النوبة القلبية: دليلك الشامل وأبرز9 أعراض لا يُمكنك تجاهلها 

تُسجل المستشفيات سنويًا نحو 57000 حالة دخول بسبب النوبة القلبية، مما يُبرز حجم الخطر الذي يهدد صحة المجتمع. لذا، إذا كنت من بين أولئك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، أو لديك تاريخ عائلي يُنذر بالخطر، أو إن كنت بالفعل تعاني هذه الحالة، فتابع معنا في السطور التالية، لتكتشف ما هي النوبة القلبية أعراضها وأسبابها؟ بالإضافة إلى أهم الإسعافات الأولية التي يمكن أن تُنقذ حياة إنسان، ووسائل الوقاية الفعّالة.

نوبة قلبية ما هي؟

النوبة القلبية أو الجلطة القلبية هي حالة مرضية تحدث عندما ينقطع إمداد الأكسجين عن جزء من عضلة القلب، وفي حال عدم استعادة هذا الإمداد سريعًا، يقع الشخص ضحية لنوبة قلبية مدمرة.

يحمل الدم في الشرايين التاجية الأكسجين بحيوية إلى قلب الإنسان، وغالبًا ما تحدث معظم النوبات القلبية عندما يتسبب انسداد ما في إبطاء تدفق الدم، أو حتى توقفه تمامًا.

تُعرف النوبة القلبية أحيانًا باسم احتشاء عضلة القلب، أو متلازمة الشريان التاجي الحادة، ورغم أن هذه النوبات تكون قابلة للعلاج عند اكتشافها في الوقت المناسب، إلا أن عواقبها قد تكون مميتة.

تشير الدراسات إلى أن النساء أقل عرضة للبقاء على قيد الحياة بعد النوبات القلبية مقارنة بالرجال، ربما يعود ذلك إلى قلة سعي النساء للحصول على العلاج، أو تأخرهن في الحصول عليه مقارنةً بالرجال.

كما قد تختلف أعراض النوبة القلبية لدى النساء، حيث تكون أقل حدة وغالبًا ما تُهمل، أو ربما لأن قلوبهن وأوعيتهن الدموية الأصغر حجمًا تُظهر ضعفًا أكبر أمام التلف.

أسباب النوبة القلبية

تحدث تلك النوبة عندما يتعرض جزء من عضلة القلب للتلف، أو يموت بسبب نقص الأكسجين. يحدث ذلك عادةً نتيجة انسداد الشرايين التاجية، مما يمنع وصول الدم والأكسجين إلى القلب، وقد يؤدي إلى نوبة قلبية إذا لم يتم التدخل بسرعة.

أسباب رئيسية

  • غالبًا ما تكون النوبات القلبية ناتجة عن أمراض القلب التاجية أو مشاكل في الشرايين، حيث تتجمع مادة شمعية تُعرف باللويحة في الشرايين، وهي حالة تسمى تصلب الشرايين. يستغرق تراكم هذه اللويحة عدة سنوات، وعند تحللها، تنتقل عبر مجرى الدم مما يسبب جلطات دموية.
  • هذه الجلطات تُعيق تدفق الدم إلى القلب أو تمنعه، مما يجعل القلب لا يحصل على الكمية الكافية من الأكسجين، مما يؤدي إلى موت الأنسجة التي لا تصلها الأكسجين.

أسباب نادرة

  • تعتبر التشنجات الشديدة، أو انقباض الشريان التاجي من الأسباب النادرة التي قد تؤدي إلى النوبة القلبية، حيث يمكن أن يحدث ذلك حتى في الشرايين التي لا تحتوي على تراكم اللويحات، يعمل هذا الانقباض على قطع تدفق الدم
  • لم يتم فهم التشنجات بشكل جيد كسبب مؤد للنوبة القلبية، لكنها تبدو مرتبطة بعدة عوامل، منها:
    • تناول بعض العقاقير، مثل الكوكايين.
    • تدخين السجائر.
    • التعرض لدرجات حرارة منخفضة بشكل حاد.
    • الشعور بألم عاطفي شديد، أو ضغط نفسي.

عوامل خطر الإصابة بنوبة قلبية

تشمل عوامل الخطر للإصابة بالنوبة القلبية ما يلي:

  • التدخين.
  • مرض السكري.
  • العمر: يزداد الخطر لدى الرجال فوق 45 عامًا والنساء فوق 55 عامًا (أو بعد انقطاع الطمث).
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم.
  • التاريخ العائلي للإصابة بالنوبات القلبية.
  • العرق: الأمريكيون من أصل أفريقي، المكسيكيون الأمريكيون، الأمريكيون الأصليون، والهاواييون الأصليون هم الأكثر عرضة للخطر.
  • قلة النشاط البدني.
  • الضغط النفسي.
  • السمنة.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، لكن أمراض القلب تُعتبر السبب الرئيسي للوفاة بين النساء.

ما هي أعراض النوبة القلبية؟

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للنوبة القلبية لدى الرجال والنساء ما يلي:

  • عدم الراحة في الصدر: المعروف أيضًا بالذبحة الصدرية، وقد يظهر كألم أو ضغط، أو إحساس بالضيق، أو الثقل أو الحرقة كما يحدث في حرقة المعدة.
  • ألم أو انزعاج في مناطق، مثل الرقبة أو الكتفين أو الفك السفلي، أو الذراعين أو الجزء العلوي من الظهر أو البطن.
  • ضيق في التنفس يستمر لفترة تتجاوز بضع ثوانٍ.

قد تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

  • الشعور بالدوار، أو التوازن غير المستقر، أو الإغماء.
  • الغثيان أو القيء.
  • تعرق مفرط.
  • تعب شديد.
  • شعور بالقلق.
  • خفقان القلب، حيث تشعر بأن قلبك ينبض بسرعة كبيرة، أو بشكل غير منتظم.
  • الشعور بالتعب غير المبرر، والذي قد يستمر أحيانًا لعدة أيام.

أعراض النوبة القلبية لدى النساء

من أبرز العلامات التي تعاني منها النساء هي الألم، أو الإحساس بعدم الراحة في منطقة الصدر، ومع ذلك، فإن النساء قد يكن أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية دون أن يشعرن بأي ألم في صدورهن.

لذا، يتعين على النساء أن يكن واعيات تمامًا للأعراض الأخرى التي قد تشير إلى نوبة قلبية، مثل ضيق التنفس، والتعرق المفاجئ، والإرهاق، والدوار.

مضاعفات النوبة القلبية

قد تكون المضاعفات ذات عواقب وخيمة، وتشمل ما يلي:

  • نقص تدفق الدم: مما قد يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية ثانية، أو ألم دائم في الصدر (الذبحة الصدرية).
  • عدم انتظام ضربات القلب: قد يتعرض قلبك لنبضات غير طبيعية نتيجة للضرر الذي لحق به.
  • سكتة قلبية.
  • صدمة قلبية: حالة حرجة تهدد الحياة حيث يعجز قلبك فجأة عن ضخ الكمية الكافية من الدم إلى جسمك.
  • تمزق القلب: حيث يحدث انفصال لجزء من أنسجة القلب.
  • جلطات الدم.
  • التهاب التامور: وهو التهاب يغزو البطانة التي تحيط بالقلب.

طُرق تشخيص النوبة القلبية

عند الشك في وجود مشكلة قلبية، سيقوم طبيبك بطلب مجموعة من الفحوصات لتحديد التشخيص بدقة. تشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG)

يسجل هذا الفحص النشاط الكهربائي للقلب، ويساعد في تشخيص اضطرابات النظم القلبي، كما يمكنه الكشف عن أي ضرر ناجم عن تدني تدفق الدم.

  • فحوصات الدم

عندما يتراجع تدفق الدم، تتسرب بروتينات معينة إلى مجرى الدم، يمكن لفحص الدم أن يكشف عن هذه البروتينات، وقد يرغب طبيبك في إجراء فحص دم عدة مرات خلال الـ 24 إلى 48 ساعة الأولى من ظهور الأعراض.

في مختبرات دلتا، ندرك أهمية السرعة والدقة في الفحوصات المعملية لتشخيص أمراض القلب، لذلك، نلتزم بتقديم نتائج سريعة ودقيقة لجميع التحاليل المطلوبة، لأننا نؤمن بأن سرعة تلقي العلاج تلعب دورًا حاسمًا في الحد من المضاعفات، وضمان أفضل النتائج الصحية لك.

  • اختبارات أخرى

قد يطلب طبيبك إجراء اختبارات إضافية، مثل:

  1. تخطيط صدى القلب: يستخدم هذا الفحص بالموجات فوق الصوتية لتكوين صور لقلبك، مما يساعد على تقييم كفاءة ضخ الدم، وقد يشير إلى وجود مشاكل في صمامات القلب.
  2. تصوير الصدر بالأشعة السينية: يُظهر هذا الفحص حجم وشكل القلب، بالإضافة إلى أي تجمعات سوائل في الرئتين.
  3. التصوير النووي: يتضمن هذا الفحص حقن مادة مشعة دقيقة في الدم، التي تتجه نحو القلب لتكوين صور تُظهر كفاءة ضخ القلب، هذه المادة آمنة، وتخرج من الجسم بعد انتهاء الفحص.
  4. تصوير الأوعية التاجية: يُعرف أيضاً بقسطرة القلب، حيث يتم إدخال أنبوب طويل في وعاء دموي، ثم يُوجه نحو القلب، أو الشرايين المتصلة به، تُحقن مادة في الأنبوب لتصبح مرئية بالأشعة السينية، مما يساعد الطبيب على تحديد أماكن الانسداد التي تؤثر على تدفق الدم إلى القلب.

علاج النوبة القلبية بالمنزل

في الحقيقة؛ لا يمكن علاج النوبات القلبية في المنزل بأي شكل من الأشكال، إذ تعتبر حالة طبية طارئة وخطيرة تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً في المستشفى.

ما يمكن القيام به في المنزل هو إجراءات إسعاف أولي بسيطة يهدف إلى تقليل الضرر، أو الحفاظ على حياة المصاب حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة.

لذلك؛ إذا كنت تعتقد أنك أو شخص آخر يعاني نوبة قلبية، اتصل فورًا لطلب سيارة إسعاف، إذ يمكن أن ينقذ التدخل السريع حياة.

الإسعافات الأولية لحالات النوبات القلبية

إذا كنت تعاني أعراض نوبة قلبية، يجب عليك:

  • امضغ الأسبرين: تناول 300 مليغرام من الأسبرين (ما لم تكن لديك حساسية تجاهه). مضغ الأسبرين قد يساعد على تقليل الأضرار التي تصيب القلب.
  • تناول ثلاثي نترات الجلسرين: إذا كان طبيبك قد وصف لك هذا الدواء لحالة قلبية سابقة، فتناوله وفقًا للتعليمات.
  • في حال كان الشخص فاقدًا للوعي، أو لا يتنفس، اتصل بالنجدة وابدأ الإنعاش القلبي الرئوي على الفور. استخدم جهاز مزيل الرجفان إذا كان متاحًا.
  • لا تقُد السيارة إذا كنت تعاني نوبة قلبية.
  • إذا كانت سيارة الإسعاف غير متاحة، اطلب من أحد المارة، أو الجيران أن ينقلوك إلى المستشفى.

أسئلة شائعة

نظرًا؛ لأن مشكلات القلب هي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة على مستوى العالم، فدائمًا ما يكون هناك عدة تساؤلات حول تلك المشكلة، إليك أبرزها:

هل يُمكن الوقاية من النوبات القلبية أو تجنبها؟

يمكن أن يساهم اتباع أسلوب حياة صحي في الوقاية من النوبات القلبية، ويشمل ذلك:

  • إجراء فحوصات دورية منتظمة لصحة القلب، ويمكنك حجزها من هنا
  • الإقلاع عن التدخين، وتجنب التعرض للتدخين السلبي. 
  • الالتزام بنظام غذائي صحي منخفض الدهون والكوليسترول.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • إدارة مستويات التوتر.
  • التحكم في ضغط الدم.
  • إدارة نسبة السكر في الدم إذا كنت تعاني مرض السكري.

هل النوبة القلبية خطيرة؟

بالتأكيد، النوبة القلبية تمثل خطرًا جسيمًا للغاية، إنها حالة طبية عاجلة تتطلب استجابة فورية، إذ عندما يحدث انسداد في الشريان الذي يغذي عضلة القلب، يبدأ جزء من هذه العضلة في التعرض للتلف، أو حتى الفناء نتيجة نقص الأكسجين والدم، وكل دقيقة تمر دون تلقي العلاج تساهم في تفاقم الضرر الذي يلحق بالقلب، مما يجعل الوقت عاملاً حاسمًا في إنقاذ الحياة.

هل النوبة القلبية تسبب الوفاة؟

نعم، يمكن أن تؤدي النوبة القلبية إلى الوفاة. إذا لم تُعالج بشكل سريع وفعال، فإن الأضرار التي تلحق بعضلة القلب قد تكون كبيرة لدرجة أنها قد تسبب فشل القلب، أو اضطرابات خطيرة في النبضات القلبية، مما يزيد خطر الوفاة. لذلك، فإن التدخل الطبي العاجل هو العامل الأساسي لإنقاذ حياة المريض، وتقليل المخاطر المحتملة.

هل السكتة القلبية هي النوبة القلبية؟

تختلف النوبة القلبية عن السكتة القلبية، فهما نوعان مختلفان من أمراض القلب.

  • تحدث النوبة القلبية نتيجة انسداد أحد الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، وفي هذه الحالة يبقى الشخص واعيًا ويواصل التنفس.
  • بينما السكتة القلبية تحدث عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم إلى الجسم، مما يؤدي إلى توقف التنفس وفقدان الوعي.

في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي النوبة القلبية إلى حدوث سكتة قلبية، لأن الإصابة بنوبة قلبية قد تسبب اضطرابًا خطيرًا في نظم القلب، مما يؤدي إلى سكتة قلبية. تُعتبر كلتا الحالتين طوارئ صحية، يجب الاتصال بالطوارئ على الفور.

الخلاصة

تُعد النوبات القلبية حالات طبية خطيرة، تُهدد الحياة، فمن الضروري إجراء فحوصات صحة القلب بانتظام لحماية قلبك وجسمك من خطر أمراض القلب.

المصادر

اذهب إلى الأعلى