الغدة الجار درقية وأمراض الكلى : ما العلاقة بينهما؟
قد لا تحظى الغدة جار الدرقية بالكثير من الاهتمام، نظرًا لصغر حجمها، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تؤدي دورًا بارزًا في صحة الجسم، من خلال التحكم في وظائفه الحيوية، مثل: (حماية الكلى من المشاكل الصحية، بالإضافة إلى تنظيم مستويات بعض المعادن والفيتامينات داخل الجسم)، فكيف تعمل هذه الغدة؟ وما العلاقة بينها وبين الكلى؟ وما هي أعراض اضطرابها.
ما هي الغدة الجار درقية ؟
هي غدة صغيرة الحجم، تُشبه حجم حبة الأرز، تنقسم إلى 4 أجزاء، وتوجد خلف الغدة الدرقية في الرقبة، وتعمل على تنظيم مستويات المعادن، مثل: (الكالسيوم والفوسفور في الدم)، وذلك من خلال إفراز (هرمون الغدة جار الدرقية PTH)، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، كما تُرسل إشارات إلى الكلى، لكي تنتج فيتامين د، الذي يُساعد على الاحتفاظ بالكالسيوم في الدم، ومنع التخلص منه عبر البول.
النسبة الطبيعية لهرمون الغدة الجار درقية
يُعد تحليل هرمون الغدة الجار درقية PTH، أحد أبرز التحاليل الطبية الهامة، التي تساعد على تشخيص الأمراض، والاضطرابات الصحية، لذا فإن الحفاظ على المعدل الطبيعي لهرمون الجار درقية، يعُتبر أمرًا لا غنى عنه، ولكن هُناك عدة عوامل يُمكن أن تؤثر في النسبة الطبيعية، مثل: (الحالة الصحية، النوع، الحمل)، كما أن اختلاف أجهزة الفحص من مختبر إلى آخر يمكن أن تؤثر في النتيجة، وفيما يلي النسبة الطبيعة:
- النسبة الطبيعة لتحليل PTH: تتراوح بين 10-55 بيكو جرام/ مليلتر.
ويهدف هذا الاختبار الطبي إلى الكشف عن عدة أمور صحية، مثل:
- تشخيص خمول أو نشاط هذه الغدة.
- الكشف عن أسباب ارتفاع أو انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
- مراقبة مدى فعالية علاج الغدة.
- مراقبة أمراض الكلى.
الجدير بالذكر، يمكن إجراء تحليل هرمون PTH، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء، وتوفر “دلتا”، عدد من الباقات التي تعطي نظرة عامة على الصحة، والتي تتضمن هذا التحليل، مثل: (باقة الفحص الشامل، باقة VIP الشاملة)، وتهدف الباقات جميعها إلى الكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.
أعراض الغدة الجار درقية
تلعب الغدة الجار درقية دورًا حيويًا في جسم الإنسان، هذا الدور يؤثر بشكل كبير ومباشر، على صحة العظام والعضلات والأعصاب، بالإضافة إلى الكلى، ولكن ماذا يحدث عندما يختل توازنها سواء بالنشاط أو القصور؟ فعندما يحدث ذلك تظهر مجموعة من الأعراض التي تُشير إلى وجود مشكلة صحية تتطلب المراجعة الطبية، وتختلف هذه الأعراض باختلاف حالة الغدة، وفيما يلي سوف نتعرف على أعراض خمول الغدة الجار درقية:
- هشاشة الأظافر: يلعب الكالسيوم دورًا رئيسيًا في صحة الأظافر، وفي حالة نقصانه، بسبب قصور الغدة الجار درقية؛ يحدث ضعف وهشاشة في الأظافر، بالإضافة إلى تغير لونها، وسهولة كسرها.
- جفاف الجسم: انخفاض مستويات المعادن الأساسية في الجسم، يؤثر في توازن السوائل في الجسم؛ مما يؤدي إلى جفاف الجلد والأغشية المخاطية، وقد يُصبح الجلد أكثر عرضة للتشققات والتهيّج.
- تشنجات عصبية وعضلية في الوجه والساقين: يُعد الكالسيوم عنصرًا ضروريًا لنقل الإشارات العصبية، وعند نقصه، يحدث فرط استثارة في الأعصاب؛ مما يُسبب تشنجات مؤلمة، في عضلات الوجه والساقين، بالإضافةً إلى تقلصات لا إرادية وتيبس فيهما.
- ضعف التركيز: يؤثر نقص الكالسيوم على وظائف الدماغ؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التفكير، والنسيان المتكرر، فيما يُعرف باسم: “الضباب العقلي”، وهي حالة شائعة لدى مرضى قصور هذه الغدة.
- تقلصات الدورة الشهرية: قد تعاني النساء المصابات بخمول الغدة الجار، من تقلصات أكثر حدة في فترة الحيض، ويرجع ذلك إلى نقص الكالسيوم؛ مما يؤدي إلى انقباضات رحمية مؤلمة.
- مشاكل الشعر: يؤدي نقص الكالسيوم إلى ضعف بنية الشعر، وتساقطه بشكل ملحوظ، كما قد يصبح الشعر جافًا، وهشًا نتيجة نقص المغذيات الضرورية لنموه.
- الإصابة بالفطريات.
أسباب ارتفاع نسبة الغدة الجار درقية
يُشير ارتفاع نسبة الغدة الجار درقية، إلى فرط نشاطها؛ مما ينتج عنه إفراز كميات زائدة، من هرمون PTH؛ والذي يتسبب في اضطراب مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم، وتنقسم أسباب حدوث ذلك إلى قسمين، وهما:
فرط نشاط الغدة جار الدرقية الأولي
يحدث نتيجة خلل داخل الغدة نفسها، ومن أبرز أسبابه:
- ورم حميد في إحدى الغدد، ويُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لهذه الحالة.
- تضخم غدة أو أكثر من الغدد الجار درقية، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون.
- ورم سرطاني نادر في إحدى الغدد، وهو سبب غير شائع، لكنه قد يكون مسؤولًا عن ارتفاع الهرمون.
فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي
يحدث نتيجة استجابة الغدة، لانخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، مما يحفزها على إنتاج المزيد من الهرمون. ومن أهم أسبابه:
- نقص فيتامين د؛ مما يؤثر في امتصاص الكالسيوم في الجسم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، التي تعيق امتصاص الكالسيوم من الأطعمة.
- أمراض الكلى المزمن، حيث تفقد الكلى حينها القدرة على الحفاظ على توازن الكالسيوم والفوسفور؛ مما يُحفز الغدد على زيادة نشاطها.
أعراض ارتفاع الغدة جار الدرقية
يؤدي فرط نشاط الغدة، إلى زيادة إفراز هرمون PTH؛ مما يسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، والذي يُعد حالة مرضية، تُعرف باسم “فرط كالسيوم الدم”، وتؤثر في الكثير من أجهزة الجسم، مثل: (العظام، الكلى، الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي)؛ مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض ترتبط بكل جهاز، كما يلي:
أعراض الجهاز العصبي
- التعب والإعياء: يؤثر ارتفاع الكالسيوم في الدم، على الإشارات العصبية؛ مما يؤدي إلى الشعور بالخمول، بالرغم من النوم بشكل كاف.
- التغيرات المزاجية: اضطراب مستويات الكالسيوم، قد يُسبب تغيرات كيميائية في الدماغ؛ تؤثر في إنتاج السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان مرتبطان بالمزاج؛ مما يزيد خطر الإصابة الاكتئاب والقلق.
- الارتباك أو النسيان: يُعرف هذا العرض باسم “الضباب العقلي”، حيث يشكو المريض من ضعف في التركيز، وبطء التفكير البطيء وكثرة النسيان.
أعراض الجهاز العضلي
- ألم في العضلات: يضعف فرط الكالسيوم، من انقباض العضلات؛ مما يؤدي إلى آلام مزمنة، وتقلصات عضلية.
- ألم في المفاصل والعظام.
- هشاشة العظام وسهولة تعرضها للكسر.
- انتفاخ المفاصل أو تشوهات العظام.
أعراض الجهاز الهضمي
- فقدان الشهية: يُمكن أن تتأثر الهرمونات المسئوولة عن الشهية، بزيادة نسبة الكالسيوم في الدم؛ مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في تناول الطعام، وبالتالي فقدان الوزن على نحو سريع.
- الإمساك: يُسبب الكالسيوم الزائد، تباطؤ حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى الإمساك المزمن والانتفاخ.
- الغثيان أو القيء: تؤثر اضطرابات مستويات الكالسيوم، على الإشارات العصبية للجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان، والرغبة في التقيؤ.
أعراض الجهاز البولي
- العطش الشديد: يؤثر الكالسيوم المرتفع على وظيفة الكلى؛ مما يؤدي إلى فقدان الجسم للمزيد من السوائل من خلال التبول، فيشعر المريض بعطش شديد، وجفاف في الفم.
- زيادة التبول: تعمل الكلى بجهد كبير من أجل التخلص من الكالسيوم الزائد؛ مما يترتب عليه كثرة التبول، وخاصة في أثناء الليل.
- حصى الكلى: تتكون نتيجة ترسب الكالسيوم الزائد في الكلى؛ مما ينتج عنه الشعور بألم شديد أسفل البطن والظهر، وهذا العرض يُشير إلى العلاقة بين الكلى وبين هذه الغدة، فهي علاقة تأثير وتأثر، وحدوث أي خلل فيهما يؤثر في وظائف الثاني بشكل مباشر.
الخضروات الورقية ودورها في صحة الغدد الصماء
إن مراعاة توازن وصحة الغدد الصماء تمثل أهمية كبيرة لكل شخص، حيث إن تلك الغدد تعمل على تنظيم وظائف الجسم، والتي من بينها التمثيل الغذائي، والمزاج العام، إلى جانب ذلك يوجد الكثير من الأمور التي تؤثر في صحة الغدد الصماء،
ولكن اتباع نمط صحي يساهم بشكل كبير على صحتها، وأهم الأغذية التي تعزز من الصحة العامة بما فيها صحة الغدد الصماء هي الخضروات، فالكرنب، والسلج السويسري والسبانخ، من الأطعمة المليئة بالفيتامينات، والمعادن التي تساهم في حماية الغدد الصماء على اختلافها،
كما أنها مصدر لمضادات الأكسدة، علاوة على احتوائها على فيتامين جيم وهاء، ومعادن كالزنك، والمغنيسيوم وتلك العناصر الغذائية ضرورية لصحة الغدة الجار درقية، وغيرها من الغدد، زيادة على ذلك تساهم تلك الأطعمة في التقليل من الالتهاب، وهي مصدر للألياف، التي تتميز بمساهمتها في الهضم، ونمو البكتيريا المعوية، وذلك يصب في التوازن الهرموني.
فوائد أحماض أوميجا ثري لصحة الغدد الصماء
إن أحماض أوميجا 3 الدهنية مهمة للغاية للصحة العامة، وبالأخص لصحة الغدد الصماء، حيث إنها تعمل على تحقيق التوازن الهرموني، وتقلل من الالتهابات، وتوجد تلك الأحماض في أطعمة مثل الأسماك الدهنية، وهي السلمون والماكريل، والسردين، والجوز وبذور الكتان والشيا،
علاوة على ذلك، تمثل أحماض أوميجا ثري الدهنية أهمية كبيرة لتعزيز صحة ووظائف الغدة الجار درقية، كما أنها ضرورية لصحة الوظائف العقلية مثل التركيز، والذاكرة.
فوائد المكسرات والبذور للغدد الصماء
يمكن المحافظة على توازن ووظائف الغدد الصماء؛ من خلال تناول المكسرات والبذور؛ لأنها مليئة بالعناصر الغذائية الضرورية للصحة، لذا عليك أن تحرص على تناول الجوز البرازيلي، وبذور السمسم، وبذور اليقطين، واللوز، لأنها مصدر للكثير من المعادن والفيتامينات، مثل السيلينيوم والزنك، التي تعزز من إفراز الهرمونات وتنظمها،
علاوة على ذلك تحتوي البذور والمكسرات على الدهون المفيدة لصحة وظائف الجسم.
الأطعمة المخمرة ودورها في صحة الغدة الجار درقية
الأطعمة المخمرة تعزز من صحة ميكروبيوم الأمعاء، والذي يساعد بدوره على توازن الغدد الصماء، ولذلك عليك تناول الكيمتشي والكفير ومخلل الملفوف،
لأنها غنية بالبكتيريا النافعة، وهي تساهم في توازن ميكروبات الأمعاء، وتعزز تنوعها،
زيادة على ذلك فإن البكتيريا النافعة تساهم في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، ويقوي الجهاز المناعي، كما أنها تخلص الجسم من الهرمونات الزائدة.
التوت ودوره في صحة الغدد الصماء
إن التوت بمختلف أنواعه كالتوت الأزرق والفراولة والتوت الأسود والأحمر، يعزز من صحة الغدد الصماء بما فيها الغدة الجار درقية، حيث إنها مصدر لمضادات الأكسدة التي تقي الغدد الصماء من الإجهاد التأكسدي، وتقلل من ضرر الجذور الحرة،
زيادة على ذلك فإن التوت يوجد به نسبة أقل من السكر إذا ما قورن بباقي الفواكه، ولذلك فهو يعزز من استقرار السكر الدم، والذي يساعد بدوره في توازن الغدد الصماء.