الإمساك في رمضان : دليل شامل عن الأسباب والحلول
تُعد مشكلة الإمساك في رمضان، من أكثر المشاكل الصحية، التي يُعاني منها الكثيرون، خلال هذا الشهر، نظرًا للتغيرات الغذائية التي تحدث خلال هذا الشهر الكريم؛ مما ينتج عنه اضطرابات هضمية، وتأثير سلبي على النشاط اليومي، لذا من الضروري معرفة أسباب الإمساك وكيفية التغلب عليه، وفيما يلي سوف نوضح كافة المعلومات الهامة عن هذه المشكلة.
أنواع الإمساك في رمضان
لا يوجد اختلاف بين الإمساك في رمضان، وغيره من الشهور، حيث أن المعروف طبيًا، أنه ينقسم إلى جزئين، وهما:
- الإمساك الأولي: يظهر هذا النوع بدون سبب طبي واضح، ويُطلق عليه عدة مسميات، مثل: (الإمساك الوظيفي، أو مجهول السبب).
- الإمساك الثانوي، يُطلق عليه: (الإمساك العضوي)، وهو الذي ينشأ نتيجة مشكلة صحية معينة، مثل: (اضطرابات الجهاز الهضمي أو أمراض الأيض، أو قد يكون بسبب اتباع نظام غذائي غير متوازن، أو نمط حياة يفتقر إلى النشاط البدني والترطيب الكافي).
أسباب الإمساك في رمضان
يُصنف الإمساك في رمضان، أنه ثانوي، حيث أنه ناتج عن عدة عوامل متداخلة، تؤثر على الجهاز الهضمي بشكل كلي، مُسببة عدة أعراض مزعجة، قد تُعرقل النشاط اليومي، وفيما يلي سوف نتعرف على أسباب الإمساك برمضان:
تغير في عادات الطعام
الإفراط في تناول الطعام والمشروبات، خلال وجبة الإفطار، قد يُزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك، إذ يؤدي إلى عسر الهضم ويؤثر على إفراز المعدة للأحماض الهضمية؛ مما يُعيق عملية الهضم بشكل طبيعي، كما إن تقليل كمية الطعام بشكل مفرط أثناء الإفطار، قد يُضعف حركة الأمعاء؛ مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالإمساك.
تغير مواعيد الوجبات والنوم
يُؤدي تغيير أوقات تناول الطعام والنوم في رمضان، إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم عمليات الهضم والإخراج، حيث أن الأمعاء تعمل وفق نمط معين، وعندما يحدث تغيير مفاجئ في مواعيد الوجبات، خاصةً تأخير الطعام إلى أوقات متأخرة، يؤثر على حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى بطء الهضم، وصعوبة التخلص من الفضلات بشكل طبيعي.
نقص الألياف الغذائية
تلعب الألياف الغذائية، الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، دورًا أساسيًا في تحسين عملية الهضم، وتعزيز حركة الأمعاء، ولكن خلال شهر رمضان، يميل الكثيرون إلى تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، والدهون خلال الإفطار والسحور، مع إهمال تناول كميات كافية من الألياف؛ مما يؤدي إلى صعوبة هضم الطعام، ودخوله الأمعاء؛ مما يُسبب الإمساك، ويجعل الإخراج غير منتظم.
الجفاف
يُعد شرب الماء والسوائل، خلال فترة الأفطار وحتى السحور، أمرًا ضروريًا خلال شهر الصيام، وذلك لضمان ليونة البراز وسهولة مروره عبر الأمعاء، فنقصانه يتسبب في الجفاف الذي يؤثر على كافة وظائف الجسم، ويتسبب في ظهور الكثير من المشكلات الصحية، بجانب الإمساك.
عدم الحركة
تُحفز الحركة عمل الأمعاء؛ مما يُساعد في ليونة البراز وسهولة إخراجه، أما عدم ممارسة أي نشاط بدني، يتسبب في المعاناة من الإمساك.
هل الإمساك طبيعي في رمضان؟
الإجابة هي (نعم)، عادةً ما يكون طبيعيًا، ويحدث نتيجة الأسباب السابقة، أما إذا كانت هذه الأسباب غير متوفرة، فيكون الإمساك حينها مشكلة صحية، تتطلب استشارة الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات اللازمة والكشف عن سبب هذه المشكلة.
علاج الإمساك في رمضان
يعتمد علاج الإمساك في رمضان، على معرفة السبب الذي أدى إلى هذه المشكلة الصحية، لتحديد سُبل العلاج المناسبة، والتي تتمثل في الآتي:
- الأدوية الملينة: مثل: دوفالاك (Duphalac)، حيث يتم استخدامها بأمر من الطبيب المختص، وهي من أبرز طرق علاج الإمساك.
- الأدوية المساعدة في عملية الهضم: مثل: (بيساكوديل، والميتوكلوبراميد).
أفضل مشروبات ملينة للإمساك في رمضان
- عصير قمر الدين.
- عصير القراصيا.
- عصير البرتقال.
- عصير الليمون.
- عصير التفاح.
- عصير التوت.
- عصير الأناناس.
- عصير البرقوق.
علاج الإمساك في رمضان بالأعشاب
يمكن أن تُساعد بعض المشروبات العشبية الطبيعية، في التخفيف من مشكلة الإمساك برمضان، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وفيما يلي مجموعة من المشروبات الدافئة والباردة، التي تُساهم في تسهيل حركة الأمعاء، وتعزيز الهضم:
- الشاي الأخضر أو الأسود: يحتوي كلاهما على نسبة من الكافيين، الذي يعمل كمنشط لحركة الأمعاء؛ مما يُساعد في تخفيف الإمساك، وتحفيز الجهاز الهضمي.
- شاي السنامكي: يُعد من أقوى المشروبات الملينة، حيث تدخول هذه العشبة، في تحضير العديد من العلاجات الدوائية المخصصة للإمساك، بفضل احتوائها على مركبات طبيعية تحفز حركة الأمعاء.
- شاي البابونج: يُفضل تناوله بعد وجبة الإفطار، حيث يساعد على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي؛ مما يسهل الهضم، ويقلل من اضطرابات الأمعاء.
- شاي البقدونس: يحتوي على مكونات طبيعية تعمل على تحفيز عملية الهضم، وتُساعد في منع الإمساك عند تناوله بانتظام.
- شاي الهندباء: يعزز إفراز العصارة الصفراء من الكبد؛ مما يُسهم في تعزيز عملية الهضم، وتقليل فرص الإصابة بالإمساك.
- شاي النعناع: يحتوي على مادة المنثول التي تساعد في استرخاء عضلات الأمعاء؛ مما يُسهم في تخفيف التقلصات وتحسين عملية الإخراج.
- شاي الخطمي: يُعرف بتأثيره المهدئ للأمعاء، كما يساعد في تحسين حركة الجهاز الهضمي؛ ما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يعانون من الإمساك.
- شاي عرق السوس: يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات، إلى جانب قدرته على تهدئة المعدة، وتحسين عملية الهضم.
- منقوع الزنجبيل: يساعد في تهدئة اضطرابات الجهاز الهضمي، وخاصة الإمساك الناتج عن عسر الهضم؛ مما يجعله خيارًا مناسبًا بعد وجبة الإفطار.
يُذكر أن؛ هذه المشروبات العشبية، ليست فقط مفيدة في تخفيف الإمساك، ولكنها أيضًا تُساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، لذا يُنصح بتناولها باعتدال خلال شهر رمضان، للحفاظ على راحة الأمعاء، وسلاسة عملية الهضم.
نصائح لتجنب الإمساك في رمضان
يُساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة، وتناول الطعام، من علاج الإمساك في رمضان، وذلك من خلال:
- تحسين النظام الغذائي: يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف، التي تُحفز حركة الأمعاء، وتحسن عملية الهضم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تناول المزيد من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة.
- الإكثار من شرب المياه: يجب تناول كمية وفيرة من الماء خلال فترة الإفطار حتى السحور.
- ممارسة النشاط البدني: تلعب التمارين الرياضية دورًا مهمًا في تعزيز حركة الأمعاء؛ مما يُساعد في الوقاية من الإمساك لذلك، يُوصى بممارسة نشاط بدني منتظم، مثل: (المشي) لمدة 30 دقيقة يوميًا، على الأقل، وذلك لتحفيز الجهاز الهضمي، وتحسين وظائفه.
- المكملات الغذائية: يمكن لبعض المكملات الغذائية، مثل: (البروبيوتيك)، أن تُعزز من صحة الجهاز الهضمي، وتحسن عملية الهضم في القولون؛ مما يُقلل من فرص الإصابة بالإمساك.
- تقليل الأطعمة الدسمة والدهنية: الإمتناع عن هذه الأطعمة يُساعد في تحسين عملية الهضم، وعدم الشعور بعسر الهضم.
- الاستراخاء: يُساعد في تحسين وظائف الجسم بأكمله، حيث أن التوتر واضطراب الحالة النفسية، يسهم في الإصابة بالإمساك في رمضان.
الجدير بالذكر، يُفضل تقليل استهلاك الأطعمة التي قد تسبب الإمساك، مثل: (اللحوم الحمراء، والأطعمة المصنعة، والوجبات السريعة).