ما هي انزيمات الكبد؟ دليلك لمعرفة أسباب ارتفاعها

تُعد انزيمات الكبد من المؤشرات الحيوية التي تكشف عن صحة وأداء أثقل عضو في جسم الإنسان، حيث أن الكبد يقوم بدور محوري في هضم وتخزين الدهون والفيتامينات وإزالة السموم من الجسم، وعند حدوث خلل في خلاياه ترتفع هذه الانزيمات، لذلك يجب معرفة أهمية الانزيمات وما اسباب واعراض ارتفاعها وكيفية علاجها.

ارتفاع انزيمات الكبد

يدل ارتفاع انزيمات الكبد على وجود التهاب أو ضرر في خلايا الكبد، فعندما تلتهب أو تتضرر هذه الخلايا فإنها تطلق كميات أكبر من الطبيعي من بعض المواد الكيميائية في مجرى الدم، بما في ذلك إنزيمات الكبد التي تظهر بمستويات أعلى من المعدل الطبيعي في نتائج اختبارات الدم.

اسباب ارتفاع انزيمات الكبد

يُنظر ارتفاع الانزيمات إلى وجود مشكلة صحية تتكلب مراجعة الطبيب وإجراء عدد من الفحوصات الطبية لمعرفة سبب الارتفاع، وتتنوع الحالات ما بين بسيطة إلى خطيرة، ولكن فهم الاسباب المتسببة في الارتفاع تسهم في اتخاذ خطوات وقائية وعلاجية صحيحة، ومن أبرز أسباب ارتفاع انزيمات الكبد التالي:

الكبد الدهني: تتراكم الدهون على الكبد نتيجة التغذية غير السليمة أو قلة النشاط البدني، مما يؤدي إلى التهاب الكبد وتلف خلاياه.
التهابات الكبد: تشمل التهابات الكبد الفيروسية مثل: (التهاب الكبد B وC)، والتي تؤدي إلى التهاب وتلف خلايا الكبد.
سرطان الكبد: نمو الخلايا السرطانية في الكبد قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في إنزيماته.
تليف الكبد: مع مرور الوقت قد يسبب تليف الكبد ندبات في الأنسجة مما يمنع الكبد من أداء وظيفته بشكل طبيعي.
الاضطرابات الهضمية: الحساسية تجاه الجلوتين (مثل داء السيلياك) قد تؤدي إلى تلف الكبد في حال عدم تجنب المواد المسببة للحساسية.
تسمم الدم: عند انتقال العدوى إلى الدم، يمكن أن تتأثر أنسجة الكبد وتسبب ارتفاعًا في إنزيماته.
متلازمة الأيض: تمثل مجموعة من الاضطرابات التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر وزيادة الدهون، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد.
ارتفاع مستوى سكر الدم: عدم التحكم بمستويات السكر قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد ويسبب الالتهاب.
ارتفاع ضغط الدم: يتسبب الضغط المرتفع في الضغط على الكبد وزيادة انزيماته، وبشكل خاص عند وجود عوامل أخرى مثل: (السمنة).
السمنة وزيادة الوزن: تتسبب السمنة في تراكم الدهون حول الكبد وتزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني وارتفاع إنزيماته.
داء ويلسون: هو مرض وراثي يسبب تراكم النحاس في الكبد والدماغ، مما يؤدي إلى تلف خلايا الكبد.
التهاب العضلات: قد يؤدي التهاب العضلات إلى زيادة الإنزيمات التي تنتقل عبر الدم وتؤثر على الكبد.
بعض الأدوية: مثل أدوية تخفيف الكوليسترول والمسكنات، قد ترفع إنزيمات الكبد إذا استُخدمت لفترات طويلة أو بجرعات عالية.
داء ترسب الأصبغة الدموية: مرض وراثي يسبب تراكم الحديد في الجسم، مما يؤدي إلى تلف الكبد وأعضاء أخرى.
فيروس إبشتاين بار: يسبب هذا الفيروس الحمى الغددية ويمكن أن يؤدي إلى التهاب الكبد وارتفاع الإنزيمات.
سوء استخدام الأدوية وتعاطي الكحوليات: يؤدي الإفراط في تناول بعض الأدوية أو المشروبات الكحولية إلى تلف الكبد وارتفاع إنزيماته.

أعراض ارتفاع انزيمات الكبد

يصاحب ارتفاع انزيمات الكبد ظهور عدد من الأعراض التي قد تتطلب مراجعة الطبيب، فإدراك هذه الأعراض ومعرفة كيفية التعامل معاها، يساعد على التشخيص المبكر وإعطاء العلاج المناسب مع الحالة للحفاظ على صحة الكبد ومنع حدوث مضاعفات، ومن أبرز الأعراض التالي:

اصفرار الجلد: تسمى هذه الحالة باسم (اليرقان) يتمثل في اصفرار الجلد وبياض العينين والأغشية المخاطية، و يحدث ذلك نتيجة تراكم مادة البيليروبين في الجسم بسبب خلل في وظائف الكبد، مما يؤدي إلى صبغة صفراء واضحة على الجلد والعينين.
ألم أو تورم في البطن: يتسبب التهاب أو تلف الكبد في ألم أو شعور بالانتفاخ في منطقة البطن، خاصة حول الجزء العلوي الأيمن الذي يقع فيه الكبد.
القيء أو الغثيان: يُعد الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة، حيث أن الكبد المتضرر لا يكون قادرًا على معالجة السموم والمواد الضارة بشكل كامل، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة في المعدة.
تغير لون البول: عندما يرتفع مستوى البيليروبين في الجسم، يتحول لون البول إلى اللون الداكن، ويكون ذلك أحد العلامات التي قد تدل على مشكلات في الكبد.
تغير لون البراز: تؤثر مشكلات الكبد على البراز، حيث يصبح لونه فاتحًا نتيجة نقص إنتاج الأملاح الصفراوية التي تساهم في هضم الدهون وإضفاء اللون الطبيعي على البراز.
الضعف: قد يكون نتيجة ارتفاع إنزيمات الكبد، حيث تقل كفاءة الكبد في معالجة العناصر الغذائية والسموم، مما يؤدي إلى انخفاض الطاقة.
التعب المستمر والاجهار: هما أمران شائعان مع اضطرابات الكبد، حيث أن الجسم يبذل جهدًا إضافيًا للتعامل مع السموم والمعالجة غير الكافية للمواد الضارة.
قلة الشهية: يؤدي ارتفاع إنزيمات الكبد إلى نقص الرغبة في تناول الطعام، بسبب الشعور المستمر بالغثيان والإجهاد، ما يؤدي إلى ضعف الشهية.

تحليل انزيمات الكبد

يطلب الطبيب المعالج من المريض إجراء تحليل انزيمات الكبد المعروف باسم (وظائف الكبد)، وذلك بعد ظهور عدة أعراض، بهدف معرفة مدى الضرر الذي لحق بالكبد، ومتابعة نتائج العلاج، ومراقبة الآثار الجانبية لبعض الأدوية؛ مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية خفض الكولسترول وغيرهم، ويضم تحليل الوظائف عدد من الأنزيمات والخلايا مثل:

جدول المحتويات

ناقلة أمين الألانين (ALT)

يُمثل هذا الانزيم المعروف باسم (ALT)، أهم الاختبارات التي تُجرى لتقييم وظائف الكبد، حيث يسهم هذا الإنزيم في عملية تكسير البروتينات، ويشير ارتفاع مستوياته في الدم إلى احتمال حدوث تلف في خلايا الكبد.

ناقلة أمين الأسبارتات (AST)

يُعد هذا الانزيم المعروف باسم (AST)، أحد الإنزيمات الأساسية في الكبد، ويشير ارتفاع مستوى هذا الإنزيم في تحليل وظائف الكبد إلى احتمال وجود تلف أو مرض في الكبد.

الفوسفاتيز القلوي (ALP)

يدل ارتفاع هذا الانزيم الموجود في الكبد والقنوات الصفراوية والعظام، على احتمالية وجود تلف في الكبد أو انسداد في القنوات الصفراوية أو وجود خلل في العظام.

اختبار الألبومين

الألبومين هو البروتين الرئيسي الذي يُنتجه الكبد، ويلعب دورًا هامًا في تغذية الأنسجة ونقل الهرمونات والفيتامينات، مما يُساهم في منع تسرب السوائل من الأوعية الدموية، ويقيس هذا الاختبار قدرة الكبد على إنتاج هذا البروتين، ويُشير انخفاض مستوياته إلى خلل في وظيفة الكبد.

اختبار البيليروبين

هي مادة تتشكل عند تكسير خلايا الدم الحمراء، ويتولى الكبد التخلص منها، عند ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم، وقد يكون ذلك إشارة على وجود مشكلة في الكبد.

ناقلة جاما جلوتاميل (GGT)

هو إنزيم آخر موجود في الكبد، يعرف باسم (GGT) ويشير ارتفاع مستوياته إلى احتمالية حدوث تلف في الكبد أو في القنوات الصفراوية.

اختبار نازع هيدروجين اللاكتات (LDH)

يدل ارتفاع مستوى إنزيم نازع هيدروجين اللاكتات على وجود تلف محتمل في الكبد.

اختبار زمن البروثرومبين (PT)

يقيس هذا الاختبار الوقت الذي يستغرقه الدم حتى يتخثر، فإذا استغرق التخثر وقتًا أطول من المعتاد، فقد يكون ذلك دليلاً على تلف الكبد.

علاج انزيمات الكبد

تُعد خطوة علاج ارتفاع إنزيمات الكبد خطوة هامة في الحفاظ على صحة الكبد ووظائفه الحيوية، وهناك بعض الحالات تستجيب لتعديلات بسيطة في نمط الحياة مثل: (تغيير النظام الغذائي وتقليل الإجهاد، وتجنب المواد الضارة كالكحول وبعض الأدوية)، بينما قد تتطلب حالات أخرى علاجات دوائية أو إجراءات طبية، وفيما يلي نعرض سُبل العلاج حسب وضع كل حالة: