طرق الوقايه من الامراض المعديه: دليلك الشامل لمعرفة أهم 11 طريقة رئيسية
هل فكرت يومًا في كيفية حماية نفسك وأحبائك من تلك الكائنات الدقيقة التي لا ترى عبر العين المجردة، لكنها قادرة على إحداث فوضى في صحتنا؟، يُعد معرفة طرق الوقايه من الامراض المعديه بمثابة خط الدفاع الأول للحماية.
تابع معنا السطور القادمة، وتعرف على الأمراض المعدية، وكيفية انتقالها بين البشر، وأبرز الطرق الوقائية.
تعريف الأمراض المعدية
قبل أن نذكر طرق الوقايه من الامراض المعديه، لا بد من معرفة ما هي الأمراض المعدية؟، إنها اضطرابات تنشأ نتيجة لاختراق كائنات دقيقة للجسم، كالبكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات.
هذه الكائنات قد توجَد بشكل طبيعي داخل الجسم، دون أن تُحدث ضررًا، ولكن في ظروف خاصة، يمكن أن تنمو وتتكاثر، محدثةً بذلك الآلام والأمراض.
طرق انتقال الأمراض المعدية
تتعدد السبل التي يمكن من خلالها الإصابة بالأمراض المعدية، وتختلف باختلاف نوع الجرثومة. ومن هذه السبل:
- أولاً، الاتصال المباشر مع شخص مريض، حيث يشمل ذلك التقبيل، واللمس، والعطس، والسعال، وأيضًا الاتصال الجنسي. وإذا كنتِ حاملاً، قد تنقلين بعض الجراثيم إلى جنينك، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا.
- ثانيًا، التلامس غير المباشر، فكلما لمست شيئًا ملوثًا بالجراثيم، كأن يلمس شخص مريض مقبض باب ثم تأتي وتلمسه، قد تصبح ضحية لهذه الجراثيم.
- ثالثًا، يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا عبر لدغات الحشرات أو الحيوانات، مما يشكل تهديدًا إضافيًا لصحتك.
- وأخيرًا، الهواء العابر في الأرجاء قد يتسبب في التلوث عن طريق الغذاء، أو الماء، أو التربة، أو حتى النباتات الملوثة، مما يعكس عمق التحديات الهائلة التي نواجهها في عالم الصحة.
كيفية الوقاية من الأمراض المعدية
يُعتبر تجنّب العدوى أمرًا بالغ الأهمية للحد من المشاكل الصحية المؤقتة الناتجة عن الأمراض، وكذلك لتفادي المضاعفات طويلة الأمد، كما أنه يقلل من احتمالية نقل العدوى إلى أشخاص آخرين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة. وفيما يلي سوف نتعرف على أهم طرق الوقايه من الامراض المعديه:
-
نظافة اليدين
تُعد نظافة اليدين من أبرز السُبل الفعّالة لمكافحة العدوى والحد من انتشارها. ويشير مصطلح نظافة اليدين إلى أي عملية تهدف إلى تنظيف اليدين، سواء عبر غسلهما بالماء والصابون أو فركهما بوسائل مخصصة.
غالبًا؛ ما تعيش الكائنات الدقيقة على سطح اليدين، حيث يمكن أن تكون هذه الكائنات بكتيريا مقيمة، أو تلك التي تنتقل في أثناء ممارسة الأنشطة الصحية. تسعى إجراءات نظافة اليدين إلى تقليل عدد الكائنات الدقيقة، وخصوصًا البكتيريا العابرة، التي تُشكل تهديدًا أكبر لانتقال العدوى.
- غسل اليدين: من الضروري أن نغسل أيدينا بالماء والصابون في حالات الاتساخ الواضح، وبعد استخدام المرحاض، حيث يعد ذلك علامة على العناية بالنظافة الشخصية.
- فرك اليدين: يُعتبر استخدام محلول كحولي (ABHR)، الطريقة المثلى لتنظيف الأيدي في بيئات الرعاية الصحية، خاصةً عندما لا تظهر علامات الاتساخ الواضح.
يتمتع هذا المحلول بفعالية استثنائية في مواجهة معظم أنواع البكتيريا والعديد من الفيروسات، متفوقًا في ذلك على الصابون الطبي أو غيره، بالإضافة إلى ذلك، فإنه أقل تأثيرًا في جفاف اليدين مقارنةً بغسلهما بالماء والصابون، مما يقلل من احتمالية تهيج الجلد، ويجب أن يُطبق محلول ABHR على يديْن جافتين لتحقيق أفضل النتائج.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن “اللحظات الخمس لنظافة اليدين”، والتي تمثل الأوقات الحرجة، التي تتطلب فيها العناية بنظافة الأيدي، وتتضمن هذه اللحظات الخمس كجزء أساسي من طرق الوقايه من الامراض المعديه:
- قبل التفاعل مع العميل
- قبل الشروع في أي إجراء طبي
- بعد التعرض أو التعامل مع سوائل الجسم أو المواد
- بعد التواصل مع العميل
- بعد ملامسة البيئة المحيطة بالعميل.
-
تجنب مشاركة الأغراض الشخصية
يمكن أن تمثل فرش الأسنان، المناشف، شفرات الحلاقة، المناديل، ومقصات الأظافر مصادر محتملة لمسببات الأمراض المعدية، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات.
ويُطلق على هذه العناصر اسم “الفوميتات”، وهو تعبير يُستخدم للإشارة إلى المواد، أو الأغراض التي قد تحمل العدوى، مثل الملابس والأواني والأثاث.
على الرغم من أن العديد من مسببات الأمراض تتمتع بمخاطر ضئيلة في الانتقال عبر الأدوات، إلا أن بعضًا منها قد ينتشر بهذه الوسيلة، ومن بين هذه المسببات:
- كلوستريديويدز ديفيسيل (C. diff).
- الإشريكية القولونية (E. coli).
- مرض اليد والقدم والفم.
- قمل الرأس.
- الإنفلونزا.
- نوروفيروس.
- الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
- فيروس الراينو (المتعلق بنزلات البرد الشائعة).
- التهابات الجلد العنقودية.
- العقدية.
لذا، من الضروري تعليم الأطفال أهمية عدم وضع الألعاب، والأشياء في أفواههم، وأن تتجنب فعل ذلك بنفسك.
-
ارتد أقنعة الوجه
أضحت أقنعة الوجه أحد طرق الوقايه من الامراض المعديه، وخاصة بعد جائحة كوفيد-19، من العناصر الأساسية في حياة الناس اليومية، فهي ليست مجرد وسيلة وقائية، بل درع يحميك من الأمراض التنفسية المُعدية، ويحول دون انتقال العدوى إلى الآخرين إذا كنت مصابًا.
لذا، يتعين عليك الالتزام بارتداء كمامة الوجه في حال ظهور أي أعراض تنفسية، خاصة إذا لم تكن قادرًا على عزل نفسك، وإذا كان قناعك يمكن استخدامه عدة مرات، فلا تنسَ أن تعتني بنظافته بشكل جيد، فغسله في الغسالة، أو يدويًا يُعتبر وسيلة فعّالة لضمان سلامته ونقائه.
كيفية اختيار قناع الوجه
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بضرورة انتقاء قناع وجه يتناسب مع الاستخدام الطويل، كما يجب أن يتم التأكد من أن القناع يغطي بشكل كامل الأنف والفم.
ومن الجدير بالذكر؛ إلى أن أقنعة القماش تقدم مستويات حماية أقل مقارنةً بالأقنعة الجراحية، أو أحادية الاستخدام.
-
غط فمك
تشمل أسس النظافة الصحيحة تلك العادة القديمة، المتمثلة في تغطية الفم عند السعال، أو العطس.
كما أن العديد من التهابات الجهاز التنفسي تتنقل عبر الرذاذ، مما يهدد الأشخاص القريبين بخطر الإصابة، بينما هناك أمراض أخرى تنتشر في الفضاء، حيث تنتشر جزيئات الهباء الجوي الصغيرة على مسافات أطول لتصيب من حولها.
كذلك، تزداد درجة الخطورة مع التهابات الجهاز التنفسي العلوي، حيث تتركز الجسيمات الفيروسية، أو البكتيرية في الأنف والحلق، بل إن بعض التهابات الجهاز التنفسي السفلي، مثل السل، قد تنتشر عند السعال.
وللحد من انتشار هذه التهابات الجهاز التنفسي، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتغطية فمك باستخدام ذراعك، أو كمك أو ثنية مرفقك، بدلاً من الاعتماد على يديك العاريتين.
-
احرص على الحصول على التطعيمات
تُعد التطعيمات من أهم طرق الوقايه من الامراض المعديه وأكثرها فعالية، لقد خُصص جهاز المناعة لديك لتكوين “ذاكرة” لمواجهة العدوى السابقة، مما يمنحه القدرة على الاستجابة السريعة (عن طريق إنتاج أجسام مضادة معينة، أو خلايا B، أو خلايا T) عندما يعود العامل الممرض إلى الظهور.
إذ يؤدي التطعيم تقريبًا نفس الوظيفة، حيث يُعرّض الجسم لشكل ضعيف أو ميت من مسببات الأمراض، مما يحفز إنتاج نفس الخلايا الدفاعية.
كما يُعد الحصول على التطعيمات الضرورية يعد بمثابة درع واقٍ لك، ولمن حولك من مخاطر العدوى والأمراض. لذا، التزم بالجدول الموصى به للأطفال، ولا تنسَ الحصول على اللقاحات والجرعات المعززة المقترحة للبالغين، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا السنوي.
-
السفر بأمان
قد تكون الإصابة بالأمراض المعدية أمرًا يسيرًا أثناء الرحلات، لا سيما عند التوجه إلى دول تعاني ضعفًا في الموارد، لكن هناك طرق الوقاية من الامراض المعديه أثناء السفر، تتمثل في:
- كن حذرًا بشأن المياه: إذا كانت جودة المياه في وجهتك محل شك، فلا تتردد في استخدام المياه المعبأة للشرب وتنظيف أسنانك، وابتعد عن مكعبات الثلج، فقد تكون ملوثة بطريقة غير مرئية.
- تجنب تناول اللحوم أو الدجاج أو الأسماك النيئة، أو غير المطبوخة بشكل جيد: تأكد من استهلاك هذه الأطعمة فقط بعد طهيها تمامًا.
- تحضير الخضار والفواكه بحذر: عند تناول الفاكهة، اختار تلك القابلة للتقشير، وتأكد من عدم تلامس القشر مع الجزء الداخلي أثناء التقشير.
- تأكد من حصولك على جميع التطعيمات الموصى بها للمسافرين إلى وجهاتك.
-
تحسين التهوية
تُعد تحسين التهوية من العوامل الأساسية ضمن طرق الوقايه من الامراض المعديه، إذ تسهم التهوية الجيدة في طرد جزيئات فيروسات الجهاز التنفسي من الهواء، مما يعزز من نقاء المحيط الذي تتنفس فيه، إذ يُستحسن إدخال هواء نقي إلى داخل منزلك أو متجرك أو مكتبك بصورة يومية، خاصة بعد زيارة أي شخص.
إذا كان بالإمكان، حاول فتح النافذة قليلاً، حوالي 5 سم، معظم اليوم، أو افتح النوافذ لمدة لا تقل عن 15 دقيقة كلما كان ذلك متاحًا وآمنًا.
أما إذا كنت تعاني عدم إمكانية فتح النوافذ، أو إذا لم يكن ذلك آمنًا، فتأكد من أن نظام التهوية لديك يعمل بكفاءة على تصفية، وتنظيف الهواء المحيط بك.
-
احصل على قدر كاف من النوم
إن قلة النوم قد تضعف الجهاز المناعي، وتُعزز من فرص التعرض للعدوى، فعندما يكون جهازك المناعي في حالة ضعف، تقل قدرته على محاربة الجراثيم والميكروبات، مما يزيد احتمال إصابتك بالأمراض.
كما تختلف احتياجات النوم باختلاف مراحل العمر؛ فالأطفال والمراهقون يحتاجون إلى فترات أطول من النوم مقارنة بالبالغين، ومن هنا، تُوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها البالغين بالحصول على سبع ساعات، أو أكثر من النوم كل ليلة لضمان صحة مثلى.
-
تناول طعام صحي
إن ما تختاره من طعام ينعكس بشكل مباشر على قدرة جسمك في مقاومة الجراثيم، مثل الفيروسات والبكتيريا، ومن بين الأطعمة، التي يُستحسن الابتعاد عنها، أو تناولها بحذر:
- الأطعمة الغنية بالسكر المكرر.
- الأطعمة الغنية بالملح.
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
- الكحول.
في المقابل، هناك أطعمة تقدم لجهازك المناعي العناصر الغذائية الضرورية لمواجهة الأمراض، والتي تكون ضمن طرق الوقايه من الامراض المعديه، هي:
- الفواكه.
- الخضروات.
- الحبوب الكاملة.
- البقوليات.
- الأطعمة البروبيوتيكية.
-
ممارسة الجنس الآمن
يمكن تجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا (STIs)، بشكل فعال من خلال الاستخدام الدقيق والمستمر للواقي الذكري، فضلاً عن تقليل عدد الشركاء الجنسيين، فهذه التدابير لا تساهم فقط في تقليل خطر العدوى، بل تساهم أيضًا في حماية الآخرين من انتقال العدوى.
-
تجنب الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات
يُعد تجنب الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوانات جزءًا حيويًا من طرق الوقايه من الامراض المعديه، حيث تعتبر العدوى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، والمعروفة بالأمراض الحيوانية المنشأ، أكثر شيوعًا مما قد يعتقده البعض، لذلك، إذا كنت تمتلك حيوانات أليفة، فاحرص على إجراء الفحوصات الدورية لها، وتحديث تطعيماتها بانتظام.
كما يجب تنظيف صناديق الفضلات بشكل مستمر، والابتعاد عن براز الحيوانات، خصوصًا بالنسبة للأطفال الصغار.
وإذا كنتِ حاملاً، أو تعانين ضعفًا في المناعة، فمن الأفضل أن تطلبي من شخص آخر القيام بتنظيف صندوق الفضلات، أو على الأقل ارتداء القفازات، ومن ثم غسل يديك بالماء والصابون بعناية، إذ إن براز القطط، في كثير من الأحيان، قد يكون مصدرًا لعدوى داء المقوسات.
الخلاصة
من الجيد أن تتبع طرق الوقايه من الامراض المعديه، وذلك للحد من المشاكل الصحية المؤقتة الناتجة عن الأمراض، وكذلك لتفادي المضاعفات طويلة الأمد، وتقليل احتمالية نقل العدوى إلى أشخاص آخرين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.