متلازمة تكيس المبايض

تعاني العديد من السّيّدات من اضطرابات طمثيّة وشعرانيّة وبدانة في مناطق معيّنة، وهذه الأعراض قد تشير لحالة غير صحّيّة في الجسم تدعى “متلازمة تكيس المبايض PCOS”؟ فما هي هذه المتلازمة، وما هي أعراضها؟ وكيف يتمّ تشخيصها؟ وما هي طرق العلاج؟

ما هي متلازمة تكيس المبايض PCOS؟

هو اضطراب تكون فيه الدورة غير منتظمة أو متباعدة أو مدتها طويلة وتعد متلازمة تكيس المبايض PCOS حالة شائعة تؤثّر على الكثير من النّساء في جميع أنحاء العالم حيث حوالي 6٪ إلى 10٪ من النّساء قد يصبن بها، ممّا يجعلها أكثر اضطرابات الغدد الصّمّ شيوعاً لدى النّساء في سنّ الإنجاب. ينتج فيها المبيضان كمية غير طبيعيّة من الهرمونات (الأندروجينات)؛ وهي هرمونات جنسيّة ذكريّة لكن توجد عند الإناث عادةً بكمّيات قليلة جدّاً، وفي هذه المتلازمة تزداد هذه الهرمونات. تعود تسمية متلازمة المبيض عديد الكيسات أو تكيس المبايض بهذا الاسم بسبب الأكياس الصّغيرة المتعدّدة المملوء بالسّوائل التّي تظهر في المبايض. يجدر الإشارة إلى أن بعض النّساء المصابات بهذه المتلازمة لا يعانين من الكيسات لكن لديهنّ باقي الأعراض المتعلقة بها، لذا ليس من الضروري أن تجتمع جميع الأعراض عند المرأة حتى تُشخّص حالتها بمتلازمة تكيس المبايض.

ما هي آليّة حدوث الكيسات في متلازمة تكيس المبايض؟

تحدث الإباضة عندما يتمّ إطلاق البويضة النّاضجة من المبيض، فإذا لم تُخَصَّب بالحيوان المنويّ يتمّ إخراجها من الجسم أثناء الدّورة الشّهريّة. يحدث  في بعض الحالات ألا تفرز الأنثى ما يكفي من الهرمونات اللّازمة للإباضة، فلا تحدث الإباضة وتظهر تكيّسات على سطح المبيض. تصنع هذه الأكياس هرمونات تسمّى الأندروجينات، وافرز الغدة النخامية كميات عالية من هرمون LH ،وهو الأمر الذي يفسّر وجود مستويات عالية من لدى النّساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

ما هي أسباب تكيس المبايض؟

تتسائل الكثير من النساء عن أسباب تكيس المبايض، وهنا لا بد من التوضيح، أن السّبب الواضح والمباشر لمتلازمة تكيس المبايض غير واضح ولا يمكن تحديده، لكن هنالك عوامل وراثية وبيئية. فقد لوحظ أنّ العديد من النّساء المصابات بهذه المتلازمة لديهنّ مقاومة للأنسولين؛ هذا يعني أنّ الجسم لا يستطيع استخدام الأنسولين بشكل جيّد فتتراكم مستويات الأنسولين في الجسم مما قد تؤدّي إلى ارتفاع مستويات الأندروجين. كما يمكن أن تؤدّي السّمنة أيضاً إلى زيادة مستويات الأنسولين وتفاقم أعراض تكيس المبايض. كذلك قد يكون للجينات دور في هذه المتلازمة، حيث لوحظ أنّه من الشّائع أن تصاب الأخوات أو الأمّ والابنة بمتلازمة تكيس المبايض.

ما هي مخاطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض؟

  1. السمنة.
  2. داء السكري ومقوامة الأنسولين.
  3. الجينات (إصابة الأخوات أو الأمّ ترفع نسبة الإصابة بالعائلة).
  4. ارتفاع ضغط الدم
  5. مشاكل في القلب
  6. مشاكل في الحمل

ما هي أعراض تكيس المبايض؟

  1. قلّة في نزف الطّمث.
  2. كبر حجم المبيضين ووجود العديد من التكيسات .
  3. دورات طمثيّة غير منتظمة.
  4. تفويت الدورة الشهرية
  5. ظهور كيسات على المبيضين.
  6. حبّ الشّباب أو البشرة الدّهنيّة.
  7. الصّلع الذّكوريّ أو رقّة الشّعر.
  8. زيادة الوزن وخاصّةً حول البطن.
  9. الشّعرانيّة في الجسم بما في ذلك الصدر والمعدة والظهر.
  10. قطع صغيرة من الجلد الزّائد على الرّقبة أو الإبط (الزّوائد الجلديّة).
  11. العقم.

كيف يتمّ تشخيص متلازمة تكيس المبايض؟

  • الفحص السّريريّ والقصّة السّريريّة:
يمكن التّوجّه لمريضة متلازمة تكيس المبايض من خلال الأعراض التّي تعاني منها مثل، الاضطرابات الجلديّة والشّعرانيّة والبدانة، حيث يوجد سمة خاصّة لمريضة هذه المتلازمة يستطيع الطبيب تمييزها بسهولة.
  • الأمواج فوق الصّوتيّة (الإيكو):
يمكن من خلاله فحص المبيضين ومعرفة حجمهما وكشف التّضخّم الذّي يحدث بهما بهذه المتلازمة، كما يساعد في كشف وجود الكيسات على سطح المبيض. أما عن المظهر المميّز لمتلازمة تكيس المبايض على جهاز الإيكو، فهو شبيه بمظهر عقد اللّؤلؤ المعبّر عن الكيسات. الجدير بالذكر هنا، أنه يفضّل إجراء الإيكو للكشف عن تكيس المبايض بين اليوم 3- 5 من الدّورة.
  • التّحاليل الدّمويّة:
تستخدم لمعرفة مستويات الهرمونات في الجسم التّي ترتفع بهذه المتلازمة، كما يمكن معايرة الجلوكوز في الدّمّ والكولسترول والدهون الثلاثية. أهمّ التّحاليل الهرمونيّة التّي يجب معايرتها:
  1. تحليل هرمونات FSH / LH في الدّمّ:
وهي هرمونات الغدّة النّخاميّة الموجّهة للمبايض، حيث أنّ هرمون FSH يحفّز نموّ البويضة وتطوّرها. ولهرمون LH دور في عمليّة إطلاق البويضة وعند اضطراب نسبة هذين الهرمونين يحدث خلل في الإباضة وهذه إحدى أسباب تطوّر متلازمة تكيس المبايض. كما لوحظ أنّ هرمون LH يرتفع عند السّيّدات المصابات طوال مراحل الدّورة الشّهريّة، لذا لا تساعد هذه النّسبة كثيراً في تشخيص المتلازمة لكن توجّه للإصابة. تُعتمد النّسبة التّي تزيد عن 3 كموجّهة للإصابة بالمتلازمة.
  • تحليل الأندروجين (التستوستيرون) DHEA في الدّمّ:
لوحظ ارتفاع مستويات الأندروجينات عند السّيّدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن ليس جميع السّيّدات المصابات يعانين من ارتفاع هذا الهرمون. النّسبة الطّبيعيّة لهرمون التّستوستيرون في الدّمّ عند النّساء هي 15-70 نانوغرام/دل.
  • تحليل هرمون الإستروجين في الدّمّ:
هو الهرمون الأنثويّ المسؤول عن حدوث الدّورة الشّهريّة والإباضة والطّمث عند الإناث. وعند الإصابة بتكيس المبايض قد تنخفض مستوياته وقد تبقى طبيعيّة. تختلف النّسبة الطّبيعيّة لهرمون الأستروجين عند النّساء حسب مراحل الدّورة الشّهريّة حيث أنّ: 1 – 10 أيّام بعد الدورة الشهرية تبلغ القيمة 24 – 68 بيكوغرام/ملليلتر. 11 – 20 يوم بعد الدّورة الشّهريّة تبلغ القيمة 50 – 186 بيكوغرام/ملليلتر. 21 – 30 يوم بعد الدّورة الشّهريّة تبلغ القيمة 73 – 149 بيكوغرام/ملليلتر.
  • الهرمون المضادّ لمولر:
هو الهرمون الذّي يستخدم للكشف عن مخزون البويضات في المبيض، وتبلغ القيمة الطّبيعيّة للهرمون المضادّ لمولر 1 -4 نانوغرام/ مل، وعند الإصابة بهذه المتلازمة، غالباً ما تكون نسبته مرتفعة.  
  • الإنسولين:
هو هرمون يفرزه البنكرياس مسؤول عن التّحكّم بمستويات السّكّر (الجلوكوز) في الدم، وعادةً ما تحدث مقاومة للأنسولين في الجسم عند السّيّدات المصابات بمتلازمة المبيض عديد الكيسات مما يؤدي إلى ارتفاع هذا الهرمون، حيث تبلغ القيمة الطّبيعيّة للأنسولين بالدّمّ 2.0 – 25.0 وحدة / مل. لتشخيص الإصابة بمتلازمة المبيض عديد الكيسات يجب أن يجتمع معيارين من ثلاثة ممّا يلي:
  1. المعيار السّريريّ: يتضمّن عدم انتظام الدّورة الطّمثيّة أو غيابها أو ظهور حبّ الشّباب أو الشّعرانيّة أو تساقط الشّعر.
  2. المعيار الهرمونيّ: ارتفاع مستويات التّستوستيرون والهرمونات الأخرى في الدّمّ.
  3. المعيار الصّدويّ: رؤية الكيسات أو تضخّم المبيضين على الإيكو.
الجدير بالذكر أن مختبرات دلتا الطبية في السعودية توفر جميع تحاليل تكيس المبايض التي تستخدم لتشخيص هذا المرض، حيث يمكن للمرضى التوجه إلى أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا في السعودية لإجراء التحليل المطلوب، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي تقدمها مختبرات دلتا مجانا مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.

ما هو علاج تكيس المبايض؟

يعتمد علاج تكيس المبايض على عمر المريضة وشدّة الأعراض لديها ورغبتها بالإنجاب. فعند التّخطيط للحمل يكون العلاج من خلال ما يلي:
  1. تغيير النّظام الغذائيّ ونمط الحياة: يمكن أن يساعد إنقاص الوزن وممارسة الرّياضة واتّباع نظام غذائيّ صحّيّ على تقليل أعراض الإصابة بمتلازمة المبيض عديد الكيسات.
  2. خفض مستويات السّكّر في الدّمّ: يساعد خفض مستويات السّكّر والإقلال من مقاومة الأنسولين على التّقليل من أعراض متلازمة المبيض عديد الكيسات.
  3. الأدوية المحرّضة للإباضة: يمكن أن تساعد الأدوية المبيضين في إطلاق البويضات بشكل طبيعيّ، لكنّها تحمل مخاطر معيّنة مثل زيادة فرصة الحمل التّوءميّة وفرط استثارة المبيض فيطلق المبيض الكثير من الهرمونات ممّا يسبّب أعراض مثل انتفاخ البطن وآلام الحوض.
  4. تثقيب المبيضين: يساعد هذا الإجراء الجراحيّ في حدوث الإباضة ومن ثمّ الحمل.
في حال عدم التّخطيط للحمل يكون العلاج:
  1. تغيير النّظام الغذائيّ ونمط الحياة: يمكن أن يساعد إنقاص الوزن وممارسة الرّياضة واتّباع نظام غذائيّ صحّيّ على تقليل أعراض الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
  2. حبوب منع الحمل الفمويّة: تساعد على التّحكّم بانتظام الدّورة الشّهريّة وخفض مستويات الأندروجينات وتقليل حبّ الشباب.
  3. خافضات السّكّر الفمويّة (الميتفورمين): للتقليل من مقاومة الأنسولين ونسبة السّكّر في الدّمّ ممّا يساهم بخفض الأندروجينات وإبطاء نموّ الأشعار.

ما هي مضاعفات الإصابة بمتلازمة المبيض عديد الكيسات؟

إن النّساء المصابات بمتلازمة المبيض عديد الكيسات أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من الأمراض تشمل:
  1. السكري من النّمط 2، حيث أشارت الدّراسات إلى أنه عند بلوغ سنّ الأربعين قد تصاب 40٪ من النّساء المصابات بمتلازمة المبيض عديد الكيسات بمرض ما قبل السّكّريّ أو السّكّريّ.
  2. السمنة وما يرافقها من اضطرابات قلبيّة وغدّيّة وارتفاع بالكولسترول والدّهون الثّلاثيّة.
  3. الإجهاض أو الولادات المبكّرة.
  4. مشاكل في الحمل والخصوبة.
  5. سرطان بطانة الرّحم.
  6. ارتفاع ضغط الدّمّ.
  7. الاكتئاب والقلق.

كيف يمكن التّعايش مع متلازمة المبيض عديد الكيسات؟

يمكن للمرأة المصابة التّعايش مع هذه المتلازمة بتغيير نمط الحياة واتّباع نظام غذائيّ صحّيّ وممارسة الرّياضة. قد تكون بعض الآثار الجسديّة لهذه المتلازمة مزعجة للمريضة مثل الشّعرانيّة وزيادة الوزن، لذا يمكن استخدام بعض العلاجات التّجميليّة مثل اللّيزر لإزالة الشّعر.

المراجع

Polycystic ovary syndrome. Office on Women’s Health. Polycystic ovary syndrome (PCOS). Eunice Kennedy Shriver National Institute of Child Health and Human Development. Centers For Disease Control and Prevention. PCOS Awareness Association.

اذهب إلى الأعلى