الخمول والنوم في رمضان: لماذا يحدثان وكيف تتغلب عليهما؟
يُعد الخمول والنوم في رمضان، من أكثر المشكلات المزعجة التي يواجهها الكثيرون، خلال هذا الشهر الكريم، سواء أثناء الصيام، أو بعد الإفطار؛ مما يؤثر بشكل سلبي على جودة الحياة، والنشاط اليومي للأشخاص، فما هي أسبابهما وكيفية يُمكن التغلب عليهما؟ فيما يلي سوف نتعرف على كافة الإجابات المتعلقة بهم.
الخمول والنوم في رمضان
يواجه الكثيرون مشكلة الخمول والنوم في رمضان، فهي من المشكلات الشائعة التي تنتج عن عدة عوامل، مثل: (اختلاف العادات الغذائية، وتغيير مواعيد النوم)؛ مما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، هذا التغيير المفاجئ يتسبب في انخفاض مستوى الطاقة، وصعوبة التركيز خلال النهار، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق حتى بعد الإفطار، كما أن نقص بعض العناصر الغذائية، وقلة شرب الماء، قد يزيدان من حدة الكسل والنعاس في رمضان.
أسباب الخمول أثناء الصيام
تتعدد الأسباب المؤدية إلى الشعور بالخمول والنوم أثناء الصيام، حيث تتداخل العوامل المسببة في ذلك الشعور، وتشمل الآتي:
انخفاض مستوى السكر في الدم
يلعب الجلوكوز دورًا بارزًا في جسم الإنسان، حيث يُعد المصدر الاساسي للطاقة، وتعتمد عليه الخلايا والأعضاء المختلفة، للقيام بوظائفها الحيوية؛ ويتسبب إنخفاض مستوياته أثناء الصيام، من الشعور بالخمول والإرهاق والتعب، وضعف التركيز، ويحدث ذلك سواء بعد بذل مجهود أم لا، ويُعد من أبرز أسباب الخمول في رمضان.
اضطرابات النوم
يشهد شهر رمضان العديد من التغيرات في شتى أنماط الحياة، ومن أبرز هذه التغيرات: (اضطرابات النوم) التي يُعاني منها الكثيرون، حيث يميل الكثيرون إلى السهر لساعات مُتأخرة للاستمتاع بالأجواء الرمضانية، وتناول وجبة السحور؛ مما يترتب عليه، تغير مواعيد النوم ومدته، مما يؤثر على النشاط خلال اليوم التالي، ويجعل الأفراد يشعرون بالخمول والنوم في رمضان، سواء أثناء الصيام أو بعده.
الجفاف
يؤدي الامتناع عن شرب الماء والمشروبات لساعات طويلة، إلى دخول الجسم في حالة جفاف، خاصةً عند بذل مجهود بدني، ففي هذه الحالة، يفقد الجسم الأملاح والمعادن الأساسية عبر العرق والبول؛ مما ينعكس سلبًا على مستويات الطاقة، فهذا النقص يتسبب في الشعور بالخمول والكسل والرغبة في النوم، إلى جانب ضعف القدرة على التركيز، وإنجاز المهام اليومية بكفاءة.
انسحاب الكافيين
عند التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين خلال ساعات الصيام، يواجه الجسم صعوبة في التكيف مع هذا التغير؛ مما يؤدي إلى ظهور عدة أعراض مزعجة، مثل: (الصداع، قلة التركيز، والشعور بالتعب والإرهاق)؛ كل هذه الأعراض تجعل الجسم في حالة من الكسل والنعاس.
ويعمل الكافيين كمنشط للجهاز العصبي، حيث يُساعد في زيادة اليقظة، وتقليل الشعور بالتعب، وعند غيابه، ينخفض مستوى النشاط والطاقة؛ مما يجعل الصائم يشعر بالنعاس والخمول.
كثرة تناول الطعام أثناء الإفطار والسحور
يخطئ الكثيرون خلال تناول الطعام سواء كان الإفطار أو السحور، حيث أن كثرة المأكولات والمشروبات؛ تتسبب في توجيه الدورة الدموية بالكامل إلى الجهاز الهضمي، لهضم هذه الأطعمة؛ مما يؤدي إلى نقصان كمية الدم الواصلة إلى المخ، والتي ينتج عنها الشعور بالصداع والكسل والإرهاق.
تناول الأطعمة غير الصحية
تتنوع الأطعمة والمشروبات خلال شهر رمضان، وقد تتسبب كثرة تناول المأكولات والمشروبات الدهنية والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر، في رفع مستوى السكر في الدم، بشكل مفاجيء؛ مما ينتج عنه الشعور بالكسل وفقدان الطاقة والرغبة في النوم لمدة كبيرة.
أسباب النعاس في رمضان
تلعب معدلات النوم الطبيعية، دورًا رئيسيًا في التحكم بالشعور بالنعاس في رمضان، حيث يُعد اختلاف مواعيد النوم والاستيقاظ السبب الأول، وراء زيادة الرغبة في النوم خلال هذا الشهر، نظرًا لاضطراب الساعة البيولوجية وعدم حصول الجسم على القسط الكافي من الراحة، كما أن هُناك عدة أسباب أخرى تؤثر في ذلك مثل:
اضطربات مستويات السكر في الدم: يُعد تناول الأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية السكريات، من العوامل المؤثرة في المعاناة من كثرة النوم في رمضان، حيث ينتج عنها ارتفاع مفاجيء في مستويات الجلوكوز وانخفاضه بشكل سريع؛ مما يجعل الجسم يُعاني من حالة اضطراب وخلل، ينتج عنها الشعور بالإرهاق والكسل.
نوعية الطعام: تلعب دورًا كبيرًا في مستوى الطاقة والنشاط خلال رمضان، حيث أن الأطعمة الغنية بالدهون، تحتاج إلى وقت أطول للهضم؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والخمول.
الكربوهيدرات المكررة: مثل: (الأرز الأبيض، والسكر والدقيق، وغيرهم)، يتسببا في ارتفاعًا سريعًا في مستوى السكر في الدم، يتبعه انخفاض مفاجئ؛ مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق.
كمية الطعام: كثرة تناول الطعام بعد ساعات طويلة من الصيام، يُسبب ضغطًا على المعدة والجهاز الهضمي؛ ينتج عنه الشعور بالخمول والرغبة في النوم، كما أن تناول كميات قليلة من الطعام، تتسبب في قلة الطاقة، وعدة القدرة على فعل الأنشطة اليومية.
الجدير بالذكر، قد تؤثر الحالة الصحية للأشخاص، مثل: (مرضى السكري، والغدة الدرقية، وغيرهم)، على الرغبة في النوم في رمضان، كما أن بعض الأدوية قد تحتوي على مواد تتطلب النوم، مثل: المهدئات، وأدوية الحساسية، وغيرها).
أضرار النوم بعد الإفطار في رمضان
يميل بعض الأشخاص إلى النوم مباشرة بعد الإفطار؛ بسبب الشعور بالخمول والتعب، لكنها عادة سيئة، وتؤثر سلبًا على الصحة والهضم، وفيما يلي أبرز الأضرار الناتجة عن النوم بعد الإفطار في رمضان:
- عسر الهضم والانتفاخ : بعد تناول وجبة الإفطار، يحتاج الجسم إلى وقت لهضم الطعام، لكن النوم مباشرة يؤدي إلى بطء عملية الهضم؛ مما يُسبب الانتفاخ، والحموضة، واضطرابات الجهاز الهضمي.
- ارتجاع المريء: عند الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، يمكن أن ترتد أحماض المعدة إلى المريء؛ مما يؤدي إلى حرقة المعدة والشعور بعدم الراحة.
- زيادة الوزن: النوم بعد الإفطار؛ يُقلل من معدل حرق السعرات الحرارية؛ مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون، وزيادة الوزن بمرور الوقت.
- الخمول والكسل: بدلاً من الشعور بالنشاط بعد الإفطار؛ يؤدي النوم المباشر إلى زيادة الكسل والخمول؛ مما يجعل من الصعب أداء العبادات، أو ممارسة أي نشاط بدني.
- اضطراب النوم ليلاً: قد يسبب النوم بعد الإفطار اضطرابًا في دورة النوم؛ مما يؤدي إلى الأرق ليلاً وصعوبة النوم بعمق، وبالتالي الشعور بالتعب خلال النهار.
نصائح لتجنب الخمول والنوم في رمضان
يمكن تجنب الشعور بـالخمول والنوم في رمضان، من خلال اتباع بعض العادات الصحية، التي تساعد على تنظيم النوم، وتعزيز النشاط، والحفاظ على طاقة الجسم طوال اليوم.، وهي كما يلي:
تنظيم مواعيد النوم
- احرص على النوم لساعات كافية ليلًا، وتجنب السهر المفرط.
- حاول تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، للحفاظ على توازن الساعة البيولوجية.
الحرص على وجبة سحور متوازنة
- تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات، والألياف للحفاظ على مستوى طاقة مستقر.
- تجنب الأطعمة الدسمة والسكريات المكررة، التي تسبب الشعور بالخمول بعد فترة قصيرة.
شرب كمية كافية من الماء
- احرص على شرب 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف.
- قلل من المشروبات الغنية بالكافيين؛ لأنها تسبب الجفاف واضطرابات النوم.
ممارسة نشاط بدني خفيف
- قم بالمشي بعد الإفطار لمدة 15-30 دقيقة لتحفيز الدورة الدموية.
- تجنب الكسل بعد الأكل مباشرة، وحاول البقاء نشطًا قدر الإمكان.
تقليل استهلاك الكافيين تدريجيًا
- إذا كنت معتادًا على القهوة والشاي، حاول تقليل استهلاكها تدريجيًا قبل رمضان، لتجنب أعراض انسحاب الكافيين مثل: (الصداع والخمول).
تناول وجبة إفطار صحية
- ركّز على الكربوهيدرات المعقدة مثل: (الحبوب الكاملة)، بدلاً من السكريات البسيطة التي تسبب ارتفاعًا سريعًا في الطاقة يليه خمول.
- تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تبطئ الهضم وتزيد الشعور بالنعاس.
التعرض لأشعة الشمس والهواء النقي
- احرص على قضاء بعض الوقت في أماكن جيدة التهوية أو في الخارج للحصول على طاقة طبيعية.
- التعرض لأشعة الشمس في الصباح، يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية، وتقليل الشعور بالخمول.