أعراض الدهون الثلاثية: دليل شامل وأهم 7 علامات لا تتجاهلها
تعتبر الدهون الثلاثية من أبرز مصادر الطاقة الحيوية في الجسم، وعندما تتعرض مستوياتها في الدم لأي خلل أو اضطراب، قد تظهر أعراض الدهون الثلاثية، حيث تصبح الأمور مقلقة عندما تتجاوز تلك المستويات 500 ملغ/ديسيلتر.
في هذا المقال الشامل، سوف نوضح ماهية الدهون الثلاثية، والأعراض الدالة على ارتفاعها، وتأثيراتها السلبية على الكبد والجلد، بالإضافة إلى تقديم أهم 7 نصائح للوقاية من ارتفاعها.
ما هي الدهون الثلاثية؟
تُعتبر الدهون الثلاثية نوعًا من الدهون التي تنشأ نتيجة الطعام الذي نتناوله، بجانب السعرات الحرارية الزائدة التي نستهلكها، تُخزن هذه السعرات الحرارية لتكون مصدرًا للطاقة في الجسم، وعندما يحتاج الجسم إلى طاقة، يقوم بتحليل الدهون الثلاثية المخزنة في الكبد والدم. ولكن ماذا يحدث عندما تتجاوز الدهون الثلاثية الحدود الطبيعية؟
تتراكم الدهون الثلاثية الزائدة في الكبد والخلايا الدهنية، وتظل هذه الدهون كامنة في تلك المناطق حتى يحتاجها الجسم كمصدر للطاقة، وإذا لم يتم حرق كمية كافية من الطاقة للاستفادة من الدهون الثلاثية المخزنة، فإنها ستظل عاطلة بلا وجهة.
إن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، إذا تُرك دون معالجة، قد تظهر أعراض الدهون الثلاثية، وقد يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب. لذا، يُعتبر من الضروري مراقبة مستويات الدهون الثلاثية بشكل دوري، واتخاذ التدابير اللازمة فور ظهور أي علامة تدل على وجود خلل.
تُقسم قراءات الدهون الثلاثية إلى أربع تصنيفات رئيسية: طبيعية، مرتفعة بشكل طفيف، مرتفعة، وشديدة. تُعتبر القراءة الطبيعية هي تلك التي تقل عن 150 مليغرامًا لكل ديسيلتر، بينما تُصنّف القراءة الشديدة بأنها أي قيمة تتجاوز 500 ملغ/ديسيلتر.
اعراض الدهون الثلاثية المرتفعة
تظل أعراض الدهون الثلاثية المرتفعة خفية إلى حد كبير، ومع ذلك، عندما تصل المستويات إلى حدٍ مفرط، قد تظهر بعض العلامات الدالة، ومنها:
1. ارتفاع ضغط الدم
هل ارتفاع الدهون الثلاثية يسبب ارتفاع الضغط؟ نعم؛ يُعتبر ارتفاع ضغط الدم غالبًا رفيقًا دائمًا لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، حيث تشكل هاتان المشكلتان الصحيّتان ثنائيًا متلازمًا يُعزّز من المخاطر القلبية الوعائية.
2. التهاب البنكرياس
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية إلى حدوث التهاب حاد في البنكرياس، مما يتسبب في شعور المريض بالغثيان والقيء وآلام شديدة في البطن.
3. مشكلات جلدية
يمكن أن يتعرض المرضى الذين يعانون مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية لمشكلات جلدية خطيرة، وأبرزها احمرار الجلد.
كما أن الحالات الشديدة قد تؤدي إلى حدوث تلف في جلد الصدر والظهر والذراعين والساقين، مما يترك أثرًا واضحًا على مظهرهم الخارجي.
4. شحميات الشبكية
عندما يتجاوز مستوى الدهون الثلاثية في الدم 1000 ملغ/ديسيلتر، يحدث داء شحميات الشبكية، هذه الحالة تتمثل في تغير لون أوعية الشبكية إلى الأبيض الكريمي نتيجة ارتفاع نسبة الدهون في الدم، مما يجعلها تبدو وكأنها تتألم بصمت.
5. تضخم الكبد والطحال
يُعد تضخم الكبد والطحال أحد أهم أعراض الدهون الثلاثية المرتفعة، مما قد يتسبب في شعور المريض بألم حاد في الجزء العلوي من البطن، كأنما يضغط الألم على أحشائه.
6. متلازمة الكيلوميكرونات متعددة العوامل
عندما تصل مستويات الدهون الثلاثية إلى 1500 ملغ/ديسيلتر أو أكثر، يمكن للمرضى أن يواجهوا متلازمة الكيلوميكرونيميا متعددة العوامل، وهي حالة يتعذر فيها على الجسم تفكيك الدهون بشكل فعال.
7. فقدان الذاكرة
يمكن أن يتعرض المرضى الذين يعانون ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية مع زيادة مستويات الكوليسترول السيئ، لفقدان الذاكرة على المدى القصير، هذا الفقدان قد يتطور إلى قضايا أكثر خطورة، مثل الخرف مع تقدم العمر.
ولأن؛ ارتفاع الدهون الثلاثية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة دون أن تظهر أعراض واضحة، فإن أهمية إجراء الفحوصات الدورية تبرز كضرورة لا غنى عنها.
اعراض الدهون الثلاثية على الجلد
في حالات نادرة واستثنائية من ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، قد تطرأ تغيرات ملحوظة على الجلد، وأبرزها ما يُعرف بالأورام الصفراء، التي تتشكل على هيئة كتل أو بقع صفراء، أو برتقالية ويمكن أن تكون هذه الأورام ذات ملمس ناعم، أو صلب، وغالبًا ما تظهر في مناطق محددة، مثل:
- الجفون تظهر على شكل بقع صفراء مستوية، أو مرتفعة قليلاً.
- الأوتار: تتشكل على أوتار اليدين، أو الكاحلين، مثل وتر أخيل.
- المفاصل: تظهر على المفاصل الكبيرة، مثل مفصل اليدين والمرفقين.
- الأورام الصفراء الانفجارية: هي بثور صغيرة حمراء صفراء تظهر بشكل مفاجئ على الذراعين، والساقين، والردفين، وأحيانًا الجذع، وقد تشير هذه الحالة غالبًا إلى ارتفاع حاد ومفاجئ في مستويات الدهون الثلاثية.
أعراض الدهون الثلاثية على الكبد
يعتبر الكبد رمزًا للحيوية في الجسم، حيث يتولى مهمة معالجة الدهون بكفاءة. لذا، فإن ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية يمكن أن يؤثر عليه بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ما يُعرف بمرض الكبد الدهني.
في كثير من الأحيان، لا تظهر علامات الكبد الدهني في مراحله الأولى، إلا أن تفاقمت الحالة، فقد تظهر مجموعة من العلامات الدالة، مثل:
- الإرهاق الدائم والإجهاد المستمر.
- ألم أو شعور بعدم الراحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، حيث يُوجد الكبد.
- انتفاخ في البطن (استسقاء)، أو في الساقين في الحالات المتقدمة.
- اليرقان: اصفرار الجلد والعينين، وهي علامة على وجود مشكلة كبدية خطيرة تظهر في مراحل متأخرة جدًا.
- فقدان الشهية، أو الشعور بالغثيان.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تضخم الكبد: يمكن للطبيب اكتشافه خلال الفحص البدني.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض الدهون الثلاثية، والتي تعرف أيضًا بفرط ثلاثي جليسريد الدم، يُعد فهم هذه الأسباب خطوة مهمة لتمكينك من السيطرة على ارتفاع هذه المستويات، والحد من مخاطرها.
-
النظام الغذائي
إن تناول سعرات حرارية تفوق احتياجات جسمك، خاصة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، قد يسهم في زيادة مستويات الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ.
-
الإفراط في شرب الكحول
يعد تناول الكحول بكثرة أحد الأسباب، التي تسهم بصورة كبيرة في ارتفاع الدهون الثلاثية.
-
السمنة
تُمثل زيادة الوزن، أو السمنة أحد العوامل الخطيرة، التي تؤدي إلى تفاقم نسبة الدهون الثلاثية.
-
حالات صحية خاصة
تلعب بعض الحالات الطبية، مثل داء السكري وأمراض الكلى وأمراض الكبد، دورًا في زيادة مستويات الدهون الثلاثية.
-
استخدام بعض الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية، مثل مدرات البول والهرمونات، والكورتيكوستيرويدات، وحاصرات بيتا، ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات الدهون الثلاثية.
تشخيص أعراض الدهون الثلاثية المرتفعة
يعتبر ارتفاع الدهون الثلاثية حالة نادرة الأعراض، مما يجعل تشخيصها صعبًا عند الاعتماد فقط على الأعراض. لذلك، تعتبر فحوصات الدم ضرورية لتشخيص هذه الحالة.
يُوصي الأطباء بإجراء فحص لوحة الدهون، أو فحص مصل الدهون الثلاثية بشكل منتظم، حيث يقوم فحص لوحة الدهون بتحليل الدم للكشف عن مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية، بينما يركز فحص مصل الدهون الثلاثية على تحديد ارتفاعها فقط.
كيفية التعامل مع ارتفاع الدهون الثلاثية
يمكن أن تؤثر تغييرات نمط الحياة بشكل إيجابي على أعراض الدهون الثلاثية المرتفعة، مثل:
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على نسبة منخفضة من السكر، والكربوهيدرات المكررة، والحد من تناول الدهون المشبعة، وتجنب الدهون المتحولة، يمكن أن يكون له تأثير مفيد.
- كذلك، ممارسة الرياضة بانتظام تُعتبر خطوة مهمة، حيث تساعد على إنقاص الوزن؛ مما يسهم في تقليل مستويات الدهون الثلاثية.
- علاوة على ذلك، الحصول على نوم كافٍ، إدارة التوتر، الإقلاع عن التدخين، والحد من تناول الكحول، كلها عوامل تساهم في تحسين هذه المستويات أيضًا.
يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك أن يوصي بعلاجات لخفض مستويات الدهون الثلاثية عند الحاجة، وخاصة عند ظهور أعراض الدهون الثلاثية المرتفعة، وتشمل هذه العلاجات الأدوية التالية:
- الستاتينات: التي تسهم في تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- الفايبرات: التي تخفض الدهون الثلاثية، وتزيد من مستويات الكوليسترول الجيد.
- النياسين: الذي يقلل من الدهون الثلاثية، والكوليسترول الضار، ويعزز الكوليسترول الجيد.
- أحماض أوميجا 3 الدهنية: الموجودة في مكملات زيت السمك، وتساعد على خفض الدهون الثلاثية.
أهم 7 نصائح للوقاية من ارتفاع الدهون الثلاثية
يشمل نمط الحياة والفحوصات الطبية الدورية بعض الاستراتيجيات الأساسية، التي تساهم في تحسين الصحة، وتجنب ظهور أعراض الدهون الثلاثية. إليك أبرزها:
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا للقلب: مع التركيز على تناول الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، البروتينات منخفضة الدهون والدهون الصحية.
- مارس الرياضة بانتظام: حيث يُفضل ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني في معظم أيام الأسبوع.
- حافظ على وزن صحي: من خلال تحقيق الوزن المناسب لك، والمحافظة عليه.
- قلل من استهلاك الكحول: أو توقف عن تناوله تمامًا.
- اترك التدخين: وابحث عن الدعم اللازم للإقلاع عنه.
- إدارة التوتر مهمة: لذا حاول تطبيق تقنيات، مثل التأمل، اليوجا، أو تمارين التنفس العميق.
- إذا كنت تعاني مرض السكري: احرص على مراقبة مستويات السكر في الدم للحفاظ عليها تحت السيطرة.
الخلاصة
إذا لم يُعَالَج ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، فقد تظهر أعراض الدهون الثلاثية، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية وأمراض القلب.
لذلك، من المهم مراقبة مستويات الدهون الثلاثية بانتظام، واتخاذ الإجراءات اللازمة عند ظهور أي مؤشرات تدل على وجود مشكلة.