ارتفاع CRP عند الحامل: هل يشكل خطرًا؟ وما تأثيره على ماء الجنين؟
هل لاحظتِ ارتفاعًا في نتائج تحليل CRP في أثناء الحمل، وتساءلتِ عن معناه؟
تحليل CRP هو فحص يطلبه الطبيب باستمرار؛ للكشف عن وجود أي التهاب في الجسم، ولكن ماذا يعني ارتفاع CRP عند الحامل؟ هل يشكل خطرًا على صحتكِ أو صحة الجنين؟ لنكتشف معًا الحقائق بهدوء.
ما هو تحليل CRP؟ ولماذا يُجرى في أثناء الحمل؟
يُعد تحليل CRP أو C-Reactive Protein اختبارًا لقياس مستوى بروتين سي التفاعلي في الدم؛ حيث ينتج الكبد هذا البروتين بكمية استجابةً للالتهابات، لذا يشير ارتفاع مستوى CRP إلى وجود التهاب في الجسم، والذي قد يكون نتيجة لـ: (عدوى، أو أمراض مناعية، أو حتى مشكلات صحية أخرى).
يُستخدم تحليل CRP في أثناء الحمل؛ لتقييم الحالة الصحية للأم، والتأكد من عدم وجود التهابات قد تؤثر في سلامة الحمل أو الجنين، وإليك الأسباب التي تدفع الطبيب لطلب هذا التحليل:
- التحقق من وجود عدوى بكتيرية، أو فيروسية؛ والتي قد تؤثر في الرحم أو السائل الأمنيوسي.
- رصد أي التهابات مزمنة مثل: التهاب المشيمة، أو التهابات المسالك البولية (والتي تعد شائعة جدًا خلال الحمل).
- متابعة صحة الحامل في حال وجود عوامل خطر فمثلًا: ( وجود تاريخ طبي مُسبق للولادة المبكرة، أو تسمم الحمل).
أسباب ارتفاع CRP عند الحامل
يمكن أن يحدث ارتفاع CRP عند الحامل لعدة أسباب، منها:
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية: فمثلًا: التهابات المسالك البولية، أو التهابات الجهاز التناسلي، والتي تحفز الجسم على إنتاج كميات من بروتين CRP كاستجابة للالتهاب.
- تسمم الحمل: يرتبط ارتفاع مستويات CRP في الأشهر الثلاثة الأولى بزيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة تتميز بارتفاع ضغط الدم بشكل كبير فجأة، وقد تؤثر في كفاءة الكبد والكليتين.
- الولادة المبكرة: قد يشير ارتفاع CRP عند الحامل إلى خطر الولادة المبكرة، وغالبًا ما يرتبط ذلك بوجود التهاب غير ظاهر.
- بعض العوامل المتعلقة بالأم: هناك مجموعة من العوامل تؤدي بدورها إلى ارتفاع CRP، منها: (ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، استخدام المضادات الحيوية، التغيرات الموسمية).
من المهم متابعة مستويات CRP في أثناء الحمل، خاصةً إذا كانت هناك أعراض مقلقة، أو عوامل خطر؛ لضمان صحة الأم والجنين.
هل يؤثر ارتفاع CRP على ماء الجنين؟
كما ذكرنا، يشير ارتفاع CRP عند الحامل عادةً إلى وجود التهاب في الجسم، والذي قد ينتج عن عدوى بكتيرية، أو حالات التهابية أخرى.
الجدير بالذكر؛ أنه في بعض الحالات يُمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى مضاعفات تؤثر في السائل الأمنيوسي (ماء الجنين)، فمثلًا:
- التهاب السائل الأمنيوسي: يحدث عادةً بسبب عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالجنين والسائل الأمنيوسي نفسه؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات CRP، وقد يرتبط بحدوث مضاعفات خطيرة مثل: الولادة المبكرة.
من المهم ملاحظة أن ارتفاع CRP ليس مؤشرًا محددًا لمشكلات في السائل الأمنيوسي، ولكنه قد يشير إلى وجود التهاب يتطلب تقييمًا ومتابعة من قبل الطبيب المختص؛ لضمان صحة الأم والجنين.
متى يشكل ارتفاع CRP خطرًا في أثناء الحمل؟
على الرغم من أن ارتفاع CRP عند الحامل قد يكون أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات، إلا أنه قد يشير أحيانًا إلى مشكلة صحية تتطلب الانتباه، خاصةً إذا رافقته أيًا من الأعراض الآتية:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- آلام شديدة في البطن.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- تورم واحمرار في أي جزء من الجسم.
ومع ذلك، لا يحمل ارتفاع CRP عند الحامل دلالة يمكن الاعتماد عليها في تحديد المشكلة؛ حيث يتطلب الأمر تقييمًا ومتابعة من قبل الطبيب المختص لضمان صحة الأم والجنين؛ فالمتابعة الطبية الدقيقة هي مفتاحك لتجنب أي مضاعفات.
حل مشكلة ارتفاع CRP عند الحامل بالأعشاب
هنالك الكثير من الأعشاب التي تساعد على علاج ارتفاع CRO، ونعرضها من خلال الآتي:
- يوجد دراسة أجريت على 420 حالة تعاني ارتفاعًا في ال CRP، وقد تبين منها أن الحالات التي أعطيت جرعات تتراوح ما بين 300 و 4000 ملجم من نبات الجنسنغ، كل يوم لمدة زمنية تتراوح ما بين 4 و 24 أسبوعًا أصبحت معدلات CRP، لديهم أقل بصورة ملحوظة،
وذلك لأن الجينسنغ مصدر لمركبات نشطة يطلق عليها الجينسنوسيدات، وهي تخفف مقدار الالتهاب في جسد الإنسان.
- الكركم ذاك الذهب الأصفر، يعد من الأعشاب الضرورية والمهمة لمحاربة الالتهاب، ولذلك فهو يقلل من ارتفاع CRP عند الحامل،
حيث يوجد به 300 مركب نشط، وعلى رأسها الكركمين، والذي له خصائص قوية ومضادة للالتهاب، علاوة على ذلك بينت بعض الدراسات أن الكركمين يوقف تنشيط NF-B وهو جزيء يعمل على تنشيط الجينات التي تساهم في الالتهاب،
بالإضافة إلى ذلك يخفف العلامات الخاصة بالالتهاب، مثل إنترلوكين وبروتين سي (CRP).
- وفقًا لبعض الدراسات الطبية، فإن الزنجبيل غني بمركبات نشطة تخفف علامات الالتهاب، والتي من بينها بروتين سي التفاعلي (CRP)،
زيادة على ذلك فإن الزنجبيل استخدم في الطب القديم، لحل مشكلة الالتهاب والأمراض كنزلات البرد، وارتفاع ضغط الدم، والغثيان والتهاب المفاصل.
- كما أن القرفة ستكون مفيدة في هذه الحالة أيضًا، حيث أثبتت مجموعة من الدراسات أن أخذ 1500-4000 مجم من القرفة، كل يوم لفترة زمنية قدرها 4 أشهر قد خفف من علامات الالتهاب، مثل MDA و CRP.
- إكليل الجبل، أو ما يعرف بالروزماري من الأعشاب التي تقضي على الالتهاب،
بسبب أنها تحتوي على مركبات تسمى البوليفينول، مثل حمض الكرنوسيك، والروزمارينيك.
- الشاي الأخضر يعمل على علاج ارتفاع CRP عند الحامل، حيث يوجد به مركبات نباتية يطلق عليها البوليفينول،
وهي تساهم في تقليل علامات الالتهاب المتعلقة باضطرابات الجهاز الهضمي.
طرق خفض CRP
إن ارتفاع مستويات CRP، يسبب مشاكل صحية، ولكن هناك بعض الطرق التي تعمل على خفض مستواه
مثل اتباع نظام غذائي صحي، وإجراء تعديلات في نمط الحياة، وعبر ما يلي نعرض لكم التفاصيل:
- السير وفق نظام غذائي صحي ومتوازن، لكي تقل معدلات البروتين التفاعلي سي،
حيث عليك تناول الحبوب الصحية، والفاكهة بالإضافة إلى الخضروات الطازجة، واللحوم.
- تناول التوابل والأعشاب التي تقلل الالتهاب، مثل الكركم والزنجبيل، والقرفة والشاي الأخضر، كما ذكرنا من قبل.
- الابتعاد عن المأكولات التي تتسبب في وجود الالتهاب وارتفاع CRP عند الحامل، مثل الأطعمة التي تحتوي على السكر الأبيض، والأطعمة المصنعة والوجبات السريعة،
حيث إن التقليل من هذه الأطعمة يعزز من تخلصك من مستويات البروتين التفاعل.
حلول طبية لعلاج ارتفاع CRP عند الحامل
إن ارتفاع بروتين سي التفاعلي (CRP) يمكن حلها عن طريق اتباع الآتي:
- عليك التأكد من أخذ القدر الكافي من الفيتامينات والمعادن، مثل أحماض أوميجا ثري الدهنية، وفيتامين دال 3،
أو يمكنك تناول الأطعمة التي تحتوي على تلك الفيتامينات، والمعادن مثل السردين وبذور الشيا، والبيض، والكبدة الحيوانية.
- عليك الحرص على فحص مستويات بروتين سي التفاعلي لديك بانتظام، والاستعانة بالطبيب الذي من الممكن أن يصف بعض الأدوية التي تساعدك على التخلص من ارتفاع CRP عند الحامل.
- عليك تغيير نمط الحياة، من خلال إدخال الرياضة في روتينك اليومي، حيث إن عليك ممارسة التمارين متوسطة الشدة، لمدة لا تقل عن 150 دقيقة بشكل أسبوعي.