ما هو التصلب المتعدد ؟

التصلب المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي قد تصيب الإنسان حي تسبب أعراضا مزعجة للمريض، وذك لارتباطها بالخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. في هذا المقال سنتعرف على مرض التصلب اللويحي المتعدد وطرق تشخيصه وعلاجه.

ما هو التصلب اللويحي المتعدد (MS)؟

التصلب المتعدد (MS) هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا السليمة عن طريق الخطأ. عند الأشخاص المصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الموجودة في المايلين؛ وهو الغلاف الواقي الذي يحيط بالأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. ويؤدي تلف غمد المايلين إلى قطع الإشارات العصبية من الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم، حيث يمكن أن يؤدي الضرر إلى أعراض تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والعينين.

ما هي أنماط التصلب المتعدد؟

هناك أربعة أنواع من التصلب المتعدد:
  • المتلازمة المعزولة سريرياً (CIS):
عندما يعاني شخص ما من أول نوبة من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد، فغالباً ما يصنفها مقدمو الرعاية الصحية على أنها CIS. لكن يجر الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن كل مصاب بـ CIS سيصاب بالتصلب المتعدد.
  • مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي (RRMS):
هذا هو الشكل الأكثر شيوعاً لمرض التصلب المتعدد، إذ يعاني الأشخاص المصابون بالـ RRMS من نوبات احتدام – وتسمى أيضاً الانتكاس أو التفاقم – لأعراض جديدة أو متفاقمة تتبعها فترات سكون (عندما تستقر الأعراض أو تختفي).
  • مرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الأولي (PPMS):
يعاني الأشخاص المصابون بـ PPMS من أعراض تتفاقم ببطء وتدريجياً دون أي فترات من الانتكاس أو الهدوء.
  • مرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الثانوي (SPMS):
في كثير من الحالات، يتطور الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم في الأصل بـ RRMS في النهاية إلى SPMS، وفي حالة التصلب المتعدد الثانوي التقدمي يستمر تراكم تلف الأعصاب وتتفاقم الأعراض تدريجياً. وعلى الرغم من أن المريض قد يواجه بعض الانتكاسات أو النوبات (عندما تزيد الأعراض)، إلا أنه لم يعد لديه فترات من الهدوء بعد ذلك (عندما تستقر الأعراض أو تختفي).

ما مدى شيوع مرض التصلب المتعدد (MS)؟

يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد عادةً على النساء أكثر من الرجال، ويتم تشخيص معظم الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد بين سن 20 و40 عاماً.

ما هو سبب مرض التصلب المتعدد (MS)؟

لا يزال الخبراء لا يعرفون على وجه اليقين ما الذي يسبب التصلب المتعدد، البحث مستمر للمساعدة في تحديد أسباب المرض. تشمل العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد ما يلي:
  • التعرض لبعض الفيروسات أو البكتيريا:
تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض لبعض أنواع العدوى (مثل فيروس إبشتاين بار) يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد في وقت لاحق من الحياة.
  • مكان الإقامة:
قد تلعب البيئة دوراً في خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد. حيث تعاني أجزاء معينة من العالم من معدلات إصابة بالمرض أعلى بكثير من غيرها، حيث أن المناطق البعيدة عن خط الاستواء لديها معدلات أعلى من مرض التصلب العصبي المتعدد؛ وقد يكون ذلك بسبب أن هذه المناطق تتلقى شمساً أقل كثافة. أما الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل أقل، فتكون مستويات فيتامين د لديهم أقل، وهو عامل خطر للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.
  • آلية عمل جهاز المناعة:
التصلب المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية؛ ويعمل الباحثون على اكتشاف الأسباب التي تجعل الخلايا المناعية لدى بعض الأشخاص تهاجم الخلايا السليمة عن طريق الخطأ.
  • الطفرات الجينية:
إن وجود أحد أفراد العائلة مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد يزيد من خطر الإصابة بالمرض، ولكن لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف وأيّ الجينات تلعب دوراً في التسبب في مرض التصلب المتعدد.

ما هي أعراض التصلب المتعدد؟

غالباً ما تكون مشاكل الرؤية مثل التهاب العصب البصري (ضبابية وألم في عين واحدة) إحدى العلامات الأولى لمرض التصلب المتعدد.، تشمل الأعراض الشائعة الأخرى ما يلي:
  1. تغييرات في المشية.
  2. تعب.
  3. فقدان التوازن أو التنسيق.
  4. تشنجات عضلية.
  5. ضعف العضلات.
  6. وخز أو تنميل خاصة في الساقين أو الذراعين.

ما هي مضاعفات التصلب المتعدد؟

إذا تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد فقد يؤدي تفاقم الأعراض إلى مضاعفات مثل:
  1. صعوبة في المشي مما قد يؤدي إلى الحاجة إلى عصا أو مشاية أو كرسي متحرك.
  2. فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
  3. مشاكل في الذاكرة.
  4. صعوبات جنسية.

كيف يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد (MS)؟

العديد من الحالات يمكن أن تسبب أعراض عصبية مماثلة للتصلب المتعدد، في بعض الأحيان يكون الحصول على تشخيص دقيق أمراً صعباً. لا يوجد اختبار واحد يمكن أن يوفر تشخيصاً نهائياً لمرض التصلب العصبي المتعدد، لفهم سبب الأعراض سيقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص جسدي ومن ثم يمكن إجراء الإجراءات التالية:
  1. قد يخضع المريض لاختبارات الدم لاستبعاد الحالات المشابهة للتصلب المتعدد، لكن التحاليل الدموية لا يمكنها تشخيص هذا المرض.
  2. اختبارات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يبحث التصوير بالرنين المغناطيسي عن أدلة على وجود آفات (مناطق الضرر) في الدماغ أو الحبل الشوكي والتي تشير إلى مرض التصلب المتعدد؛ تتطور الآفات نتيجة تلف غمد المايلين المحيط بالأعصاب.
  3. قد يتم إجراء بزل للسائل الدماغي الشوكي وتحليله لكشف الإصابة بمرض التصلب المتعدد، حيث يكشف وجود تشوهات في الأجسام المضادة المرتبطة بمرض التصلب المتعدد.

كيف يتم علاج التصلب المتعدد (MS)؟

لا يوجد حالياً أي علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد، يركز العلاج على إدارة الأعراض وتقليل الانتكاسات (الفترات التي تتفاقم فيها الأعراض) وإبطاء تطور المرض. قد تتضمن خطة العلاج الشاملة ما يلي:
  1. العلاجات المعدلة للمرض (DMTs):
تساعد هذه الأدوية في تقليل الانتكاسات (النوبات) حيث تبطئ تطور المرض ويمكنها منع تكوّن آفات جديدة على الدماغ والحبل الشوكي.
  • أدوية إدارة الانتكاس:
إذا كان المريض يعاني من نوبة حادة فقد يوصي طبيب الأعصاب بجرعة عالية من الكورتيكوستيرويدات، حيث يمكن أن يقلل الالتهاب بسرعة ويبطئ تلف غمد المايلين المحيط بالخلايا العصبية.
  • إعادة التأهيل البدني:
يمكن أن يؤثر التصلب المتعدد على الوظيفة البدنية، لذا الحفاظ على اللياقة البدنية سيساعد في الحفاظ على القدرة على الحركة. كيف يمكن منع تفاقم مرض التصلب المتعدد؟ تعد العلاجات المعدلة للمرض هي الطريقة الأكثر فعالية لتقليل عدد الهجمات أو الانتكاسات التي يواجهها المريض. من المهم أيضاً اتباع نمط حياة صحي، حيث يمكن أن تساعد الاختيارات التي يقوم بها المريض في إبطاء تطور المرض. تتضمن تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تحسن حالة المريض ما يلي:
  1. تناول نظام غذائي صحي:
لا يوجد نظام غذائي سحري لمرض التصلب العصبي المتعدد، لكن يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتين الخالي من الدهون. يجب أيضاً الحد من تناول السكريات المضافة والدهون غير الصحية والأطعمة المصنعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
يمكن أن يسبب التصلب المتعدد ضعف العضلات وفقدان التوازن وصعوبة المشي، لذا تعتبر التمارين الهوائية والمرونة وتدريبات القوة ضرورية للمساعدة في الحفاظ على قوة العضلات والحفاظ على الوظيفة البدنية.
  • التقليل من التوتر:
يمكن أن يؤدي التوتر إلى خسائر جسدية وعاطفية ويمكن أن يتداخل أيضاً مع النوم، مما قد يؤدي إلى تفاقم التعب المرتبط بمرض التصلب العصبي المتعدد. من المهم إيجاد طرق لإدارة التوتر مثل اليوغا والتأمل وممارسة الرياضة والعمل مع مقدم خدمات الصحة العقلية.
  • عدم التدخين والحد من تناول الكحول:
يرتبط كل من التدخين والكحول بتفاقم أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد ويمكن أن يسرعا من تطور المرض.

هل من الشائع أن يعاني الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد من الاكتئاب؟

الاكتئاب شائع جداً لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد (MS)، في الواقع أعراض الاكتئاب الشديدة بما يكفي لتتطلب تدخلاً طبياً تؤثر على ما يصل إلى نصف الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد في مرحلة ما أثناء مرضهم. قد يكون الاكتئاب ناجماً بالفعل عن مرض التصلب العصبي المتعدد حيث قد يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على المايلين العازل الذي يحيط بالأعصاب التي تنقل الإشارات المؤثرة على الحالة المزاجية. يعد الاكتئاب أيضاً أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد، مثل الستيروئيدات أو الإنترفيرون.

كيف تؤثر الحرارة أو الرطوبة على الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد (MS)؟

يمكن للحرارة أو الرطوبة العالية أن تتسبب في معاناة العديد من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد من تفاقم مؤقت لأعراضهم، يعتقد الأطباء أن هذا يحدث لأن الحرارة تجعل الأعصاب (التي تمت إزالة غلافها الميالين بواسطة مرض التصلب العصبي المتعدد) تعمل بكفاءة أقل لتوصيل الإشارات العصبية. لأسباب غير مفهومة جيداً يمكن أن تؤدي درجات الحرارة شديدة البرودة والتغيرات في درجات الحرارة أيضاً إلى ظهور أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد وعادة ما تكون هذه الأعراض هي التشنج (تصلب العضلات).

المراجع

U.S. National Library of Medicine. Multiple Sclerosis  Multiple Sclerosis Association of America. What is Multiple Sclerosis? Multiple Sclerosis Foundation. Common Questions. National Institute of Neurological Disorders and Stroke. Multiple Sclerosis Information Page. National Multiple Sclerosis Society. What is MS?

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى