ما هي الحساسية الموسمية؟ أسبابها وطرق علاجها والوقاية منها
ما هي الحساسية الموسمية؟ يتصدر هذا السؤال مُحركات البحث في أوقات مختلفة من العام، نظرًا لأنها مشكلة صحية تهدد صحة الكثيرين، وتتسبب في معاناتهم من مجموعة من الأعراض المؤلمة، والتي تؤثر سلبًا على جودة الحياة، في هذا المقال سوف نُجيب عن هذا السؤال، ونتعرف بشكل تفصيلي عن اسباب واعراض وتشخيص وعلاج هذه الحالة، وكيفية الوقاية منها.
ما هي الحساسية الموسمية؟
تُعرف الحساسية الموسمية، بأنها اضطراب مناعي شائع، يحدث نتيجة استجابة الجسم لمحفزات بيئية مختلفة، حيث يُصنفها على أنها مواد ضارة، وعادةً ما تظهر في أوقات مُحددة من السنة، ويختلف تأثيرها على الجهاز المناعي عند كل شخص، عن الآخر.
متى تحدث الحساسية الموسمية؟
عادةً ما تحدث الحساسية الموسمية مع تغيّر الفصول، وتحديدًا في الأوقات التي تزداد فيها المحفزات البيئية، وهما (الربيع والخريف، والصيف)، ولكن لا يعني ذلك أن فصل الشتاء آمن، بل يُمكن أن يحدث فيها أيضًا الحساسية ولكن بنسبة قليلة.
أنواع الحساسية الموسمية
تتعدد أنواع الحساسية تبعًا لتنوع الأسباب التي يتعرض لها الجسم خلال المواسم المختلفة، حيث تؤثر هذه المحفزات على أعضاء متنوعة، مثل: (الأنف، العين، الجلد، الجهاز التنفسي)؛ وفيما يلي نتعرف على الأنواع الأكثر شيوعًا:
- حساسية الأنف (حمى القش).
- حساسية العين (التهاب الملتحمة).
- حساسية الصدر (الربو التحسسي).
- الحساسية الجلدية.
أسباب الحساسية الموسمية
تلعب عدة مُحفزات بيئية دورًا مؤثرًا في الإصابة بالحساسية الموسمية، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز هذه المُحفزات:
-
حبوب اللقاح:
مع حلول الربيع أو الصيف، تبدأ النباتات والأشجار في التفتح، مما يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الهواء، وهذا الانفتاح الطبيعي، يُعد من أبرز محفزات الحساسية الموسمية سواء كانت (تنفسية، أو جلدية، أو حساسية العين).
-
الغبار والعواصف الرملية:
في فصول مثل: (الصيف أو الخريف)، تزداد حركة الرياح والعواصف الترابية؛ مما يزيد من نسبة الغبار في الهواء، والذي يُعد أحد أبرز المحفزات المعروفة للحساسية، خاصةً لدى المصابين بالربو أو الحساسية الصدرية.
-
الرطوبة والحرارة المرتفعة:
الجو الحار والرطب يُسبب زيادة في التعرق وتهيّج الجلد؛ مما يُعزز فرص الإصابة بأنواع الحساسية الجلدية الموسمية، خصوصًا لدى الأطفال أو أصحاب البشرة الحساسة.
-
الكلور في المسابح:
يُعرف الصيف بأنه (موسم السباحة)، إلا أن الكلور المستخدم في حمامات السباحة، قد يُسبب تهيّجًا في الجلد أو العين، ويدخل ضمن المحفزات البيئية المرتبطة بالحساسية الموسمية في هذا الفصل تحديدًا.
-
لدغات الحشرات:
مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد نشاط الحشرات، مثل: (النحل والبعوض)، والذي قد يتسبب في الإصابة بالحساسية الجلدية الموسمية، وتختلف أعراضها من شخص إلى آخر، حيث تتراوح بين تورم بسيط إلى ردود فعل شديدة لدى البعض.
-
التعرض المباشر للشمس:
أشعة الشمس القوية في الصيف، قد تؤدي إلى نوع خاص من الحساسية، يُعرف بـ”حساسية الشمس”.
-
العفن والفطريات:
مع تقلبات الجو وزيادة الرطوبة، خصوصًا في فصلي الربيع والخريف، ينمو العفن في الأماكن المغلقة قليلة التهوية؛ مما يُعد من مسببات الحساسية التنفسية الموسمية لدى بعض الأشخاص.
-
الملوثات الهوائية:
خلال فصل الصيف، تزداد الانبعاثات الملوثة، مثل: (عوادم السيارات والدخان)، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية؛ خاصةً بين سكان المدن والأماكن ذات الكثافة المرورية العالية.
أعراض الحساسية الموسمية
تختلف أعراض الحساسية تبًعا لمكان الإصابة، إلا أن هُناك مجموعة من الأعراض الشائعة المشتركة بين جميع أنواع الحساسية والتي تتمثل في:
-
- العطس المتكرر: يُعد من أولى الأعراض الدالة على الإصابة بالحساسية الانفية، خاصةً عند التعرض للغبار أو حبوب اللقاح.
- انسداد وسيلان الأنف: يحدث بسبب تهيّج الأغشية المخاطية نتيجة التعرض للمهيجات.
- حكة في العين أو احمرارها: عادةً ما يُصاحبهما نزول دموع مُستمرة؛ نتيجة حساسية العين، ويُمكن أن يحدث هذا العرض مع حساسية الأنف أيضًا.
- كحة جافة أو مستمرة: خصوصًا في حالات الربو التحسسي، أو عند استنشاق الهواء الملوث.
- ضيق في التنفس أو صفير عند التنفس: من علامات تحسس الجهاز التنفسي.
- طفح جلدي أو حكة في الجلد: خاصةً في الصيف نتيجة التعرق أو لدغات الحشرات.
- الشعور بالإرهاق العام: وقد يكون ناتجًا عن تفاعل الجسم المستمر مع المحفزات البيئية.
- ظهور تورم: يُمكن أن يحدث في أماكن مُتفرقة من الجسم، حسب نوع الحساسية، مثل: (العين، الجلد).
الجدير بالذكر؛ تُعد الأعراض السابقة طبيعية، إذا كانت خفيفة، ولكن إذا زادت، وصاحبها أعراض أخرى غير طبيعية، أو استمرت لمدة طويلة، فيجب استشارة الطبيب المختص في أسرع وقت لمنع تفاقم الحالة.
من هم الأكثر عرضة للحساسية الموسمية؟
على الرغم من أن الحساسية الموسمية قد تُصيب أي شخص، إلا أن هناك فئات مُحددة، تزداد إحتمالية الإصابة لديهم، فهم أكثر تأثرًا بعوامل الطقس، والمحفزات البيئية مع تغيّر الفصول، وهما:
- مرضى الربو.
- أصحاب الأمراض المناعية والمزمنة.
- صغار السن.
- كبار السن.
كيف يتم تشخيص الحساسية الموسمية؟
مع تشابه أعراض الحساسية الموسمية مع نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي، قد يكون من الصعب التمييز بينها دون تشخيص دقيق، لذلك، يلعب التشخيص الطبي دورًا أساسيًا في تحديد نوع الحساسية، ومعرفة المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض، مما يساعد في اختيار الخطة العلاجية الأنسب لكل حالة، وتتمثل طرق التشخيص في الأتي:
-
الفحص السريري
يقوم الطبيب المختص بفحص المكان الذي يُعاني منه المريض، للتعرف على حدة الأعراض، كما يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة عليه، تُساعده في التشخيص الدقيق.
-
اختبار وخز الجلد:
يُعتبر من أكثر طرق تشخيص الحساسية الموسمية دقة، حيث يقوم الطبيب بوخز سطح الجلد بإبرة صغيرة، ثم يضع كمية دقيقة
من المواد المسببة للحساسية على الجلد، وبعد حوالي 15 دقيقة، تتم مراقبة التفاعل الجلدي، مثل: (الاحمرار أو التورم)؛ مما يُساعد في تحديد نوع التحسس بسرعة.
-
فحص قاع العين:
يُستخدم للكشف عن مرحلة حساسية العين التي يُعاني من المريض، والتي تُساعد في تحديد وسيلة العلاج المُناسبة.
فحوصات الدم:
تُستخدم لقياس استجابة الجهاز المناعي، وتحديد ما إذا كان هناك رد فعل تحسسي، وتشمل:
- تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): يُستخدم كمؤشر أولي للكشف عن ارتفاع خلايا الدم البيضاء، وخاصةً الخلايا الحمضية، والتي ترتفع في حالات التحسس المزمنة.
- تحليل الحساسية الشامل: يُعد من أهم الفحوصات التي تكشف بدقة عن أنواع متعددة من الحساسية، تصل إلى 295 نوعًا، منها: (الحساسية الهوائية، الحساسية الغذائية، وحساسية سم الحشرات)، ما يُمكّن الطبيب من وضع خطة علاجية مناسبة لحالة المريض.
هل تتوفر تحاليل الحساسية الموسمية في مختبرات دلتا؟
(نعم)، تتوفر فحوصات الحساسية الشاملة في مختبرات دلتا الطبية، التي تُعد أحد أفضل وأدق المختبرات الطبية في السعودية، وتُتيح إمكانية إجراء التحاليل في المنزل، من خلال خدمة السحب المنزلي المجاني، أو من خلال زيارة أقرب فرع من فروع المختبر التي يتجاوز عددها أكثر من 50 فرع.
وإيمانًا من مختبرات دلتا الطبية بأنها مسئولة عن صحة وسلامة العملاء، قامت بتصميم فحص الحساسية الشامل بسعر في متناول الجميع، ويُمكن الاطلاع على المزيد من تفاصيله، من خلال الضغط هنا.
كما حرصت على إنشاء باقة الحساسية والشاملة، والتي تُساعد على الكشف عن مُسببات الحساسية (الهوائية، والغذائية، وعدم تحمل الطعام، والجلوتين)، وذلك من خلال باقة واحدة، ولمزيد من التفاصيل برجاء الضغط هنا.
هل يمكن علاج الحساسية الموسمية نهائيًا؟
لا يُمكن علاج الحساسية الموسمية بشكل نهائي، حيث أنه من السهل تكرار الإصابة بها عند التعرض للمُثيرات مُجددًا، ولكن يُمكن تناول مجموعة من الأدوية التي تُساعد في منع تفاقم الأعراض، والتي تتمثل في:
-
- مضادات الهيستامين: تعمل على تقليل تأثير مادة “الهيستامين” التي يفرزها الجسم كرد فعل تجاه المحفزات البيئية، مثل: (حبوب اللقاح أو الغبار).
- أجهزة الاستنشاق: تُعد أجهزة الاستنشاق من الأدوات الأساسية في علاج حالات الربو التحسسي المرتبط بالحساسية الموسمية، حيث تُساعد بشكل مباشر في فتح الشعب الهوائية، وتخفيف أعراض ضيق التنفس، والسعال والصفير أثناء التنفس.
- قطرات العين: يوصى الطبيب المختص بأنواع معينة من القطرات حسب وضع العين، فقد تكون قطرات (مرطبة، مضاد حيوي، معقمة).
- الكريمات والمراهم: يُمكن أن تُساهم في تقليل التورمات والحكة الناتجة عن الحساسية الجلدية.
طرق الوقاية من الحساسية الموسمية
تُعد الوقاية خيرًأ من العلاج، لذا؛ تُقدم مختبرات دلتا الطبية، مجموعة من النصائح الوقائية الهامة، التي تُساعد في الحماية من الإصابة بالحساسية الموسمية، والتي تتمثل في:
- تجنب الخروج في أوقات نشاط حبوب اللقاح، خاصةً في الصباح الباكر.
- ارتداء الكمامة في الأماكن المفتوحة أو عند التعرض للغبار.
- إغلاق النوافذ خلال الأيام العاصفة، أو المواسم التي تكثر فيها المهيجات.
- الاستحمام وتغيير الملابس بعد الرجوع من الخارج، للتخلص من أي آثار لمسببات الحساسية.
- تنظيف فلاتر المكيفات وأجهزة التهوية بانتظام.
- تقليل التعرض للعطور القوية والمواد الكيميائية.
- ترطيب الجسم بإنتظام من خلال شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
- الحفاظ على نظافة المنزل وتجنّب تراكم الغبار والعفن.
- المتابعة الدورية مع الطبيب في حال وجود تاريخ مرضي أو أعراض متكررة.
في الختام، الحساسية الموسمية يُمكن أن تكون مُزعجة ومؤثرة على نمط الحياة اليومي، لكنها ليست مشكلة خطيرة، حيث يُساعد الفهم الجيد لأسبابها، والانتباه للأعراض، واتباع خطوات الوقاية المناسبة، جميعها عوامل تُساعد في التعايش معها بأقل قدر من الإزعاج.