باقة الفحص الشامل - عروض شهر رمضان - مختبرات دلتا

أسباب ارتجاع المريء: ولماذا تسوء الأعراض أثناء الليل؟

هل شعرت يومًا بحرقان في صدرك بعد تناول وجبة دسمة؟، أو استيقظت في منتصف الليل بسبب طعم مر في فمك؟، فقد يكون ارتجاع المريء هو السبب وراء ذلك، فهو حالة مرضية شائعة جدًا، تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم، وبالرغم من أنها شائعة، إلا أنها تُعد مصدر إزعاجًا لدى الكثيرين، حيث تتسبب عددًا من الأعراض المزعجة، التي يُمكن أن تُعرقل النشاط اليومي، لذا فإننا فيما يلي سوف  نتعرف على أسباب الارتجاع، وأعراضه الجسدية والنفسية، وأفضل سُبل لعلاجه نهائيًا.

ما هو ارتجاع المريء؟

هو حالة مرضية، يُطلق عليها اسم (الارتداد المريئي)، تحدث عندما يرتد حمض المعدة “المسئوول عن تفكيك الطعام وهضمه” بصورة متكررة إلى المريء، ومن ثم إلى الفم؛ مما يُسبب حرقان في المعدة، وأعراضًا مزعجة أخرى، ويحدث هذا الارتجاع؛ نتيجة ضعف، أو ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء، والتي تعمل كصمام يمنع رجوع الأحماض من المعدة إلى المريء.

اسباب الارتجاع المريئي

يُعد ارتجاع المريء من أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص، وتتسب في ظهور عدة أعراض مزعجة ومؤلمة،  لكن لماذا يحدث ذلك؟ وما العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به؟، فيما يلي سوف نُجيب عن تلك الأسئلة، ونوضح أبرز الأسباب:

  • العمر: مع التقدم في السن، قد تضعف عضلات المريء؛ مما يزيد من خطر الارتجاع.
  • التدخين والتعرض للدخان السلبي: يؤثر التدخين على كفاءة العضلة العاصرة؛ مما يسمح بعودة الحمض إلى المريء.
  • السمنة المفرطة: الوزن الزائد يضغط على المعدة، مما يعزز ارتداد الحمض.
  • الحمل: تعاني نسبة كبيرة من النساء الحوامل من الارتجاع؛ وذلك بسبب الضغط على المعدة، والتغيرات الهرمونية.
  • الفتق الحجابي: يؤدي إلى ارتجاع الحمض بسهولة من المعدة إلى المريء.
  • تناول المشروبات الكحولية بكثرة: يزيد من ارتخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء.
  • العادات الغذائية الخاطئة: تتمثل في (تناول وجبات كبيرة، تناول الطعام قبل النوم مباشرة، أو استهلاك أطعمة محفزة للحموضة)، كل هذا يُساعد على ارتداد الحمض المعدي.
  • بعض الأدوية: قد تتسبب عدد من الأدوية، مثل: (الأسبرين، الإيبوبروفين، أدوية الربو، مضادات الاكتئاب، والمهدئات)، في  ارتجاع المريء.
  • القلق والتوتر: قد يتسببان في زيادة إفراز أحماض المعدة؛ مما يفاقم أعراض الارتجاع.
  • الربو: يتسبب السعال المستمر، المصاحب للربو، في زيادة ارتداد الحمض المعدي إلى المريء.
  • متلازمة الأمعاء العصبية (IBS): غالبًا ما ترتبط باضطرابات الجهاز الهضمي؛ مما يزيد من احتمال الإصابة بارتجاع المريء.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: بعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل، قد تؤثر في بطانة المعدة؛ مما يزيد خطر الارتجاع.
  • الذئبة: قد تسبب التهابات في الجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى تفاقم أعراض ارتجاع المريء.

أعراض ارتجاع المريء

يتسبب الارتجاع المريئي، في ظهور عدد من الأعراض التي قد تبدو بسيطة في بدايتها، إلا أنها تزداد سوء إذا لما يتم التعامل معها، ولا تقتصر الاعراض على الجهاز الهضمي فقط، بل تمتد لتؤثر على النفسية، وفيما يلي سوف نتعرف على الأعراض الجسدية أولاً، والتي تتراوح بين خفيفة ومعتدلة، وبين خطيرة، كما يلي:

  • حموضة المعدة: يُعد من أبرز أعراض ارتجاع المريء، حيث يعاني  منه المريض، ويظهر في شكل إحساس بالحرقان في منتصف الصدر، خاصة بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء.
  • ألم في الصدر: قد يشبه ألم النوبة القلبية، لكنه مرتبط بارتداد الحمض للمريء.
  • صعوبة البلع وألم أثناء البلع: نتيجة تهيج بطانة المريء؛ بسبب التعرض المستمر للأحماض.
  • الغثيان والميل إلى القيء: يحدث بسبب تأثير الحمض، على الجهاز الهضمي العلوي.
  • السعال المزمن: ارتجاع الحمض إلى الحلق، قد يُسبب تهيجًا مستمرًا للسعال، خاصة أثناء النوم.
  • وجود طعم لاذع في الفم: بسبب ارتداد الحمض إلى الحلق والفم.
  • التهاب الحلق: يحدث نتيجة تكرار التعرض للحمض؛ مما يُسبب تهيجًا به، والشعور بالألم.
  • بحة الصوت: نتيجة تأثر الحنجرة بالحمض؛ مما يسبب تغيرًا في نبرة الصوت.
  • رائحة الفم الكريهة: نتيجة تأثير الأحماض على الفم، وتفاعلها مع البكتيريا الفموية.
  • صعوبة التنفس: قد يؤدي ارتجاع الحمض إلى تهيج الشعب الهوائية؛ مما يجعل التنفس أكثر صعوبة لدى بعض الأشخاص، خاصة المصابين بالربو.

الأعراض الخطيرة لارتجاع المريء

في بعض الحالات، قد يتطور ارتجاع المريء، إلى مشاكل أكثر خطورة، وتشمل ما يلي:

  • فقدان الوزن غير المبرر: قد يكون بسبب تضرر المريء، أو ضعف امتصاص العناصر الغذائية؛ بسبب الارتجاع المستمر.
  • فقر الدم: قد يكون نتيجة نزيف بسيط، في بطانة المريء؛ بسبب ارتفاع أحماض المعدة.
  • نزيف الجهاز الهضمي: قد يظهر على شكل قيء دموي، أو براز داكن، وهو علامة على مضاعفات خطيرة مثل: (قرح المريء).

الجدير بالذكر، إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة، فلابد من استشارة الطبيب المختص، وإجراء عدد من الفحوصات الطبية، لتشخيص الحالة، ووضع خطة علاجية للتعافي من هذه الأعراض السابقة، ومنع حدوث مضاعفات تهدد حياة الشخص.

أعراض ارتجاع المريء النفسية

لا يقتصر الارتجاع على الأعراض الجسدية فقط، بل يمكن أن يكون له تأثير واضح على الصحة النفسية؛ بسبب الأعراض المزعجة، التي يعاني منها المصاب، وتتمثل الأعراض النفسية فيما يلي:

  • القلق والتوتر: ينتج ذلك بسبب الشعور الدائم بعدم الراحة، نتيجة تكرر الأعراض؛ مما يؤدي إلى زيادة مستويات القلق، خاصة عند تناول الطعام أو عند النوم.
  • الاكتئاب: استمرار الأعراض لفترات طويلة، دون تحسن قد يؤدي إلى الإحباط والشعور بالاكتئاب، خاصة إذا كانت تؤثر في النوم والحياة الاجتماعية.
  • اضطرابات النوم: ارتجاع الأحماض أثناء النوم، يمكن أن يؤدي إلى الأرق، الاستيقاظ المتكرر، وصعوبة الاستغراق في النوم.
  • التوتر أثناء الأكل: بعض المصابين يشعرون بالخوف، أو القلق من تناول الطعام؛ بسبب احتمالية حدوث الأعراض بعده.
  • الشعور بالإرهاق والتعب المزمن: نقص جودة النوم الناتج عن الارتجاع؛ يؤدي إلى الشعور بالتعب المستمر، وفقدان الطاقة خلال النهار.

لماذا تسوء أعراض ارتجاع المريء ليلًا؟

تتداخل عدة عوامل، مثل غياب الجاذبية أثناء الاستلقاء، وانخفاض معدل البلع، الذي يسهم في تنظيف المريء، واحتمالية بطء إفراغ المعدة، بالإضافة إلى الانخفاض الطفيف في قوة العضلة العاصرة، مما يجعل الليل فترة تتفاقم فيها أعراض ارتجاع المريء. وإليك التفسير المبسط لذلك:

  • تأثير الاستلقاء: عند الاستلقاء، تفقد تأثير الجاذبية الذي يساعد على إبقاء الطعام وحمض المعدة في أسفل المعدة، وهذا يسهل على الحمض أن يرتد إلى المريء. تخيل أنبوبًا عموديًا مليئًا بالماء؛ سيكون من الصعب على الماء أن يصعد لأعلى، لكن عند تغيير وضع الأنبوب إلى أفقي، يصبح صعود الماء أسهل بكثير.
  • قلة البلع: خلال ساعات النهار، يتكرر فعل البلع بشكل متواصل، سواء كان ذلك مع الطعام أو مع اللعاب، حيث يسهم البلع في دفع أي حمض قد ارتد إلى المريء مجددا إلى حضن المعدة. أما في أثناء الليل، فإن معدل البلع ينخفض بشكل ظاهر، مما يمنح الحمض فرصة أوسع للتفاعل مع بطانة المريء، مما يؤدي إلى تهييجها.
  • بطء إفراغ المعدة: لدى بعض الأشخاص، يتسم الإفراغ المعدي بالبطء خلال الليل، وهذا يترتب عليه بقاء الطعام والحمض داخل المعدة لفترة ممتدة، مما يزيد احتمالية ارتداده إلى المريء.
  • انخفاض طفيف في ضغط العضلة العاصرة: تشير بعض الأبحاث إلى أن ضغط العضلة العاصرة السفلية للمريء، وهو الصمام الذي يعمل على منع ارتداد الحمض، قد يتراجع خلال ساعات النوم لدى بعض الأفراد، مما يقلل من فعاليتها في صد ارتداد الحمض.

باختصار، إن اجتماع هذه العوامل معًا يجعل من الليل فترةً تزداد فيها فرص ارتداد الحمض وتفاقم الأعراض بشكل ملحوظ.

علاج ارتجاع المريء نهائيًا

 يعتمد العلاج على مدى شدة الحالة، فبينما يمكن للكثيرين التخلص من الأعراض نهائيًا، من خلال إحداث عدد من التغيرات في نمط الحياة، قد يحتاج البعض إلى أدوية فعالة، أو حتى إجراءات طبية متقدمة، وإليك أفضل الطرق لعلاج ارتجاع المريء نهائيًا، حتى تتمكن من الاستمتاع بحياتك دون انزعاج: 

تغيير في نمط الحياة

يلعب إجراء بعض التغييرات البسيطة في النظام الغذائي، ونمط الحياة، دورًا كبيرًا في تقليل أعراض الارتجاع المريئي، وتحسين جودة الحياة، وذلك من خلال اتباع عادات صحية، وتجنب المحفزات، كما يلي:

الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها:

  • الشوكولاتة والنعناع، لأنهما قد يضعفان عمل الصمام السفلي للمريء.
  • الأطعمة الغنية بالدهون والمقلية، والتي تؤخر تفريغ المعدة، وتزيد الضغط على المريء.
  • المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل: (القهوة والشاي والمشروبات الغازية).
  • المشروبات الكحولية، التي تؤثر في توازن أحماض المعدة.
  • الأطعمة الحامضية مثل: (الطماطم والحمضيات والفلفل الحار)، والتي قد تسبب تهيج بطانة المريء الملتهبة.
  • من الضروري التنبه إلى أن ردود فعل الأشخاص تجاه هذه الأطعمة قد تكون متفاوتة.
  • عادات غذائية ونمط حياة صحي

ويمكن لبعض العادات الصحية، بجانب تجنب بعض الأطعمة، أن تقلل بشكل كبير من حدة الارتداد المريئي، مثل:

  • تناول وجبات صغيرة: بدلاً من الاعتماد على ثلاث وجبات رئيسية كبيرة، حيث يساعد ذلك على تقليل الضغط على المعدة.
  • الانتظار لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل الذهاب إلى النوم: يجب الانتظار بعد تناول الطعام، لتفادي احتمالية ارتجاع الأحماض، أثناء الاستلقاء.
  • مضغ الطعام ببطء وبطريقة صحيحة: يُسهل عملية الهضم، ويقلل الضغط على المعدة.
  • الإقلاع عن التدخين: حيث يتسبب التدخين في ضعف الصمام، الذي يمنع ارتجاع الأحماض، و يزيد حدة الأعراض.
  • الحفاظ على وزن صحي: حيث يتسبب الوزن الزائد، في زيادة الضغط على المعدة، ويدفع الأحماض إلى المريء؛ وبالتالي فقدان الوزن، يمكن أن يحسن الأعراض بشكل ملحوظ.
  • رفع الرأس قليلاً في أثناء النوم عن طريق استخدام وسائد إضافية يُعزز من الراحة، ويُسهم في تحسين جودة النوم.
  • حبوب ارتجاع المريء

تتنوع الأدوية المستخدمة في علاج الارتجاع المريئي، حسب شدة الحالة، حيث تعمل بعضها على تقليل الحموضة، بينما تساعد أخرى في تحسين حركة الجهاز الهضمي، ومن أبرز هذه الأدوية:

  • مضادات الحموضة: تعمل على معادلة أحماض المعدة، وتخفيف الحرقان، بشكل سريع، وتتوفر بدون وصفة طبية، ولكن بالرغم من دورها المهم، إلا أنه لا يُمكن استخدامها لمدة طويلة؛ حيث يُمكن أن ينتج عنها مضاعفات، مثل: (اضطرابات في توازن المعادن، أو مشاكل لدى مرضى الكلى)، لذا يُفضل استشارة الطبيب إذا استمرت الحاجة إلى ستخدامها لأكثر من أسبوعين.
  • حاصرات H2: تساعد على تقليل إفراز أحماض المعدة، وتستخدم لعلاج الحالات المزمنة، وتعمل لفترة أطول من مضادات الحموضة، لكنها أقل فاعلية من مثبطات مضخة البروتون.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): مثل: (إيسوميبرازول، ولانسوبرازول، وأوميبرازول)، حيث تُعد من أقوى العلاجات، نظرًا لأنها تعمل على منع إنتاج الحمض من المعدة بشكل فعال؛ مما يُساعد على تقليل تهيج المريء، وتحسين الأعراض على المدى الطويل. يجب استخدامها تحت إشراف طبي لتحديد الجرعة والمدة المناسبة.
  • الأدوية المحفزة لحركة الجهاز الهضمي: تساعد على تفريغ المعدة بسرعة؛ مما يقلل من تعرض المريء للأحماض، ويُمكن أن تساعد على حالات الانتفاخ، الغثيان، والقيء، لكنها تحتاج إلى استشارة الطبيب قبل استخدامها لتجنب أي آثار جانبية محتملة.

خيارات علاجية أخرى

توجد خيارات علاجية بديلة للحالات المعقدة التي لا تجد في الأدوية أو تعديل نمط الحياة ملاذاً، أو للمرضى الذين يفضلون تجنب العلاج الدوائي طويل الأمد أو الجراحة التقليدية، ومن بين هذه الخيارات هناك مثالان، هما:

  • تضييق العضلة العاصرة بالمنظار (Stretta procedure): تهدف هذه التقنية المتطورة إلى تعزيز قوة العضلة العاصرة السفلية للمريء، وتقليل درجة ارتخائها التي تتيح الفرصة لعودة الحمض إلى المريء، ويتم ذلك عن طريق إرسال طاقة الترددات الراديوية إلى العضلة.
  • تثنية القاع (Fundoplication) الجراحية: هي عبارة عن عملية جراحية تهدف إلى إعادة بناء صمام مضاد للارتجاع من داخل المعدة، باستخدام أدوات متخصصة تُدخل عبر الفم (في بعض التقنيات الحديثة طفيفة التوغل)، مما يضمن استعادة الحماية اللازمة من الارتجاع، وعادة ما يتم اللجوء إليها في الحالات الشديدة التي لم تستجب للعلاجات الأخرى.

المصادر

اذهب إلى الأعلى