اضطراب الدورة الشهرية: دليلك الشامل من البلوغ حتى سن اليأس

يُعد اضطراب الدورة الشهرية من أبرز المشاكل الصحية التي تُعاني منها المرأة بمختلف فئاتهن العمرية، ورغم كثرة المصطلحات التي تُطلق على هذه الحالة مثل: (اضطراب الحيض، الدورة الشهرية غير المنتظمة، تأخر الدورة، اضطراب مواعيد الدورة، وغيرها) إلا أن جميعهم يُشير إلى مشكلة صحية تتطلب الاهتمام.

ولأن صحة المرأة هي حجر الأساس في الحياة الأسرية والمجتمعية، حرصت مختبرات دلتا الطبية، أن تقدم دليل شامل لكل ما تحتاجين معرفته بشأن مشكلة اضطراب الدورة الشهرية، بدايةً من التعرف على ماهيتها، ومرورًا بالأسباب والأعراض والأضرار، وختامًا بطرق العلاج المُتاحة للتخلص منها.

ما هو اضطراب الدورة الشهرية؟

يُعرف اضطراب الدورة الشهرية طبيًا بأنه عدم انتظام في دورة الحيض، حيث يُمكن أن تُعاني كثير من الأناث والسيدة من تقدم موعد الدورة الشهرية، ثم تأخرها في الشهر التالي، والعكس صحيح، على أن يحدث ذلك بشكل مُتكرر، وهو ما يتطلب استشارة الطبيب المختص للتعرف على أسباب حدوث ذلك.

ويسود اعتقادين خاطئين في أذهان الكثيرين حول اضطراب الدورة الشهرية، وهما كالآتي:

  • تحدث اضطرابات الحيض نتيجة تغير في الهرمونات وهذا طبيعي.
  • يحدث نتيجة تكيس المبايض، أو مشاكل في الرحم.

وفي الحقيقة على الرغم من أن الاعتقادات السابقة صحيحة في بعض الحالات، إلا أنها ليست أساسية بالضرورة عند جميع الإناث والنساء، حيث قد يختلف الأمر من أنثى إلى آخرى، وفقًا لعدة عوامل مثل: (العمر، والحالة الصحية العامة، ونمط الحياة).

كيفية حساب الدورة الشهرية؟

تتساءل الكثير من الإناث عن: كيف أعرف أن الدورة الشهرية غير منتظمة؟ والجواب يتمثل في التعرف على مراحل الدورة الشهرية والتعرف على توقيت حدوث كل مرحلة، حيث يُساعد ذلك في حساب موعد الدورة الصحيح.

ويتم حساب الدورة الشهرية من خلال اليوم الأول من نزول الدورة الحالية، حتى اليوم الأول من الدورة القادمة، وفيما يلي نتعرف على مدة الحيض الطبيعي والغير طبيعي:

  • الدورة الشهرية الطبيعية: تتراوح بين 21 يومًا إلى 35 يومًا.
  • الدورة الشهرية غير الطبيعية: تتطلب استشارة الطبيب إذا جاءت في شهر قبل 21 يومًا أو غابت عن 35 يومًا.

الجدير بالذكر، تعتقد الكثير من النساء والإناث أن مدة الدورة هي نفسها مدة نزولها، ولكن في الحقيقة هذا اعتقاد خاطئ، فكل منهما يُمثل وجهة طبية مختلفة، تتمثل في الآتي:

  • مدة الدورة: تُعرف علميًا بالفرق بين الدورة الحالية والدورة القادمة، والتي تتراوح من 21 إلى 35 يومًا.
  • مدة نزول الدورة: هي الفترة التي يبدأ فيها دم الحيض بالنزول، والتي تتراوح من 3 إلى 7 أيام وقد تصل إلى 10 أيام عند البعض.

ومن خلال هذه العملية الحسابية البسيطة، يستطيع الطبيب المختص، التأكد من حقيقة اضطراب الدورة الشهرية أم لا، لذا؛ تنصح مختبرات دلتا الطبية بتدين مواعيد الحيض الشهرية، وعرضها على الطبيب إذا لزم الأمر.

ما هي أعراض اضطرابات الدورة الشهرية؟

يُعاني الكثير من الإناث بمختلف فئاتهن العمرية، من مجموعة من الأعراض المزعجة، التي يُمكن أن تتسبب في عرقلة النشاط اليومي لهن، يظن البعض أن هذه العلامات أمرًأ طبيعيًا، ولكن في الحقيقة قد يكون مؤشرًا في بعض الحالات، يتطلب إلى الانتباه، مثل:

    • عدم انتظام الدورة الشهرية: يتمثل في تقدم أو تأخر نزولها، بالإضافة إلى غزارة الدم أو نقصانه.
  • انقطاع الطمث: يُعرف بأنه غياب الدورة لفترة طويلة، وينقسم إلى جزئين:
  • انقطاع الحيض الأولي: عادةً ما يحدث لدى الإناث في عمر 14 إلى 16 عامًا، ويكون انقطاع مؤقت نتيجة تغير الهرمونات.
  • انقطاع الحيض الثانوي: يُعرف بغياب الدورة لفترة 6 أشهر متواصلة.
  • طول أو قصر فترة الحيض: استمرار النزيف أكثر من 7 أيام أو أقل من 3 أيام.
  • تغيرات في الخصوبة: صعوبة في تحديد أيام التبويض أو حدوث مشكلات في الحمل.

متى تبدأ اضطرابات الدورة الشهرية؟

على الرغم من اضطراب الدورة الشهرية مشكلة شائعة، إلا أنه لا يوجد سن مُحدد لبدء حدوثه، حيث أن الأمر يتعلق بعدة عوامل فسيولوجية ونمطية تتعلق بنظام الحياة.

ويُمكن أن تتعرف أي أنثى خلال مراحل عمرها لهذه المشكلة، وفيما يلي سوف نتعرف على أكثر الفئات عُرضة لأضطرابات الدورة الشهرية:

اضطراب الدورة الشهرية عند البنات

يُعد اضطراب مواعيد الدورة عند البنات خاصةً  بعد البلوغ، من أبرز التحديات الصحية التي تتعرض لها الأنثى في هذه المرحلة، وعادةً ما يحدث نتيجة الأسباب التالية:

  • سوء التغذية: تلعب التغذية السليمة دورًا هامًا في تحفيز الجسم والغدد على إفراز الهرمونات التي تُساعد في انتظام الدورة الشهرية.
  • السمنة: زيادة الوزن تؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، وهذا يسبب خلً في التوازن الهرموني؛ مما يجعل الدورة الشهرية غير منتظمة أو متأخرة.
  • اضطرابات الغدة الدرقية: سواء كان هناك فرط في نشاط الغدة أو قصور في عملها، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على انتظام الهرمونات الجنسية وبالتالي على الدورة الشهرية.
  • الحالة المزاجية والتوتر النفسي: التعرض المستمر للقلق أو الضغط النفسي قد يعيق عمل المراكز العصبية في الدماغ التي تتحكم في الهرمونات، فينتج عنه اضطراب في مواعيد الحيض.
  • التمارين الرياضية العنيفة: ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو مجهد؛ قد يؤدي إلى فقدان الدهون الضرورية في الجسم، وبالتالي حدوث خلل هرموني يسبب تأخر أو انقطاع الحيض.
  • تكيس المبايض: يُعد من الأسباب الشائعة لاضطراب الدورة عند البنات، حيث يؤدي إلى خلل في التبويض، ويصاحبه أحيانًا ظهور حب الشباب وزيادة نمو الشعر في أماكن غير مألوفة.
  • قصور المبيض: في بعض الحالات قد يحدث ضعف في وظيفة المبايض مبكرًا، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ويحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.

اضطراب الدورة الشهرية بعد الزواج

عادةً ما تتعرض المرأة لمشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الزواج، ويُعد السبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة، هو التغيرات الهرمونية، ولكن لا يتقصر الأمر على هذا السبب، بل توجد عدة أسباب تسهم في حدوث ذلك مثل:

  • استخدام وسائل منع الحمل: تتسبب بعض الوسائل في حدوث خلل في طبيعة الهرمونات، نظرًا لعدم تكيف الجسم معها.
  • تغيرات الوزن: عادةً ما يتغير مؤشر كتلة الجسم بعد الزواج، نتيجة اختلاف العادات الغذائية بعد الزواج. 
  • ممارسة العلاقة الجنسية: قد تؤثر في بعض الأحيان على انتظام الدورة.
  • التوتر والقلق: كلاهما يُساهم في التأثير على الشهية وعلى طبيعة الهرمونات.

اضطرابات الدورة الشهرية بعد الولادة

من الطبيعي أن يحدث اضطراب الدورة الشهرية أثناء الرضاعة وبعد الولادة، سواء كانت قيصري ام طبيعي، وذلك نتيجة الأسباب التالية:

  •  الرضاعة الطبيعية وهرمون البرولاكتين: يُعرف باسم هرمون الحليب، حيث يقوم على منع عملية التبويض أثناء الرضاعة، لذا تضطرب الدورة خلال سنوات الرضاعة.
  • تغيرات الوزن:الزيادة أو النقصان السريع في الوزن بعد الولادة يمكن أن يسبب خللاً في إفراز الهرمونات، وبالتالي يؤدي إلى اضطراب الدورة.
  • التوتر والإجهاد: ضغوط رعاية المولود الجديد، قلة النوم، والإرهاق النفسي والجسدي قد تؤثر سلبًا على انتظام الدورة الشهرية.
  • التغيرات الهرمونية: بعد الحمل والولادة، يحتاج الجسم إلى وقت لإعادة التوازن الهرموني، وهو ما ينعكس على انتظام الحيض.

اضطرابات الدورة الشهرية في سن الأربعين والخمسين

من الشائع خلال هذه الفئة العمرية، أن تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية، والتي يُطلق عليها بداية سن اليأس، الذي يُعرف بانقطاع تدريجي للحيض نتيجة ضعف المبايض، وقلة إنتاج الهرمونات المُحفزة لعملية التبويض؛ مما يترتب عليه خلل في مواعيد الدورة الشهرية، حتى تنقطع تمامًا.

وتنصح مختبرات دلتا الطبية، بضرورة المُتابعة مع الطبيب المختص خلال هذه المرحلة، حيث أن الجسم يتعرض لمجموعة من التحديات التي تتطلب دعمها من خلال الأدوية العلاجية والمُكملات الغذائية المختلفة.

اضرار عدم انتظام الدورة الشهرية

عادةً ما يكون عدم انتظام الحيض مرحلة مؤقتة في حياة الإناث، إلا أنه يحتاج للمتابعة بشكل منتظم إذا حدث بصورة متكررة، لتجنب المشاكل المترتبة عليه، والتي تتمثل في الآتي:

  • تكييس المبايض.
  • صعوبة الإنجاب.
    • هشاشة العظام: حيث يقوم هرمون الاستروجين بدعم صحة العظام عند المرأة فإذا اختلت مستوياته، انعكست على قوة وصلابة العظام.
    • فقر الدم: إذا غابت الدورة لفترة طويلة، ثم جاءت بشكل كثيف وغزير.
  • تضخم بطانة الرحم: تبدأ هذه البطانة بالتماسك استعدادًا لحدوث الحمل كل شهر، فإذا لم يحدث تنزل في صورة الدورة الشهرية، فعندما تغيب الأخيرة، يترتب عليها تضخمها.

وبعد أن تعرفنا على مراحل اضطراب الدورة الشهرية، تُشدد مختبرات دلتا الطبية على ضرورة حساب مواعيد الدورة كل شهر، واستشارة الطبيب المختص في حالة عدم انتظامها، أو وجود أعراض غير طبيعية تحدث بصورة متكررة.

كيف اتخلص من اضطرابات الدورة الشهرية؟

تتساءل كثير من النساء عن: ما هو أفضل علاج لاضطرابات الدورة الشهرية؟ ويعتمد الجواب على هذا السؤال في عدة نقاط تتمثل في:

  • التعرف على الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب.
  • التأكد من عدم حدوث حمل.
  • القيام بمجموعة من الفحوصات الطبية والمتمثلة في (تحاليل الدم، والاشعة التصويرية).

وبعد الكشف عن النقاط السابقة، يبدأ الطبيب المختص، بوضع خطة علاجية، تُساهم في تجنب حدوث هذه المشكلة وعلاجها بشكل صحيح.

علاج اضطراب الدورة الشهرية

يُمكن علاج هذه الاضطرابات بعدة طرق مُختلفة، حسب درجة الخلل والنوع المُناسب لكل أنثى، وفيما يلي نتعرف بشكل تفصيلي على طرق العلاج المُتاحة:

التمارين الرياضية

تُعرف التمارين الرياضية المختلفة بدورها المتميز في تحسين الصحة العامة والحالة النفسية، لذا يُنصح بالقيام بالآتي:

  • المشي السريع: من أسهل وأفضل التمارين، يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقليل التوتر، وينصح بممارسته 30 دقيقة يوميًا.
  • اليوجا: تُعتبر من أكثر التمارين فعالية لتنظيم الهرمونات، وخفض التوتر النفسي، خاصة الوضعيات التي تركز على منطقة الحوض والبطن.
  • تمارين البيلاتس (Pilates): تقوي عضلات البطن والحوض، وتساعد على تحسين الدورة الدموية.
  • السباحة: من التمارين اللطيفة على المفاصل، وتساعد في استرخاء الجسم وتقليل التقلصات المرتبطة بالدورة الشهرية.
  • تمارين التنفس العميق وتمارين الاسترخاء: مفيدة جدًا لتقليل القلق والتوتر، وهما من أبرز أسباب اضطراب الدورة.
  • تمارين القوة الخفيفة (باستخدام أوزان بسيطة): تساعد على تحسين التمثيل الغذائي والحفاظ على توازن الوزن، مما يدعم انتظام الحيض.

النظام الغذائي

يُساعد اتباع نظام غذائي مُتكامل، من حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها، كما أن تُساهم في الحفاظ على وزن صحي، هو ما ينعكس بشكل مباشر على انتظام الدورة الشهرية، لذا تنصح مختبرات دلتا بالآتي: 

  1. الأطعمة الغنية بالحديد: مثل: (السبانخ، الكبدة، العدس، والفاصوليا)، يعملون على تعويض الفقد الحاصل أثناء نزول الحيض والوقاية من الأنيميا.
  2. الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين D: مثل: (منتجات الألبان، البيض، والأسماك الدهنية)، حيث تُساعد هذه العناصر على تعزيز صحة العظام، وتنظيم الهرمونات.
  3. الخضروات والفواكه الطازجة: تمد الجسم بالفيتامينات والألياف التي تحسن عملية الهضم، وتدعم صحة الجهاز المناعي.
  4. الحبوب الكاملة: مثل: (الشوفان والأرز البني)، فهي تساعد على استقرار مستوى السكر في الدم؛ مما يُقلل من تقلبات المزاج المرتبطة بالدورة الشهرية.
  5. شرب كميات كافية من الماء: الترطيب الجيد يقلل من احتباس السوائل والانتفاخات التي قد ترافق الدورة الشهرية.
  6. تقليل الكافيين والأطعمة المصنعة: مثل: (المشروبات الغازية والوجبات السريعة)، لأنها قد تزيد من القلق واضطراب الهرمونات.

الأدوية العلاجية

في بعض الحالات، قد يوصى الطبيب المختص بتناول بعض الأدوية الهرمونية التي تُساعد على تنظيم الدورة الشهرية، وفي حالات أخرى يوصى بأدوية علاجية للأسباب المؤدية إلى هذه المشكلة مثل: تكييس المبايض، وغيرها من المشاكل الصحية.

في الختام؛ تؤكد مختبرات دلتا الطبية على أن صحة المرأة هي أساس صحة الأسرة والمجتمع، فإذا كنتِ تُعانين من اضطراب الدورة الشهرية، فاعلمي أن الحل يبدأ بخطوة بسيطة وهي الاهتمام بنفسكِ وطلب المشورة الطبية في الوقت المناسب؛ لذا؛ لا تهملي إشارات جسدكِ، فهو يخبركِ دومًا بما يحتاجه.

المصادر

الدورة غير المنتظمة | Irregular Period

تلخبط الدوره بعد الزواج

أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية

متى يجب علاج اضطراب الدورة الشهرية وهل يمنع الحمل؟

اذهب إلى الأعلى