الصيام المتقطع وكيف يستفاد منه بعد رمضان

الصيام المتقطع هو جدول غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام يشمل التناوب بين الصيام وتناول الطعام، حيث تتنوع طرائقه بالاعتماد على فترات محددة للصيام من اليوم أو الأسبوع. في هذا المقال سنتعرف أكثر على مفهوم الصيام المتقطع، وفوائده في إنقاص الوزن وتحسين صحّة الجسم، وكيف يمكن الاستفادة منه بعد اعتياد الصيام في شهر رمضان، والتحاليل الطبية التي يتطلب إجراؤها قبل الشروع بتطبيق نمط الصيام المتقطع، وغيرها الكثير من التساؤلات التي سنجيب عنها فيه.
الصيام المتقطع سهل التطبيق بعد انتهاء شهر رمضان لاعتياد الجسم على نمط الصيام

ما هو الصيام المتقطع ؟

الصيام المتقطع هو نمط غذائي يعتمد على التّناوب بين فترات الصيام والأكل، فهو لا يحدّد الأطعمة التّي يجب تناولها بل يحدّد متى يجب تناول الطّعام فهو ليس نظام غذائيّ ( حمية غذائية ) بل نمط لتناول الطّعام. كما يوجد أنماط وطرق للصيام المتقطع لكل منها فوائد على عمليات الأيض وترميم الخلايا والوقاية من الأمراض. تتضمن طرق الصيام المتقطع الشّائعة صياماً يوميّاً لمدّة 16 ساعة أو صياماً لمدّة 24 ساعة مرّتين في الأسبوع. أما عن علاقته بخفض الوزن، فإنه عندما يتم الامتناع عن تناول الطّعام لفترة معيّنة، مع تنظيم نوعية الطعام وكميتها، تنخفض مستويات الأنسولين في الجسم، ويبدأ الجسم في الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة، فيقوم بحرقها، هذه العملية بدورها تؤدّي لإنقاص الوزن.

ما هي أنماط الصيام المتقطع؟

هنالك عدّة طرق مختلفة للصيام المتقطع، تعتمد جميعها على مبدأ تقسيم اليوم أو الأسبوع إلى فترات الأكل والصيام. فخلال فترات الصيام، يمكن للشخص أن يشرب المياه والمشروبات الخالية من السّكّر والدّهون، لكنه لا يأكل أبداً. توجد عدّة طرق لتقسيم فترات الصيام والأكل، نذكر فيما يلي أكثرها شيوعاً: طريقة 16/8: تتضمّن هذه الطريقة تخطّي وجبة الإفطار وتقييد فترة تناول الطّعام اليوميّة إلى 8 ساعات، ثمّ إتمام الصيام لمدّة 16 ساعة بينهما. أكل توقف أكل: وهذا يشمل الصيام لمدّة 24 ساعة مرّة أو مرّتين في الأسبوع، فمثلاً، يمكن للشخص ألا يتناول العشاء في يوم واحد وذلك حتّى موعد العشاء في اليوم التّالي. النّظام الغذائيّ 5/2: بهذا النّظام يستهلك الشخص كمّيّة قليلة جدّاً من السّعرات في يومين غير متتاليين من الأسبوع، ويتابع غذائه بشكل طبيعيّ في الأيّام الخمسة الأخرى. تؤدي عملية تقليل تناول السّعرات الحراريّة مع تنظيم نوعية الطعام وفق جميع الأنماط السابقة إلى خفض الوزن بشرط ألا يتم تعويض السعرات الحرارية في الأوقات أو الأيام المسموح تناول الطعام فيها.

كيف تتأثّر الخلايا والهرمونات بنظام الصيام المتقطع؟

تحدث تغييرات كثيرة في الجسم عند اتباع نمط الصيام المتقطع، حيث تتحسن مستويات وفعالية الهرمونات في الجسم، وتقلّ مستويات الأنسولين، ويزداد هرمون النمو، وبالتالي فإن قابلية الجسم على حرق الدهون تزداد وتكون مصدراً مناسبا ومهماً للطاقة. إضافة إلى ذلك، فإنه عند اتباع نمط الصيام المتقطع يزداد ترميم الخلايا في الجسم، ويقلل من الاستعداد الجيني للأمراض المزمنة، وبالتالي ترتفع مستويات الحماية من الأمراض وتتحسن صحة الجسم. ومن التّغييرات التي تحدث في الجسم أثناء الصّيام:
  1. ترتفع مستويات هرمون النّموّ  Growth hormone البشريّ بشكل كبير، حيث تزيد بمقدار 5 أضعاف، ممّا يؤدّي لخسارة الدّهون وبناء العضلات.
  2. تتحسّن حساسيّة الأنسولين وتنخفض مستويات الأنسولين بشكل كبير، ممّا يسهّل الحصول على الطّاقة من خلال حرق الدّهون.
  3. عند الصيام تبدأ الخلايا في عمليّات الإصلاح الخلويّ.
  4. يحدث تغييرات في التّعبير الجينيّ تتعلق بصحّة الجسم والوقاية من الأمراض.

ما هي فوائد الصيام المتقطع؟

  1. إنقاص الوزن: يساعد الصيام المتقطع على خفض الوزن عن طريق انخفاض مستويات هرمون الأنسولين بالجسم واستخدام الدّهون للحصول على الطّاقة.
  2. تقليل مقاومة الأنسولين: أو زيادة حساسية الأنسولين للخلايا، حيث أن للصيام المتقطع دوراً هاماً في تقليل مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأنسولين في الدم، وعند انخفاض مستويات الأنسولين، تقل عملية بناء الخلايا الدهنية في الجسم، ويزداد حرق الدهون كمصدر للطاقة.
  3. التّقليل من مستويات الدّهون الثلاثية والكوليسترول في الجسم ممّا يقي من أمراض القلب والأوعية.
  4. زيادة مناعة الجسم والتّقليل من نسبة الإصابة بالالتهابات.
  5. وجدت بعض الدّراسات انخفاضاً بنسبة الإصابة بالسّرطان عند تطبيق نظام الصيام المتقطع.
  6. وجدت بعض الدّراسات أنّ للصيام لمتقطّع دوراً بتحسين صحّة الخلايا العصبيّة والدّماغ.
  7. وجدت بعض الدّراسات أن الصيام المتقطّع يحسّن صحّة الإنسان ويقلّل من علامات الشّيخوخة والتّقدّم بالعمر.

ما هي الآثار الجانبيّة لتطبيق نمط الصيام المتقطع؟

يعدّ الصيام المتقطع وسيلة صحية وآمنة لتخفيض الوزن، حيث يعتبر الجوع هو الأثر الجانبيّ الوحيد لتطبيق الصيام المتقطع وتحديداً في البدايات، لذا يمكن البدء به تدريجيّاً وزيادة ساعات الصّيام بالتّدريج فيما بعد. وقد يعاني الشّخص في البداية من الدّوخة وانخفاض الطّاقة وضعف التّركيز، لكن مع التدرج في الصيام المتقطع والتدرج في تقليل السعرات الحرارية، يعتاد الجسم على هذا النّظام وتخفّ مظاهر الآثار الجانبيّة.

من هي الفئات التّي يمكنها اتّباع نظام الصيام المتقطع؟

يمكن تطبيق الصيام المتقطع عند جميع الأشخاص، وبخاصّة عند الذّين يعانون من السمنة ويرغبون بتخفيض وزنهم، لكن ثمة بعض الحالات التي يمنع تطبيقه فيها.

من هي الفئات التّي لا يمكنها اتّباع نظام الصيام المتقطع؟

يمنع تطبيق الصيام المتقطع على الأشخاص الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية،إذ يتوجب عليه استشارة الطّبيب قبل تطبيق الصيام المتقطع، ومن هذه الحالات:
  1. وجود مشاكل في ضغط الدّمّ.
  2. المصابون بداء السّكّريّ من النوع الأول ويعتمدون على الأنسولين.
  3. الأشخاص الذين يعانون من ضطرابات تناول الطعام أو لديهم تاريخ شخصي أو عائلي في اضطرابات تناول الطعام.
  4. الحامل والمرضع.
  5. الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.

الصيام المتقطع وشهر رمضان

إنّ صيام شهر رمضان من أنماط الصيام المتقطع، ويسمى بالصيام الجاف، وسبب التسمية يعود إلى الامتناع عن الطعام والشراب في فترة الصيام، على عكس الأنماط الأخرى من الصيام المتقطع حيث يسمح باستهلاك السوائل الخالية من الطاقة والسكر في فترة الصيام. كما يمكن تطبيق الأنماط الأخرى من الصيام المتقطع بعد انتهاء شهر رمضان لاعتبار أن الجسم قد اعتاد على فترات الصيام الطويلة. وللاستفادة من الصيام في شهر رمضان، ينبغي تقليل السعرات الحرارية مع تنظيم كمية ونوعية الطعام وتوزيع الوجبات بين كسر الصيام بعد آذان المغرب بتناول ( حبة تمر + كوب لبن أو حليب )، ومن بعد آذان المغرب بتناول وجبة الإفطار بكميات معتدلة، وفي الفترة بين الإفطار ووجبة السحور يستطيع الشخص تناول وجبة خفيفة ومن ثم وجبة السحور، بشرط التنوع في الطعام الصحي والابتعاد عن المأكولات السريعة والمعلبة والعالية بالسكر.

ما هي التحاليل التّي يجب إجراؤها قبل تطبيق الصيام المتقطع؟

هنالك بعض التحاليل الطبية التي ينصح بإجرائها قبل تطبيق الصيام المتقطع، وذلك للتأكّد من صحّة الجسم وسلامته لتطبيق هكذا نمط، ومن هذه التحاليل:
  • تحاليل خمائر الكبد ALT – AST:
AST (إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات Aspartate Aminotransferase)  و ALT (إنزيم ناقلة أمين الألانين Alanine transaminase) وهي إنزيمات توجد غالباً في الكبد، لكنها موجودة أيضاً في العضلات والأعضاء الأخرى في الجسم. تقيس تحاليل الدّمّ AST وALT كمّيّة الإنزيمات في الدّمّ، وهي تحاليل روتينيّة يشيع استخدامها للمساعدة في تشخيص تلف الكبد أو أمراضه؛ وقد تساعد أيضاً في تشخيص الحالات الصّحّيّة الأخرى. لا تحتاج هذه التّحاليل للصيام قبل إجرائها ولا لأي تحضير مسبق. القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT): 36-4 وحدات/لتر. القيم الطّبيعيّة لإنزيم ناقلة أمين الاسباراتات (AST): 35 – 8 وحدات/لتر.
  • الكولسترول الإجمالي:
يقيس الكمية الإجمالية  للكولسترول في الجسم المكوّنة من كولسترول البروتين الدّهنيّ منخفض الكثافة وكولسترول البروتين الدّهنيّ عالي الكثافة في الدّمّ. القيمة الطّبيعيّة للكولسترول الكلّيّ في الدّمّ أقلّ من 200 mg / dL. الارتفاع الحدّيّ للكولسترول الكلّيّ في الدّمّ 200-239 mg / dL. يكون مرتفعاً عندما يكون 240 mg / dL وما فوق.
  • الكولسترول الضّارّ LDL:
الكولسترول الضّارّ هو المسبب الرّئيسيّ للانسدادات في الشّرايين. القيمة الطّبيعيّة حينما تكون النتيجة أقلّ من 100mg / dL. وتكون النتيجة قريبة من الطّبيعيّ حينما تكون 100- 129mg / dL. وتكون النتيجة ذات ارتفاع حدّيّ حينما تكون بين 130-159 mg / dL. وتكون مرتفعة إذا كانت فيما بين 160-189 mg / dL. أما إذا بلغت 190 mg / dL وما فوق، فالكولسترول الضار مرتفع جداً.
  • الكولسترول الجيّد HDL:
يساعد البروتين الدهني عالي الكثافة على التّخلّص من الكولسترول الضّارّ. وتفسر نتائج التحاليل وفق ما يلي: 60 mg / dL وما فوق يعتبر وقائيّ ضدّ أمراض القلب. 40-59 mg / dL تعتبر قيماً جيّدة. أقلّ من 40 mg / dL يكون علامة لعامل خطر رئيسيّ لأمراض القلب.
  • تعداد الدّمّ الشّامل CBC ( صورة الدم ):
من أكثر التحاليل التّي يتمّ إجراؤها في المختبرات الطبية، حيث يقيس كمّيّات عناصر الدّمّ (الكريّات الحمراء والبيضاء والصّفيحات) وقيمة الهيموجلوبّين. تبلغ قيمة الكريّات الحمر الطّبيعيّة ما بين 4.35 إلى 5.65 مليون كريّة بكلّ ميكروليتر من الدّمّ لدى الرجال، و3.92 إلى 5.13 مليون كريّة بكلّ ميكروليتر واحد من الدّمّ لدى النّساء. وتبلغ قيمة الكريّات البيض الطّبيعيّة في الدّمّ بين 3,500 – 10,500 خلية / ميكرولتر. أما قيمة الصّفيحات الطّبيعيّة في الدّمّ فتبلغ ما بين 150 – 450 ألف صفيحة/ ميكرولتر. وتبلغ قيمة الهيموجلوبّين الطّبيعيّة عند الرّجال من 13.2 إلى 16.6 غ/دل، وعند النّساء من 11.6 إلى 15 غ/دل. وبعد إجراء التحاليل، تتمّ مقارنة قيم المريض مع هذه القيم المرجعيّة ومعرفة الحالة المرضيّة للمريض.
  • الكرياتينين Creatinine:
هو من أكثر وأهمّ التّحاليل التّي تستخدم لتقدير وظيفة الكليتين، حيث تعتمد كمّية الكرياتينين التّي تُنتج يوميّاً على حجم العضلات، وبالتّالي فثمة اختلاف في نسبة الكرياتينين بين الذّكور والإناث، مع انخفاض قيم الكرياتينين لدى الأطفال والذّين يعانون من نقص كتلة العضلات، كما تتأثّر نسبة الكرياتينين بالنّظام الغذائيّ، وتحديداً بالبروتين، حيث يمكن أن يتغيّر الكرياتينين بنسبة تصل إلى 30٪ بعد تناول اللّحوم الحمراء. تبلغ نسبة الكرياتينين الطّبيعيّة في الدّمّ 0.74 إلى 1.35 ملغم/دل للرجال البالغين (65.4 – 119.3 ميكرومول/لتر) و0.59 إلى 1.04 ملغم/دل للنساء البالغات 52.2 – 91.9 ميكرومول/لتر).
  • تحليل غاما غلوتاميل ترانسفيراز GGT:
هو تحليل يقيس مستوى إنزيم غاما غلوتاميل ترانسفيراز في الدّمّ، حيث يوجد غالباً في الكبد، وعند تلف الكبد فإنّه يتسرّب إلى الدّمّ مما يُمكّن من قياسه؛ لذا فإن هذا التّحليل يفيد في تقييم وظيفة الكبد. تبلغ القيمة الطّبيعيّة لإنزيم غاما غلوتاميل ترانسفيراز في الدّمّ ما بين 5 – 40 وحدة دوليّة/لتر.
  • تحليل معدّل التّرشيح الكبيبيّ المُقدّر eGFR:
هو اختبار يقيس تقديريّاً معدّل تصفية الكليتين وقدرتهما على تصفية الفضلات، وذلك عبر تقدير كمّيّة الدّمّ التّي تعبر عبر الكبيبات كلّ دقيقة. قياس معدّل التّرشيح الكبيبيّ المباشر هو أكثردقّة لتقييم وظائف الكلى لكنه صعب للغاية، لذلك يتمّ استخدام المعدّل التّقديريّ eGFR. تبغ القيمة الطّبيعيّة لل eGFR أعلى من 90 مل/ دقيقة/1.73متر مكعب.
  • تحليل سكر الدم الصّياميّ:
يقيس هذا الاختبار نسبة السكر في الدم بعد صيام ليلة كاملة. مستوى السكر الطّبيعيّ في الدم الصائم 99 مجم / ديسيلتر أو أقل. يشير المستوى من 100 إلى 125 مجم / ديسيلتر إلى بداية الإصابة بالسكري (عدم تحمّل السكر). القيم الأعلى من 126 مجم / ديسيلتر تشير إلى الإصابة بداء السكري.  

هل تتوفر تحاليل الصيام المتقطع في مختبرات دلتا الطبية؟

تتوفر في مختبرات دلتا الطبية الكثير من التحاليل الطبية التي يحتاجها المريض، من بينها باقة تحاليل الصيام المتقطع، حيث يمكن الحصول على تحليل طبي مفرد أو على هيئة باقات تساعدك على الاستقصاء العام عن جميع المشكلات الصحية التي قد تواجهك، كما يتوفر في مختبرات دلتا أخصائي تغذية سريرية وعلاجية لضمان الاستفادة من هذه التحاليل، وذلك من خلال زيارة أقرب فرع من فروع مختبرات دلتا الطبية في السعودية، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي تتيحها مختبرات دلتا مجانا لعملائها، مع ضمان الحصول على نتائج قيمة وذات دقة عالية.

المراجع

de Cabo R, et al. Effects of intermittent fasting on health, aging, and disease. New England Journal of Medicine. Gordon B. What is intermittent fasting? Academy of Nutrition and Dietetics. National Library of Medicine. Effects of Intermittent Fasting on Health, Aging, and Disease. Medlineplus. Glomerular Filtration Rate (GFR) Test. Medlineplus. Gamma-glutamyl Transferase (GGT) Test. American Heart Association National Heart, Lung, and Blood Institute Blood test: Complete blood count. American Liver Foundation. [Internet]. New York: American Liver Foundation; c2017. Diagnosing Liver Disease – Liver Biopsy and Liver Function Tests;   حقوق الصورة داخل المقال

اذهب إلى الأعلى