نزول دم بعد انقطاع الطمث بسنة: هل هو طبيعي أم يستدعي القلق؟
يُعد انقطاع الطمث مرحلة طبيعية تمر بها كل امرأة مع التقدم في العمر، فيحدث ذلك عندما تتوقف الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا متصلين؛ مما يشير إلى انتهاء سنوات الخصوبة، ولكن هل من الطبيعي أن تعاني بعض النساء من نزول دم بعد انقطاع الطمث؟
في هذا المقال، سنتعرف على أسباب نزول الدم بعد انقطاع الطمث، متى يجب مراجعة الطبيب، وكيف يتم التشخيص والعلاج؛ حتى تعيشي هذه المرحلة بهدوء واطمئنان، ولتحافظي على صحتك وأمانك.
هل من الطبيعي نزول دم بعد انقطاع الطمث ؟
من المهم معرفة أن أي نزيف مهبلي يحدث بعد مرور عام كامل على آخر دورة شهرية يُعتبر أمرًا غير طبيعي، بغض النظر عن كميته؛ فقد يكون على شكل تبقيع خفيف، أو إفرازات وردية أو بنية، أو حتى نزيف غزير.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو شائعة، حيث تصيب نحو 10% من النساء فوق سن 55 عامًا، إلا أنها تستدعي استشارة الطبيب لمعرفة السبب والاطمئنان. فقد يكون النزيف مرتبطًا بحالة طبية تحتاج إلى متابعة وعلاج، حتى وإن حدث لمرة واحدة فقط.
أسباب نزول الدم بعد انقطاع الطمث
يمكن أن يحدث نزول دم بعد انقطاع الطمث لعدة أسباب، بعضها قد يكون بسيطًا وغير مقلق، بينما قد يشير البعض الآخر إلى مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة، وإليكِ الأسباب الأكثر شيوعًا:
ضمور المهبل
خلال سن اليأس؛ تنخفض مستويات الإستروجين، وتصبح بطانة المهبل رقيقة وجافة؛ مما يجعلها أكثر عرضة للنزيف حتى مع الاحتكاك الخفيف.
العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)
يؤدي استخدام العلاج الهرموني أو التوقف عنه إلى حدوث نزيف أو نزول بقع دم بعد انقطاع الطمث
سلائل الرحم (polyp)
وهي نموات في صورة أورام حميدة صغيرة تتشكل في بطانة الرحم، أو عنقه، تسبب حدوث نزيف خفيف إلى متقطع.
زيادة سُمك بطانة الرحم (فرط تنسج بطانة الرحم)
في بعض الحالات، تصبح بطانة الرحم أكثر سماكة من الطبيعي؛ مما يؤدي إلى حدوث نزيف غير منتظم، وأحيانًا قد تحتوي على خلايا غير طبيعية تحتاج إلى تقييم طبي.
سرطان الرحم
يُعد النزيف المهبلي أحد الأعراض المبكرة لسرطان الرحم؛ حيث تعاني نحو 90% من المصابات به من نزيف غير طبيعي قبل التشخيص.
كيفية تشخيص النزيف بعد انقطاع الطمث
كما ذكرنا؛ يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية فور نزول دم بعد انقطاع الطمث، وحينها سيقوم بإجراء بعض الفحوصات؛ لتحديد السبب المحتمل، وتشمل هذه الفحوصات:
- فحص الحوض: لفحص المهبل، وعنق الرحم بحثًا عن أي تغيرات غير طبيعية.
- مسحة عنق الرحم (Pap smear): للكشف عن أي خلايا غير طبيعية قد تشير إلى تغيرات سرطانية أو التهابات.
- فحص المهبل بالموجات فوق الصوتية: لتقييم سمك بطانة الرحم، والكشف عن أي أورام ليفية، أو سلائل.
كيف يُعالج نزيف ما بعد انقطاع الطمث؟
يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء النزيف، وإليك أهم الخيارات العلاجية المُستخدمة:
المضادات الحيوية
تُستخدم إذا كان النزيف ناتجًا عن التهابات في المهبل أو عنق الرحم، وذلك بعد إجراء فحص مزرعة للدم، وتحديد البكتريا.
الإستروجين
يساعد في علاج نزول دم بعد انقطاع الطمث نتيجة ضمور في المهبل، حيث يُمكن استخدامه موضعيًا في المهبل على شكل: (كريم، حلقة، أو قرص)، أو بشكل جهازي عبر: (الحبوب، أو اللصقات).
البروجستيرون
يُستخدم لعلاج فرط تنسج بطانة الرحم؛ حيث يساعد على تنظيم سُمك البطانة ويأتي في أشكال مختلفة مثل: (الحبوب، الحقن، الكريمات، أو اللولب الرحمي (IUD)).
منظار الرحم
يُستخدم لتشخيص وعلاج أسباب النزيف الخطيرة مثل: (السلائل، أو الأورام)؛ حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا عبر المهبل؛ لرؤية الرحم بوضوح وإزالة أي نمو غير طبيعي.
وإذا كان النزيف ناتجًا عن حالة أكثر خطورة، مثل: (سرطان الرحم)؛ فقد تتطلب الحالة علاجات متقدمة مثل العلاج الهرموني أو الجراحة لإزالة الرحم (استئصال الرحم).
يُعد نزول دم بعد انقطاع الطمث علامة لا يجب تجاهلها، حتى لو كان خفيفًا أو حدث لمرة واحدة فقط؛ فقد يكون ناتجًا عن أسباب بسيطة، لكنه قد يشير أيضًا إلى مشكلات صحية تحتاج إلى متابعة؛ لذلك، لا تتجاهلي الأمر واستشيري الطبيب فورًا لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب، فهذا ما يضمن لكِ التمتع بصحة جيدة في هذه المرحلة من حياتكِ.