تحليل وظائف القلب: أهم 10 اختبارات قد يطلبها الطبيب، وما تعنيه؟
هل تساءلت يومًا عن كيفية عمل أهم عضو في جسمك؟ وهل سبق لك أن فكرت في الفحوصات التي تُقيم صحته؟ إن قلب الإنسان، الذي ينبض دون انقطاع طوال الحياة، يُعتبر من أقوى وأهم العضلات التي تحتفظ بالحياة في الجسم.
لذا، فإن فهم وظائف هذا العضو الحيوي يُعدّ أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة، ومن هنا تبرز أهمية تحليل وظائف القلب في تحقيق هذا الهدف.
في هذا المقال الشامل، سوف نعرض أبرز الفحوصات التشخيصية المستخدمة لتقييم كفاءة عمل القلب، بالإضافة إلى أهم النصائح التي ينبغي اتباعها قبل الخضوع لأي فحص.
ما هي أجزاء القلب ووظائفها؟
من الضروري قبل معرفة ما هو تحليل وظائف القلب؟ لا بد من إلقاء نظرة على مكونات القلب، وهي:
يتكون جدار القلب من 3 طبقات، هي:
- الشغاف: هو غشاء شفاف يُبطن القلب من الداخل.
- عضلة القلب: هي الطبقة الوسطى من القلب، والأكثر سمكًا، والمسألة عن ضخ الدم
- الغشاء التاموري: هو الغلاف الرقيق المزدوج، الذي يحيط بالقلب، ويعمل على حمايته، حيث تمر الشرايين التاجية على سطح عضلة القلب تحت هذا الغلاف.
كذلك، يتكون القلب من 4 حجرات داخلية، الحجرات العلوية تُسمى بالأذينان (الأيمن والأيسر)، أما الحجرتان السفليتان فهما البطينان (الأيمن والأيسر).
تتصل حجرات القلب الأربع بالأوردة والشرايين الرئيسية، التي تعمل على نقل الدم إلى القلب وإخراجه منه.
يعتبر الأذينان نقطتي استقبال الدم في القلب، حيث يستقبل الأذين الأيمن الدم الفقير بالأكسجين من أكبر وريدين في الجسم، وهما الوريد الأجوف العلوي، والوريد الأجوف السفلي.
أما الأذين الأيسر فيستقبل الدم المؤكسج من الرئتين عبر الأوردة الرئوية. بعد ذلك، يضخ كلا الأذينين الدم إلى البطينين.
تعتبر البطينان محطتي الشحن في القلب،إذ يضخ البطين الأيمن الدم الفقير بالأكسجين إلى الرئتين من خلال الشريان الرئوي، بينما يضخ البطين الأيسر الدم المؤكسج إلى الجسم عبر الشريان الأورطي، وهو أكبر شريان في الجسم.
لماذا يُعد تحليل وظائف القلب ضروريًا؟
تحليل وظائف القلب ليس مهمًا فقط لتشخيص الأمراض، بل يشمل أيضًا جوانب عديدة من الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية.
- الكشف المبكر والتشخيص الصحيح: تساعد هذه الفحوصات في اكتشاف الأمراض القلبية في بداياتها، حتى قبل ظهور الأعراض الواضحة، مما يُعزز فرص الشفاء، ونجاح العلاج بشكل كبير.
- متابعة فعالية العلاج: إذا كنت تعاني مشكلة في القلب، أو تتلقى علاجًا معينًا، فإن تحليل وظائف القلب يساعد الأطباء في معرفة كيف يستجيب قلبك للأدوية، أو للعمليات الجراحية (مثل تركيب الدعامات أو جراحة القلب المفتوح)، تعمل هذه المتابعة بشكل دوري على تعديل خطة العلاج لضمان أفضل النتائج، وتحسين حياتك.
- تقييم المخاطر المستقبلية: يمكن أن تساعد هذه الفحوصات في التعرف على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية في المستقبل، حتى لو لم يشعروا بأي أعراض حالية.
- فهم أفضل لصحة قلبك: تعطيك هذه التحاليل أنت وطبيبك صورة واضحة عن صحة قلبك، تُساعد هذه المعلومات الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية مناسبة لحالتك، كما تمنحك الطمأنينة، وخطة واضحة للتعامل مع أي مشاكل صحية.
أبرز 10 اختبارات يطلبها الطبيب لتقييم صحة القلب
إذا كنت تواجه تحديات صحية تتعلق بالقلب، أو يُشتبه في إصابتك بمرض قلبي، فقد يُوصي طبيبك بإجراء مجموعة من الفحوصات الضرورية.
تُعرف هذه الفحوصات بتحليل وظائف القلب، وفيما يلي سوف نعرض مجموعة شاملة من الاختبارات، التي تساهم في تقييم أداء القلب بشكل شامل.
-
فحص تخطيط صدى القلب “الإيكو”
يعتمد هذا الإجراء على استخدام الموجات الصوتية لإنتاج صور دقيقة تعكس حالة القلب، كما يمنح هذا الاختبار الشائع الأطباء القدرة على مراقبة نبضات القلب، وتدفق الدم عبره.
كذلك، تُستغل صور تخطيط صدى القلب في كشف مختلف التشوهات، التي قد تصيب عضلة القلب وصماماته، ويُمكن إجراء هذا الاختبار في حالة الراحة، أو خلال ممارسة النشاط البدني لزيادة معدل ضربات القلب.
- أسباب الاختبار:
- تحديد مصدر نفخة القلب.
- فحص كفاءة صمامات القلب.
- تقييم الصحة العامة للقلب.
-
تخطيط كهربية القلب (ECG أو EKG)
هو اختبار يقيس النشاط الكهربائي لنبضات القلب، مما يوفر نوعين من المعلومات.
أولاً، يمكن للطبيب تحديد مدة انتقال الموجة الكهربائية عبر القلب من خلال قياس الفترات الزمنية على التخطيط، مما يساعد على تقييم ما إذا كان النشاط الكهربائي طبيعيًا، أو بطيئًا، أو سريعًا، أو غير منتظم.
ثانيًا، من خلال قياس كمية النشاط الكهربائي الذي يمر عبر عضلة القلب، يمكن لطبيب القلب معرفة ما إذا كانت بعض أجزاء القلب متضخمة، أو متعبة.
- أسباب إجراء هذا الاختبار تشمل:
- مراقبة التغيرات في نظم القلب.
- تحديد ما إذا كانت قد حدثت نوبة قلبية.
- المساعدة في التنبؤ بتطور النوبة القلبية.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
هو تقنية طبية تعتمد على استخدام مجال مغناطيسي، وموجات ترددات راديوية لإنتاج صور دقيقة للأعضاء والهياكل داخل الجسم، كما يُستخدم تحليل وظائف القلب هذا لفحص القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحديد المناطق المتضررة في الدماغ نتيجة السكتة الدماغية.
- أسباب إجراء هذا الاختبار تشمل:
- تقييم بنية القلب.
- البحث عن النسيج الندبي داخل عضلة القلب.
- تقييم وظيفة صمامات القلب.
-
التصوير المقطعي المحوسب
هو تقنية تستخدم الأشعة السينية مع الاستعانة بحاسوب لإنتاج صور مقطعية للقلب، يُعرف أيضًا بتسميات مثل التصوير المقطعي المحوسب للقلب، أو التصوير المقطعي المحوري المحوسب.
يُستخدم هذا الاختبار لفحص القلب والأوعية الدموية للكشف عن أي مشاكل، بالإضافة إلى تقييم ما إذا كانت الأوعية الدموية في الدماغ قد تأثرت بالسكتة الدماغية.
- أسباب إجراء الاختبار تشمل:
- تقييم بنية القلب.
- تحديد ما إذا كانت هناك انسدادات في الشرايين التاجية.
-
تخطيط صدى القلب عبر المريء (TEE)
هو إجراء يستخدم موجات صوتية عالية التردد لالتقاط صور دقيقة للقلب، والأوعية الدموية المرتبطة به، يتضمن ذلك توصيل محول صدى القلب، الذي يقوم بإنتاج الموجات الصوتية، بأنبوب رفيع يتم تمريره عبر الفم والحلق وصولاً إلى المريء، الذي يقع بالقرب من الحجرتين العلويتين للقلب.
- أسباب إجراء هذا الاختبار تشمل:
- تقييم وظائف صمامات القلب.
- متابعة حالات مرض صمامات القلب.
- الكشف عن وجود جلطات دموية داخل القلب.
-
اختبار جهد القلب أثناء التمرين
يُعرف أيضًا باسم اختبار تحمل التمرين (ETT)، وهو ضمن تحليل وظائف القلب، إذ يقيس كفاءة إمداد القلب بالدم، ويحدد انتظام ضربات القلب أثناء النشاط البدني على جهاز المشي، أو الدراجة الثابتة.
كما يراقب هذا الاختبار مستويات التعب، ومعدل ضربات القلب، والتنفس، وضغط الدم، ونشاط القلب خلال ممارسة التمارين، ويمكن إجراء هذا الاختبار بالتزامن مع التصوير النووي، أو تخطيط صدى القلب.
- أسباب إجراء الاختبار تشمل:
- تحديد سبب ألم الصدر، وضيق التنفس والضعف.
- تقييم صحة القلب.
- تقييم سلامة ممارسة التمارين.
- رصد التغيرات في نظم القلب خلال النشاط.
- اكتشاف أدلة على عدم كفاية تدفق الدم إلى عضلة القلب أثناء الرياضة.
-
اختبار جهد القلب باستخدام الأدوية
يُعد اختبار قياس جهد القلب باستخدام الأدوية، أحد تحليل وظائف القلب، حيث يُعطى دواء عن طريق أنبوب وريدي في الذراع بهدف توسيع الشرايين، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وتدفق الدم، كما يحدث خلال التمارين الرياضية.
يمكن إجراء هذا الاختبار بالتزامن مع تصوير نووي، أو تخطيط صدى القلب، أو تصوير بالرنين المغناطيسي.
- أسباب إجراء الاختبار:
- تحديد أسباب ألم الصدر، وصعوبة التنفس والضعف.
- الكشف عن عدم كفاية تدفق الدم إلى عضلة القلب أثناء ممارسة النشاط البدني.
- مراقبة، أو تشخيص الانسدادات في الشرايين التاجية.
- تقييم مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية.
-
تصوير الأوعية التاجية
هو نوع من الأشعة السينية، يُستخدم لفحص الشرايين التي تغذي القلب، يتطلب هذا الإجراء إدخال قسطرة في وعاء دموي في الذراع أو الفخذ، حيث تُوجه إلى القلب والشرايين التاجية. بعد ذلك، تُحقن صبغة خاصة عبر القسطرة لالتقاط الصور، وتتعدد أسباب إجراء هذه الاختبارات، حيث تشمل:
- تحديد وجود تضيق، أو انسداد في الشرايين التاجية.
- تقييم الضغوط الداخلية في القلب.
-
اختبار المنضدة المائلة
اختبار الميل هو إجراء يُستخدم عادة لتحديد الأسباب وراء الشعور بالدوار، أو الإغماء، خلال هذا الاختبار، يستلقي الشخص على طاولة تميل ببطء إلى الأعلى، حيث يقوم الفريق الطبي بقياس استجابة ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب لتأثير الجاذبية، كما يراقب الممرض، أو الفني ضغط الدم، ومعدل النبض لمعرفة كيفية تغيرهما أثناء الاختبار.
- تتضمن أسباب إجراء الاختبار:
- تقييم نوبات الدوخة أو الإغماء.
- تحديد التغيرات في نظم القلب.
- تحليل وظائف القلب.
-
اختبارات أخرى
مثل اختبار مراقبة هولتر، ومسجلات الأحداث، وقياس القلب عن بعد المتنقل (MCT) تُستخدم لمتابعة إيقاع القلب لفترة طويلة في إطار العيادات الخارجية.
تهدف هذه الاختبارات إلى الكشف عن أي مشاكل في نظم القلب، التي قد تكون غير واضحة عند استخدام تخطيط كهربية القلب القياسي، حيث تظهر هذه المشكلات بشكل متقطع.
التحضيرات اللازمة لإجراء فحوصات وظائف القلب
يضمن التحضير الجيد لأي اختبار تحقيق أدق النتائج، كما أنه يعزز من راحتك أثناء التجربة. إليك بعض الإرشادات العامة التي عليك اتباعها قبل إجراء تحليل وظائف القلب:
- استشارة الطبيب: قبل إجراء أي فحص، يجب عليك مناقشة جميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك المكملات العشبية، وأي أمراض مزمنة تعاني منها، مثل السكري أو أمراض الكلى، بالإضافة إلى أي حساسيات معروفة، خصوصًا لصبغات الأشعة، فقد يطلب منك الطبيب التوقف عن بعض الأدوية لفترة مؤقتة.
- الصيام: بالنسبة لبعض التحاليل، مثل القسطرة القلبية، قد يُطلب منك الصيام لعدة ساعات قبل الإجراء، تأكد من الالتزام بالتعليمات بدقة.
- الملابس المناسبة: ارتداء ملابس فضفاضة، ومريحة سيساعدك في تسهيل الفحص، خاصة للاختبارات مثل الإيكو، أو مخطط القلب الكهربائي.
- الامتناع عن الكافيين والتدخين: قبل اختبار الإجهاد، قد يُنصح بتجنب الكافيين والتدخين لعدة ساعات، لأنهما قد يؤثران في نتائج الاختبار.
- طرح الأسئلة: لا تتردد في طرح أي استفسارات لديك حول الفحص، طريقة إجرائه، أو ما ينبغي توقعه، فهمك للعملية سوف يُساعد على تقليل قلقك.
الخلاصة
لا تنتظر حدوث مشكلات في قلبك، افحص نفسك بشكل دوري من خلال إجراء تحليل وظائف القلب كل فترة، واطمئن على صحة قلبك وأوعيتك الدموية، وعش في أمان، فلا تقتصر هذه الفحوصات على تشخيص الأمراض فقط، بل يُمكن استخدامها كوسيلة للوقاية أو العلاج.