سرطان الرئة ، دليل تعريفي شامل
سرطان الرئة هو ثاني أكثر السرطانات شيوعا حول العالم، وهو مرض ناجم عن انقسام الخلايا العشوائيّ دون توقّف في الرئتين نتيجة تغييرات أو طفرات جينيّة.
سنتعرّف في هذا المقال على مرض سرطان الرئة، ما هي أعراضه؟ وما هي أنواعه؟ وكيف يتمّ تشخيصه؟ وكيف يتمّ علاجه؟
ما هو مرض السرطان ؟
تنقسم الخلايا في جسم الإنسان باستمرار لتحافظ على النّموّ والتّجدّد، وتدخل بعد ذلك في دورة موت خلويّ مبرمج، لتحافظ على عدد وحجم خلايا معيّن، لكن في بعض الحالات تحدث اضطرابات في الخلايا وتنقسم بشكل شاذّ دون توقّف، فتشكّل هذه الخلايا كتلة تدعى “الورم”.
ليست كلّ الكتل الورميّة سرطانيّة، فبعضها قد يكون حميدا وبعضها خبيثا سرطانيّاً، إذ لا يمكن للورم الحميد أن ينتشر إلى أي مكان آخر في الجسم؛ على عكس السرطان الذّي ينتشر إلى الأنسجة والأعضاء القريبة أو البعيدة، حيث تنفصل الخلايا السرطانية أحياناً عن السرطان الأساسيّ، وتنتقل عبر الدّمّ أو الجهاز اللمفاوي إلى أعضاء أخرى من الجسم.
يعتمد علاج السرطان على معرفة مصدره ونوعه ودرجته وانتشاره وانتقالاته، فلكلّ حالة علاج خاصّ بها.
ما هو سرطان الرئة؟
سرطان الرئة هو مرض ناجم عن انقسام الخلايا العشوائيّ في الرئتين دون توقّف، وذلك نتيجة تغييرات أو طفرات جينيّة، ممّا يؤدي إلى تشكل الأورام في الرئة.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، تعدّ سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السّرطانات شيوعاً، حيث قدّرت منظّمة الصّحّة العالميّة نسبة الإصابة بسرطان الرّئة حوالي 2.21 مليون حالة سنويّاً.
غالباً ما تبدأ سرطانات الرّئة بالتّشكّل في الشّعب الهوائيّة (القصبات) أو ضمن الحويصلات الهوائية، وفي بعض الحالات قد تتشكّل الأورام البدئيّة في أماكن أخرى، ومن ثمّ تنتقل للرئتين فتسمّى حينها بالنّقائل.
ما هي أنواع سرطان الرئة؟
هناك العديد من السرطانات التّي قد تصيب الرّئتين، لكن يوجد نوعين رئيسيين من سرطانات الرئة هما: سرطان الرئة صغير الخلايا وسرطان الرئة غير صغير الخلايا.
- سرطان الرئة صغير الخلايا SCLC:
ينمو هذا النوع من السرطانات بسرعة كبيرة، ويعدّ خطيراً وصعب العلاج مقارنةً بالأنواع الأخرى من سرطانات الرئة، إذ يحمل احتماليّة عالية للانتشار والانتقال إلى أعضاء أخرى في الجسم.
- سرطان الرئة غير صغير الخلايا NSCLC:
هذا النوع هو أكثر أنواع سرطانات الرئة شيوعاً، حيث يمثّل أكثر من 80٪ من حالات سرطانات الرئة. ويشمل عدّة أنواع منها، السرطانات الغدّيّة وسرطان الخلايا الحرشفيّة.
أنواع أخرى من سرطان الرئة:
يمكن أن تتشكّل في الرئتين أنواع أخرى من سرطان الرّئة، مثل سرطان العقد الليمفاوية والساركوما (سرطان العظام أو الأنسجة الرخوة) وورم المتوسطة الجنبيّ.
ما هي مراحل سرطان الرئة؟
يتمّ تصنيف درجة سرطان الرئة بناءً على حجم الورم ومدى انتشاره في الأنسجة وإصابته للعقد اللّمفاويّة، ومدى انتقاله للأعضاء البعيدة في الجسم. وتمر سرطانات الرئة بعدة مراحل هي:
المرحلة 0 (في الموقع): ويكون السرطان حينها في البطانة العلويّة للرئة أو القصبات الهوائيّة.
المرحلة الأولى: في هذه المرحلة، لا يكون السرطان منتشراً خارج الرئة بعد.
المرحلة الثّانية: في هذه المرحلة، يكون الورم السرطاني أكبر من المرحلة الأولى، ويكون قد انتشر إلى الغدد اللّمفاويّة داخل الرّئة أو مضاعفة عدد الأورام إلى أكثر من ورم واحد في نفس الفصّ الرّئويّ.
المرحلة الثّالثة: يصبح السرطان في المرحلة الثالثة أكبر من المرحلة الثّانية، وينتشر إلى الغدد اللّمفاويّة القريبة أو مضاعفة عدد الأورام إلى أكثر من ورم واحد في فص مختلف من نفس الرّئة.
المرحلة الرّابعة: هنا يكون السرطان قد انتشر إلى الرّئة الأخرى أو إلى السّوائل حول الرّئة أو السّوائل حول القلب أو الأعضاء البعيدة.
ما هو سرطان الرئة النّقيليّ؟
سرطان الرئة النّقيليّ هو السرطان الذّي يبدأ في إحدى الرّئتين ولكنّه ينتشر إلى الرّئة الأخرى أو إلى الأعضاء الأخرى، وانتقال السرطان بهذه الطريقة يزيد من صعوبة علاجه ويقلّل من نسبة الشّفاء لدى المريض.
ما هي أعراض سرطان الرئة؟
قد يكون السّعال أو الالتهاب الرئوي الذّي يستمرّ حتّى بعد العلاج أحياناً علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الرّئة.
تتشابه أعراض سرطان الرئة مع أعراض عدّة أمراض صدريّة أخرى، وقد يعاني مرضى سرطان الرئة من الأعراض التّالية:
- صعوبة في التّنفّس أو ضيق في التّنفّس.
- سعال مزمن يزداد سوءً مع الزّمن.
- ألم أو انزعاج في الصّدر.
- فقدان الوزن غير المبرّر.
- التّعب غير المبرّر.
- بحّة في الصّوت.
- فقدان الشّهيّة.
- ألم بالكتف.
- نفث الدّمّ.
- أزيز وصفير عند التنفس.
- تورّم في الوجه أو الرّقبة أو الذّراعين أو الجزء العلويّ من الصّدر (متلازمة الوريد الأجوف العلويّ).
ما هي أسباب سرطان الرئة؟
تنتج سرطانات الرئة عن انقسام الخلايا الشّاذّ والمستمرّ نتيجة الطّفرات الجينيّة، وليس هنالك سبب واضح لإصابة هذه الطّفرات والتّغييرات لبعض الأشخاص دون غيرهم، لكن تؤثّر بعض العوامل على الإصابة بما في ذلك التّدخين والتّلوّث البيئيّ.
ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطانات الرئة؟
في حين أنّ هنالك العديد من العوامل التّي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرئة، إلا أن تدخين أيّ نوع من منتجات التبغ، هو أكبر عامل خطر للإصابة بسرطان الرئة، حيث يقدّر الخبراء أنّ 80٪ من وفيّات سرطانات الرئة مرتبطة بالتّدخين.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- التّعرّض لدخان التّبغ غير المباشر (التّدخين السّلبيّ).
- التّعرّض لموادّ ضارّة مثل تلوّث الهواء والرّادون والأسبستوس واليورانيوم وعادم الديزل والسّيليكا ومنتجات الفحم وغيرها. حيث تشير التقديرات إلى أن الرادون يسبب ما بين 3 – 14% من مجموع حالات الإصابة بسرطان الرئة على مستوى بلد ما، وذلك بحسب متوسط تركيز هذا الغاز على الصعيد الوطني ومعدلات انتشار التدخين.
- تلقّي علاج إشعاعيّ على الصّدر، مثل العلاج الشّعاعيّ لسرطان الثّدي أو سرطان الغدد اللّمفاويّة.
- التعرض للإشعاع بشكل كبير ومرات عديدة أكثر مما يوصي به الطبيب.
- وجود تاريخ عائليّ للإصابة بإحدى أنواع سرطانات الرئة.
كيف يتمّ تشخيص سرطانات الرئة؟
إن تشخيص سرطانات الرئة عمليّة متعدّدة الخطوات، تبدأ بالتاريخ المرضي والفحص السّريريّ والإصغاء إلى أصوات الصّدر ومن ثمّ إجراء الفحوصات التّالية:
- تحاليل الدم:
لا يمكن لتحاليل الدّمّ تشخيص السّرطان لوحدها، لكن يمكن أن تساعد في التّوجّه لتشخيص السّرطان، عن طريق تعداد الدّمّ الشامل( صورة الدم ) CBC واختبار سرعة التّخثر الذّي قد يرتفع في حالات السرطان، وكذلك تحليل امينوجلوبين المناعيّة التّي تتمّ معايرتها عبر عملية تسمّى تحليل الفصل الكهربائي، حيث يتفاعل الجهاز المناعيّ مع بعض أنواع السرطان عن طريق إفراز امينوجلوبين المناعيّ هـ.
- التّصوير الشّعاعيّ:
يمكن استخدام صورة الصّدر الشّعاعيّة البسيطة والطّبقيّ المحوريّ المحوسب لتصوير الرئتين لكشف أيّ كتل أو أورام في النّسيج الرّئويّ أو القصبات.
عادةً ما يتمّ إجراء فحوصات PET / CT لتقييم النّتائج المقلقة في التّصوير المقطعيّ المحوسب أو بعد تشخيص السرطان لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر.
- الخزعة:
يمكن أخذ خزعة من النسيج الرئويّ عبر المنظار القصبيّ أو عبر أخذ خزعة من تنظير الصّدر، أو من خلال أخذ عيّنة من سائل الجنب وفحصها بالمجهر لكشف وجود خلايا ورميّة.
- الاختبارات الجزيئيّة:
يمكن إجراء اختبارات على الأنسجة التّي تمّ أخذها بالخزعة لكشف الاضطرابات الجينيّة والجزيئيّة التّي أدّت لحدوث السرطان، حيث تشمل الجينات التّي قد يكون لها تأثير في سرطان الرئة غير صغير الخلايا NSCLC ما يلي: KRAS- EGFR- ALK- ROS1- BRAF- RET- MET-HER2- NTRK.
كيف يتمّ علاج سرطان الرئة؟
تطبق علاجات سرطانات الرئة للقضاء على الورم أو إبطاء نموّه أو تقليل حجمه، وفي سبيل ذلك تستخدم بعض العلاجات لتقليل الأعراض وتسكين الألم. يجدر الإشارة إلى أن العلاج المستخدم، يعتمد على نوع سرطان الرئة الذّي يعاني منه المريض ومكانه ومدى انتشاره والعديد من العوامل الأخرى.
ما هي العلاجات المستخدمة في سرطان الرئة؟
- الجراحة:
يلجأ الطبيب إلى خيار الجراحة حينما يكون سرطان الرئة من النوع غير صغير الخلايا NSCLC الذّي لم ينتشر بعد، وكذلك سرطان الرئة صغير الخلايا SCLC الذّي يقتصر على ورم واحد.
- التّردّدات الرّاديو:
يتمّ علاج أورام NSCLC بالقرب من الحوافّ الخارجيّة للرئتين أحياناً عن طريق الاستئصال بالتّردّدات الرّاديويّة (RFA)، حيث يستخدم RFA موجات راديو عالية الطّاقة لتسخين الخلايا السّرطانيّة وتدميرها.
- العلاج الشّعاعيّ:
في هذا النوع من العلاج، يستخدم الإشعاع حزماً عالية الطّاقة لقتل الخلايا السرطانية، حيث يساهم العلاج الشّعاعيّ في تصغير الورم وجعله قابلاً للجراحة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الإشعاع كعناية ملطّفة لتقليص الأورام وتسكين الألم في كلّ من NSCLC وSCLC.
- العلاج الكيميائيّ:
غالباً ما يكون العلاج الكيميائيّ عبارة عن مجموعة من الأدوية المتعدّدة المصمّمة لمنع الخلايا السّرطانيّة من النّموّ. حيث يمكن إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو بعدها أو بالاشتراك مع أنواع أخرى من الأدوية مثل العلاج المناعيّ.
- العلاج المناعيّ الهدفيّ:
في بعض الأشخاص المصابين بـ NSCLC تحدث تغيرات محددة (طفرات) في خلايا الرئة المسرطنة، حيث تساعد في نموّ السرطان، لذا فإن هذه العلاجات تستهدف الطّفرات في محاولة منها لإبطاء أو تدمير الخلايا السّرطانيّة.
هل يمكن الوقاية من سرطان الرئة؟
لا يمكن منع الإصابة بسرطانات الرئة لكن يمكن الحذر والابتعاد عن عوامل الخطر التّي تزيد من احتماليّة الإصابة به وهي:
- الامتناع عن التّدخين الإيجابيّ والسّلبيّ.
- اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ ومتوازن.
- ممارسة الرّياضة بانتظام.
- الابتعاد عن التّلوّث.
- القيام بالفحوصات الدّوريّة للكشف المبكر عن السرطان.
هل يسبّب الـفيبينج (السجائر الإلكترونيّة) سرطان الرئة؟
إن استنشاق عدد من الموادّ الناتجة من السّجائر الإلكترونيّة قد تؤدي للإصابة بالسّرطان، حيث أنّ الفيبينج يعد اختراعا حديثا نسبياً، لم يُتمكّن من معرفة جميع آثاره على المدى الطويل، لكن يعتقد الخبراء أنّه قد يسبّب تلفا للرئة.
هل يمكن الإصابة بسرطان الرئة إذا كان الشّخص لا يدخّن؟
في حين أنّ التّدخين هو عامل الخطر الرّئيسيّ للإصابة بسرطانات الرئة، إلا أن الأبحاث أكدت أن ما يقارب من 20 ٪ من الأشخاص الذّين تمّ تشخيصهم بسرطان الرئة لم يكونوا من المدخنين أبداً، وعليه فإنه من الممكن إصابة الشّخص بسرطان الرئة دون أن يكون مدخّناً.
هل تتوفر في مختبرات دلتا تحاليل الكشف عن سرطان الرئة؟
تتوفر في مختبرات دلتا العديد من التحاليل التي تستخدم لكشف الإصابة بالسرطانات، مثل باقة تحاليل دلالات الأورام، بالإضافة إلى التحاليل الجينية والجزيئية من خلال قسم مختص بدراسة الجينات كما أنها تستقبل عينات الخزعات وتجري تحاليل الدلالات الخاصة بالمناعة والأنسجة عليها، إذ يمكن للعملاء مراجعة أقرب فرع من فروعها القائمة في المملكة العربية السعودية وإجراء التحاليل اللازمة مباشرة، أو من خلال خدمة السحب المنزلي التي تتيحها مختبرات دلتا مجاناً، مع ضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.
المراجع
Non-small cell lung cancer. National Comprehensive Cancer Network.
Lung cancer prevention (PDQ). National Cancer Institute.
National Cancer Institute: Cancer Trends Progress Report.
حقوق الصور داخل المقال