ما هو تحليل الشوارد في الجسم؟

تحليل الشوارد هو أحد التحاليل الطبية الذي يوضح مستويات الشوارد التي تساعد على تنظيم التفاعلات الكيميائية والحفاظ على توازن السوائل في الجسم. ولأهمية الشوارد وتحاليل الشوارد، سنتعرّف في هذا المقال على مفهوم الشوارد، وما هي فائدتها للجسم؟ وما هي أهمّ الشوارد في الجسم؟  

ما هي الشوارد؟

هي موادّ لها شحنة كهربائيّة موجبة أو سالبة، تكون طبيعيّة عند إذابتها في الماء، ولاعتبار أن جسم الشّخص البالغ يتكون من 60٪ من الماء، فهذا يعني أنّ كلّ سائل وكل خلية في الجسم تحتوي على شوارد. تساعد الشوارد الجسم على تنظيم التّفاعلات الكيميائيّة والحفاظ على التّوازن بين السّوائل داخل وخارج الخلايا، وتنظيم عمل الأعضاء المهمّة الحيويّة في الجسم، كما أنه من الممكن عن طريق إجراء تحليل للشوارد تشخيص مجموعة واسعة من الحالات والأمراض الطّبّيّة. يحصل الجسم على الشوارد من خلال الطّعام والشّراب، وتعمل الكلى على تصفية الشوارد الزّائدة من الجسم وطرحها في البول، كما يتمّ طرح الجزء الآخر منها عن طريق التّعرّق. يحدّد تحليل الشوارد درجة حموضة الجسم، حيث يدلّ الرّقم الهيدروجينيّ PH على مقدار حموضة السّائل أو قلويّته، حيث يتراوح الرّقم الهيدروجينيّ الطّبيعيّ للدمّ بين 7.36 و7.44. يكون السّائل حمضيّاً عندما يحتوي على درجة حموضة أقل من 7، ومعتدلاً عندما تكون درجة الحموضة 7، وأساسيّاً (قلويّاً) عندما يحتوي على درجة حموضة تزيد عن 7.

ما هي وظيفة الشوارد في الجسم؟

تستخدم الخلايا الشوارد لتوصيل الشّحنات الكهربائيّة، وبذلك تنقبض العضلات، كما تساعد تلك الشّحنات الكهربائية في التّفاعلات الكيميائيّة، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالتّرطيب وتوازن السّوائل داخل وخارج الخلايا. المبدأ الأساسيّ الذّي تعتمد عليه الشوارد، هو أنّ بعض العناصر الكيميائيّة يمكن أن تحمل بشكل طبيعيّ شحنة كهربائيّة موجبة أو سالبة، وعندما يتمّ إذابة هذه العناصر في سائل، يمكن لهذا السّائل بعد ذلك توصيل الكهرباء. مثال على ذلك؛ المياه المالحة التّي توصل الكهرباء بسهولة، حيث يتكوّن الملح من الصّوديوم (موجب الشّحنة) والكلور (سالب الشّحنة)؛ وعند الجمع بينهما تتوازن شحنتهما مع بعضها البعض. يؤدّي إذابة الملح في الماء إلى فصل ذرّات الصّوديوم والكلور عن بعضها، ممّا يعني أنّها تعود إلى حالة الشّحنة الموجبة والسّالبة، وتقفز الكهرباء بين أيونات الصّوديوم والكلور وليس جزيئات الماء، لأنّ لها شحنة كهربائيّة معاكسة. على المستوى الكيميائيّ الأساسيّ، تساعد الشوارد في الجسم على الحفاظ على التّوازن تماماً، مثل الكهرباء التّي تستخدم الأيونات للتنقّل من مكان إلى آخر في المياه المالحة، حيث يستخدم الجسم الأيونات لنقل المركّبات الكيميائيّة داخل وخارج الخلايا.

اضطراب مستويات الشوارد

يتم قياس مستويات الشوارد بأخد عينات من الدم أو البول وأحيانا من العرق، حيث يتم القياس بالنسبة إلى تركيز الماء في الجسم، ضمن عوامل أخرى. يحصل الجسم على الشوارد من الغذاء بشكل عام ، ويفقدها في بعض الحالات. ففي التمارين الرياضية، يفقد الجسم الصوديوم والبوتاسيوم وذلك من خلال التعرق. وفي الحالات المرضية مثل الإسهال أو التقيؤ، يفقد الجسم شوارد أخرى مثل الصوديوم، لذا يجب تعويض هذا الفقدان لضمان استمرار قيام الجسم بوظائفه بشكل طبيعي. وبشكل عام، تعمل الكليتان وكذلك الهرمونات للتحكم في مستويات الشوارد والمحافظه على القيم المناسبة للحفاظ على صحة الجسم.

تحليل مستويات الشوارد

عند ظهور أعراض لاضطراب نسب الشوارد في الجسم، يجب إجراء تحاليل الشوارد في المختبر حيث يتم قياس مستويات الشوارد في الدم، ومستوى حموضة الدم، وتقييم وظائف الكلى. ويلجأ الأطباء إلى تحليل الشوارد بشكل روتيني للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو ممن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض المزمنة، وكذلك لمرضى الطوارئ أو المرضى المنومين في المستشفيات. وعند إيجاد مستوى غير طبيعي لأحد أنواع الشوارد، يتم التعامل مع كل خلل بشكل مختلف يناسب الحالة الطبية، كما يجب الالتزام بإعادة الفحص بشكل روتيني حتى الاطمئنان على عودة المستويات الطبيعية. إضافة لذلك، يجري الطبيب فحص غازات الدم الشرياني في حال وجود اختلال حموضة الدم بسبب اختلال نسب الشوارد، وذلك لما لحموضة الدم من دور مهم في الحفاظ على صحة الإنسان .

ما هي الشوارد الأساسية في الجسم؟

هناك العديد من العناصر الأساسيّة التّي يحتاجها الجسم للحفاظ على التوازن ومنها:

الصوديوم (+)

يلعب الصّوديوم دوراً مهمّاً في مساعدة الخلايا على الحفاظ على التّوازن الصّحيح للسوائل، كما أنّها تستخدم لمساعدة الخلايا على امتصاص العناصر الغذائيّة، وهي أكثر الشوارد وفرةً في الجسم. يمكن أن يسبب فرط صوديوم الدّمّ ارتباكاً أو تغيّرات سلوكيّة وردود فعل قوية بشكل غير عادي، وفقدان السّيطرة على العضلات بالإضافة إلى نوبات صرع وغيبوبة. أما نقص صوديوم الدّمّ فيمكن أن يسبّب تخليط وتهيّج وضعف المنعكسات وغثيان وإقياء ونوبات صرع وغيبوبة. تبلغ نسبة الصّوديوم الطّبيعيّة في الدّمّ 135 – 145 ملليمول/ لتر.

المغنيسيوم (+)

يساعد المغنيسيوم الخلايا لتحوّل العناصر الغذائيّة إلى طاقة، حيث يعتمد العقل والعضلات بشكل كبير على المغنيسيوم للقيام بعملهم. يسبّب فرط مغنيسيوم الدم تغيّرات في نظم القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، وضعف ردّات الفعل وانخفاض القدرة على التّنفّس والسّكتة القلبيّة (توقّف القلب). كما يسبّب نقص مغنيسيوم الدم ضعف العضلات والوخز، وفقدان السّيطرة وعدم انتظام ضربات القلب، إذ يحدث هذا بشكل شائع بسبب نقص الكالسيوم والبوتاسيوم. تبلغ القيمة الطّبيعيّة للمغنيسيوم بالدّمّ هي 1.7 – 2.3 ملغ/ دل.

البوتاسيوم (+)

تستخدم الخلايا البوتاسيوم إلى جانب الصّوديوم، حيث عند دخول أيون الصّوديوم إلى الخلية يترك أيون البوتاسيوم والعكس صحيح. البوتاسيوم مهمّ بشكل خاصّ لوظيفة القلب، حيث يمكن أن يسبب الكثير أو القليل جدّاً منه مشاكل خطيرة في القلب. يسبّب فرط بوتاسيوم الدم ضعفاً وعدم القدرة على تحريك العضلات، بالإضافة إلى الارتباك وعدم انتظام ضربات القلب. أما نقص بوتاسيوم الدم فيسبب ضعف العضلات وتشنّجها والشّعور بالعطش بشكل غير عادي، والحاجة إلى التّبوّل بشكل متكرّر، والدّوخة أو الإغماء عند الوقوف بسرعة كبيرة، حيث تبدأ الأنسجة العضليّة في الانهيار في المستويات الأقلّ وهي حالة تسمّى بـ: ( انحلال الرّبيدات )، والتّي يمكن أن تلحق أضراراً بالغة بالكليتين، ويصبح حينها عدم انتظام ضربات القلب تهديداً خطيراً. تبلغ نسبة البوتاسيوم الطّبيعيّة عند البالغين 3.5 – 5 ملي مول/ لتر. كما تختلف نسبة البوتاسيوم الطّبيعيّة عند الأطفال حسب العمر كما يلي:
  • حديثي الولادة حتّى الشّهرين: 3.4 – 4.7 مل مول/ لتر.
  • الرّضّع 2 – 12 شهر: 4.1 – 5.3 مل مول/ لتر.
  • الأطفال الأكبر سنّاً (سنة فما فوق): 3.4 – 4.7 مل مول/ لتر.

الكالسيوم (+)

الكالسيوم عنصر أساسيّ في الجسم وهو مهمّ لأكثر من مجرّد بناء عظام وأسنان قوية، حيث يتمّ استخدامه أيضاً للتحكّم في العضلات ونقل الإشارات في الأعصاب وإدارة نظم القلب وغير ذلك. يسبّب فرط كالسيوم الدّمّ صداع- تعب – لامبالاة وارتباك، كما يؤثّر على الجهاز الهضميّ فيسبّب الإمساك وآلاماً في البطن والقيء، ويؤثّر على الكليتين، فيسبّب تكرار الحاجة للتبوّل، وحصوات الكلى والفشل الكلويّ، كما يسبّب عدم انتظام ضربات القلب وآلاماً في العظام والمفاصل. أما نقص كالسيوم الدّمّ فيسبب الارتباك وتغيير السّلوك، وردود فعل قويّة بشكل غير عاديّ، وفقدان السّيطرة على العضلات، وارتعاش العضلات وتشنّجات في عضلات الحلق ممّا يجعل من الصّعب التّحدّث أو التّنفّس. يذكر أنّ 80% من الكالسيوم في الدّمّ يتمّ ربطه ونقله ببروتين الألبومين، لذا يقوم الطّبيب بتحليل ما يسمّى “مستوى الكالسيوم المصحّح”، والذّي من خلاله يتمّ الحساب على اعتبار أنّ كلّ انخفاض بمقدار 1 غرام/دل في الألبومين في الدّمّ يسبّب انخفاض تركيز الكالسيوم الكلّيّ بحوالي 0.8 ملغم/دل، ويتمّ ذلك عن طريق أخذ عيّنة من الدّمّ الوريديّ للألبومين والكالسيوم الكلّيّ ومن ثمّ حساب الكالسيوم المصحّح. تركيز الكالسيوم المصحّح الطّبيعيّ هو 8.5 – 10.2 ملغ/دل، وأيّ قيمة أعلى او أقلّ تحتاج لاستشارة الطّبيب.

الكلوريد (-)

الكلوريد (اسم أيون الكلور)، هو ثاني أكثر الأيونات وفرة في الجسم، حيث يعد جزء أساسيّا في الحفاظ على توازن السّوائل الدّاخليّة والخارجيّة، كما أنّه يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على توازن درجة الحموضة الطّبيعيّة للجسم. يسبّب فرط كلوريد الدّمّ الحماض، ممّا يؤدّي إلى الغثيان والقيء والّتعب وكذلك التّنفّس السّريع والعميق والارتباك. كما يسبّب نقص كلوريد الدّمّ زيادة قلويّة الدّمّ، وهي حالة تسمّى القلاء، وتتمثّل أعراض القلاء في اللّامبالاة والارتباك وعدم انتظام ضربات القلب وارتعاش العضلات أو فقدان السّيطرة. تتراوح قيم الكلوريد الطّبيعيّة بين 96 – 106 ملي مول/ لتر.

الفوسفات (-)

الفوسفات هو جزيء أساسه الفوسفور، وهو جزء أساسيّ في عملية نقل المركّبات الكيميائيّة والجزيئات خارج الخلايا، حيث يساعد الخلايا على استقلاب العناصر الغذائيّة، وهو أيضاً جزء أساسيّ من جزيئات تسمّى النيوكليوتيدات، وهي اللّبنات الأساسيّة التّي يتكوّن منها الحمض النّوويّ. يسبّب فرط فوسفات الدّمّ نقص كالسيوم الدّمّ، وذلك لأن الجسم يحاول استخدام الكالسيوم كبديل للفوسفور، وعادةً لا يسبّب أعراضاً واضحة حتّى يصبح شديداً، وغالبًا ما تترافق مع ظهور أعراض نقص كالسيوم الدّمّ أيضاً، حيث يمكن أن تترافق مع الحكّة المفرطة أيضاً. يسبّب نقص فوسفات الدّمّ ضعف العضلات وانهيار وظائف الكلى والنّوبات وانخفاض وظائف القلب وصعوبة التّنفّس (بسبب ضعف العضلات). تبلغ نسبة الفوسفات في الدّمّ الطّبيعيّة عند البالغين 2.8 – 4.5 ملغ/دل، وعند الأطفال 4 – 7 ملغ/دل.

البيكربونات (-)

لا يتمّ إرسال كلّ ثاني أكسيد الكربون الذّي ينتجه الجسم إلى الرّئتين لطرحه، بل يتمّ إعادة تدوير بعضه إلى بيكربونات، والتّي يستخدمها الجسم للحفاظ على مستويات الحموضة الطبيعية في الدّمّ. يسبّب القليل جدّاً من البيكربونات الحماض، ممّا يسبّب التّعب والغثيان والقيء والتّنفّس السّريع. كما يسبّب الكثير من البيكربونات القلاء، وتشمل أعراضه الارتباك واللّامبالاة وعدم انتظام ضربات القلب وارتعاش العضلات. تبلغ قيمة البيكربونات الطّبيعيّة في الدّمّ 22-26 ملليمتر مكافئ لكلّ لتر. وهكذا نجد أنّ الشوارد مهمّة لعمل جميع أعضاء الجسم، ويجب الحفاظ على النّسب الطّبيعيّة من الشوارد داخل الجسم للحفاظ على توازن عمل الأجهزة، لذا يتمّ استخدام تحاليل الشوارد بشكل شائع في الكثير من الأمراض لضبط مستويات الشوارد في الجسم وتصحيحها.

هل يتوفر تحليل الشوارد في مختبرات دلتا الطبية؟

توفر مختبرات دلتا الطبية مجموعة كبيرة من التحاليل الطبية سواء كانت فردية أو على هيئة باقات، ومن ضمنها بكل تأكيد يتوفر تحليل الشوارد، والذي يمكن إجراؤه في أي فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجانا، مع ضمان الحصول على أفضل وأدق النتائج.

المراجع

merican Board of Internal Medicine. ABIM Laboratory Test Reference Ranges  Chapter 9. Fluids and Electrolytes. Shrimanker I, Bhattarai S. Electrolytes. National Library of Medicine. Electrolytes   حقوق الصورة داخل المقال

اذهب إلى الأعلى