أخطر الأمراض المعدية: دليلك الشامل لمعرفة أكثر من 17 مرضًا
فهم أخطر الأمراض المعدية ليس مجرد معلومات عابرة؛ بل هو درعك الواقي الأول لحماية نفسك وأحبائك ومجتمعك، إنه يمكنّك من اتخاذ قرارات واعية بشأن صحتك، ويعينك على استيعاب التدابير الاحترازية، ويعزز من قدرتك على مواجهة التحديات الصحية غير المتوقعة.
في هذا المقال الشامل، سوف نستعرض هذه الأمراض، مُصنفة وفقًا لمسبباتها، وسنكشف عن أساليب انتشارها، وأهمية الوقاية لتحقيق مستقبل صحي آمن لنا جميعًا.
أخطر الأمراض الفيروسية المعدية
تُعتبر الأمراض الفيروسية من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، وذلك بفضل قدرتها الفائقة على الانتشار السريع وافتراسها للصحة العامة عبر إحداث مضاعفات خطيرة، فيما يلي نعرض لكم أبرز الأمراض الفيروسية المعدية وأكثرها دمارًا:
1. فيروس كورونا المستجد (COVID-19)
كوفيد-19 هو مرض يسببه فيروس كورونا 2، الذي يرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS-CoV-2).
يعد هذا الفيروس تهديدًا يطال الجميع، لكنه يشكل أخطر الأمراض المعدية على كبار السن، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون حالات صحية مزمنة، بينما يعاني معظم المصابين بكوفيد-19 من أعراض خفيفة، قد يواجه آخرون حالات خطيرة تستدعي الرعاية الطبية.
كيف يحدث انتقال كوفيد-19؟
ينتشر فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) من فرد لآخر من خلال الرذاذ التنفسي أو الجسيمات الدقيقة التي تنتشر في الهواء. تُعزى هذه الرذاذات إلى عدة أنشطة مثل:
- السعال.
- العطس.
- التحدث.
كيف يمكنك حماية نفسك من كوفيد-19؟
- ارتداء قناع الوجه.
- ممارسة النظافة الجيدة.
- المحافظة على مسافة جسدية مع الآخرين متى أمكن.
- الحصول على لقاح كوفيد-19 يُعتبر وسيلة فعالة لحماية نفسك من الإصابة بأعراض شديدة.
2. مرض نقص المناعة المكتسبة
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) هو أحد أخطر الأمراض المعدية، إذ يتنقل عبر العلاقات الجنسية، كما يمكن أن ينتشر من خلال ملامسة الدم الملوث، أو من الأم إلى جنينها خلال فترة الحمل، أو أثناء عملية الولادة، أو حتى عبر الرضاعة الطبيعية.
ومع غياب العلاج، يعمل فيروس نقص المناعة البشرية على تدمير جهاز المناعة بشكل تدريجي، حتى يصبح المصاب عرضة للإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
إذ يُعتبر الإيدز مرضًا مزمنًا قد يهدد الحياة، ينجم عن العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث يُضعف هذا الفيروس قدرة الجسم على مقاومة العوامل الممرضة، من خلال إلحاق الأذى بجهاز المناعة.
العلامات والأعراض
تظهر عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في ثلاث مراحل، ومع غياب العلاج، تتفاقم الحالة ببطء حتى تتجاوز الحدود الطبيعية للجهاز المناعي، تتنوع الأعراض باختلاف مرحلة المرض (الحادة، الكامنة، الإيدز)، وقد تتضمن:
- القشعريرة.
- تعب مرهق.
- حمى ملتهبة.
- آلام شديدة في العضلات.
- تقرحات مؤلمة في الفم.
- تعرق ليلي غزير.
- التهاب حاد في الحلق.
- تضخم ملحوظ في الغدد الليمفاوية.
لا يشعر بعض الأشخاص بأي من هذه الأعراض على الإطلاق، والطريقة الوحيدة للتأكد من إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية، هي اللجوء إلى الاختبار.
3. التهاب الكبد الفيروسي (B و C)
يُمثل التهاب الكبد الفيروسي B و C نوعًا من العدوى الفيروسية، التي تستهدف الكبد بشكل أساسي، ويُعتبران من أخطر الأمراض المعدية القاتلة.
قد تتحول هذه العدوات إلى حالات مزمنة، مما قد ينجم عنه تدهور شديد في صحة الكبد، مثل التليف، أو حتى سرطان الكبد، وهما من العواقب الوخيمة التي تهدد الحياة.
كما ينتشر الفيروسان بشكل رئيسي عبر الدم وسوائل الجسم الأخرى، مثل استخدام الإبر الملوثة، أو من الأم إلى الطفل خلال عملية الولادة، أو من خلال العلاقات الجنسية غير الآمنة، كذلك، تتوفر لقاحات فعالة للحماية من التهاب الكبد B، بينما توجَد علاجات حديثة قادرة على شفاء معظم حالات التهاب الكبد C.
إن الإدراك لطرق الانتقال، والفحص المبكر، والتحصين (إن وجد)، تعد من الخطوات الأساسية للحد من انتشار هذين الفيروسين، والتقليل من آثاره المدمرة.
4. الحصبة (Measles)
تُعتبر الحصبة عدوى فيروسية تتسم بقوة شدتها وسرعة انتشارها، حيث تنتقل عبر الهواء في اللحظات التي يخرج فيها أنفاس المصاب، أو عندما يسعل أو يعطس.
ولعلّ ما يميز هذا الفيروس هو قدرته على البقاء معلقًا في الهواء لمدة قد تصل إلى ساعتين، مما يزيد خطورته، كما أنه يُعرف بشراسته في العدوى، إذ يمكن أن ينتشر بشكل كبير حتى أربعة أيام قبل أن تظهر علامات الطفح الجلدي، أو أيّ من أعراض المرض، التي تتضح فيما يلي:
- حمى تستمر لعدة أيام.
- سعال مصحوب بسيلان الأنف، مع احمرار في العينين ودموع بعد ارتفاع درجة الحرارة.
- بقع حمراء صغيرة تتوسطها مراكز بيضاء مزرقة داخل الفم (بقع كوبليك).
- طفح جلدي يبدأ من الوجه والرقبة العليا، ويتوسع ليغزو بقية الجسد، حيث يمتد إلى الذراعين واليدين والساقين والقدمين.
5. مرض فيروس الإيبولا (EVD)
بالرغم من ندرته، يُعتبر مرض فيروس الإيبولا (EVD) من أخطر الأمراض المعدية القاتلة في أغلب الأحيان، ناتجة عن إحدى سلالات فيروس الإيبولا الخمس.
يتميز هذا الفيروس بانتشاره السريع، إذ يتجاوز دفاعات الجهاز المناعي للجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة، مثل الحمى وآلام العضلات، والصداع والضعف والإسهال والقيء وآلام البطن، وفي المراحل المتقدمة من المرض، يعاني بعض المصابين من نزيف من الأنف والفم، وهي حالة تُعرف بمصطلح متلازمة النزف.
ينتقل فيروس الإيبولا من فرد إلى آخر عبر سوائل الجسم، حيث يمكن للشخص السليم أن يُصاب بالفيروس بمجرد ملامسة دم، أو إفرازات شخص مصاب، أو حتى من خلال لمس الأسطح (كالملابس أو الفراش) الملوثة بتلك السوائل.
6. الإسهال المعدي
فيروس الروتا، الذي يعد السبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (التهاب المعدة والأمعاء)، هو مرض يتميز بالإسهال الحاد، وقد يؤدي إلى نتائج مميتة.
في عام 2013، أودى فيروس الروتا بحياة 215 ألف طفل دون سن الخامسة في مختلف أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وقد وقع حوالي 22% من هذه الوفيات في الهند فقط؛ كما تسجل نسبة كبيرة من هذه الحوادث بين الأطفال، الذين ينتمون إلى البلدان ذات الدخل المنخفض.
يؤدي الفيروس إلى حالة من الجفاف، ناتجة عن إسهال مائي شديد وقيء متكرر، وتؤكد منظمة الصحة العالمية على وجود أربعة لقاحات فعالة ضد فيروس الروتا، تُعتبر درعًا قويًا في مواجهة هذا المرض المميت.
7. فيروسات أخرى معدية وخطيرة
- الإنفلونزا (السلالات الوبائية أو الشديدة).
- حمى الضنك (خاصة الحمى النزفية).
- داء الكلب.
- الحمى الصفراء.
- فيروسات هانتا.
- فيروس زيكا.
- حمى الوادي المتصدع.
- حمى لاسا.
- حمى القرم – الكونغو النزفية.
- فيروس نيباه.
- متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (SARS).
أخطر الأمراض المعدية البكتيرية
توجد مجموعة من الأمراض البكتيرية المعدية التي تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان، ومن أبرزها:
1. مرض السل (Tuberculosis)
السل هو مرض رئوي يتسبب فيه نوع من البكتيريا يعرف باسم المتفطرة السلية، وهي بكتيريا تنتشر عبر الهواء وقابلة للعلاج، رغم أن هناك بعض السلالات التي تقاوم العلاجات التقليدية.
كما يُعد السل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث يتسبب في حوالي 35% من الوفيات المرتبطة بالفيروس
تشمل عوامل الخطر التي قد تعرّض الشخص للإصابة بالسل ما يلي:
- مرض السكري.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- انخفاض وزن الجسم.
- التواصل القريب مع أفراد مصابين بالسل.
- الاستخدام المنتظم لبعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، أو مثبطات المناعة.
كذلك، تتمثل أفضل وسيلة للوقاية من مرض السل في تلقي لقاح عصية كالميت-غيران (BCG)، وإذا كان لديك اعتقاد بأنك تعرضت لبكتيريا السل، يُمكنك البدء في علاج يعرف بالوقاية الكيميائية لتقليل احتمالية إصابتك بهذا المرض.
2. الالتهاب الرئوي (Pneumonia)
يُعتبر الالتهاب الرئوي من أخطر الأمراض المعدية التي تُصيب الرئتين، إذ يُسبب التهابًا عبر الأكياس الهوائية الدقيقة (الأسناخ)، التي تمتلئ بالقيح والسوائل، مما يعيق بفعالية عملية تبادل الأكسجين الضرورية للحياة.
قد تنشأ هذه العدوى جراء بكتيريا أو فيروسات أو فطريات، وغالبًا ما تنتشر من خلال الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال، أو العطس من شخص محمل بالمرض، كما تُعتبر هذه الحالة تهديدًا بالغ الخطورة، خاصة للأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعي، أو أمراض مزمنة.
كما يمكن أن تتطور الأعراض بسرعة، لتؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، مثل فشل الجهاز التنفسي، أو تعفن الدم، مما يزيد احتمالية الوفاة إذا لم يتم التشخيص، والعلاج بشكل مبكر.
3. الكوليرا (Cholera)
تُعتبر الكوليرا من أخطر الأمراض المعدية، التي تسببها بكتيريا ضمة الكوليرا (Vibrato cholera)، حيث تهاجم الجهاز الهضمي، وتنتج سمومًا قوية.
ينتشر هذا المرض بشكل سريع من خلال تناول الماء، أو الطعام الملوث بهذه البكتيريا، خصوصًا في المناطق، التي تعاني ضعفًا في البنية التحتية للصرف الصحي ونقص في مصادر مياه الشرب النظيفة.
تتميز الكوليرا بإسهال مائي حاد يُشبه “ماء الأرز”، مما يؤدي إلى جفاف سريع، وفقدان كبير للسوائل والأملاح الحيوية، وقد يصبح الأمر مميتًا في غضون ساعات قليلة إذا لم يُتَّخَذ التدابير الطبية الفورية لتعويض السوائل والأملاح المفقودة.
4. التهاب السحايا (Meningitis)
التهاب السحايا هو التهاب الأغشية الرقيقة التي تحمي الدماغ والحبل الشوكي، ويعد أحد أخطر الأمراض المعدية، التي يمكن أن تسببها الفطريات، الفيروسات، أو البكتيريا.
يُعتبر التهاب السحايا البكتيري والفيروسي الأكثر شيوعًا، حيث يمكن أن ينتقلا بين الأفراد، يُنقل التهاب السحايا البكتيري غالبًا من خلال التقبيل، بينما يتسلل التهاب السحايا الفيروسي عادةً عبر ملامسة براز شخص مصاب، كما يحدث عند عدم غسل اليدين بشكل جيد بعد استخدام المرحاض، أو تغيير الحفاضات.
من الجدير بالذكر أن بعض حالات التهاب السحايا ليست معدية، مثل تلك الناتجة عن إصابات الرأس، أو العمليات الجراحية في الدماغ، أو بعض الأنواع من السرطان. كما أن التهاب السحايا الفطري يعتبر أيضًا غير معدٍ.
يتعرض بعض المصابين بالتهاب السحايا إلى مرض المكورات السحائية، الناجم عن بكتيريا النيسرية السحائية، حيث يظهر عليهم أعراض تشبه الإنفلونزا، بالإضافة إلى الغثيان والقيء وزيادة الحساسية للضوء والارتباك.
5. السعال الديكي (Pertussis)
السعال الديكي هو مرض يهاجم الشعب الهوائية، تنشره بكتيريا خبيثة، وتنتقل عدواه عبر استنشاق الهواء الملوث من شخص تأثر بها، كما يمكن أن ينتشر من خلال لمس إفرازات لعابية، أو مخاطية لشخص يحمل هذه الجرثومة.
- تبدأ العلامات والأعراض كأعراض نزلة برد بسيطة، حيث يشعر الشخص بالعطس وسيلان الأنف وارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع سعال خفيف.
- لكن سرعان ما يتطور السعال ليصبح أكثر حدة وكثافة، حيث يصبح شديدًا ومتكررًا وصاخبًا.
- وغالبًا ما تتبع نوبات السعال فترات من القيء، أو يصاحبها صفير يسبق عملية التنفس التالية.
من الجدير بالذكر أن الرضع الصغار قد لا يظهر عليهم السعال، بل قد يعانون انقطاعًا في التنفس، يستمر السعال لعدة أشهر، ويكون أكثر شيوعًا في ساعات الليل، كما يمكن أن يؤدي السعال الديكي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
- الالتهاب الرئوي.
- النوبات.
- تلف الدماغ.
- قد يصل الأمر إلى الوفاة.
6. بكتيريا مُعدية أخرى:
- الطاعون.
- الجمرة الخبيثة.
- داء البروسيلات.
- حمى التيفوئيد.
- الكزاز.
- الزهري.
أخطر الأمراض المعدية الطفيلية
تشكل الأمراض الطفيلية خطرًا صحيًا بالغ الأهمية، لا سيما في المناطق المدارية وشبه المدارية، حيث تسهم في وفيات وأعداد هائلة من المرضى حول العالم. تُعد هذه الأمراض الطفيلية من بين الأكثر فتكًا وانتشارًا:
1. الملاريا (Malaria)
وهي داء طفيلي فتاك ينتقل إلى البشر عبر لدغات إناث بعوض الأنوفيلة المصابة. تتسلل طفيليات الملاريا (بلازموديوم) إلى خلايا الدم الحمراء والكبد، مما يؤدي إلى نوبات مروعة من الحمى الشديدة، والقشعريرة، والصداع، والقيء. وإذا لم تُعالج الملاريا بشكل سريع وفعّال، فقد تتطور إلى مرحلة حادة تهدد الحياة، مسببة فقر الدم الحاد، والفشل الكلوي، أو تلف الدماغ، وهي من بين الأسباب الرئيسية وراء وفاة مئات الآلاف سنويًا، خاصةً بين الأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
2. طفيليات أخرى خطيرة:
- الليشمانيا.
- داء شاغاس.
أمراض البريونات
تنتج هذه الأمراض عن البريونات، وهي جزيئات بروتينية غير تقليدية تحمل في طياتها قوة مدمرة يمكن أن تؤدي إلى أمراض عصبية تنكسية مروعة، ومن بينها:
-
مرض كروتزفيلد جاكوب (Creutzfeldt-Jakob Disease – CJD)
الذي يُعتبر نادر الوجود، ولكنه يشكل تهديدًا قاتلًا بلا علاج يُصنف هذا المرض على أنه أخطر الأمراض المعدية، إذ يمكن أن ينتقل في ظروف نادرة للغاية، مثل زراعة الأعضاء، أو استهلاك الأنسجة المصابة، مما يجعل منه خطرًا يتربص بالإنسانية.
طرق الوقاية من الأمراض المعدية
إن إدراكنا لأخطر الأمراض المعدية الفتاكة، وطرق انتشارها يُعتبر الخطوة الأولى نحو حماية أنفسنا، ومجتمعاتنا من مخاطرها.
كما أن الالتزام بالممارسات الوقائية، مثل التطعيم، الحفاظ على النظافة الشخصية، والسعي للحصول على الرعاية الطبية في وقت مبكر، يُعد بمثابة الدرع الواقي، الذي يقلل من وطأة هذه التحديات الصحية العالمية.
الخلاصة
تذكر يا عزيزي! أن الوقاية خير من العلاج، تعرف على أخطر الأمراض المعدية التي تُهدد حياتك، واحمِ نفسك ومن حولك من عواقبها.