ما هي الإصابات الرياضية، وما طرق علاجها الأولية
تتسبّب الإصابات الرياضية في إبعاد الملايين من الأشخاص كل عام عن ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم، ولربما قرأت خبراً عن عدم مشاركة اللّاعب كريم بنزيما في كأس العالم في قطر عامّ 2022 بسبب إصابة رياضية بالفخذ الأيسر. فهل تعرف ما هي الإصابات الرياضية التّي قد نتعرّض لها أثناء ممارسة الرياضة؟ في المقال التالي ستعرف المزيد عن هذا الموضوع.
ما هي الإصابات الرياضية ؟
تشمل الإصابات الرياضية الشّائعة الكدمات والالتواءات والإجهاد وإصابات المفاصل ونزيف الأنف. وللأسف لا توجد طريقة حتى اليوم لمنع كلّ الإصابات الرياضية، لكن يمكن القيام بأشياء لتقليل مخاطر الإصابة بها. يفيد خبراء الصحة الرياضية، بأنه يمكن منع الإصابات الرياضية النّاتجة عن الإجهاد والإفراط في الممارسة أو تطبيق قوّة أكبر ممّا يمكن أن يتحمّله جزء الجسم من النّاحية الهيكليّة، وذلك عن طريق ممارسة تمارين التمطيط قبل وبعد الرياضة، وأخذ القسط الكافي من الرّاحة بعد كلّ تمرين. كما أن الفحص الطبي يعدّ أمراً مهمّاً لأنّ ترك الإصابة دون علاج يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.من هم المعرّضون للإصابات الرياضية ؟
يمكن أن تحدث الإصابات الرياضية لأيّ شخص، خاصة:- الذين لا يرتدون معدّات الحماية المناسبة.
- اللاعبون الذين يبدؤون التّمرين دون التّحمية والتّهيئة.
- المشاركون في رياضات الاحتكاك الجسديّ التّي قد تتضمّن الاصطدام.
- المشاركون في الأنشطة التّي تتضمن القفز والجري والدوران حول محور أو تغيير الاتّجاه بسرعة.
- لاعبو كرة القدم المعرّضون للسقوط والاحتكاك أثناء الجري بسرعة.
- مرتدو الأحذية التّي لا تتناسب جيّداً أو لا تقدّم دعماً كافياً.
ما هي أكثر الإصابات الرياضية شيوعا؟
- كسور العظام: يمكن أن يحدث كسر في العظام عندما يتمّ تطبيق قوّة مفاجئة على العظم. وهو ما حصل مؤخرا مع اللاعب السعودي ياسر الشهراني حيث أصيب بكسر في عظم الفك.
- تمزّق الغضروف: الغضروف هو الجزء الذي يمتصّ الصّدمات، حيث يمكن أن تحدث إصابات الغضروف في المفاصل مثل الرّكبة والكتف.
- ارتجاج الدّماغ: ويحدث نتيجة إصابة في الدّماغ ناتجة عن ضربة مباشرة.
- الخلع: يحدث الخلع عندما تتحرّك نهاية العظم خارج مكانه الطّبيعيّ في المفصل، على سبيل المثال خروج الكتف من مكانه الحاوي له والذي يسمّى بخلع الكتف.
- التهاب الأوتار: يحدث التهاب الأوتار عندما تتورّم وتلتهب الأنسجة التّي تربط العضلات بالعظام (الأوتار).
- الالتواء: يحدث الالتواء عندما يتمدّد تربط الأربطة كثيرا أو تنقطع، حيث أن عملها ييقوم على أساس ربط العظام وتثبّيت المفاصل. يمكن أن تكون هذه الإصابات خفيفة أو شديدة، وهي شائعة الحدوث في الكاحل والركبة والمعصم.
- الإجهاد والشّدّ: يحدث الشّدّ عندما تقوم بإطالة عضلة أكثر من اللّازم وتمتد مما يؤدي في بعض الأحيان إلى التمزق. تشمل أمثلة الإجهاد والشدإجهاد أوتار الرّكبة وإجهاد الظّهر وإجهاد البطن.
ما هي الأعضاء الأكثر تعرضا لحدوث الإصابات الرياضية ؟
- التواء الكاحل: تشمل الأعراض الألم والتّورّم والتّصلّب.
- الكدمات: إذ يمكن أن تسبّب الضّربة نزيفاً تحت الجلد.
- الارتجاج: إصابة دماغيّة عكوسة طفيفة بسبب ضربة على الرأس والتّي قد تترافق مع فقدان الوعي، تشمل الأعراض الصّداع والدّوار وفقدان الذّاكرة لفترة قصيرة.
- فقدان الأسنان: يمكن لضربة على الفكّ أن تكسر أو تخلع الأسنان.
- الجروح: تحدث عادةً بسبب السّقوط، وأكثر ما يصاب الرّكبتين واليدين.
- التّجفاف: يمكن أن يؤدّي فقدان الكثير من السّوائل إلى الإرهاق الحراريّ وضربة الشمس.
- إصابات مرفق اليد: تشمل الأعراض الألم والتّورّم، وقد يتعرّض للكسر.
- إصابات الكتف: يعدّ التهاب أوتار الكفة المدورة وتمزّق الكفة المدورة من الإصابات الرياضية الشّائعة.
- إصابة أوتار الرّكبة: تشمل الأعراض الألم والتورم والكدمات.
- إصابات مفصل الرّكبة: ومن أعراضها الألم والتّورّم.
- إصابات الأنف: قد يحدث نزف من الأنف أو قد يتعرّض للكسر.
- كسور الإجهاد: خاصّةً في الأطراف السّفليّة، حيث يمكن أن يؤدّي القفز أو الجري المتكرّر على الأسطح الصّلبة إلى إجهاد العظام وكسرها.
ما هي أعراض الإصابات الرياضية ؟
تعتمد علامات وأعراض الإصابات الرياضية على نوع الإصابة، وتشمل الأعراض الشّائعة ما يلي:- الألم، وقد يكون شديدا ويحتاج للتسكين.
- الكدمات.
- التّشوّه مثل خروج عظم أو مفصل خارج مكانه.
- تحدّد مجال الحركة.
- عدم القدرة على تحمّل الوزن والمشي وخاصّة في كسور الورك والركبة.
- التّورّم وخاصّةً عند تجمّع الدّمّ أو السّوائل في المفصل المصاب.
ما هي أشيع إصابة للركبة بالإصابات الرياضية؟
أشيع وأصعب إصابات الرّكبة أثناء الإصابات الرياضية وتحديداً في كرة القدم هي إصابة الرّباط المتصالب الأماميّ للركبة ACL، حيث تمنع اللّاعب من اللّعب لفترة طويلة نسبيّاً وتحتاج للعلاج، وتعتبر إصابة هذا الرّباط أسوأ ما يمكن أن يتعرّض له لاعب كرة القدم، فقد دمّرت هذه الإصابة مواهب لاعبين كثر لدرجة أجبرتهم على الاعتزال مبكّراً. أشهر لاعب أصيب بأذية هذا الرّباط هو النّجم البرازيلي رونالدينو وأبعدته عن اللّعب لفترة طويلة، وتبعه لاعبون كثر مثل زلاتان ابراهيموفيتش وأسينسيو. تضمّ أعراض إصابة هذا الرّباط سماع صوت فرقعة عند الإصابة، وحدوث تورّم واضح في الرّكبة خلال 6 ساعات من الإصابة، كما يحدث ألم شديد وصعوبة في متابعة ممارسة الرّياضة. غالباً تحتاج هذه الأذية للعلاج الجراحيّ ووقت كاف لإعادة التّأهيل.ما هي الإسعافات الأوّليّة التّي يمكن تقديمها عند حدوث الإصابات الرياضية؟
تختلف التّوقّعات بعد الإصابات الرياضية حسب نوع الإصابة الرياضية والشّدّة، حيث أن معظم الإصابات الرياضية طفيفة وتشفى في غضون أيّام أو أسابيع قليلة مع الرّاحة واستراتيجيات التّعافي البسيطة. تحتاج الإصابات الأخرى مثل كسور العظام والارتجاج إلى تدخّل طبّيّ ويمكن أن تستغرق عدّة أشهر للشفاء. تتضمّن الإجراءات الخاصّة بالعلاج الفوريّ للالتواءات وإصابات المفاصل لمنع المزيد من الأذى ما يلي:- الرّاحة: يجب المحافظة على المنطقة المصابة وتدعيمها برباط أو مشدّ وتجنّب استخدامها لمدّة 48-72 ساعة.
- الثّلج: يجب وضع الثّلج على المنطقة المصابة لمدّة 20 دقيقة كلّ ساعتين لمدّة 48-72 ساعة.
- الضّغط: يجب وضع ضماد ثابت حول المنطقة المؤلمة.
- الرّفع: إذ يجب رفع المنطقة المصابة فوق مستوى القلب.
- تخفيض درجة حرارة الجسم: لأنّ الحرارة تزيد من النّزيف.
- الابتعاد عن تناول الكحول: حيث يزيد الكحول من النّزيف والتّورّم.
- الابتعاد عن الجري: وذلك لأن الجري أو ممارسة الرّياضة يزيدان من تدفّق الدّمّ ويؤخّران الشّفاء.
- تجنّب تدليك المنطقة المصابة: حيث يزيد التّدليك من التّورّم والنّزيف عكس الاعتقاد الشّائع عن فائدته لتخفيف الألم.
متى يجب طلب الإسعاف؟
- فقدان الوعي.
- إصابات الرّقبة أو العمود الفقريّ، وهنا يجب عدم تحريك المريض نهائياً.
- عظام مهشّمة وبارزة من الجلد.
- إصابات في الرّأس أو الوجه.
- إصابات العين.
- إصابات البطن حتّى لو لم يحدث جرح سطحيّ.
ما هي العلاجات التّي يمكن تطبيقها بالمراكز الطبية للإصابات الرياضية؟
تختلف العلاجات حسب شدّة ونوع ومكان الإصابة لتشمل ما يلي:- التّثبيت بجبيرة أو أجهزة تثبيت خارجيّة او داخليّة.
- الحقن المفصليّ لتقليل التّورّم والألم.
- الأدوية المضادّة للالتهابات والمخفّفة للوذمة بوصفة طبّيّة.
- جراحة لتصحيح الكسور أو إصلاح تمزّق الأربطة أو الأوتار أو الغضاريف.
- العلاج الطّبيعيّ الدّاعم (يسمّى إعادة التّأهيل) للشفاء وتقوية أجزاء الجسم المصابة.
كيف يمكن الوقاية من الإصابات الرياضية ؟
- الإحماء الجيّد: وذلك بالقيام بتمارين إطالة بطيئة ومستمرّة قبل ممارسة النّشاط الرّياضيّ.
- ارتداء الأحذية المناسبة.
- الإكثار من شرب السّوائل قبل وأثناء وبعد المباراة للوقاية من التّجفاف، وتجنّب ممارسة الرّياضة في أكثر فترات اليوم حرارة بين الساعة 12 صباحاً و3 مساءً.
- وضع رباط ضاغط أو مشدّ على المفاصل المعرّضة للخطر إذا لزم الأمر، واستخدم معدّات السّلامة المناسبة مثل واقيات الفمّ والخوذات.
- التّدريب لضمان اللّياقة العامّة وقوّة العضلات، والتأكّد من أنّ التّدريب يتضمّن السّرعة المناسبة والجهد المؤثّر حتّى تكون العضلات قادرة على تلبية متطلّبات التّمارين الرّياضيّة الأخرى.
- عدم الإجهاد يما يتجاوز مستوى اللّياقة، مع الزّيادة التّدريجيّة بشدّة التّمرين.
- إجراء فحوصات طبّيّة منتظمة.
- المحافظة على الغذاء المتوازن والمناسب لبناء القوّة البدنيّة الجيّدة.
المراجع
- American Academy of Family Physicians.
- National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases.
أحدث المقالات