ما هو المهق ؟

المهق أو الألبينو، التي جاء أصلها من الكلمة اللاتينية “ألبوس” تعني الأبيض، هو اضطراب وراثي يجعل المصاب به ذي بشرة بيضاء تماماً، لأهمية هذا الاضطراب وصعوبة أعراضه، وعدم إمكانية علاجه لارتباطه بالعامل الوراثي، سنجيب في هذا المقال على العديد من الأسئلة الشائعة؛ ما هو المهق؟ وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يتمّ تشخيصه؟ وهل ثمة علاج له؟

ما الفرق بين المهق والبهاق ؟

يعتقد الكثيرون أن المهق والبهاق مرضان متشابهان، لكنهما ليسا كذلك. فالبهاق هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وحالة جلدية تحدث عندما يفقد الجسم الخلايا الصبغية، وهي خلايا تنتج صبغة الميلانين التي تعطي الجلد لونه، وتكون النتيجة هي ظهور بقع بيضاء على الجلد في مناطق مختلفة من الجسم. ويعاني ما بين 0.5 إلى 2 %من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من البهاق. أما المهق فهو اضطراب وراثي يظهر نتيجة عدم إنتاج الجسم كمية كافية من الميلانين، مما يعطي البشرة مظهراً فاتحاً أو أبيضا تماماً، علماً أن هنالك شخص واحد تقريبا من كل 20000 شخص في العالم مصاب به.

ما هو المهق (الألبينو)؟

هو اضطراب وراثيّ نادر حيث لا يولد الشّخص بالكمّيّة المعتادة من صبغة الميلانين التي تحدّد لون البشرة والشّعر والعينين، حيث يعاني معظم المصابين بهذا المرض من شحوب في الجلد والشّعر والعينين، كما أنّهم يكونون عرضة لحروق الشّمس وسرطان الجلد. كما يجدر الإشارة إلى أن صبغة الميلانين لها دور أيضاً في تطوّر العصب البصريّ، لذلك قد يعاني المريض من مشاكل في الرّؤية.

من هي الفئات المعرّضة للإصابة بالمهق؟

يمكن أن يؤثّر المهق على الأشخاص من جميع الأجناس وجميع المجموعات العرقيّة. ففي الولايات المتّحدة يعاني واحد من كل 18000 إلى 20000 شخص من هذا المرض، بينما تبلغ نسبة الإصابة به في أجزاء أخرى من العالم واحداً من بين كلّ 3000 شخص. وللتوعية بمرض المهق تشارك وزارة الصحة بجميع مؤسساتها ومرافقها في المملكة العربيّة السّعوديّة في الثّالث عشر من يونيو من كلّ عام بإقامة فعاليات اليوم العالمي للمهق، وذلك للتوعية به.

ماذا يعني الألبينو؟

تأتي كلمة ألبينو من الكلمة اللاتينية “ألبوس” والتّي تعني الأبيض، لذا يُطلق على الأشخاص المصابين بالمهق أحياناً اسم الألبينو.

هل المهق مرض؟

لا ليس مرضاً، إنما هو حالة وراثيّة يولد بها الناس وهي ليست معدية ولا يمكن أن تنتشر.

ما هي أنواع المهق؟

هناك عدّة أنواع مختلفة من هذا الاضطراب الوراثي، تختلف مستويات التّصبّغ حسب النوع الذّي يعاني منه الشّخص، وتشمل ما يلي:
  1. المهق الجلديّ العينيّ OCA: هو أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يعاني الأشخاص فيه من وجود شعر وجلد وعينان شاحبتان للغاية. هناك سبعة أنواع فرعية مختلفة من OCA ناتجة عن طفرات في واحد من سبع جينات (OCA1 إلى OCA7).
  2. المهق العينيّ: وهو أقل شيوعاً من OCA، إذ يؤثّر فقط على العينين، فقد تكون في بعض الأحيان قزحيّة العين (الجزء الملوّن من العينين) شاحبة جدّاً، لذلك قد تظهر العينين باللّون الأحمر أو الورديّ، وذلك لأنّ الأوعية الدّمويّة داخل العينين تظهر من خلال قزحيّة العينين، وعادةً ما يكون لون البشرة والشّعر طبيعيّين.
  3. متلازمة هيرمانسكيبودلاك: HPS هي نوع من المهق الذّي يتضمّن شكلاً من أشكال OCA جنباً إلى جنب مع اضطرابات الدّمّ والكدمات وأمراض الرّئة والكلى أو الأمعاء.
  4. متلازمة Chediak-Higashi: ويتضمّن هذا النوع شكلاً من أشكال OCA جنباً إلى جنب مشاكل المناعة والأمراض العصبيّة.

ما هي أسباب المهق؟

تنتج هذه الحالة عن طفرات في جينات معيّنة مسؤولة عن إنتاج الميلانين، وهو اضطراب وراثيّ متنحٍّ، يؤدّي إلى غياب أو حدوث عيب في إنزيم التّيروزيناز، وهو أنزيم يحتوي على النّحاس يشارك في إنتاج الميلانين في الجسم.

هل المهق وراثي وكيف ينتقل إلى الأبناء؟

نعم هو اضطراب وراثي، ينتقل بالمورّثات عبر العائلات، حيث يولد الأشخاص مصابين بالمهق عندما يرثون جيناً مصاباً من والديهم. في المهق العينيّ الجلديّ يجب أن يحمل كلا الوالدين جيناَ مصاباً بالمهق حتّى يولد طفلهما مصاباً به، حيث تبلغ نسبة الإصابة به من 1-4، أمّا إذا كان أحد الوالدين فقط مصاباً، فلن يكون الطّفل مصاباً بالمهق الجلديّ العينيّ لكن ستكون لديهم فرصة بنسبة 50٪ في أن يكونوا هم أنفسهم حاملون للجينن بمعنى أنهم سيكونون حاملين للصفة الوراثية للجيل الذي يليهم.

ما هي أعراض المهق؟

قد يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من الأعراض التالية:
  1. شحوب الجلد والشّعر والعينين.
  2. بقع من صبغة الجلد المفقودة.
  3. عيون متقاطعة (الحول).
  4. حركات العين السّريعة (رأرأة).
  5. مشاكل في الرّؤية.
  6. حساسيّة الضّوء (رهاب الضّوء).

كيف يتمّ تشخيص المهق؟

قد يقوم مقدّم الرّعاية الصّحّيّة بإجراء فحص جسديّ وفحص للبشرة والشّعر والعينين، ومع ذلك فإنّ الاختبار الجينيّ سيوفّر أكثر النّتائج دقّة ويساعد في تحديد الجين المتحوّر، سيساعد اختبار الحمض النّوويّ هذا في تحديد نوع المهق عند الشّخص.

ما هو علاج المهق؟

لا يوجد علاج له، إنما يجب إدارة الحالة من خلال توخّي الحذر بشأن الحماية من أشعّة الشّمس. وحماية البشرة والشّعر والعينين من خلال:
  1. البقاء بعيداً عن الشّمس.
  2. ارتداء النّظّارات الشّمسيّة.
  3. التّستّر بملابس واقية من الشّمس.
  4. ارتداء القبّعات.
  5. استعمال واقي الشّمس بانتظام.
وإذا كان الشّخص يعاني من عينان متقاطعتان (حول العينين) فقد يكون الجرّاح قادراً على تصحيح المشكلة بالجراحة.

هل يمكن منع الإصابة بالألبينو؟

ولكونه حالة وراثيّة، فإنه يجب على الأشخاص الذّين لديهم تاريخ عائليّ من الإصابة به التّفكير في الاستشارة الوراثيّة قبل إنجاب الأطفال.

ما هي مضاعفات الإصابة بالألبينو؟

قد يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من أيّ من المضاعفات التالية:
  1. مشاكل الجلد: بسبب لون بشرتهم الفاتحة فإنّ الأشخاص المصابين لديهم خطر متزايد للإصابة بحروق الشّمس، كما أن لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بسرطان الجلد.
  2. مشاكل في الرّؤية: قد يكون الأشخاص المصابون بالمهق مكفوفين من النّاحية القانونيّة، لكن يمكنهم تعلّم استخدام قدرة رؤيتهم بمرور الوقت، كما قد يتمكّن بعض الأشخاص من تصحيح مشاكل اللّابؤريّة وطول النّظر وقصر النّظر باستخدام النّظّارات أو العدسات اللّاصقة.
  3. المشاكل الاجتماعيّة: يتعرّض الأشخاص المصابون بالمهق لخطر متزايد من العزلة بسبب وصمة العار الاجتماعيّة وراء هذه الحالة، لذا يجب نشر ثقافة احترام هؤلاء الأشخاص في المجتمعات ومعاملتهم بشكل طبيعيّ.
 

المراجع

National Organization for Rare Disorders (NORD). Oculocutaneous Albinism. National Organization for Albinism and Hypopigmentation. Information Bulletin – What is Albinism? National Institutes of Health – Genetic and Rare Diseases Information Center (GARD). Albinism. Merck Manual. Albinism. American Osteopathic College of Dermatology. Albinism.

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى