أعراض ارتجاع المريء: كيف تميّزها ومتى تزور الطبيب؟
تُعد أعراض ارتجاع المريء من أكثر العلامات التي تُثير قلق الكثيرين، نظرًا لتشابهها مع أعراض المشاكل الصحية الآخرى مثل: (الأزمة القلبية، والتهاب المريء، وغيرهم)؛ ما يجعل من الصعب التفرقة بينها دون تقييم طبي دقيق.
لذا؛ تزداد أهمية الانتباه لهذه الأعراض في حال تكرارها أو استمرارها لفترات طويلة، فقد تكون مؤشرًا على وجود خلل في الجهاز الهضمي يتطلب العلاج، أو تدل على مشكلة صحية أخرى تطلب المتابعة الطبية العاجلة، وفي هذا المقال؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم دليل شامل لكافة المعلومات التي يجب أن تعرفها بشأن الارتجاع.
كيف أعرف أن نفسي لدي ارتجاع المريء؟
يخلط الكثيرون بين أعراض ارتجاع المريء، والمشاكل الصحية الأخرى، فعلى الرغم من أن الارتجاع من المشاكل الهضمية الشائعة حول العالم، والتي يُعاني منها الكثيرون، إلا أن أعراضه لا تزال مجهولة؛ مما يؤخر من عملية التشخيص والعلاج المُبكر.
وقبل أن نتعرف على الأعراض، لابد أولا من أن نتعرف على ماهية هذه المشكلة الشائعة، التي تنتج عن اضطراب في عمل العضلة الحاجزة بين المعدة والمريء، والتي تعمل على منع ارتداد حمض المعدة وهو المسئول عن هضم وتفكيك الطعام، من الصعود إلى المريء بشكل مُفاجئ.
ما هي أعراض ارتجاع المريء؟
تتعدد أعراض ارتجاع المريء، حيث تنقسم إلى (شائعة، وصامتة، وحادة، ونفسية)، وقد تختلف من شخص إلى آخر وفقًا لحدتها، وأسباب الشعور بها، والحالة الصحية العامة للمريض، فعلى الرغم من أنها عادةً لا تكون خطيرة، إلا أن إهمال علاجها يُمكن أن يتسبب في مضاعفات تهدد حياة المريض، وفيما يلي سوف نتعرف على أعراض ارتجاع المريء الشائعة:
- الإحساس بحرقة في منتصف الصدر: يُعد من أبرز العلامات المميزة للارتجاع، ويظهر غالبًا بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء، ويشعر فيه المريض بحرقة مُزعجة تمتد أحيانًا نحو الحلق.
- آلام في الصدر: قد يُشبه الألم الناتج عن ارتجاع الحمض أحيانًا آلام الذبحة الصدرية، إلا أنه يكون مؤقتًا وينتج عن وصول الحمض من المعدة إلى المريء، وقد يترافق مع طعم حمضي بالفم.
- الغثيان أو الميل للقيء: أحد الأعراض المصاحبة لاضطرابات الجهاز الهضمي العلوي، ويحدث نتيجة تأثير الحمض المتكرر على المعدة والمريء.
- طعم مر أو لاذع في الفم: يحدث بسبب ارتداد الحمض ووصوله إلى الفم؛ ما يُسبب مذاقًا غير معتاد لدى المصاب.
- التهاب الحلق المُتكرر: يُعد من الأعراض المتكررة نتيجة التعرض المستمر لحمض المعدة، ويصاحبه شعور بعدم الراحة أو الألم أثناء البلع.
- تغير في نبرة الصوت أو بحة: يحدث عند تأثر الأحبال الصوتية بالحمض المرتد، ويظهر خاصةً في ساعات الصباح الأولى.
- رائحة فم كريهة: تُعد نتيجة لتفاعل الأحماض المعدية مع البكتيريا داخل الفم؛ مما يؤدي إلى انبعاث روائح غير مرغوبة.
- ضيق أو صعوبة في التنفس: قد يُسبب ارتجاع الحمض تهيّجًا في الشعب الهوائية، وهو ما يُؤثر سلبًا على التنفس، لا سيّما لدى مرضى الربو أو الحساسية الصدرية.
ما هي أعراض ارتجاع الصامت؟
على الرغم من أرتباط ارتجاع المريء بالجهاز الهضمي، إلا أن أعراض اضطرابه، قد لا يظهر تأثيرها على الهضم، بل تظهر في صورة أعراض أخرى مُتعلقة بالجهاز التنفسي، مثل:
- صعوبة وألم عند البلع: يحدث ذلك نتيجة التهيّج المستمر في بطانة المريء بفعل الأحماض، مما يُسبب شعورًا بالألم أو الانزعاج أثناء مرور الطعام.
- الشعور بسعال مستمر: ينتج عن تهيّج الحلق بفعل ارتداد الحمض، وغالبًا ما يزداد أثناء الليل أو عند الاستلقاء.
- بحة في الصوت: قد يُلاحظ المريض تغيرًا في نبرة الصوت نتيجة تهيّج الحنجرة بفعل ارتجاع الأحماض.
- التهاب الحلق المُتكرر: يُعد من الأعراض المتكررة نتيجة التعرض المستمر لحمض المعدة، ويصاحبه شعور بعدم الراحة أو الألم أثناء البلع.
- إحساس بوجود كتلة في الحلق: قد يشعر الشخص بوجود ورم أو كتلة عالقة في الحلق، لا تختفي حتى مع تكرار البلع.
- ضيق وصعوبة في التنفس: يحدث نتيجة تهيّج المسالك التنفسية أو الحنجرة؛ بسبب تسرب الحمض، وقد يزداد لدى المصابين بالحساسية أو الربو.
أعراض ارتجاع المريء النفسية
قد يتسبب ارتجاع من المريء من ظهور أعراض نفسية، تؤثر على جودة الحياة، ومن أبرزها:
- الاكتئاب: استمرار الأعراض لفترات طويلة دون تحسن، قد ينعكس سلبًا على الصحة النفسية، ويؤدي إلى مشاعر الإحباط أو الاكتئاب، لا سيما في حال تأثر جودة النوم أو تراجع الحياة الاجتماعية.
- اضطرابات النوم: ارتجاع الأحماض أثناء الليل قد يتسبب في الأرق، أو تكرار الاستيقاظ، أو صعوبة الاستغراق في نوم عميق؛ مما يُضعف من جودة النوم وراحة الجسم.
- القلق المرتبط بتناول الطعام: يُعاني بعض المرضى من مشاعر القلق أو التوتر عند تناول الطعام، خوفًا من عودة الأعراض بعد الوجبات؛ ما قد يؤثر على عاداتهم الغذائية.
- التعب والإرهاق المزمن: قلة النوم الجيد الناتجة عن نوبات الارتجاع الليلي؛ تؤدي إلى الشعور المستمر بالإرهاق، وضعف التركيز، وفقدان النشاط اليومي.
أعراض ارتجاع المريء الشديدة: متى يجب زيارة الطبيب؟
قد يدفع تعدد أعراض ارتجاع المريء الكثيرون إلى البحث عن العلامات الخطيرة التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا، وفيما يلي نتعرف على أبرزها:
- فقدان الوزن دون سبب واضح: يُمكن أن يكون علامة على تضرر المريء بشكل مزمن، أو نتيجة ضعف امتصاص الجسم للعناصر الغذائية بسبب تكرار ارتداد الأحماض.
- الإصابة بفقر الدم: في بعض الحالات، قد يؤدي ارتجاع المريء إلى حدوث نزيف بسيط في بطانة المريء، وهو ما قد يُسبب انخفاضًا تدريجيًا في نسبة الحديد والهيموجلوبين.
- نزيف في الجهاز الهضمي العلوي: يُمكن أن يُلاحظ من خلال القيء المصحوب بدم، أو ظهور براز داكن اللون، وهي مؤشرات تستدعي التدخل الطبي العاجل؛ لاحتمالية وجود تقرّحات أو مضاعفات شديدة في المريء.
ما الفرق بين أعراض ارتجاع المريء والأزمة القلبية؟
تتشابه أعراض كلا من ارتجاع المريء والأزمة القلبية؛ مما يجعل البعض في حالة حيرة وقلق، وبعد أن تعرفنا على أعراض الارتجاع المريئي، فيما يلي سوف نتعرف على أعراض الأزمة القلبية:
- الشعور بضغط أو ثقل في الصدر خاصة منطقة الوسط، وقد يرافقه دوار ودوخة.
- عدم القدرة على تحريك الذراعين وخاصةً الجهة الشمال.
- الشعور بوخز في أماكن مُتفرقة من الجسم، مثل: (الذراعين أو الرقبة أو الفك).
- تعرق مفاجئ مصحوب ببرودة.
وتنصح مختبرات دلتا الطبية في حالة الشعور بأي من الأعراض السابقة، سرعة التوجه إلى اقرب مركز طبي أو طبيب، حيث أن هذه العلامات تُشكل خطورة على حياة المريض، وعادةً ما تكون نتيجة تشكل جلطة دموية في الشرايين.
كيفية تشخيص أعراض ارتجاع المريء؟
عادةً ما يُوصي الطبيب المختص بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية لتقييم الحالة الصحية للمريء بدقة، ومن أبرز هذه الفحوصات:
- الأشعة السينية (X-Ray): تُستخدم لتصوير الجهاز الهضمي العلوي بشكل كامل؛ مما يُتيح للطبيب رؤية أوضح لتكوين المريء والمعدة والأمعاء، والكشف عن أي تشوهات أو تغيّرات غير طبيعية.
- اختبار بلع الباريوم: يتم خلاله إعطاء المريض قرصًا يحتوي على مادة الباريوم، وهي مادة تُظهر الجهاز الهضمي بوضوح في صور الأشعة، وفي حال وجود ضيق بالمريء، قد يُعاني المريض من صعوبة في بلع القرص؛ ما يُساعد في تشخيص حالات التضيق أو الانسداد.
- المنظار الهضمي العلوي: يُجرى باستخدام أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا صغيرة يُمرّر عبر الفم إلى المريء والمعدة، ويُتيح هذا الإجراء للطبيب فحص البطانة الداخلية للمريء والكشف عن الالتهابات أو القرح أو التغيّرات النسيجية، مع إمكانية أخذ خزعة للفحص المخبري عند الحاجة.
اسئلة شائعة عن أعراض ارتجاع المريء
يُعد ارتجاع المريء من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا، وعادةً ما يُثير القلق بسبب تنوع أعراضه التي قد تتداخل مع أمراض أخرى.
وبينما يعاني البعض من حرقة المعدة فقط، قد يواجه آخرون أعراضًا أشد وأكثر تعقيدًا، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية فيما يلي بجمع أبرز التساؤلات المُتعلقة بمشكلة الارتجاع، والإجابة عليها بكل سهولة من قبل فريقنا الطبي:
ما الفرق بين أعراض الحموضة وارتجاع المريء؟
يعتقد البعض أن هُناك فرقًا كبيرًا بين الحموضة وارتجاع المريء، ولكن في الواقع، كلاهما مُرتبطا ارتباطًا وثيقًا، فالحموضة تُعد أحد أبرز أعراض ارتجاع المريء، وغالبًا ما يُطلق عليها الكثيرون اسم الحموضة، ولكن في النهاية لا يوجد أي فرق بينهما.
هل ارتجاع المريء يسبب الوفاة؟
(نعم)، يُمكن أن يُسبب ارتجاع المريء الوفاة، في حالة إهمال الأعراض وعدم علاجها مُبكرًا؛ مما يتسبب في تفاقم الحالة وحدوث نزيف داخلي في المعدة، قد يزداد مع مرور الوقت.
هل تختلف أعراض ارتجاع المريء بين النساء والرجال؟
عادةً لا تختلف الأعراض بشكل كبير بين الجنسين، ولكن قد تزداد إحتمالية الإصابة عند النساء، نظرًا لامتلكهن مجموعة من العوامل التي تزيد من الأعراض، مثل: (الحمل، التقدم في العمر، الحالة النفسية، التغيرات الهرمونية وغيرها).
في الختام، ارتجاع المريء من الحالات الشائعة التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على جودة الحياة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب، وتكمن أهمية التعرّف على أعراضه سواء كانت جسدية أو نفسية، في سرعة التشخيص والبدء بخطة علاجية فعّالة، لتخفيف الأعراض وتُقليل من المضاعفات المحتملة.