ما هي الجلطة؟ وما هي أشكالها؟

لابد وأننا قد سمعنا عن أناس تعرضوا للإصابة بالجلطة في أماكن مختلفة من أجسامهم، مثل الجلطة الدماغية والجلطة القلبية وغيرها مما أودى بحياتهم في بعض الأحيان.

فما هي الجلطة الدموية وما هي أنواعها؟ كيف يتم تشخيصها؟ وما هي أعراضها ومسبباتها وما هي طرق العلاج؟

دعونا نجيب على هذه الأسئلة معاً في هذه المقالة التي ستتناول الجلطات بأنواعها.

ما هي الجلطة الدموية؟

الجلطة الدموية هي كتلة شبه صلبة تتشكل من خلايا الدم والمواد الأخرى التي تجري في الأوعية الدموية.

وظيفة جلطات الدم الأساسية أن تحمي من النزيف الشديد إذا كان المريض مصاباً بجرح ما أو خضع لعملية جراحية، ومع ذلك قد يصاب الإنسان بجلطات دموية لأسباب أخرى مثل وجود حالات طبية معينة تؤدي لتجلط الدم وعندما يحدث ذلك قد تسبب جلطات الدم هذه أعراضاً صحية مزعجة للمريض ويمكن أن تهدد الحياة.

ما هي آلية عمل الجلطة الدموية؟

جلطات الدم هي خط الدفاع الأول في حالة تلف الأوعية الدموية الحساسة، حيث أنه إذا حدث جرح في الجسم فإن جلطات الدم هي السبب وراء توقف النزيف عادةً بعد بضع ثوانٍ أو دقائق.

يمكن أن تحدث جلطة دموية في حالات صحية واضطرابات في وظائف الجسم مثل عدم القدرة على الحركة لفترة طويلة أو وجود حالات طبية تزيد من خطر تجلط الدم مما يعيق تدفق الدم داخل الأوعية كما ينبغي.

مم تتكون جلطات الدم؟

تتكون جلطات الدم من الصفائح الدموية والفيبرين؛ الصفائح الدموية عبارة عن أجزاء صغيرة عديمة اللون من الخلايا يصنعها نخاع العظم، والفيبرين هو بروتين الدم.

تعمل الصفائح الدموية والفيبرين معاً لإغلاق المناطق المصابة من الأوعية الدموية ومنع النزف.

قد تبدو الجلطة الدموية وكأنها كتلة من الهلام الأحمر مثبتة في مكانها بنسيج شبكي، والفحص المجهري للجلطة يظهر خلايا تبدو وكأنها صفائح صغيرة وهذه هي الصفائح الدموية والنسيج الشبكي هو الفيبرين.

يأتي اللون الأحمر لجلطات الدم من خلايا الدم الحمراء المحاصرة في الفيبرين أثناء تدفقها عبر المنطقة المصابة.

ما هي الأعضاء التي يمكن أن تصاب بجلطات الدم؟

يمكن أن تحدث الجلطة الدموية في أي مكان في الجسم، قد تحدث في أوعية الساقين وتسمى تجلط الأوردة العميقة (DVT) وقد تنتقل للرئتين فتتشكل جلطات الشرايين الرئوية.

جلطات الدم التي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ قد تسبب سكتة دماغية، وجلطات الدم في القلب قد تسبب نوبة قلبية.

قد تؤدي الجلطة الدموية إلى سد الشريان أو الوريد في أحد الأعضاء، مما يؤثر على:

  1. القلب (الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية).
  2. الأمعاء (نقص تروية المساريقي أو تخثر وريدي مساريقي).
  3. الكلى (تخثر الوريد الكلوي).
  4. شرايين الساق أو الذراع.
  5. الساقين (تجلط الأوردة العميقة).
  6. الرئتين (الانسداد الرئوي).
  7. الرقبة أو الدماغ (السكتة الدماغية).

كيف نلاحظ تشكل جلطة دموية؟

بشكل عام تظهر أعراض تجلط الدم نتيجة تشكل جلطات في الأوردة والشرايين، قد تكون آلام الساق وتورم الساقين وتغير لون الجلد من أعراض الإصابة بتجلط الأوردة العميقة.

يمكن أن يكون ألم الصدر أو ضيق التنفس من أعراض جلطات الدم في الرئتين أو القلب.

ما هي الحالات أو الاضطرابات التي تنطوي على الجلطة؟

ترتبط مشكلات تجلط الدم بالعديد من الحالات الصحية المختلفة، مثل اضطرابات النزيف أو مشاكل تخثر الدم والإنتانات والسرطانات والاضطرابات المناعية.

تشكل الركودة الدموية (الجلوس لفترة طويلة) وزيادة قابلية التخثر أهم العوامل المؤدية لتشكل الجلطات.

ما هي اضطرابات النزيف؟

إذا كان المريض يعاني من اضطراب النزيف فهذا يعني أن الدم لا يتجلط كما ينبغي وأن المرض معرض لخطر النزيف بشكل لا يمكن السيطرة عليه إذا تعرض لإصابة في أوردته، تشمل اضطرابات النزيف ما يلي:

  • مرض فون ويلبراند:

يرث معظم الأشخاص المصابين بمرض فون ويلبراند جيناً متحوراً من أحد آبائهم البيولوجيين، لكن مرض فون ويلبراند يعد أيضاً أحد مضاعفات السرطان واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

  • نقص الصفيحات:

قد يصاب المريض بنقص الصفيحات في الحالات الصحية التي تؤدي إلى تثبيط النخاع وإيقافه عن عمله في تشكيل الصفيحات مثل الإنتانات والسرطانات وبعض الأدوية المثبطة للمناعة.

  • الهيموفيليا الموروثة:

تحدث هذه الحالة لأن الجسم لا ينتج ما يكفي من بروتينات التخثر لمساعدة الدم على تكوين جلطات.

عند محاولة علاج اضطرابات النزيف السابقة قد يؤدي العلاج نفسه إلى تشكيل جلطات عند المريض وفرط تخثر الدم.

ما هي اضطرابات تخثر الدم؟

اضطراب تخثر الدم (حالة فرط التخثر) هو حالة تؤدي إلى تكوين جلطات دموية في الجسم أكثر من المعتاد، قد يرث الأشخاص من أهلهم الاضطرابات التي تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم أو الإصابة باضطرابات صحية خلال حياتهم، تشمل اضطرابات تخثر الدم الشائعة ما يلي:

  • العامل الخامس ليدن:

هذا الاضطراب الوراثي هو اضطراب تخثر الدم الأكثر شيوعاً، فهو يزيد قليلاً من خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (DVT) أو الانسداد الرئوي.

  • طفرة جين البروثرومبين:

مثل العامل الخامس لايدن، تزيد هذه الحالة الموروثة قليلاً من خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة أو الانسداد الرئوي.

  • متلازمة أضداد الفوسفوليبيد:

يزيد اضطراب المناعة الذاتية هذا من خطر تجلط الدم.

تشمل الحالات التي من المرجح أن تتشكل فيها جلطة دموية في الأوردة ما يلي:

  1. البقاء في الفراش لفترة طويلة.
  2. الجلوس لفترات طويلة، كما هو الحال في الطائرة أو السيارة.
  3. أثناء وبعد الحمل.
  4. التدخين.
  5. تناول حبوب منع الحمل أو هرمونات الإستروجين (خاصة عند النساء المدخنات).
  6. الاستخدام طويل الأمد للقثطرة الوريدية.
  7. بعد الجراحة.
  8. الأشخاص المصابون بالسرطان والسمنة وأمراض الكبد أو الكلى معرضون أيضاً لجلطات الدم.
  9. الحالات التي تنتقل عبر العائلات (الموروثة).

ما هي العوامل الأخرى التي تزيد من خطر تجلط الدم؟

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر تجلط الدم، على سبيل المثال يتعرض الأشخاص المصابون بمرض فيروس كورونا الحاد (كوفيد-19) لخطر متزايد لتشكل الخثرات، وتشمل العوامل الأخرى ما يلي:

  1. العمر، الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر لديهم خطر متزايد لتجلط الدم.
  2. الحمل.
  3. الإصابة بالسمنة.
  4. الإصابة بالسرطان.
  5. تناول حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.
  6. التدخين.
  7. عدم القدرة على التحرك.

كيف يمكن تشخيص الجلطات الدموية؟

يتم تشخيص الجلطات الدموية في الجسم عن طريق الفحص السريري والتحاليل الدموية ومن ثم الفحوص التشخيصية المتممة، وتشمل هذه الإجراءات:

التحاليل الدموية:

  1. صورة الدم CBC: يتم استخدام هذا التحليل لمعرفة نسبة الكريات البيض والكشف عن وجود إنتان قد يؤدي للإصابة بتجلطات الدم، كما أنه مفيد في معايرة نسبة الصفيحات التي تؤدي كثرتها إلى زيادة احتمالية الإصابة بتجلط الدم.
  2. تحليل D-dimer:

هو جزء من بروتين الفيبرين المكون للجلطة الدموية، لذا يرتفع هذا البروتين في الدم في الحالات المرتبطة بتشكل الجلطات.

الفحوص الشعاعية:

يتم إجراء تصوير ظليل للأوردة بالدمج مع الطبقي المحوري لكشف وجود جلطات داخل الأوعية، كما يستخدم الإيكو لتصوير أوعية الساقين وكشف الجلطات الوريديه العميقه.

هل يمكن الوقاية من الجلطة ؟

عند الولادة مع مرض وراثي يؤدي لاضطراب تخثر الدم فلا يمكن فعل أي شيء لمنع تشكل جلطات الدم التي تحدث بسبب هذه الحالة، ولكن يمكنك تقليل خطر الإصابة بجلطات الدم عن طريق:

  1. إجراء فحوص طبية دورية عند الأطباء.
  2. المشاركة في فحوصات السرطان الدورية.
  3. المحافظة على وزن صحي.
  4. عدم التدخين.
  5. الإكثار من شرب المياه.
  6. النظر في البدائل غير الإستروجينية  لتحديد النسل أو العلاج الهرموني.
  7. البقاء نشطاً.

الجلطات الدموية تعد من الأمراض الخطيرة التي يجب الوقاية منها وفي حال الإصابة بها يجب التوجه للطبيب فوراً لتقديم العلاج المناسب.

هل يتوفر تحليل تشخيص الجلطة الدموية في مختبرات دلتا الطبية؟

بكل تأكيد. توفر مختبرات دلتا الطبية تحليل تخثر الدم والذي يسمى أحيانا تحليل زمن البروثرومبين ضمن باقة تسمى باقة اضطراب التخثر بالإضافة لتحاليل ما قبل العمليات، إلى جانب العديد من التحاليل الطبية الأخرى.

كما تحرص مختبرات دلتا الطبية في السعودية على توفير أفضل خدمات التحاليل الطبية، فهي حريصة على تقديم أفضل النتائج وأكثرها دقة، وذلك من خلال توفير أحدث الأجهزة وأكفأ الكوادر الطبية، بالإضافة إلى التزامها بالمعايير الدولية لخدمات التحاليل الطبية والفحوصات المخبرية والمتمثلة في جميع فروعها في السعودية، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً.

يجدر الإشارة إلى أن إجراء التّحاليل الطبية دورياً مفيد للغاية في تشخيص الأمراض ووضع العلاج المناسب ومراقبة تطوّر المرض وفعاليّة العلاج عند المريض.

المراجع

American Society of Hematology. Blood Clots 

Merck Manual. How Blood Clots

National Heart, Lung and Blood Institute. Multiple pages reviewed. What are Blood Clotting Disorders?

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى