الالتهاب الرئوي ، ما هي أسبابه وعلاجاته؟

تشيع في موسم الشتاء حالات الإصابة بالانفلونزا، بالإضافة إلى التهابات حادة تصيب الجهاز التنفسي مسببة ما يسمى الالتهاب الرئوي . فما هو هذا المرض وما هي مسبباته وماهي طرائق تشخصيه وعلاجه؟

ما هو الالتهاب الرئوي؟

الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب إحدى الرّئتين أو كليهما بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريّات. تتكوّن الرّئتان من أكياس صغيرة تسمّى الحويصلات الهوائيّة؛ تمتلئ هذه الأكياس بالهواء  أثناء التنفس حيث يتم التبادل الغازي، وعندما يصاب الفرد بالتهاب رئويّ تمتلئ الحويصلات بالقيح، ممّا يجعل التبادل الغازي غير ممكن وبالتالي يشعر المريض بصعوبة التنفس. يصيب الالتهاب الرئوي الفصّيّ فصّاً أو أكثر من الرّئتين، كما يؤثّر الالتهاب الرئوي القصبيّ على بقع في جميع أنحاء الرّئتين. حسب منظّمة الصّحّة العالميّة الالتهاب الرئوي هو أكبر مسبّب لوفاة الأطفال عن طريق العدوى في جميع أنحاء العالم. يصيب الالتهاب الرئوي الأطفال والأسر في كلّ مكان، لكن الوفيات هي الأعلى في جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصّحراء. ولخطورة هذا المرض، فقد خُصِصَ يوم عالمي للتذكير والتوعية به وبأسبابه ومدى خطورته لاسيما على الأطفال، هو اليوم العالمي للالتهاب الرئوي.
التهاب الحويصلات الهوائية في الالتهاب الرئوي
 

ما هي أسباب الالتهاب الرئوي ؟

  1. الجراثيم: ينتج عن جراثيم مختلفة أشيعها العقديّات الرّئويّة، يحدث الالتهاب الرئوي الجرثوميّ عندما تضعف مناعة الجسم لسبب ما مثل الأمراض المزمنة وسوء التّغذية والتّدخين وتعاطي الكحول، يمكن أن يؤثّر على جميع الأعمار.
  2. الفيروسات: هذا النوع ناتج عن فيروسات مختلفة بما في ذلك الإنفلونزا، وهو مسؤول عن حوالي ثلث حالات الالتهاب الرّئويّ، والإصابة بالتهاب فيروسيّ تزيد احتماليّة الالتهاب الجرثوميّ.
أشارت منظّمة الصّحّة العالميّة أنّ فيروس COVID-19 كان من أحد أهمّ المسبّبات للالتهاب الرّئويّ وتحديداً عند المرضى ذوي الأمراض المزمنة ومضعفي المناعة.
  • الميكوبلازما: هذا النّوع له أعراض مختلفة إلى حدّ ما ويشار إليه باسم الالتهاب الرئوي غير النّمطيّ، تسبّبه بكتيريا Mycoplasma pneumonia.
  • الفطريّات: أقلّ شيوعاً من غيرها ولكنّها تسبّب التهابات خطيرة، غالباً تصيب الأشخاص مضعفي المناعة.
  • الالتهاب المكتسب من المشافي: هو الالتهاب الذّي يتطوّر في المشفى أثناء العلاج من حالة أخرى أو إجراء عمليّة جراحيّة، مرضى العناية المشدّدة على أجهزة التّنفّس الاصطناعيّ معرّضون بشكل خاصّ لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الفطريّ.

ما هي الفئات المعرّضة لخطر الإصابة؟

  1. الأطفال الأصغر من سنتين والمعمّرين الأكبر من 65 سنة.
  2. المدخّنين ومتعاطي الكحول.
  3. مضعفي المناعة وذوي الأمراض المزمنة.

ما هي أعراض الالتهاب الرئوي ؟

يمكن أن تظهر أعراض الالتهاب الرئوي خلال 24- 48 ساعة من العدوى أو قد تتطوّر على عدّة أيّام. تشمل الأعراض ما يلي:
  1. السّعال: قد يكون جافّاً أو رطباً منتجاً لقشع سميك أصفر أو أخضر أو ​​بنّي أو ملطّخاً بالدّمّ.
  2. صعوبة في التّنفّس: قد يكون التّنفّس سريعاً وسطحيا وقد يحدث ضيق في التّنفّس حتّى أثناء الرّاحة.
  3. ازدياد معدّل نبض القلب ودرجة حرارة الجسم وعدد مرّات التّنفّس.
  4. الوهن والتّوعّك والإعياء.
  5. التّعرّق والرّعشة.
  6. فقدان الشّهيّة.
  7. ألم في الصّدر يزداد سوءً عند التّنفّس والسّعال.
أمّا الاعراض الأقلّ شيوعاً فتشمل: الصّداع- نفث الدّمّ- آلام المفاصل والعضلات.

كيف يتمّ تشخيص الالتهاب الرئوي؟

يتمّ التّشخيص عادةً بناءً على السّوابق الصّحّيّة الحديثة (مثل الجراحة أو الزّكام أو السّفر)، ويمكن استخدام الاختبارات التّالية لتأكيد التّشخيص: 1- الأشعّة السّينيّة للصدر: يأخذ هذا الاختبار صوراً للأنسجة الدّاخلية والعظام والرّئتين. 2- تحاليل الدم:
  • تحليل تعداد الدم الشامل CBC يمكّن من معرفة نسبة الالتهاب في الجسم وإذا انتقل الإنتان للدمّ، كما يمكّن من معرفة عدد ونسبة الكريّات البيض المسؤولة عن الدّفاع عن الجسم.
  • تحليل CRP البروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ يرتفع في جميع حالات الإنتانات وهو مؤشّر مهمّ
  • اختبار غازات الدّمّ الشّريانيّ الذي يبين نسبة الأوكسجين والكربون في الدّمّ.
  • تحليل LDH هو نوع من البروتين في الجسم يرتفع في الإنتانات.
3- فحص القشع: يتمّ إجراء هذا الاختبار على القشع (البلغم) الذّي يخرج من الرّئتين إلى الفمّ بالسّعال 4- قياس الأكسجة: عن طريق جهاز صغير يقيس كمّيّة الأوكسجين في الدّمّ عن طريق وضعه على الإصبع. 5- الطّبقي المحوريّ: يُظهر التّصوير المقطعيّ المحوسب صوراً مفصّلة لأيّ جزء من الجسم، بما في ذلك العظام والعضلات والدّهون والأعضاء، تعد أكثر تفصيلاً من الأشعّة السّينيّة. 6- تنظير القصبات: فحص مباشر للقصبات الهوائيّة باستخدام أنبوب مرن يساعد على تقييم وتشخيص مشاكل الرّئة وتقييم الانسدادات وأخذ عيّنات من الأنسجة او المفرزات والقيح للتحليل. زراعة السّائل الجنبيّ: في هذا الاختبار يتمّ أخذ عيّنة من السّائل من الحيّز الجنبيّ وهي المسافة بين الرّئتين وجدار الصّدر تتجمّع بها السّوائل، يتمّ إدخال إبرة رفيعة وطويلة عبر الجلد بين الأضلاع في الحيّز الجنبيّ، يُسحب السّائل إلى محقنة متّصلة بالإبرة ويتمّ إرساله إلى المختبر حيث يتمّ اختباره لمعرفة العضويّات المسبّبة للالتهاب الرّئويّ وإعطاء العلاج المناسب.

كيف يعالج الالتهاب الرئوي ؟

يعتمد العلاج على نوع العضويّات المسبّبة للالتهاب، لكن الالتهاب الرئوي الخفيف يمكن أن يعالج بالمنزل عن طريق: الإكثار من شرب السّوائل- أخذ قسط من الرّاحة- وأخذ الصّادّات الحيويّة إذا كان يميل لأن يكون المسبّب جرثوميّ. قد تسرع الصّادّات الحيويّة أيضاً من شّفا ءالالتهاب الرئوي بالميكوبلازما وبعض الحالات الخاصّة. معظم حالات الالتهاب الرئوي الفيروسيّ ليس لها علاج محدّد، غالباً يحتاج المرضى للراحة والسّوائل ويحدث الشّفاء دون تناول الأدوية. المرضى المعرّضين للخطر أو الذّين لديهم مشاكل صحّيّة سابقة يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي لديهم شديداً وقد يحتاج للعلاج في المشفى، لأنّه يمكن أن يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة مثل ذات الجنب وخرّاج الرّئة وإنتان الدّمّ.

هل يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي؟

إنّ ضمان معايير النّظافة الشّخصيّة سيساعد في منع انتشار الجراثيم، على سبيل المثال يجب عليك استخدام منديل عند السّعال أو العطاس، كما يجب غسل اليدين بانتظام لتجنّب نقل الجراثيم إلى الآخرين. يمكن أن يساعد أسلوب الحياة الصّحّيّ أيضاً في الوقاية من الالتهاب الرئوي مثل ممارسة الرّياضة بانتظام وإيقاف التّدخين والكحول واتّباع نظام غذائيّ متوازن. بما إنّ الإنفلونزا سبب شائع للالتهاب الرئوي فقد يكون للقاح الإنفلونزا دور في إنقاص الالتهاب الرئوي. يوجد أيضاً لقاح ضدّ المكوّرات الرّئويّة يحمي من الشّكل الشّائع للالتهاب الرئوي الجرثومي، لذا يجب أن يحصل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والبالغون الذّين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر على هذا اللّقاح. بالنّهاية علينا أن نعلم جميعاً أنّ ليس كلّ التهاب في الجسم يحتاج لصادّات حيويّة، فالصّادّات الحيويّة سلاح ذو حدّين لذا استخدامها الخاطئ والعشوائيّ يضرّ بمناعة الجسم وقد يؤدّي لتطوير سلالات من الجراثيم معنّدة على العلاج، لذا يجب استشارة الطّبيب قبل تناول الصّادّات الحيويّة.

ما الذي توفره مختبرات دلتا الطبية لمصابي الالتهاب الرئوي ؟

في مختبرات دلتا الطبية ستجد جميع الفحوصات المخبرية والتحاليل الطبية التي يطلبها الطبيب لتشخيص الالتهاب الرئوي، مثل تحاليل الدم وتحليل القشع وغيرها، إلى جانب مجموعة كبيرة من التحاليل الطبية المختلفة المساعدة في التشخيص والمراقبة ستجدها على هيئة فحوصات مفردة أو باقات شاملة.

المراجع

  • John Hopkins Medicine.
  • Macleod’s Clinical Examination.
  • Harrison’s Principles of Internal Medicine.
  مصدر الصورة في المقال

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى