تحاليل الهوائيات والأبخرة المستنشقة

تحاليل الهوائيات هي أحد تحاليل الحساسية المهمة، حيث أن حساسية الهواء الناتجة عن استنشاق الأبخرة والدخان من أكثر أنواع الحساسية تعقيداً، بسبب صعوبة الأعراض التي تتراوح بين الحكة والسعال وصولاً إلى صعوبات التنفس والربو.

في هذه المقالة سنستعرض أبرز أنواع الحساسية الناتجة عن استنشاق الأبخرة والدخان مع الإشارة لطرق التشخيص و تحاليل الهوائيات وأنواع فحص الحساسية المستنشقة .

ما هي الأبخرة والمستنشقات المسببة للحساسية؟

تتنوع الأبخرة التي تسبب الحساسية أو تهيج الجهاز التنفسي وتأتي من مصادر متعددة. فيما يلي بعض الأبخرة الشائعة التي يمكن أن تسبب الحساسية:

  1. دخان السجائر: يحتوي على العديد من المواد الكيميائية السامة التي يمكن أن تسبب الحساسية وتهيج الجهاز التنفسي.
  2. دخان الخشب: ينتج من حرق الخشب في المواقد أو النيران الخارجية، ويحتوي على جزيئات صغيرة ومركبات عضوية متطايرة.
  3. الأبخرة الكيميائية:
  • الأمونيا: تُستخدم في منتجات التنظيف وبعض العمليات الصناعية.
  • الفورمالديهايد: يُستخدم في مواد البناء مثل الألواح الخشبية والمفروشات.
  • مركبات عضوية متطايرة (VOCs): تتبخر من الدهانات والمواد اللاصقة والمطهرات، والعطور.
  • الكلور: يُستخدم في منتجات التنظيف والتطهير.
  1. الأبخرة الصناعية:
  • غازات العادم: من المركبات والمصانع مثل أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون.
  • الأوزون: يمكن أن يتكون على مستوى الأرض في المناطق الصناعية نتيجة التفاعلات الكيميائية بين الملوثات.
  1. الأبخرة المنزلية:
  • العفن: يمكن أن ينمو في الأماكن الرطبة مثل الحمامات والأقبية ويطلق أبواغا قد تكون مهيجة.
  • المنتجات المنزلية: مثل معطرات الجو والمبيدات الحشرية ومنتجات العناية الشخصية.
  1. الغبار ووبر الحيوانات: رغم أنهما ليسا أبخرة بالمعنى الدقيق، إلا أن الجسيمات المحمولة جواً من الغبار ووبر الحيوانات الأليفة يمكن أن تسبب تهيجاً للجهاز التنفسي والحساسية.
  2. الملوثات البيئية:
  • حبوب اللقاح: تطلقها النباتات في مواسم معينة ويمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية، وهو أحد أسباب الحساسية الموسمية.
  • الغبار الطلعي: يأتي من التربة والأماكن الجافة.

وللوقاية من التعرض لهذه الأبخرة والملوثات، يجب تحسين التهوية في الأماكن المغلقة، واستخدام أجهزة تنقية الهواء وارتداء أقنعة الوجه في البيئات الملوثة، كما يجب الابتعاد عن مصادر التلوث كلما كان ذلك ممكناً.

ما هي تحاليل الهوائيات والأبخرة؟

تحاليل الهوائيات المستخدمة للكشف عن الحساسية من الأبخرة والمستنشقات، تعتمد بشكل رئيسي على قياس مستويات الأجسام المضادة من نوع IgE (الغلوبولين المناعي E) في الدم، حيث عندما يتعرض الجسم لمادة مسببة للحساسية يستجيب الجهاز المناعي بإنتاج هذه الأجسام المضادة، تشمل تحاليل الدم الأكثر شيوعاً في هذا السياق:

  1. اختبار IgE الكلي (Total IgE Test):

يقيس هذا الاختبار إجمالي كمية IgE في الدم، فقد تشير المستويات المرتفعة إلى وجود حساسية لكنه لا يحدد المادة المسببة للحساسية.

  1. اختبار IgE النوعي (Specific IgE Test):

يهدف هذا الاختبار إلى تحديد الأجسام المضادة IgE التي تتفاعل مع مستنشقات معينة مثل الأبخرة أو الدخان. يُجرى الاختبار عن طريق تعريض عينة الدم لمواد مثيرة للحساسية محتملة وقياس تفاعل الأجسام المضادة معها.

  1. اختبار تحري الحساسية عن طريق التحليل المناعي (ImmunoCAP Test):

يعتبر من أكثر الاختبارات دقة وشيوعاً في الكشف عن الحساسية، يمكنه قياس مستويات IgE النوعية لمجموعة واسعة من المواد المسببة للحساسية.

  1. اختبار التحدي (Challenge Test):

يتضمن استنشاق أو تناول كميات صغيرة من المادة المشكوك بأنها مسبب للحساسية تحت إشراف طبي، ثم تُراقب ردود فعل الجسم بعناية.

  1. اختبار قياس مستويات الكربوكسي هيموغلوبين (Carboxyhemoglobin) في الدم:

عندما يستنشق الإنسان أول أكسيد الكربون يتحد هذا الغاز مع الهيموغلوبين في الدم مكوناً الكربوكسي هيموغلوبين، مما يعيق قدرة الهيموغلوبين على حمل الأكسجين، الأمر الذي يؤدي لتسمم شديد قد ينتهي بالوفاة.

تُحلل العينة باستخدام جهاز تحليل غازات الدم (Blood Gas Analyzer) أو تقنيات أخرى مثل التحليل الطيفي (Spectrophotometry).

عند الأشخاص غير المدخنين تكون مستويات الكربوكسي هيموغلوبين في الدم عادةً أقل من 1-2%، أما عند المدخنين يمكن أن تصل المستويات إلى 3-9%.

المستويات الأعلى من 10-15% تشير إلى تعرض كبير لأول أكسيد الكربون وقد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

الأعراض المرتبطة بالتسمم بأول أكسيد الكربون:

المستويات المنخفضة إلى المعتدلة (10-20%): صداع- دوخة- ضعف- غثيان وضيق في التنفس.

المستويات العالية (20-40%): ارتباك- تشتت- فقدان التوازن وألم في الصدر.

المستويات الخطيرة (فوق 40%): فقدان الوعي- اختلال وظائف القلب وفي الحالات الشديدة قد يكون التسمم قاتلاً.

التشخيص السريع والدقيق لتسمم أول أكسيد الكربون أمر حيوي لبدء العلاج المناسب والذي غالباً ما يتضمن إعطاء الأكسجين بتركيز عالٍ أو العلاج بالأكسجين تحت ضغط مرتفع (Hyperbaric Oxygen Therapy).

إلى جانب اختبارات الأبخرة السابقة يمكن أن يتم اللجوء إلى الفحوصات السريرية الأخرى مثل اختبارات التنفس ووظائف الرئة لتقييم تأثير الحساسية على الجهاز التنفسي.

تساعد هذه التحاليل في تحديد المسببات بدقة وتوجيه العلاج المناسب مما يساهم في تحسين جودة الحياة للمرضى المصابين بحساسية الأبخرة والمستنشقات.

هل تتوفر تحاليل الهوائيات المحسسة في مختبرات دلتا الطبية ؟

إن اهتمام مختبرات دلتا بتقديم أفضل خدمات التحاليل الطبية في السعودية، يجعلها بشكل دائم مهتمة بتطوير تقنياتها وتقديم كل خدمات التحاليل الطبية ومن أهمها تحاليل الحساسية بكافة أنواعها ومن ضمنها تحاليل الهوائيات وفحص الحساسية المستنشقة التي توفرها من خلال كادر طبي متميز وبأحدث التقنيات التي توصل إليها عالم المختبرات الطبية. علاوة على ذلك، تتوفر في دلتا مجموعة كبيرة من الفحوصات الطبية المفردة وكذلك باقات التحاليل الشاملة والتي يمكن الحصول عليها من خلال زيارة إحدى فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي المجانية.

تحاليل الحساسية الأخرى في مختبرات دلتا

بالإضافة إلى تحاليل الحساسية السابقة، يتوفر في مختبرات دلتا تحاليل الحساسية للأطعمة؛ تهدف إلى تحديد الأطعمة التي قد تسبب ردود فعل تحسسية عند الأفراد وتشمل هذه التحاليل عدة أنواع من الاختبارات، منها:

  1. اختبار الوخز الجلدي (Skin Prick Test):

توضع كميات صغيرة من مستخلصات الأطعمة المحتملة المسببة للحساسية على جلد المريض (عادةً على الذراع أو الظهر) ثم يتم وخز الجلد بلطف للسماح للمادة بالدخول.

إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه الطعام المختبر سيظهر انتفاخ واحمرار في مكان الوخز.

  1. اختبار الدم (Blood Test):

يقيس مستويات الأجسام المضادة IgE الخاصة بأطعمة معينة في دم المريض.

من الاختبارات الشائعة في هذا السياق اختبار “RAST” (Radioallergosorbent Test) أو اختبار “ImmunoCAP”.

يمكن لهذا الاختبار تحديد مجموعة واسعة من الأطعمة التي قد تسبب الحساسية.

  1. اختبار التحدي الفموي (Oral Food Challenge):

يتم هذا الاختبار تحت إشراف طبيب مختص حيث يُطلب من المريض تناول كميات صغيرة متزايدة من الطعام المحتمل المسبب للحساسية.

يراقب المريض عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هناك أي ردود فعل تحسسية.

  1. اختبار الاستبعاد (Elimination Diet):

يتضمن هذا الاختبار استبعاد بعض الأطعمة المشتبه بها من النظام الغذائي للمريض لفترة معينة.

بعد فترة الاستبعاد يتم إعادة إدخال هذه الأطعمة واحدة تلو الأخرى لمراقبة أي ردود فعل تحسسية.

  1. اختبار الرقعة (Patch Test):

يستخدم بشكل أقل شيوعاً للحساسية الغذائية ولكنه قد يكون مفيداً في بعض الحالات.

توضع مادة مسبب الحساسية على رقعة تلصق على الجلد لفترة طويلة (عادةً 48 ساعة) ثم يفحص الجلد فيما بعد لتحديد مدى الإصابة بالتحسس من تلك المادة.

كل اختبار له مزايا وعيوب خاصة به ويعتمد اختيار الاختبار المناسب على الأعراض التي يعاني منها المريض وتاريخ الحساسية لديه، يجب دائماً إجراء هذه الاختبارات تحت إشراف طبي مختص لضمان دقة النتائج وسلامة المريض.

المراجع

Asthma and Allergy Foundation of America. Allergy Facts and Figures

American Academy of Allergy, Asthma and Immunology. Multiple pages reviewed for this article

House Dust Mite Allergy in Korea: The Most Important Inhalant Allergen in Current and Future. NIH.

Dust allergy. American College of Allergy, Asthma & Immunology.

Allergy testing. American Academy of Allergy, Asthma & Immunology.

 

 

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى