ما هي أمراض القلب والأوعية ؟

تندرج العديد من الأمراض تحت عنوان أمراض القلب والأوعية، فالقلب عضو مهمّ جدّاً في الجسم ومسؤول عن تغذية وتزويد جميع الأعضاء بالدّمّ للقيام بوظائفها الحيويّة، وبالتّالي فهو عرضة للكثير من الأمراض المهمّة والخطيرة. دعونا نتعرّف على أهمّ أمراض القلب وأعراضها وكيفيّة الوقاية منها للحفاظ على حياة صحّيّة ووظيفة قلبيّة جيّدة.

ما هي أمراض القلب والأوعية CVD؟

أمراض القلب والأوعية هي مصطلح عامّ يشير إلى الحالات التّي تؤثّر على صحّة القلب أو الأوعية الدّمويّة. تحدث آليّة أمراض القلب غالباً بسبب تراكم الدّهون والعصائد التي تعتبر بمثابة تراكم وانتفاخ على جدران الأوعية الدّمويّة (تصلّب الشّرايين)، وهنا يزداد خطر الجلطات والأمراض القلبيّة الانسداديّة، وهذا بدوره قد يؤدّي لنقص تغذية الأعضاء بسبب تلف الشّرايين في الأعضاء مثل الدّماغ والقلب والكلى والعينين. تنتشر الأمراض القلبيّة الوعائيّة بكثرة في المجتمعات التّي تعاني من السّمنة واتباع نمط حياة غير صحّيّ، حيث أشارت منظّمة الصّحّة العالميّة WHO أنّ التقديرات تشير إلى أن 54% من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط سببها أمراض قلبية وعائية.

ما هي أهم أعراض أمراض القلب؟

أحياناً قد تكون الأمراض القلبيّة صامتة ولا تعطي أية أعراض في بداية ظهور المرض، لكن مع تقدّم المرض تظهر أعراض مختلفة لدى المريض ومن أهمّ هذه الأعراض:
  1. ألم في الصّدر وحسّ انزعاج وعدم راحة.
  2. آلام أعلى الصّدر أو الرّقبة.
  3. تسرّع أو عدم انتظام عدد ضربات القلب (الإحساس بخفقات بالصّدر).
  4. ارتفاع الضّغط الشّريانيّ.
  5. غثيان وإقياء.
  6. إنهاك وتعب شديد.
  7. الدّوخة وضيق التّنفّس.
  8. توذّم في الجسم (خاصّة القدمين أو الكاحلين أو أوردة العنق).

ما هي عوامل خطر تطوّر أمراض القلب؟

  1. التّقدّم بالعمر: حيث تزداد نسبة الإصابة بالأمراض القلبيّة مع تقدّم العمر ويزداد التّصلّب العصيديّ وترسّب العصائد على جدران الأوعية.
  2. التّدخين: يزيد التّدخين من نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية ويزيد في تضيّق الشّرايين.
  3. ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية: يمكن أن تتراكم هذه الدّهون على جدران الأوعية وتسبّب تضيّقاً للأوعية وانطلاقا للخثرات.
  4. ارتفاع ضغط الدّمّ: هو أحد أهمّ عوامل الخطر للأمراض القلبيّة الوعائيّة، حيث يؤدّي إلى تأذّي جدران الأوعية.
  5. داء السكري: هو من عوامل الخطر المهمّة التّي تؤدّي إلى تضيّق الأوعية الدّمويّة.
  6. السّمنة: تترافق السّمنة مع تزايد نسبة الدّهون في الدّمّ وهذا يؤدّي إلى تشكّل الخثرات وتضيّق الأوعية.
  7. الجنس: حيث تظهر الأمراض القلبيّة عند الرّجال في وقت مبكر أكثر من النّساء.
  8. التّاريخ العائليّ للأمراض القلبيّة.
  9. النّظام الغذائيّ غير الصحي وعدم ممارسة الرّياضة بانتظام.
  10. الكحول.

كيف يتمّ تشخيص أمراض القلب؟

  1. تتمّ مقاربة حالة المريض تبعاً لتاريخه الصّحّيّ والمرضيّ والعائليّ، كما يجب إجراء فحص سريريّ للتوجّه للتشخيص.
  2. يجب إجراء تحاليل دمويّة مثل تعداد الدّمّ الكامل والكولسترول وسكر الدم والدّهون الثلاثيّة وغيرها من التّحاليل التي تدل على مرض قلبيّ ما. جدير بالذكر أن جميع هذه التحاليل متوفرة في مختبرات دلتا الطبية.
  3. يعتبر تخطيط القلب الكهربائيّ والتّصوير بالصّدى (الإيكو) من أهمّ الإجراءات لتشخيص الأمراض القلبيّة.
  4. تعتبر القثطرة القلبيّة إجراء جراحيّ تنظيريّ لتشخيص الأمراض القلبيّة.

ما هو مرض القلب التّاجيّ؟

هو مرض يحدث فيه قلّة أو انخفاض في تدفّق الدّمّ المُحمّل بالأوكسجين إلى خلايا العضلة القلبيّة، مما يجعل القلب يبذل جهداً إضافيّاً للحصول على الأوكسجين، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى:
  1. الذّبحة الصّدريّة (ألم الصّدر بسبب صعوبة تدفّق الدّمّ للعضلة القلبيّة).
  2. توقّف القلب (بسبب توقّف عمل الخلايا بسبب توقّف تغذيتها).
  3. فشل القلب في تغذية باقي أعضاء الجسم وحدوث قصور أعضاء شامل.
يتمّ تشخيصه اعتماداً على تخطيط القلب وتصوير الإيكو، ولكن التّشخيص الدّقيق يتمّ عن طريق القسطرة  القلبيّة لمعرفة مكان الانسداد الذّي يمنع تدفّق الدّمّ. يمكن لبعض الإجراءات أن تقلّل من حدوث النّوبة القلبية وتقي من تطوّر المرض مثل تغيير نمط الحياة وإيقاف التّدخين وممارسة الرّياضة. أما العلاج الشّافي فيكون باستخدام شبكات عن طريق القسطرة القلبيّة أو بإجراءات جراحيّة لاستبدال الأوعية التّي فيها تضيّقا كبيرا (عمليّة المجازات الإكليليّة).

ما هي أمراض الشريان الأبهر؟

الشّريان الأبهر هو أكبر وعاء دمويّ في الجسم ينقل الدّمّ من القلب إلى باقي أنحاء الجسم، ويمكن أن يصاب بالعديد من الأمراض منها:
  1. أحد أهمّ وأشيع أمراض الأبهر هو أمّ دمّ الأبهر حيث يتمدّد الأبهر وينتفخ في جزء منه. في البداية لا يعطي أيّة أعراض لكن فجأة قد تنفجر أمّ الدّمّ وتتمزّق مهدّدةً الحياة.
  2. أحد أخطر الأمراض عموماً هو تسلّخ الأبهر، حيث تنسلخ الطّبقات العضليّة المكوّنة للأبهر عن بعضها ويتجمّع الدّمّ بينها، كما يمكن أن يتسلّخ نهائيّاً فجأةً، ويعد من الأمراض الخطيرة والمهدّدة للحياة.
  3. يمكن أن تنطلق خثرات عبر الأبهر وتنتشر إلى الدّماغ أو الأعضاء الأخرى في الجسم عن طريق الشّرايين المحيطيّة أو الرّئيسيّة.

ما هي السكتات الدّماغية والنّوبات الإقفاريّة العابرة TIAs؟

السكتة الدّماغية هي مرض يحدث فيه انقطاع التّروية الدّمويّة عن جزء من الدّماغ بسبب انسداد (خثرة او تضيّق) في أحد الأوعية المغذّية للدماغ، ممّا قد يسبّب تلفا في الدّماغ وقد يؤدّي للموت. تتشابه النّوبة الإقفاريّة العابرة TIAs مع السّكتة الدّماغيّة، إلا أنه في النّوبة العابرة يتوقّف تدفّق الدّمّ لفترة قصيرة عابرة ثمّ يعاود التّدفّق. يمكن جمع الأعراض الرّئيسيّة للسكتة الدّماغيّة أو TIA بكلمة FAST، والتّي تعني:
  1. الوجه Face: قد يصاب الوجه بالشّلل بجانب واحد، أو قد لا يتمكّن الشّخص من التَبسُّم.
  2. الذّراعين Arms: قد لا يتمكّن الشّخص من رفع ذراعيه وإبقائهما مرفوعتين بسبب ضعف الذّراع أو وجود خدر في ذراع واحدة.
  3. الكلام Speak: قد يكون الكلام ملتبساً أو غير واضحاً، وقد لا يتمكّن المريض من التّحدّث على الإطلاق.
  4. الوقت Time: يجب الاتّصال بالإسعاف في حال ظهور أيّ من هذه الأعراض على مريض فجأةً أمامك.
يتمّ تشخيص السكتة الدماغية أو النوبة العابرة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (الطّبقيّ المحوريّ) والرّنين المغناطيسيّ MRI، ويتطلّب العلاج في المشافي والمراكز المتخصّصة.

ما هي أمراض الصمامات القلبية؟

للقلب أربع صمّامات تنفتح وتغلق منظّمةً حركة عبور الدّمّ ضمن أجواف القلب والرّئتين والأوعية الدّمويّة. إن حدوث أيّ خلل يصيب هذه الصّمّامات سيؤدّي إلى أمراض قلبيّة خطيرة، حيث تتعرّض هذه الصّمّامات للتضيّق أو للقصور، وتبعاً لكلّ صمّام وحالته يتمّ اختيار العلاج المناسب. أما عن تشخيص أمراض الصّمّامات القلبيّة فيكون باستخدام فحص الإيكو.

ما هو التهاب شغاف العضلة القلبية الإنتانيّ؟

هو التهاب يصيب البطانة الداخلية لصمامات القلب وصماماته. يحدث التهاب شغاف العضلة القلبيّة الإنتانيّ بسبب عدوى من البكتريا، إذ تدخل الدّمّ بعد الجراحة أو بعد استخدام أدوية وريديّة بطريقة غير معقمة لتستقرّ لاحقاً في القلب. قد تنتقل التهابات الشّغاف هذه للصمّامات القلبيّة، وهنا قد يحتاج المريض لجراحة من أجل استبدال الصّمّام. كما قد يحدث التهاب في تامور العضلة القلبيّة (الغشاء المغلّف للقلب) بسبب عدوى فيروسيّة أو جرثوميّة أو بعد جراحة للقلب. تفيد المضادات  الحيويّة في علاج التهابات العضلة القلبيّة، ولكن هذا لا يمنع من كونها حالات خطيرة تتطلب إشرافاً مباشرا من الطبيب ومتبعة دقيقة لها.

ما هو مرض الحمّى الرثوية التي تصيب القلب؟

إن بعض أنواع الجراثيم التّي تصيب الحلق (العقديّات) قد تؤدّي لإصابة روماتيزميّة في القلب (الحمّى الرّثويّة)، وقد تتضرّر العضلة القلبيّة أو الصّمّامات القلبيّة أيضا. يجدر الإشارة إلى مرض القلب الرّوماتيزميّ كان أكثر شيوعاً في وقت سابق من القرن العشرين، إلا أن الأطبّاء أصبحوا قادرين اليوم على الوقاية منه باستخدام المضادات الحيويّة وعلاج الجراثيم التّي تسبّبه.

ما هي علاجات أمراض القلب؟

يعتمد العلاج على نوع المرض القلبيّ والعامل المسبّب، بالإضافة للحالات الصّحّيّة الأخرى التّي يعاني منها المرض وعمره. وقد تشمل العلاجات ما يلي:
  1. تغيير نمط الحياة (اتّباع نظام غذائيّ متوازن وممارسة الرّياضة بانتظام).
  2. تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطّبيب.
  3. تجنّب التّدخين والكحول.
  4. الخضوع لعمليّات جراحيّة عند الضّرورة.

هل يمكن الوقاية من أمراض القلب؟

لا يوجد طريقة لمنع ظهور الأمراض القلبيّة، لكن يمكن الوقاية من ظهور أمراض خطيرة أو ظهورها في مرحلة مبكرة من العمر، وذلك عن طريق تغيير نمط الحياة وممارسة الرّياضة بانتظام، كما يجب الابتعاد عن التّدخين والكحول.

اذهب إلى الأعلى