفور والكالسيوم في الجسم بعلاقة عكسية معقدة، يلعب كلًا منهما دورًا أساسيًا في الحفاظ على توازن المعادن وصحة العظام، حيث:
عند ارتفاع مستويات الفسفور في الدم بشكل غير طبيعي، يستجيب الجسم عن طريق تقليل مستوى الكالسيوم، مما يدفعه للخروج من العظام إلى مجرى الدم، وبمرور الوقت، يؤدي هذا الخلل إلى (ضعف العظام، وزيادة خطر الإصابة بالهشاشة والكسور).
لذلك؛ فإنه من الضروري الحفاظ على التوازن بين الفسفور والكالسيوم، بالإضافة إلى إجراء فحص الفسفور بانتظام؛ لدعم صحة العظام والأسنان، ومنع المضاعفات المرتبطة باضطراب مستويات هذه المعادن.
نصائح للحفاظ على توازن الفسفور في الجسم
للحفاظ على توازن مستويات الفسفور في الجسم، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالفسفور، مثل: (اللحوم، والدواجن، والأسماك، ومنتجات الألبان)
مراقبة تناول البروتين: الأطعمة الغنية بالبروتين تحتوي على نسب عالية من الفسفور لذا؛ يجب تناولها بكميات معتدلة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.
الحد من الأطعمة المصنعة والمعلبة: تحتوي العديد من الأطعمة المصنعة على إضافات فوسفاتية كمادة حافظة؛ لزيادة مدة الصلاحية وتحسين النكهة؛ مما يزيد من كمية الفسفور المتناولة.
ممارسة النشاط البدني بانتظام: تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تعزيز صحة العظام والعضلات، وتحسين التمثيل الغذائي للفسفور في الجسم.
هل يتوفر فحص الفسفور في مختبرات دلتا؟
نعم، يتوفر فحص الكشف عن الفسفور في مختبرات دلتا، سواءً كفحص منفرد أو ضمن باقة الأملاح والمعادن.
يمكنك إجراء الفحص بزيارة أحد فروعنا في المملكة، أو الاستفادة من خدمة السحب المنزلي المجانية، والحصول على النتائج في أسرع وقت وبأعلى دقة.