أكزيما الجلد ، دليل تعريفي شامل

أكزيما الجلد أو التهاب الجلد التأتبي هي حالة مزمنة تصيب الجلد وتتسبب في الحكة والاحمرار والجفاف. تعد الأكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً خاصةً بين الأطفال، ويمكن أن تستمر في بعض الحالات حتى سن البلوغ.

تتعدد أسباب الإصابة بالأكزيما وتشمل عوامل وراثية وبيئية ومناعية حيث يؤدي تعرض الجلد لمثيرات معينة أو إجهاد نفسي إلى تفاقم الأعراض.

يعاني المصابون بالأكزيما من تأثيرات كبيرة على حياتهم اليومية ونوعية حياتهم بما في ذلك النوم والعمل والعلاقات الاجتماعية. وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي للأكزيما لكن يمكن إدارة الأعراض بشكل فعال من خلال العلاجات الموضعية والنظام الغذائي وتجنب المثيرات المعروفة.

في هذه المقالة سنستعرض تعريف أكزيما الجلد والعوامل المسببة لها والأعراض الشائعة بالإضافة إلى الطرق المختلفة للتشخيص والعلاج، كما سنناقش أيضاً أحدث الأبحاث والتطورات في مجال علاج الاكزيما نهائيا ، وكيف يمكن للمصابين تحسين نوعية حياتهم من خلال استراتيجيات الوقاية والإدارة المناسبة.

ما هي الأكزيما؟

هي نوع من التهابات الجلد تصبح فيها البشرة جافة وحاكة وخشنة مما يؤدي لحدوث ضعف بالحاجز الواقي للبشرة.

ما هي أنواع الأكزيما؟

هناك عدة أنواع من الأكزيما، يحتوي كل نوع على محفزات فريدة يمكن أن تؤثر على وظيفة الحاجز الواقي للبشرة بما في ذلك:

  1. التهاب الجلد التأتبي.
  2. التهاب الجلد التماسي.
  3. خلل التعرُّق.
  4. التهاب الجلد العصبي.
  5. التهاب الجلد الدرهمي الشكل.
  6. التهاب الجلد الدهني.

من الممكن أن يكون لدى المريض أكثر من نوع واحد في نفس الوقت.

من يمكن أن يصاب بالأكزيما؟

يمكن أن يؤثر هذا المرض على أي شخص في أي عمر، لكن تظهر الأعراض عادةً خلال مرحلة الطفولة وتستمر حتى مرحلة البلوغ.

يوجد بعض العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة مثل:

  1. التهاب الجلد.
  2. الحساسية.
  3. حمى الكلأ.
  4. الربو.

ما مدى شيوع الأكزيما؟

تاريخياً، كان معدل انتشار مرض الأكزيما في جميع أنحاء الشرق الأوسط العربي أقل من أمريكا الشمالية وأوروبا؛ ومع ذلك فإن انتشار المرض آخذ في التزايد في المنطقة بسبب العديد من العوامل المحتملة بما في ذلك زيادة التحضر والتلوث.

وبحسب الدراسات بلغ معدل الانتشار الإجمالي للمرض في دولة الإمارات العربية المتحدة 16.7% وفي المملكة العربية السعودية 19.8%.

ما هي أعراض الأكزيما؟

  1. جفاف الجلد.
  2. الحكة الجلدية.
  3. الطفح الجلدي.
  4. بقع جلدية سميكة.
  5. تقشر الجلد.
  6. التورم والاحمرار.

يختلف شكل الطفح بحسب نوع المرض وبحسب لون الجلد، حيث يمكن أن يكون الطفح أرجوانياً أو بنياً أو رمادياً على الجلد الغامق أما إذا كانت البشرة فاتحة فقد يبدو الطفح وردياً أو أحمر أو أرجوانياً.

يمكن أن تظهر أعراض المرض في أي مكان على الجلد، وتشمل الأماكن الأكثر شيوعاً:

  1. الأيدي.
  2. الرقبة.
  3. المرفقين.
  4. الكاحلين.
  5. الركبتين
  6. القدم.
  7. الوجه وخاصة الخدين.
  8. داخل وحول الأذنين.
  9. الشفة.

على الرغم من أنها أقل شيوعاً إلا أنها يمكن أن تحدث أيضاً على:

  1. الحلمات.
  2. الثديين.
  3. طيات الجلد بالقرب من المهبل (الفرج).
  4. القضيب.

هل الأكزيما مؤلمة؟

لا تسبب الألم عادةً لكن إذا خدش المريض جلده بسبب الحكة فقد تتشكل قروح وجروح مؤلمة، كما أن بعض أنواعها مثل التهاب الجلد التماسي تسبب إحساساً بالحرقان وعدم الراحة.

أسباب الأكزيما

هناك عدة عوامل تسبب المرض بما في ذلك:

  1. الجهاز المناعي: قد يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه المهيجات الصغيرة أو مسببات الحساسية (المحفزات) الموجودة في البيئة، ونتيجة لذلك تعمل المحفزات على تنشيط نظام الدفاع الطبيعي للجسم مما يسبب الالتهاب وتظهر أعراض المرض على الجلد.
  2. الجينات: من المرجح أن يصاب الشخص بهذا المرض إذا كان لديه تاريخ عائلي من الأكزيما أو التهاب الجلد أو الربو أو حمى القش.
  3. البيئة: يسبب التعرض للدخان وملوثات الهواء والصابون والأقمشة مثل الصوف وبعض منتجات العناية بالبشرة التهاباً بالجلد، كما أن الرطوبة المنخفضة (الهواء الجاف) يمكن أن يجعل البشرة جافة وحاكة ويمكن أن تسبب الحرارة والرطوبة العالية التعرق مما قد يزيد من سوء الحكة.
  4. المحفزات العاطفية: يمكن أن تؤثر الصحة العقلية على صحة البشرة مما قد يسبب تفاقم أعراض المرض.

هل يوجد علاقة بين الاكزيما والطعام؟

العلاقة بين هذا المرض والحساسية الغذائية غير واضحة لكن إذا كان لدى المريض حساسية لطعام معين فقد تظهر هذه الحساسية على شكل التهاب في الجلد.

هل الأكزيما من أمراض المناعة الذاتية؟

في حين أن هذا المرض يمكن أن يسبب رد فعل مبالغ فيه لجهاز المناعة إلا أنه لا يصنف على أنه حالة من أمراض المناعة الذاتية.

هل الأكزيما معدية؟

لا ليست معدية ولا يمكن انتشارها من خلال الاتصال الشخصي.

طرق تشخيص الأكزيما

يعتمد التشخيص عادةً بشكل أساسي على التاريخ الطبي والفحص البدني، ولكن في بعض الحالات قد يُستخدم عدد من التحاليل والفحوصات لتأكيد التشخيص واستبعاد الحالات الأخرى.

تشمل هذه التحاليل:

  1. اختبار الرقعة (Patch Test):

يُستخدم للكشف عن الحساسية التلامسية التي قد تسبب أو تساهم في أعراض المرض. توضع مواد مثيرة للحساسية المحتملة على الجلد وتُراقب ردة الفعل بعد 48-96 ساعة.

  1. اختبارات الحساسية (Allergy Testing):
  • اختبارات الجلد (Skin Prick Test): تُحقن كميات صغيرة من مواد مسببة للحساسية تحت الجلد لمراقبة ردة الفعل.
  • اختبارات الدم (مثل اختبار IgE): تُستخدم لقياس مستويات الأجسام المضادة للحساسية في الدم مما يساعد على تحديد الحساسية الغذائية أو البيئية.
  1. خزعة الجلد (Skin Biopsy):

في الحالات التي يكون فيها التشخيص غير واضح، يمكن أخذ عينة صغيرة من الجلد وفحصها تحت المجهر لاستبعاد حالات جلدية أخرى.

  1. تحليل الدم:

يمكن أن يُستخدم لتحليل مستويات البروتينات الالتهابية والخلايا المناعية في الجسم مما يساعد في فهم مدى الالتهاب في الجسم.

  1. الفحص المجهري المباشر (Direct Microscopy):

يُستخدم للكشف عن العدوى الفطرية أو البكتيرية التي قد تكون موجودة بالإضافة إلى الأكزيما.

هذه الفحوصات تساعد الطبيب في تحديد الأسباب المحتملة للمرض، وتقديم العلاج المناسب بناءً على التشخيص الدقيق.

علاج الأكزيما

  1. استخدام مرطبات البشرة اللطيفة أو الحساسة طوال اليوم للتخلص من جفاف البشرة.
  2. تطبيق الأدوية الموضعية على البشرة وفقًا لما ينصح به الطبيب.
  3. تناول الأدوية عن طريق الفم مثل الأدوية المضادة للالتهابات أو مضادات الهيستامين أو الكورتيكوستيرويدات لتقليل الحكة والتورم.
  4. تساعد الأدوية المثبطة للمناعة في تنظيم كيفية عمل الجهاز المناعي.
  5. العلاج بالضوء لتحسين مظهر البشرة وإزالة العيوب.
  6. تجنب المحفزات التي تسبب ظهور أعراض المرض.

هل يمكن علاج الاكزيما نهائيا

يتسائل الكثير حول ما إذا كان يمكن علاج الكزيما نهائيا ، إلا أن هذا المرض وإدارته يعد من الأمور الصعبة إذا كان المسبب لا يمكن السيطرة عليه مثل الوراثة. ولحسن الحظ يمكن إدارة وعلاج العوامل البيئية وتجنبها، كما يمكن إدارة القلق والتوتر للتخفيف من الأعراض.

متى يشعر المريض بالتحسن بعد العلاج؟

بعد العلاج قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تتعافى البشرة تماماً، كما أن الأدوية الموضعية أو الأدوية التي توصف عن طريق الفم تساعد على التخلص من الأعراض بشكل أسرع.

هل هناك مضاعفات للأكزيما؟

قد تصاب البثور أو الحطاطات الجلدية أو الجروح بالعدوى والإنتانات، وقد تظهر أعراض جهازية للإنتان على المريض.

كيف يمكن الوقاية من الأكزيما؟

هناك خطوات يمكن اتخاذها قد تمنع تفاقم المرض وتفشيه، بما في ذلك:

  1. ترطيب البشرة باستمرار.
  2. الاستحمام بماء دافئ وليس ساخن لمنع جفاف الجلد.
  3. المحافظة على رطوبة الجسم والإكثار من شرب المياه.
  4. ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من القطن والمواد الطبيعية الأخرى.
  5. إدارة التوتر والمحفزات العاطفية.
  6. استخدام جهاز ترطيب الهواء إذا كان الهواء الجاف يجعل البشرة جافة.
  7. تجنب المهيجات والمواد المسببة للحساسية.

هل تتوفر تحاليل الأكزيما في مختبرات دلتا الطبية ؟

إن اهتمام مختبرات دلتا بتقديم أفضل خدمات التحاليل الطبية في السعودية، يجعلها بشكل دائم مهتمة بتطوير تقنياتها وتقديم كل خدمات التحاليل الطبية ومن أهمها تحاليل الحساسية وغيرها من التحاليل المستخدمة للكشف عن الاكزيما، التي توفرها من خلال كادر طبي متميز وبأحدث التقنيات التي توصل إليها عالم المختبرات الطبية. علاوة على ذلك، تتوفر في دلتا مجموعة كبيرة من الفحوصات الطبية المفردة وكذلك باقات التحاليل الشاملة والتي يمكن الحصول عليها من خلال زيارة إحدى فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي المجانية.

 

المراجع

American Academy of Dermatology. What is Eczema ا

National Eczema Association. What Is Eczema 

National Institute of Allergy and Infectious Diseases. Skin Care at Home 

National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. Atopic Dermatitis 

 

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى