تكميم المعدة ، دليل تعريفي شامل
تعد عملية تكميم المعدة إحدى أشهر طرق إنقاص الوزن التي يلجأ إليها الناس في ظل زيادة أعداد الإصابة بمتلازمة السّمنة الذي بات هماً يؤرق كل من أصيب بها لكونها مشكلة صحّيّة وجماليّة.
لذا سنتعرّف في هذا المقال على مفهوم التكميم، ما هي عملية تكميم المعدة؟ وما هي الفئة المستهدفة؟ وما هي الآثار الجانبيّة لهذه العمليّة؟ وغيرها من التساؤلات التي تتعلق بها.
قبل أن ندخل في موضوع التكميم، لا بد من الإشارة إلى أنه من المؤكّد أنّ متلازمة السّمنة العالميّة الحاليّة تتعلّق إلى حدّ كبير بنمط الحياة غير الصحي الذي يتميز بزيادة استهلاك الأطعمة التّي تحتوي على نسبة عالية من السّعرات الحراريّة إلى جانب انخفاض النّشاط البدنيّ إلى جانب الممارسات غير الصحية الأخرى، حيث بيّنت منظّمة الصّحّة العالميّة أنّ أكثر من 1.9 مليار من البالغين في الثّامنة عشرة أو أكثر من العمر يعانون من فرط الوزن، وكان أكثر من 650 مليون من بينهم يعانون من السمنة.
كما بيّنت أيضاً المنظّمة أنّ نسبة السمنة أو زيادة الوزن وصلت في المملكة العربية السعودية إلى ما يقارب 70 % أي أن من بين كل أربعة سعوديين هناك ثلاثة أشخاص مصابين بالسمنة أو الزيادة في الوزن وذلك بسبب تغير النمط المعيشي القائم على قلة الحركة وتناول الوجبات ذات السعرات الحرارية المرتفعة.
ما هي جراحة تكميم المعدة؟
تكميم المعدة هي عمليّة جراحيّة لعلاج السمنة والهدف منها إنقاص الوزن والتّخلّص من السّمنة، حيث تعتمد على مبدأ تصغير حجم المعدة. وثمة مصطلح شائع بين الناس يسمى بـ “استئصال المعدة”، وهذا المصطلح بالحقيقة ما هو إلا إزالة جزء من المعدة، حيث تزيل عمليّة تكميم المعدة حوالي 80٪ من المعدة، ويُترك جزء من المعدة على شكل الموزة.ما هي آلية تكميم المعدة؟
تعتمد هذه العمليّة على تقليل حجم المعدة، ممّا يساعد المريض على الشّعور بالشّبع فوراً، والتّقليل من كمّيّة الطّعام المتناولة ممّا يمنع من زيادة الوزن. كما أن استئصال الجزء الذّي يفرز هرمونات الجوع، يساهم في تقليل الشّعور بالجوع، وهذا بدوره يساعد على تقليل الشّهية والرّغبة الشّديدة بالطّعام.ما مدى شيوع جراحة تكميم المعدة؟
تكميم المعدة هي أكثر عمليّات إنقاص الوزن شيوعاً في جميع أنحاء العالم، حيث أن أكثر من نصف جراحات السمنة التّي يتمّ إجراؤها في كلّ عام هي عمليّات تكميم المعدة. ووفق إحدى الدراسات التي أجريت حول مدى شيوع عمليات التكميم وأسبابها، تبين أن هنالك زيادة في نسبة إجراء عمليات التكميم في منطقة الشرق الأوسط التي تضم دول الخليج بطبيعة الحال.ما الحالات الطبية التي تساعد في علاجها جراحة تكميم المعدة؟
جراحة تكميم المعدة هي علاج جراحيّ للسمنة والحالات الطّبّيّة المتعلّقة بالسّمنة، حيث تجرى هذه العمليّة فقط للأشخاص المؤهّلين الذّين يعانون من حالات طبّيّة خطيرة تتعلّق بالسّمنة أو المعرّضين لخطر كبير لتطورها أو لتطور أمراض متعلّقة بالسّمنة مثل أمراض القلب والأوعية والسكري. يمكن لجراحة تكميم المعدة تحسين الأمراض والقضاء عليها في بعض الأحيان، من هذه الحالات:- مقاومة الأنسولين والسّكّريّ من النّمط الثّاني.
- ارتفاع ضغط الدّمّ وأمراض القلب والأوعية.
- ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- تشمّع الكبد الدّهنيّ اللّاكحوليّ.
- انقطاع أو ضيق النّفس أثناء النّوم.
- آلام المفاصل وهشاشة العظام.
- تصلب الشرايين.
هل تكميم المعدة آمن؟
إن مخاطر جراحة تكميم المعدة أقلّ بكثير من مخاطر الإصابة بالسّمنة والأمراض المرتبطة بها. كما أنّ لعملية التكميم مضاعفات أقلّ من العمليّات الشّائعة الأخرى مثل استئصال المرارة واستبدال مفصل الورك. يتمّ تنفيذ معظم عمليّات تكميم المعدة من خلال تقنيات جراحيّة طفيفة التّوغّل وغير مؤذية، ممّا يعني ألماً أقلّ من الشّقوق الجراحيّة، وبالتالي فإن نسبة التّعافي والشّفاء تكون أسرع. لكن لا بد من التأكيد، على ضرورة الاستعداد النّفسيّ والجسديّ للخضوع لهذه العمليّة وتحمّل مضاعفاتها إن حصلت.من هي الفئة المؤهّلة لعمليّات تكميم المعدة؟
حتّى ينصح المريض بإجراء عمليّة تكميم المعدة، يجب أن يعاني من السّمنة المفرطة وغير المستجيبة للإجراءات الاعتياديّة من إنقاص الوزن، بمعنى أن يكون مؤشر كتلة الجسم BMI أكثر من 40، أو أن يكون مؤشر كتلة الجسم 35 على الأقلّ مع وجود إصابة بمرض واحد على الأقلّ مرتبط بالسّمنة. ما هي التّحضيرات التّي يجب إجراؤها قبل الخضوع لعمليّة تكميم المعدة؟ بداية، يتمّ إجراء فحص طبّيّ شامل للمريض والتأكّد من سلامة صحّته من أجل القيام بالتّخدير لإجراء العملية. أمّا الخطوة التّالية، فهي اتّباع نظام غذائيّ سائل لمدّة أسبوعين، والغرض من ذلك هو فقدان بعض الدّهون في المعدة والكبد، وذلك لجعل الجراحة أكثر أماناً. كما يجب الصّيام عن الطّعام والشّراب قبل العمليّة بـ 12 ساعة، وذلك للتأكّد من أنّ المعدة فارغة أثناء العمليّة.ما هي أهم التحاليل المطلوبة قبل عملية تكميم المعدة؟
نظراً لأهمية التحقق والتأكد من سلامة صحة المريض قبل اجراء العملية، يطلب الطبيب إجراء العديد من التحاليل الطبية والتي من أهمها:- تحليل وظائف الكبد.
- تحليل وظائف الكلى.
- تحليل صورة الدم الكاملة CBC.
- مستوى الكورتيزون بالدم.
- مستوى الكرياتينين بالدم.
- مستوى البرولاكتين بالدم.
- مستوى اليوريا والنيتروجين بالدم.
- تحاليل سرطانات الجهاز الهضمي.
- مستوى هرمونات الغدة النخامية المحفزة للغدة الدرقية (TSH).
- مستوى بعض المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم وغيرها.
- مستوى بعض الفيتامينات مثل فيتامين د و فيتامين ب 12.
كيف يتمّ اجراء جراحة تكميم المعدة؟
في معظم الأحيان يتمّ إجراء تكميم المعدة عن طريق الجراحة بالمنظار أو الجراحة الرّوبوتيّة، وهذا يعني أنّه بدلاً من عمل شقّ جراحيّ كبير لفتح تجويف البطن، سيقوم الجرّاح بإجراء العمليّة من خلال شقوق صغيرة، ممّا يجعل الشّفاء أسهل وأسرع. ويجدر الإشارة إلى أنه قد يتمّ إجراء العمليّة لبعض الأشخاص عن طريق الجراحة المفتوحة وذلك اعتماداً على حالتهم الصحية.كمّ من الوقت تستغرق جراحة تكميم المعدة؟
بالمقارنة مع إجراءات جراحة إنقاص الوزن الأخرى، فإنّ عمليّة تكميم المعدة هي عمليّة قصيرة وبسيطة نسبيّاً، إذ تستغرق ما بين 60 إلى 90 دقيقة. وقد يبقى المريض في المشفى لمدّة يوم إلى يومين بعد ذلك لتسكين الألم وضمان صحّة المريض.ماذا يحدث بعد جراحة تكميم المعدة؟
يخضع المريض بعد إجراء العمليّة لفحوصات متكرّرة في الأسابيع والأشهر التّالية، كما تتم مراقبة تقدّم فقدان الوزن والحالات الصّحّيّة ذات الصّلة وأيّة آثار جانبيّة للجراحة.هل يجب اتباع نظام غذائي بعد التكميم؟
على المدى القصير يجب على المريض اتّباع إرشادات غذائيّة صارمة للتأكّد من أنّ المعدة تلتئم جيّداً، وبعد بضعة أشهر يبدأ المريض بتناول نظام غذائيّ أكثر طبيعيّة. نظراً لأنّ المريض لن يكون قادراً على تناول الكثير من الطّعام كما كان من قبل، فسيتعيّن عليه التّأكّد من أنّ الطّعام المتناول مغذٍّ ويحتوي على جميع العناصر الغذائيّة الضّروريّة. كما ينصح بتناول فيتامينات لتعويض نقص امتصاص الفيتامينات الناتج عن استئصال جزء من المعدة، وأهم تحاليل الفيتامينات والمعادن التي يجب فحصها بشكل دوري بعد اجراء العملية هي:- الحديد: حيث أن فقدانه بصورة كبيرة قد يؤدي لحدوث الأنيميا، لذلك يجب التأكد بشكل دوري من مستوى الحديد في الجسم.
- فيتامين B1: وهو عنصر مهم لصحة القلب والأعصاب، لذلك لا بد من التأكد من مستواه بشكل دوري.
- فيتامين B12: هو عنصر مهم للجسم، ونقصه يؤدي لعدة أعراض منها، صعوبة في التنفس وتسرّع النبض وصفير في الأذن وفي بعض الحالات يسبب الإسهال.
- فيتامين A: يلعب دوراً مهما في التئام الجروح، وكذلك هو فيتامين مهم لحماية قرنية العين، حيث أن نقصانه بشكل مستمر ، سيؤدي في النهاية إلى الإصابة بالعمى التام.
ما هي المخاطر أو المضاعفات المحتملة لعملية تكميم المعدة؟
تنطوي جميع العمليات الجراحيّة على بعض مخاطر حدوث مضاعفات، وفي حالة تكميم المعدة تكون نسبة هذه المخاطر أقلّ من 1٪ من العمليّات، حيث تشمل المضاعفات الجراحيّة ما يلي:- النّزيف.
- العدوى والالتهابات.
- تسرّب من الخط الأساسيّ.
- مضاعفات تخديريّة وردود فعل تحسّسيّة.
- تضيّق المعدة ممّا يسبّب إعاقة في مرور الطّعام ممّا يؤدّي لغثيان وإقياء.
- عوز غذائيّ وذلك بسبب عدم قدرة الشّخص على تناول الكمّيّات المعتادة من الطّعام.
- الارتجاع المعديّ، حيث يشعر بعض الأشخاص الذّين عانوا من ارتجاع المريء قبل العمليّة أنّه يزداد سوءً بعد العمليّة.
- حدوث حصى في المرارة، حيث يمكن أن يؤدّي فقدان الوزن السّريع إلى زيادة احتماليّة الإصابة بحصيّات المرارة.
متى يشفى المريض بعد العملية؟
بما أنّ الشّقّ الجراحيّ صغير وتنظيريّ، فإن عودة المريض إلى الحياة تكون بصورة سريعة، ولكن بشكل عام، فهو يحتاج شهراً حتّى يحصل على التّعافي التّامّ. وخلال هذا الوقت، يشعر الكثير من النّاس بالإرهاق أو التّعب، حيث تعمل أجسامهم على التّعافي أثناء التّكيّف مع السّعرات الحراريّة المحدودة.ما مقدار الوزن الذّي تتمّ خسارته بعد عمليّة تكميم المعدة؟
متوسّط فقدان الوزن هو 25٪ إلى 30٪ من وزن الجسم في أوّل عامّ إلى عامينهل يمكن أن ينتكس المريض ويعود للسمنة بعد إجراء عمليّة تكميم المعدة؟
على الرّغم من أن هذا الأمر ليس شائعاً، إلّا أنّ بعض الأشخاص يستعيدون الوزن الذّي فقدوه بسبب العودة إلى عادات الطّعام القديمة، وزيادة كمّيّة الطّعام المتناولة تدريجيّاً، مما يؤدي إلى عودة المعدة للتوسّع.هل تتوفر تحاليل تكميم المعدة في مختبرات دلتا الطبية؟
بكل تأكيد، تتوفر تحاليل تكميم المعدة في مختلف فروع مختبرات دلتا الطبية في السعودية، حيث يمكن للمريض اختيار الفرع الأقرب له، أو طلب خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج موثوقة ودقيقة تساهم في تشخيص الأعراض بشكل صحيح. ختاماً، علينا أن نعلم أنّ السّمنة عرض خطير ويؤدّي لمشاكل صحّيّة متنوعة، لذا يجب التّخلّص منها واستشارة الطّبيب لاختيار الوسيلة الملائمة لخسارة الوزن.المراجع
American Society for Metabolic and Bariatric Surgery. National Institutes of Health. Weight-loss (Bariatric) Surgery. National Library of Medicine. Vertical sleeve gastrectomy. Sarkhosh K, Birch DW, Sharma A, Karmali S. Complications associated with laparoscopic sleeve gastrectomy for morbid obesity: a surgeon’s guide.أحدث المقالات