الدوخة أثناء الصيام : ما هي أسبابها وكيفية علاجها؟
تُعد الدوخة أثناء الصيام، من أكثر التحديات الصحية، التي يواجهها الصائمون في شهر رمضان، وعادةً ما يظهر في شكل بسيط وعابر، إلا أنه قد يؤثر على النشاط اليومي للفرد، ويجعل الصيام أكثر صعوبة، فما هي أسبابه وكيفية التخلص منها خلال ساعات الصوم؟ فيما يلي سوف نُجيب عن هذه الأسئلة وأكثر.
أسباب الدوخة في الصيام
خلال شهر رمضان، يخضع الجسم لتغيرات فسيولوجية نتيجة الامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترات طويلة؛ مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من المشكلات الصحية، ومن أبرز هذه المشكلات الدوخة أثناء الصيام، الذي ينجم عن عدة عوامل مثل:
السحور الغير متوازن
يؤدي عدم إحتواء وجبة السحور على أطعمة صحية، غنية بالبروتين، والألياف، إلى زيادة أحتمالية الإصابة بالدوخة في الصيام، كما أن تناول السكريات بشكل كبير في السحور، يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكر بشكل مفاجئ، ثم انخفاضها سريعًا؛ مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب خلال الصيام.
انخفاض ضغط الدم
يُعد انخفاض ضغط الدم، من أبرز اسباب الدوخة في رمضان، كما أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في الضغط، هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالدوخة أثناء الصيام، حيث أن نقصان السوائل والأملاح في الجسم، خلال ساعات الصيام؛ يتسبب في الشعور بعدم الإتزان، خاصةً عند الوقوف بشكل مفاجئ.
الجفاف
يعتبر الجفاف أيضًا من أبرز أسباب الدوخة، حيث أن قلة شرب الماء بين الأفطار والسحور؛ تُساهم في الشعور بعدم الإتزان، نظرًا لأنه يؤثر على الدورة الدموية؛ مما يُقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، وعادةً ما تحدث الدوخة في الأيام التي تشهد ارتفاع في درجات الحرارة.
اضطرابات مستويات السكر في الدم
تتأثر مستويات السكر في الدم، بعدد ساعات الصيام؛ مما ينتج عنها انخفاضها بشكل كبير، والذي يترتب عليه الشعور بالدوخة، والأعياء العام، وفقدان القدرة على التركيز والكلام.
فقر الدم (الأنيميا)
من أعراض الأنيميا ظهور الدوخة، إذ إن الجسم يحتاج إلى التغذية السليمة، والفيتامينات الضرورية للحفاظ على توازنه، ومع طول ساعات الصيام، تتأثر مستويات هذه العناصر الحيوية؛ مما قد ينتج عنه شعور قوي بالدوخة أثناء الصيام، كما أن قلة الأكسجين في الدماغ بتتسبب في هذه المشكلة الصحية.
قلة النوم
يشهد نظام النوم في رمضان، عدة تغيرات، حيث تختلف مواعيده والمدة الطبيعية للنوم، وذلك بسبب مواعيد السحور والإفطار، لذا فأن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم، يؤثر على النشاط اليومي للإنسان؛ ويتسبب في الشعور بالدوخة.
الأرهاق البدني
مثل: (التمارين الرياضية أثناء الصيام)، تزيد من أحتمالية الإصابة بالدوخة والهبوط، نظرًا لأن الجسم يستهلك الطاقة والسوائل الموجودة، بشكل كبير، قبل الامتناع عن الطعام والشراب؛ مما يؤدي إلى الشعور بالدوار والدوخة.
كيف أعرف أن الدوخة سببها المعدة؟
يُمكن التأكد من ارتباط الدوخة بمشكلة صحية في المعدة، من خلال ظهور عدة أعراض هضمية، متزامنة مع الدوخة، مثل: ( عسر الهضم، والغثيان، والانتفاخ)، حيث ان اختلال عملية الهضم، يؤثر بشكل كبير على توازن الجسم؛ مما ينتج عنه الشعور بالدوار.
كيف أتخلص من الدوخة في رمضان؟
يُعد البحث عن طرق فعّالة للتعامل مع الدوخة خلال رمضان، أمرًا بالغ الأهمية، لضمان صيام صحي، ومريح يُتيح الاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك، وفيما يلي سوف نُقدم نصائح لتجنب الدوخة أثناء الصيام وبعد الإفطار:
- شرب السوائل بانتظام: احرص على شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور؛ لتعويض فقدان السوائل، ومنع الجفاف.
- وجبة سحور متوازنة: تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات، والألياف، والدهون الصحية؛ إذ تُساعد على استدامة الطاقة طوال اليوم، وتقليل تقلب مستويات السكر في الدم.
- تجنب الأطعمة المالحة والكافيين: قلل من تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من الملح والمشروبات، التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها قد تُزيد من فقدان السوائل.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: احرص على تنظيم مواعيد النوم، والحصول على راحة كافية لتعزيز قدرة الجسم، على التحمل خلال ساعات الصيام.
- تخفيف النشاط البدني المكثف: تجنب الأنشطة البدنية المرهقة أثناء الصيام، وإذا شعرتِ بالتعب، امنح نفسك فترات راحة قصيرة.
- عدم الإفراط في تناول الطعام: يُعد تنظيم الطعام خلال الإفطار، خطوة مهمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي واستقرار مستويات الطاقة، حيث أن تناول وجبة كبيرة وثقيلة قد يؤدي إلى شعور بالثقل والتخمة؛ مما يتسبب في الشعور بالدوخة.
الجدير بالذكر، إذا استمرت أعراض الدوخة أو تفاقمت، يُنصح باستشارة الطبيب المختص، لتحديد السبب الدقيق، ووضع خطة علاجية مناسبة.
علاج الدوخة أثناء الصيام
يعتمد علاج الدوخة في الصيام، بتحديد السبب الرئيسي لها، سواء كان مرتبطًا بـ(الجفاف، انخفاض السكر، أو انخفاض ضغط الدم)، وفيما يلي بعض الخطوات العلاجية أثناء الصيام، للتعامل مع الدوخة، وتخفيفها:
- تنظيم النشاط البدني: يجب تجنب الأنشطة البدنية المجهدة خلال ساعات الصيام، وضرورة اتخاذ فترات راحة قصيرة عند الشعور بالتعب أو الدوار.
- تقنيات الاسترخاء والتنفس: تُساعد تمارين التنفس العميق، أو تمارين الاسترخاء في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتقليل الشعور بالتوتر، الذي قد يسهم في ظهور الدوخة.
- النوم الكافي: احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا، لتعزيز قدرة الجسم على التكيف مع تغيرات الصيام.
- استنشاق الروائح: تُساهم في تهدئة الجسم، والتخفيف من أعراض الدوخة.
- تجنب التوتر خلال ساعات الصيام.
وتُنصح مختبرات دلتا الطبية، في حالة تصاعد أعراض الدوخة، وأصبحت غير محتملة خلال ساعات الصيام، فقد يُعتبر كسر الصيام والإفطار، خيارًا ضروريًا للحفاظ على السلامة والصحة، فهذه الخطوة لا تُعتبر إخلالًا بالعبادة، بل هي إجراء طبي، يُساعد على تجنب المضاعفات الصحية، وتمكين الجسم من استعادة نشاطه وتوازنه.