أعراض قصور الغدة الدرقية ، والأسباب والعلاج
قصور الغدة الدرقية أو قصور الدرق هو حالة شائعة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات الأساسيّة، ممّا يجعل التّمثيل الغذائيّ والاستقلاب يتباطأ.غالباً ما يصيب النّساء في منتصف العمر وكبار السّنّ، ولكن يمكن لأيّ شخص أن يصاب بهذه الحالة، بما في ذلك الرّضّع.
تتوفّر تحليل وظائف الغدة الدرقية الدّقيقة لتشخيص القصور، وعادة ما يكون العلاج بهرمون الغدة الدرقية المصنّع دوائيّاً بسيطاً وآمناً وفعّالاً بمجرّد إيجاد الجرعة المناسبة.
في المقال التالي سنوضح العديد من الأمور المتعلقة بقصور العدة الدرقية وأسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها.
أين يشيع مرض قصور الغدة الدرقية ؟
قصور الدرق يشيع في البيئات التّي ينقص اليودّ في غذائها اليوميّ، أمّا في أيّامنا هذه فأصبح اليودّ يضاف لملح الطّعام المعالج للوقاية من هذا المرض.
ما هي أعراض قصور الغدة الدرقية ؟
تختلف علامات و أعراض قصور الغدة الدرقية حسب شدّة نقص الهرمون، وتميل الأعراض للتطوّر ببطء على مدى عدّة سنوات، لتشمل الأعراض الآتية:
- تضخّم الغدة الدرقية.
- إعياء.
- عدم تحمّل البرد.
- إمساك.
- جلد جافّ.
- زيادة الوزن.
- وجه قمريّ (بدريّ).
- بحّة في الصّوت.
- ضعف العضلات وآلام عضليّة.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدّمّ.
- ألم أو تصلّب أو تورّم في المفاصل.
- تطاول النّزف الطمثيّ وعدم انتظام الدّروة الشّهريّة.
- شعر رقيق.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- كآبة وضعف في الذّاكرة.
ما هي أسباب قصور الغدة الدرقية ؟
عندما لا تنتج الغدّة الدرقيّة ما يكفي من الهرمونات يمكن أن يضطرب توازن التّفاعلات الكيميائيّة في الجسم.
للهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية / ثلاثي يودوثيرونين (T3) وهرمون الغدّة الدرقيّة التّيروكسين (T4)/ تأثير هامّ على الصّحّة، ينتج قصور الغدة الدرقية عندما تفشل في إنتاج ما يكفي من الهرمونات بسبب عدد من العوامل؛ بما في ذلك:
- داء هاشيموتو المناعيّ الذّاتيّ: السّبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية، تحدث اضطرابات المناعة الذّاتيّة عندما ينتج جهازك المناعيّ أجساماً مضادّة تهاجم أنسجة الغدة الدرقية ، مما يؤدّي إلى موت الخلايا المنتجة للهرمونات.
العلماء غير متأكّدين من سبب حدوث ذلك، لكن من المحتمل أن يكون ذلك مزيجاً من العوامل؛ مثل الجينات والمحفّزات البيئيّة.
على الرّغم من إمكانيّة إصابة أيّ شخص بمرض هاشيموتو، إلّا أنّه أكثر شيوعاً بين النّساء في منتصف العمر، العلاج الأساسيّ هو تعويض هرمون الغدة الدرقيّة.
يُعرف مرض هاشيموتو أيضاً باسم التهاب الغدّة الدرقيّة لهاشيموتو والتهاب الغدّة الدرقيّة اللّمفاويّ المزمن والتهاب الغدّة الدرقيّة المناعيّ الذّاتيّ المزمن.
لتشخيص داء هاشيموتو:
- يجب إجراء معايرة لهرمون TSH المنبّه للدرق في الدّمّ.
- نعايرة هرمون الدرق الحرّ في الدّمّ FT4.
- اختبار الأجسام المضادّة للغدّة الدرقيّة: يشير وجود الأجسام المضادّة إلى زيادة خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية لهاشيموتو.
- التّصوير الشعاعيّ بالأمواج فائقة الصّدى: أكثر اختبارات التّصوير شيوعاً التّي يمكن طلبها، يُظهر حجم الغدّة الدرقيّة ومظهرها وما إذا كان هناك أيّ عقيدات أو زيادات في منطقة الرّقبة.
- الاستجابة المفرطة لعلاج فرط نشاط الغدّة الدرقيّة: غالباً ما يعالج الأشخاص الذّين لديهم فرط نشاط الغدّة الدرقيّة باليودّ المشعّ أو الأدوية المضادّة للغدّة الدرقيّة، الهدف من هذه العلاجات هو إعادة وظيفة الغدّة إلى طبيعتها لكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدّي إلى قصور دائم في الغدّة.
- جراحة الغدّة الدرقيّة: يمكن أن تؤدّي إزالة كلّ أو جزء كبير من الغدّة إلى تقليل أو إيقاف إنتاج الهرمونات.
- العلاج الشّعاعيّ: يمكن أن يؤثّر الإشعاع المستخدم في علاج سرطانات الرّأس والرّقبة على الغدّة الدرقيّة وقد يؤدّي إلى قصورها.
- الأدوية: يمكن أن يساهم عدد من الأدوية في الإصابة بقصور الغدة الدرقيّة، أحد هذه الأدوية هو اللّيثيوم الذي يستخدم لعلاج بعض الاضطرابات النّفسيّة، إذا كنت تتناول دواء فاسأل طبيبك عن تأثيره على الغدّة الدرقيّة.
هناك أسباب أخرى نادرة مثل الاضطرابات الخلقيّة، واضطرابات النّخامى والحمل ونقص اليودّ.
كيفيّة تشخيص قصور الدرق؟
الطّريقة الرّئيسيّة لتشخيص قصور الغدة الدرقية هي بإجراء التحاليل الطبية اللازمة وهنا يطلب الطبيب تحليل الدّمّ لاختبار يسمّى تحليل هرمون الغدة الدرقية (TSH)، كما قد تحتاج لمعايرة FT3 و FT4 وهي المستويات الحرّة لهرمونات الدرق بالدّمّ.
في بعض الحالات يجب إجراء اختبار الهرمون المؤثّر على الدرق المفرز من النّخامى لتشخيص الأسباب المركزيّة لقصور الغدة الدرقية. كما قد يطلب الطّبيب أيضًا إجراء اختبارات الأجسام المضادة لتشخيص داء هاشيموتو.
إذا كانت الغدة الدرقية متضخّمة، فقد يتمكن الطّبيب من جسّها أثناء الفحص السريري، وعندها يجري التصوير بالإيكو.
بعض الأدوية يمكن أن تؤثّر على اختبارات الدم لمشاكل الغدّة الدرقيّة كالهيبّارين (مميّع دمّ) والبيوتين (فيتامين مكمّل غذائيّ)، لذا يجب إخبار الطّبيب عن أيّ أدوية أو مكمّلات قبل إجراء اختبارات الدّمّ.
ما هو علاج قصور الغدرة الدرقية ؟
في معظم الحالات يتمّ علاج قصور الغدة الدرقية عن طريق تعويض الهرمون دوائيا حيث لم تعد الغدة الدرقية تصنّعه.
أحد الأدوية المستخدمة بشكل شائع يسمّى ليفوثيروكسين ويؤخذ فمويّاً، سيحتاج الطّبيب اختبارات ووقت من المعالجة التّجريبيّة ليصل للجرعة الملائمة.
قصور الغدة الدرقية مرض يمكن التحكّم به، ومع ذلك سوف يحتاج المريض إلى تناول الأدوية باستمرار ليحافظ على كمّيّة الهرمونات بالدّمّ بمستوى صحيح، وجرعات الأدوية قد تحتاج للتغيير تبعاً للظروف الصّحّيّة، لذا على المريض المتابعة باستمرار عند الطّبيب.
مع تناول الأدوية يحتاج المريض لمراقبة مستوى TSH بالدّمّ بشكل دوريّ لمعرفة متى يستطيع إيقاف الدّواء أو تغيير الجرعة المطلوبة.
يمكن أن يصبح قصور الغدة الدرقية حالة طبّيّة خطيرة إذا لم يحصل المريض على علاج، ويمكن أن تصبح الأعراض أكثر حدّة وقد يتطور عند المريض سبات الوذمة المخاطيّة وهوحالة خطيرة ومهدّدة للحياة.
هل يمكن الوقاية من حدوث قصور الدرق؟
لا يمكن منع تطوّر قصور الغدة الدرقية، ولكن أفضل طريقة لمنع تطوّر شكل خطير من الحالة أو ظهور الأعراض التّي تؤثّر على الحياة بطريقةٍ جادّة هي مراقبة علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية وعلاجها بالجرعات المناسبة.
يمكن التّحكّم في قصور الغدة الدرقية بشكل كبير إذا تمّ اكتشافه مبكّراً وبدء العلاج الصّحيح.
هل قصور الدرق يمنع الحمل؟
أجريت دراسة في مجلة البحوث الطبية التطبيقية عام 2012، وكشفت أنّ 2 – 4% من النّساء في سن النّشاط الإنجابيّ لديهنّ مستويات منخفضة من هرمون الغدّة الدرقيّة، لأمر الذي يجعل هؤلاء النساء يعانين من مشاكل الحمل والإنجاب بسبب تأثيرات الغدّة الدرقيّة.
عند حدوث انخفاض في هرمونات الدرق يرتفع مستوى البرولاكتين في الدّمّ وهذا يؤثر على تحريرالبويضة فيؤدّي إلى عدم تحريرها أو إلى عدم انتظام هذا التحرير مما يؤدّي لصعوبات حمل.
كما أنّ قصور الدرق يؤدّي لنقصان مدّة الطّور الثّاني من الدّورة الشّهريّة فلا يحدث تعشيش البويضة بالرّحم.
العلاج المبكّر لقصور الغدّة الدرقية يسمح بالتّخطيط الصّحيح للحمل، كما أنّه أثناء الحمل يجب تعديل جرعات الهرمونات الدرقيّة بناءً على استشارة الطّبيب.
هل يمكن تناول هرمون الدرق المصنّع دوائيّاً للتنحيف؟
الجواب هو لا، فهذا الهرمون هو دواء بالطّبع له آثاره الجانبيّة ويحتاج لوصفة طبّيّة بناءً على استشارة وتحاليل، وتناوله دون حدوث قصور في الغدّة الدرقيّة يؤدّي لاضطراب في هرمونات الجسم.
هل يتوفر تحليل الغدة الدرقية و تحليل TSH في مختبرات دلتا الطبية؟
نعم وبكل تأكيد، إذ يتوفر ضمن مختبرات دلتا الطبية مجموعة من التحاليل الخاصة بالغدة الدرقية وعلى رأسها تحليل TSH. حيث أن الكشف المبكر والمتابعة تعتبر أمراً ضرورياً لدى مرضى قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الدرق لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية من المضاعفات المحتملة.
المراجع
- Harrison’s Principles of Internal Medicine
- Current Medical Diagnosis & Treatment