ما هو الزهايمر ؟

يعد الزهايمر أحد الأمراض الدماغية الشائعة التي قد تصيب الناس لاسيما الذين يتجاوزون سن ال65، وتتنوع أسباب الإصابة بالزهايمر وأعراضه ومراحله وطرق السيطرة عليه. ولأهمية هذا المرض سنسرد العديد من الحقائق والتفاصيل حوله في هذا المقال.

ما هو مرض الزهايمر ؟

هو حالة دماغية تسبب تدهوراً تدريجياً في مهارات الذاكرة والتفكير والتعلم والتنظيم، فيؤثر في النهاية على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف. تتفاقم أعراض الزهايمر بمرور الوقت؛ حيث يعتقد الباحثون أن المرض قد يبدأ 10 سنوات أو أكثر قبل ظهور الأعراض الأولى. ويؤثر بشكل شائع على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

ما الفرق بين مرض الزهايمر والخرف؟

إن الخرف ليس مرضاً محدداً وإنما وصف للحالة الوظيفية العقلية للشخص، حيث يعاني الشخص المصاب بالخرف من انخفاض أو صعوبات في اثنين أو أكثر من المهارات التالية:
  1. الذاكرة.
  2. الاستدلال والتعامل مع المهام المعقدة.
  3. اللغة.
  4. فهم الشكل المرئي.
  5. السلوك والشخصية.
يتراوح الخرف في شدته، حيث أنه في المرحلة الخفيفة، يعاني المريض من انخفاض طفيف في الأداء العقلي، ويحتاج بعض المساعدة في إجراء المهام اليومية، أما عند تطور الحالة للمرحلة الشديدة، فإن المريض يعتمد كلياً على الآخرين للمساعدة في تلك المهام. ويتطور الخرف عندما تؤثر العدوى أو الأمراض على أجزاء الدماغ المرتبطة بالتعلم أو الذاكرة أو اتخاذ القرار أو اللغة. ويعد مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف، حيث يمثل ما لا يقل عن ثلثي حالات الخرف لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر. تشمل الأسباب الشائعة الأخرى للخرف ما يلي:
  1. الخرف الوعائي.
  2. الخرف المصحوب بأجسام ليوي.
  3. الخرف الجبهي الصدغي.
  4. الخرف بسبب مرض باركنسون.

على من يؤثر مرض الألزهايمر؟

يؤثر مرض الزهايمر بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، فكلما زاد العمر عن 65 عاماً كلما زادت احتمالية الإصابة به. وقد يصاب بعض الأشخاص به قبل سن 65 – عادةً في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر- وهذا ما يسمى بداء الزهايمر المبكر، وهو نادر الحدوث، ويشكل أقل من 10٪ من حالات الإصابة بشكل عام.

ما مدى انتشار مرض الزهايمر؟

هو من الأمراض الشائعة، وتنذر التوقعات بزيادة معدل حالات الإصابة بمرض الزهايمر في الشرق الأوسط، إذ يُتوقع بحلول عام 2050 أن يعاني منه قرابة 14 مليون شخص من كبار السن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ما هي مراحل مرض الزهايمر؟

تستخدم منظمات مرض الزهايمر ومقدمو الرعاية الصحية مصطلحات مختلفة لوصف مراحله بناءً على الأعراض. بينما تتبع جميع المراحل نفس النمط، حيث تتفاقم أعراض الزهايمر تدريجياً بمرور الوقت، ويختلف تطور المرض بين كل شخص وآخر وقد تتداخل بعض المراحل مع بعضها. تشمل المراحل المعروفة:
  1. مرض الزهايمر قبل الإكلينيكي.
  2. ضعف الإدراك الخفيف (MCI).
  3. الخرف الخفيف.
  4. الخرف المعتدل.
  5. الخرف الشديد.

ما هي أعراض الزهايمر؟

تختلف أعراض الزهايمر حسب مرحلة الحالة، بشكل عام تتضمن الأعراض انخفاضاً تدريجياً في بعض أو معظم أو كل ما يلي:
  1. الذاكرة.
  2. الاستدلال والتعامل مع المهام المعقدة.
  3. اللغة.
  4. فهم الشكل المرئي.
  5. السلوك والشخصية.
قد يواجه الأشخاص المصابون بفقدان الذاكرة أو غيرها من الأعراض، صعوبة في التعرف على تدهورهم العقلي، لذا فقد تكون هذه العلامات أكثر وضوحاً لأحبائهم الذين يلاحظون الأعراض أثناء وجودهم معهم.

أعراض الزهايمر الخفيف

تصبح أعراض الزهايمر ملحوظة في المرحلة الخفيفة، وتعد أكثر الأعراض المبكرة شيوعاً هي نسيان المعلومات المكتسبة حديثاً، خاصة الأحداث والأماكن والأسماء الأخيرة. وتشمل العلامات والأعراض الأخرى ما يلي:
  1. مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة للتعبير عن الأفكار.
  2. فقدان الأشياء أو وضعها في غير مكانها أكثر من المعتاد.
  3. مواجهة صعوبة في وضع الخطط أو التنظيم.
  4. مواجهة صعوبة في حل المشكلات.
  5. استغراق وقت أطول لإكمال المهام اليومية الروتينية.
لا يواجه معظم الأشخاص في المرحلة الخفيفة مشكلة في التعرف على الوجوه المألوفة، بل يمكنهم عادةً السفر إلى أماكن مألوفة.

أعراض الزهايمر المتوسط

عادة ما يكون داء الزهايمر المعتدل أو المتوسط أطول مرحلة ويمكن أن يستمر لسنوات عديدة، وغالباً ما يحتاج الأشخاص في هذه المرحلة إلى الرعاية والمساعدة. يعاني الأشخاص في هذه المرحلة من:
  1. زيادة في فقدان الذاكرة والارتباك وغالباً ما ينسون الأحداث أو التفاصيل المتعلقة بحياتهم مثل رقم هاتفهم أو المكان الذي ذهبوا إليه في المدرسة.
  2. ارتباك متزايد حول أي يوم من أيام الأسبوع هو، وما هو الفصل السنوي، وما هو مكان وجودهم.
  3. ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
  4. صعوبة في التعرف على الأصدقاء والعائلة.
  5. تكرار القصص أو الأفكار أو الأحداث التي تدور في أذهانهم.
  6. صعوبة في الرياضيات البسيطة.
  7. الحاجة للمساعدة في الرعاية الذاتية مثل الاستحمام والعناية الشخصية.
  8. اختبار المزيد من التغييرات في الشخصية بما في ذلك الانفعال أو قد يظهرون الاكتئاب أو اللامبالاة أو القلق مع تقدم المرض.
  9. زيادة الشكوك التي لا أساس لها حول العائلة والأصدقاء ومقدمي الرعاية (الأوهام).
  10. سلس البول و / أو سلس البراز.
  11. اضطرابات في النوم.
  12. البدء بالتجول خارج منطقة معيشتهم (الضياع).

أعراض الزهايمر الشديد

في المرحلة الأخيرة من مرض الزهايمر تكون أعراض الخرف شديدة، ويحتاج المصابون في هذه المرحلة إلى رعاية مكثفة. في هذه المرحلة غالباً ما يعاني الشخص مما يلي:
  1. فقدان كامل للذاكرة تقريباً.
  2. عدم الإدراك لما يحيط به.
  3. الحاجة للمساعدة في جميع الأنشطة الأساسية للحياة اليومية مثل الأكل والجلوس والمشي.
  4. فقدان القدرة على التواصل، حيث يقتصر حديثه على بضع كلمات أو عبارات.
  5. يصبح عرضة للعدوى وخاصة الالتهاب الرئوي والتهابات الجلد.

ما هي أسباب الزهايمر ؟

يتسبب التراكم غير الطبيعي للبروتينات في الدماغ إلى الإصابة بمرض الزهايمر حيث يؤدي تراكم البروتينات إلى موت خلايا الدماغ. يعتقد العلماء أن بروتين الأميلويد يتراكم في خلايا الدماغ مكوناً كتلاً أكبر تسمى اللويحات، وتتشكل الألياف الملتوية لبروتين آخر يسمى تاو في شكل متشابك؛ تمنع هذه اللويحات والتشابكات الاتصال بين الخلايا العصبية مما يمنعها من القيام بعملياتها. يؤدي الموت البطيء والمستمر للخلايا العصبية إلى ظهور أعراض مرض الألزهايمر، يبدأ موت الخلايا العصبية في منطقة واحدة من الدماغ (عادة في منطقة الدماغ التي تتحكم في الذاكرة – الحُصين) ثم ينتشر إلى مناطق أخرى.

هل الزهايمر مرض وراثي؟

لا يعرف الباحثون سبب إصابة بعض الأشخاص بمرض الزهايمر والبعض الآخر لا يصاب به، لكنهم حددوا عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة به بما في ذلك العوامل الوراثية. كما يجدر الإشارة إلى أن الإصابة بتثلث الصبغي 21 (متلازمة داون) أيضاً قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر المبكر.

كيف يتم تشخيص الزهايمر؟

يستخدم مقدمو الرعاية الصحية عدة طرق لتحديد ما إذا كان الشخص الذي يعاني من مشاكل في الذاكرة مصاباً بمرض الألزهايمر، وذلك لأن العديد من الحالات الأخرى وخاصة الحالات العصبية يمكن أن تسبب الخرف وأعراض أخرى لمرض الألزهايمر. في الخطوات الأولى للتشخيص سيطرح مقدم الخدمة أسئلة لفهم حالة المريض وحياته اليومية بشكل أفضل. سيقوم المزود أيضاً بما يلي:
  1. إجراء فحص جسدي وفحص عصبي.
  2. إجراء اختبار الحالة العقلية والذي يتضمن اختبارات لتقييم الذاكرة وحل المشكلات والانتباه والرياضيات الأساسية واللغة.
  3. طلب تحاليل للمريض مثل اختبارات الدم والبول لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.
  4. طلب اختبارات تصوير الدماغ مثل التصوير المقطعي المحوسب للدماغ أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لدعم تشخيص المرض أو لاستبعاد الحالات الأخرى المحتملة.

ما هو علاج الزهايمر؟

لا يوجد وصفة محددة في علاج الزهايمر، ولكن بعض الأدوية يمكن أن تبطئ مؤقتاً من تفاقم أعراض الخرف، يمكن أن تساعد الأدوية والتدخلات الأخرى أيضاً في علاج الأعراض السلوكية يمكن أن يساعد بدء العلاج في أقرب وقت ممكن في الحفاظ على الأداء اليومي لفترة من الوقت، ومع ذلك فإن الأدوية الحالية لن توقف أو تعكس الحالة. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نوعين من الأدوية لعلاج الزهايمر:
  1. مثبطات الكولينستيراز.
  2. مضادات NMDA.
يمكن لهذه الأدوية تحسين بعض مشاكل الذاكرة وتقليل بعض الأعراض السلوكية لهذا المرض، ولكنها لا تعالجه بشكل نهائي ولا توقف تطوره.

كيف يمكن رعاية مريض الزهايمر؟

إذا تم تشخيص أحد أفراد الأسرة بمرض الزهايمر فيجب اتخاذ خطوات تساعد في توفير الراحة له في المكان الذي يسكنه، بالإضافة للمساعدة في إدارة التغييرات اسلوكية التي سيعاني منها. ومن ذلك نذكر:
  1. عدم إجراء تغييرات جذرية في المكان الذي يسكنه.
  2. توفير سبل الراحة المناسبة.
  3. إذا عانى المريض من ضغط ما، فالأفضل إبعاده عن مصدر الضغط أو التخفيف منه.
  4. عدم مواجهة المريض أو توجيه النقد له، والتعامل معه بأسلوب لطيف غير قاس.
كذلك يوصى باستعمال الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المتابع لحالة المريض، حيث يمكن أن يزود الطبيب أهل المريض بمجموعة من الأدوية التي تساعد في إدارة وتخفيف الحالات السلوكية المتغيرة، ومنها:
  1. مضادات الاكتئاب: يمكن أن تعالج هذه الأدوية القلق والأرق والعدوانية والاكتئاب.
  2. الأدوية المضادة للقلق: يمكن أن تعالج هذه الأدوية الهياج.
  3. الأدوية المضادة للاختلاج: يمكن أن تعالج هذه الأدوية العدوانية في بعض الأحيان.
  4. مضادات الذهان (مضادات الذهان): يمكن أن تعالج هذه الأدوية البارانويا والهلوسة والانفعالات.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الألزهايمر؟

في حين أن هناك بعض عوامل الخطر لمرض الزهايمر التي لا يمكن تغييرها مثل العمر والجينات، لكن يمكن إدارة العوامل الأخرى للمساعدة في تقليل المخاطر. تتضمن عوامل خطر الإصابة ما يلي:
  1. العمر (التقدم في العمر هو عامل الخطر الرئيسي).
  2. الوراثة.
  3. إصابة في الرأس.
  4. الاكتئاب.
  5. أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الأوعية الدموية الدماغية.
  6. ارتفاع ضغط الدم.
  7. ارتفاع الدهون.
  8. السكري.
  9. التدخين.
  10. البدانة.
تظهر الأبحاث أن اتباع نمط حياة صحي يساعد في حماية الدماغ من التدهور المعرفي، كما قد تساعد الاستراتيجيات التالية في تقليل خطر الإصابة به :
  1. البقاء نشطاً عقلياً: القراءة أو العزف أو الألعاب الذهنية تساعد على بقاء الدماغ نشطاً.
  2. ممارسة الرياضة: تزيد التمارين من تدفق الدم والأكسجين إلى العقل مما قد يؤثر على صحة خلايا الدماغ.
  3. النشاط الاجتماعي: يساعد التحدث بانتظام مع الأصدقاء والعائلة والانضمام إلى أنشطة جماعية على بقاء الدماغ نشطاً.
  4. تناول طعام صحي: يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن على بقاء الدماغ صحياً.

هل تتوفر تحاليل للمساعدة في تشخيص الزهايمر في مختبرات دلتا ؟

تقدم مختبرات دلتا الطبیة الكثیر من الباقات المتضمنة تحالیل الدم الشاملة مثل باقة الفحص الشامل، وغيرها من الفحوصات الفردية والتحاليل الجينية التي تساهم في التشخيص الدقيق لجميع الأمراض ومنها بكل تأكيد الزهايمر. يمكن الحصول على جميع التحاليل من خلال زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا الطبية في منطقتك، أو من خلال طلب خدمة السحب المنزلي التي توفرها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج ذات جودة ودقة عالية.

المراجع

Alzheimer’s Association. Stages of Alzheimer’s.    Alzheimer’s Association. What is Alzheimer’s Disease?   National Institute on Aging. Alzheimer’s Disease Fact Sheet.    National Institute on Aging. Alzheimer’s Disease & Related Dementias.   National Institute on Aging. What are the Signs of Alzheimer’s Disease? 

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى