سكر الدم واضطراباته وطرق تخفيضه

إن الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطّبيعيّة مهم للوقاية من العديد من الأمراض والمضاعفات المتعلّقة باضطراب نسبة السكر في الدم سواء كان زيادة أم نقصان. سنتعرّف معاً في هذا المقال على اضطرابات سكر الدم، وتحاليله ونسبه الطبيعية وطرق تخفيض نسبته في الجسم وغيرها من التفاصيل المتعلقة به.

ما هو سكر الدم وما هي الأمراض المتعلقة به؟

هو أحد أنواع جزيئات السكر، إذ يتولد الجلوكوز من الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة والمشروبات، وينتقل عبر الدم إلى جميع خلايا الجسم لإمدادها بالطّاقة الضّروريّة لعملها. عددم انضباط النسب الطبيعية له، يؤدي إلى اضطرابات صحية مختلفة، مثل أمراض القلب وأمراض العين وأمراض الكلى ونوبات التشنج و كذلك الحماض الكيتوني السكري وغيرها من الأمراض التّي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنسبة السّكّر في الدّمّ.

كيف يمكن فحص سكر الدم ؟

يتم الفحص عن طريق جهازين، أحدهما هو مقياس الجلوكوز والآخر هو جهاز مراقبة الجلوكوز المستمرّ (CGM).
  • مقياس الجلوكوز: يقيس هذا الجهاز كمّية السكر في عيّنة صغيرة من الدم، يؤخذ عادةً من طرف الإصبع، ويكون هذا الفحص بعد تناول الطعام بساعتين. تظهر نتائج هذا الفحص نتائج عالية في أغلب الأحيان، فيما تكون النتائج منخفضة إن جاء الفحص بعد ساعات صيام طويلة، لذلك يجب اخذ الفحص بالوقت المناسب .
  • جهاز المراقبة المستمرة للسكري: أما عن آلية عمل هذا الجهاز، فيكون من خلال مستشعر يتمّ إدخاله تحت الجلد وتثبيته لمدة أسبوعين بلاصق مخصص، حيث يقوم بقياس نسبة السكر في الدم كلّ بضع دقائق.

متى يجب فحص سكر الدم؟

يعتمد عدد مرّات فحص نسبة السكر في الدم على نوع مرض السكري الذّي يعاني منه المريض، وما إذا كان يتناول أيّ أدوية لمرض السكري. وتشمل الأوقات المعتادة للفحص ما يلي:
  1. على الرّيق عند الاستيقاظ.
  2. قبل تناول الوجبة.
  3. بعد ساعتين من تناول الطّعام.
  4. قبل وقت النّوم.

ما هي قيم سكر الدم الطّبيعيّة؟

إن الهدف الرئيسي من قياس سكر الدم، هو معرفة النّطاق الطّبيعيّ عند المريض قبل تناول الطّعام وبعده، والوصول للقيم الطّبيعيّة قدر الإمكان وفق القيم التالية:
  • قبل الأكل: 70 إلى 110 مجم / ديسيلتر.
  • بعد ساعتين من بدء الوجبة: أقلّ من 180 مجم / ديسيلتر.
كما قد تختلف أهداف فحص السّكّر في الدم وفقاً للعمر والمشاكل الصحّيّة الإضافيّة التي قد يعاني منها المريض بالإضافة للأدوية التّي يتناولها.

ما هو تحليل الهيموجلوبين الجلوكوزي التّراكميّ A1C؟

  • يقيس اختبار A1C متوسّط ​​مستوى السكر في الدّمّ خلال الشّهرين أو الثّلاثة أشهر الماضية. فيما يلي توضيح لقيم ونتائج هذا التحاليل:
  • إذا كانت قيم A1C أقل من 5.7٪ فهي قيم طبيعية.
  • إذا كانت القيم ما بين 5.7 – 6.4٪ فهي إشارة إلى بداية الإصابة بالسكري (عدم تحمّل السكر).
  • إذا كانت القيم تساوي أو أكبر من 6.5٪ فهي يشير إلى الإصابة بداء السكري.

ما الذّي يسبّب انخفاض سكر الدم؟

إن ظهور القيم بأقل من 70 مجم / ديسيلتر يعد دليلا على انخفاض نسبة الجلوكورفي الدم أو ما يسمى بنقص السكر في الدم أسباب عديدة، مثل عدم تناول إحدى وجبات الطعام الرئيسية وتناول الكثير من الأنسولين بالإضافة لتناول أدوية أخرى لمرض السكري، وممارسة الرّياضة أكثر من المعتاد وشرب الكحول. تختلف علامات نقص السكر من شخص لآخر، حيث تشمل الأعراض الشّائعة ما يلي:
  1. الرّجفة.
  2. التّعرّق.
  3. العصبية أو القلق.
  4. التّهيّج أو الارتباك.
  5. الدّوخة.
  6. الجوع.

كيف يمكن علاج المستويات المنخفضة من السكر؟

عند الشّعور بالارتعاش أو التّعرّق أو الجوع الشّديد أو أيّ أعراض أخرى، فيجب فحص نسبة السكر في الدم، فإذا كانت منخفضة فيجب القيام بأحد الإجراءات التّالية:
  1. أخذ أربعة أقراص جلوكوز.
  2. شرب أربع أونصات من عصير الفاكهة.
  3. شرب أربع أونصات من الصّودا العاديّة وليس صودا الدايت.
  4. تناول أربع قطع من الحلوى الصّلبة.
ثم يجب الانتظار لمدّة 15 دقيقة ومن بعدها يتم يجب الفحص مرّة أخرى، قإذا كان ما زال منخفضاً، فيجب تناول إحدى العلاجات المذكورة أعلاه مرّة أخرى حتّى تصل النسبة إلى 70 مجم / ديسيلتر أو أكثر بالإضافة لضرورة تناول وجبة خفيفة إذا كانت الوجبة التّالية بعد ساعة أو أكثر.

ما سبب ارتفاع نسبة السكر في الدم؟

هنالك أسباب عديدة لارتفاع نسبة السكر بالدم، مثل الإصابة بمرض ما والتعرض للتوتر وتناول الطّعام الزائد وعدم أخذ الجرعة الصحيحة من الأنسولين لمرضى السكري الموصوف لهم الأنسولين. بمرور الوقت قد يؤدّي ارتفاع نسبة السكر بالدم إلى مشاكل صحّيّة خطيرة طويلة الأمد، وتشمل الأعراض ما يلي:
  1. الشّعور بالتّعب الشّديد.
  2. الشّعور بالعطش.
  3. رؤية ضبابيّة.
  4. الحاجة إلى التّبوّل في كثير من الأحيان.

ما هي طرق تخفيض سكر الدم؟

  1.  اتّباع نظام غذائيّ صحي مع الكثير من الفاكهة والخضروات.
  2. الحفاظ على وزن صحّيّ.
  3. ممارسة النّشاط البدنيّ بانتظام.
  4. تتبّع مستويات السكر بالدم لمعرفة ما الذّي يجعلها ترتفع أو تنخفض.
  5. تناول الطّعام في أوقات منتظمة وعدم تفويت وجبات الطّعام.
  6. اختيار الأطعمة منخفضة السّعرات الحراريّة والدّهون المشبعة والدّهون المتحوّلة والسكر والملح.
  7. شرب الماء بدلاً من العصير أو الصّودا.
  8. الامتناع عن المشروبات الكحوليّة.
  9. التّوقّف عند التّدخين.
  10. مراقبة مستويات الكوليسترول في الدّمّ.
  11. تناول الأدوية الخافضة لسكر الدم بانتظام تبعاً لاستشارة الطّبيب.

ما هي الأدوية الخافضة لسكر الدم؟

يتمّ اختيار العلاج المناسب للسكري بحسب النّمط الذّي يعاني منه المريض وشدّته، وذلك وفق التالي: 1- الميغليتينيدات ومنها :ريباغلينيد و ناتيغلينيد وطريقة عملها أنها تحفز إفراز الأنسولين في الدم. 2- السلفونيل يوريا: ومن الأمثلة عليها: غليبيزيد وغليمبريد وجليبوريد، حيث تعمل على تحفيز إفراز الأنسولين، كما أن من ميزاتها انخفاض سعرها وتوفرها في السوق. 3- مثبطات ببتيديز 4 ثنائي الببتيديل (DPP-4) ومن الأمثلة عليها ساكساغلبتين وسيتاغليبتين وليناغليبتين وألوغلبتين، وهذه المجموعة تعمل على:
  • زيادة إفراز الأنسولين عند ارتفاع مستوى السكر بالدم
  • الحد من قدرة الكبد على إفراز الغلوكوز
ويذكر أن من أهم ميزاتها أنها لا تسبب انخفاض مستويات السكر في الدم انخفاضًا شديدًا عند استخدامها وحدها أو مع الميتفورمين. 4- مركبات البايغوانيد وهي أقدم الأدوية وأكثرها انتشارا  ومنها الميتفورمين حيث تعمل عن طريق:
  • تحسين حساسية الخلايا للأنسولين.
  • تقليل إفراز الكبد للسكر في الدم.
جدير بالذكر أنه قد تسجيل بعض الآثار الجانبية عند استخدام هذه التركيبة من قبل مرضى الفشل الكلوي أو الفشل الكبدي، وقد تمثلت في تراكم معدلات ضارة من حمض اللاكتيك – حالة يطلق عليها الحُماض اللاكتيكيلذا- وبالتالي لا ينصح بها لهذه الفئة من المرضى. 5-الثيازوليدينيونات: ومن هذه المجموعة روزيغليتازون وبيوغليتازون وتعمل من خلال:
  • تحسين حساسية الخلايا للأنسولين.
  • تقليل إفراز الكبد للسكر في الدم.
يذكر أن تناول هذه المجموعة قد يسبب زيادة طفيفة في الكوليسترول الجيد. 6- مثبطات ألفا غلوكوزيداز: ومنها أكرابوز وميغليتول، حيث تعمل على تخفيض السكر بالدم من خلال إبطاء قدرة الجسم على هضم النشويات. ومن أهم مزاياها أنها لا تسبب زيادة بالوزن مثل معظم المجموعات الأخرى. 7- مثبطات ناقل غلوكوز الصوديوم 2 (SGLT2): ومن الأدوية في هذه المجموعة؛ كاناغليفلوزين وداباغليفلوزين وإمبكليفلوزين وإرتوغليفلوزين. تعمل هذه المجموعة على تقليل امتصاص السكر وزيادة طرح السكر بالبول. 8-منحيّات حامض الصفراء مثل كوليسفيلام وتعمل على خفض مستوى الكوليسترول ولها تأثير طفيف في خفض نسبة الغلوكوز في الدم عند استخدامها مع أدوية السكري الأخرى ويميزها أنها آمنة لمرضى الفشل الكلوي إلى حد ما. 9-محاكيات الأميلين براملينتيد يساعد غلى ابطاء حركة الطعام في المعدة وغالبا يتم صرفة مع الأنسولين لزيادة الفاعليه والتحكم بالسكري. 10-محاكيات الإنكريتين (ناهضات مستقبلات GLP-1) مثل دولاغلوتيد وإيكسيناتيد وليراغلوتيد وليكساسيناتيد وسيماغلوتيد حيث تعمل على إفراز الأنسولين فقط عند ارتفاع مستويات السكر في الدم ويمكن استخدامها مع الميتفورمين أو الأنسولين القاعدي أو السلفونيل يوريا.

هل تتوفر تحاليل سكر الدم في مختبرات دلتا الطبية؟

بكل تأكيد تتوفر جميع أنواع التحاليل الطبية في مختبرات دلتا الطبية، ومنها تحاليل السكر في الدم حيث يمكن الحصول عليها عن طريق زيارة أحد فروع مختبرات دلتا في السعودية أو عن طريق خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة. لا بد من التذكير بأن ارتفاع سكر الدم هو مرض خطير ويجب السّيطرة عليه بتغيير نمط احياة والمتابعة مع الطبيب لوصف الأدوية المناسبة لكلّ حالة وإجراء الفحوصات الطبية بانتظام. المراجع American Diabetes Association National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases https://www.drugs.com/drug-class/meglitinides.html

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى