حرارة الأطفال كم الطبيعي؟ دليل الأمهات لمعرفة المعدل الصحيح

يتعرض الأطفال مُنذُ اللحظة الأولى من ميلادهم، إلى عدد من التحديات الصحية، التي تحدث عادةً نتيجة عدم اكتمال وظائف الجهاز المناعي، وتُعد الحمى من أبرز هذه التحديات؛ وهو الأمر الذي يجعل جميع الأمهات تتساءل عن حرارة الأطفال كم الطبيعي؟

ويواجه كثير من الأمهات خاصةً الجدد، مشكلة في تحديد مؤشرات حرارة الجسم الطبيعية والخطيرة، إلى جانب عدم معرفة أماكن القياس الصحيحة، ومتى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟ وسُبل العلاج المُتاحة.

ومن هذا المنطلق حرصت مختبرات دلتا الطبية، أن يكون هذا المقال دليل شامل للأمهات، للتعرف بشكل تفصيلي على الحمى وأسبابها، طرق التعامل معها، لمنع تعرض الطفل لأي مُضاعفات صحية خطيرة، كما ستُجيب عن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهانهن في هذا الشأن.

ما هي الحمى؟

قبل أن نُجيب عن السؤال الشائع: حرارة الأطفال كم الطبيعي؟ لابد اولاً من أن نتعرف على ماهية الحمى، التي تُعد السبب الرئيسي في البحث عن المعدل الطبيعي لحرارة الجسم.

وتُعرف الحمى طبيًا بأنها: (استجابة مناعية يقوم الجهاز المناعي بإصدارها نتيجة وجود عدوى أو التهاب في الجسم؛ مما يترتب عليه ارتفاع مؤقت في درجة حرارة الجسم).

وعلى الرغم من أن الحمى عادةً ما تستمر لبضعة أيام حتى تنتهي، إلا أنها تتطلب المُتابعة الصحية اللازمة من قبل الطبيب المختص، لوصف الأدوية العلاجية المُناسبة للطفل، وذلك للمساهمة في الحد من ارتفاع الحرارة المزمن، والذي يترتب عليه مجموعة من المُضاعفات الخطيرة.

ويجب أن تكوني على دراية بأعراض الحمى، حيث أنها عادةً ما تبدأ ببعض العلامات البسيطة، ولكن سرعان ما تزداد حدتها، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • التعرق الزائد بشكل ملحوظ.
  • الارتجاف أو ظهور قشعريرة متكررة.
  • شكوى الطفل من الصداع أو وضع يده على رأسه باستمرار.
  • آلام في العضلات أو المفاصل مع صعوبة في الحركة.
  • فقدان الشهية ورفض الطعام أو الرضاعة.
  • سرعة الانفعال والبكاء المستمر دون سبب واضح.
  • علامات الجفاف مثل جفاف الفم وقلة التبول.
  • شعور عام بالضعف والخمول وعدم الرغبة في اللعب.

أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم

قبل الإجابة على سؤال الأمهات الشائع: حرارة الأطفال كم الطبيعي؟ من الضرورة أن تتعرفِ على أسباب الحمى عند الأطفال، حيث أنها تختلف من طفل آخر، وذلك حسب المرحلة العمرية له.

ويُمكن أن يحدث ارتفاع في درجات حرارة الجسم، بعد تلقي التطعيمات الوقائية، وقد تستمر الحمى لمدة ثلاثة أيام في بعض الأحيان، ولكن قد يحدث هذا الارتفاع نتيجة أسباب أخرى تتمثل في الآتي:

أسباب ارتفاع درجة حرارة حديثي الولادة

أثناء وبعد الولادة مُباشرة، يكون الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، نظرًا للتغيرات البيئية التي يتعرض لها الطفل، وهو ما يزيد فرص إصابته بالعدوى المختلفة، التي قد تنتقل له من الام بعد الولادة، أو أثناء الولادة عبر المشيمية.

وتتعدد أسباب الحمى لدى حديثي الولادة، حيث تشمل الآتي:

  • بكتيريا المكورات العقدية نوع ب (Group B Streptococcus):
  • مكانها: توجود في الجهاز التناسلي أو الأمعاء؛ عند بعض السيدات، وعادةً لا تتسبب في أي أعراض.
  • طريقة الإصابة: يتعرض لها الطفل أثناء الولادة الطبيعية.
  • بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli):
  • مكانها: توجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان، حيث أنها جزء من البكتيريا النافعة، ولكن يُمكن أن تتحول إلى ضارة في بعض الظروف.
  • طريقة الإصابة: يتعرض لها حديثي الولادة؛ نتيجة تلوث أثناء الولادة أو بعد الولادة (مثلاً من اليدين أو الأدوات غير المعقمة)، حيث أنها تستطيع الدخول إلى مجرى البول أو الدم.
  • بكتيريا الليستريا (Listeria Monocytogenes):
  • مكانها: موجودة في بعض الأطعمة مثل: (الأجبان غير المبستر، واللحوم النية أو الأطعمة الملوثة).
  • طريقة الإصابة: يُصاب بها الطفل، أذا قامت الأم بتناول أي من مُسبباتها، حيث أنها يُمكن أن تصل إلى الجنين عبر المشيمة أثناء الحمل.
  1.  فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus):
  • مكانه: يظهر عند الأم سواء على هيئة تقرحات في الفم (HSV-1) أو في المنطقة التناسلية (HSV-2).
  • طريقة الإصابة: وينتقل للطفل أثناء الولادة الطبيعية من خلال ملامسة التقرحات، وأحيانًا نادرًا بعد الولادة عن طريق التقبيل أو الملامسة المباشرة مع شخص مصاب.

الجدير بالذكر؛ قد تتسبب هذه البكتيريا والفيروسات في حدوث مُضاعفات خطيرة لدى الطفل مثل: (حدوث الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، تسمم الدم).

أسباب ارتفاع درجة حرارة الرضع

بعد مرور 28 يوم إلى 60 يوم، قد يكون الطفل أكثر عرضة لالتهاب بكتيري في المسالك البولية، أو التهاب القصبات الهوائية، وهو ما يُسبب مشكلة الحمى بنسبة تتراوح بين 6% إلى 10% لدى هذه الفئة العمرية.

تضم هذه الفئة الأطفال من عمر 28 يوماً إلى 60 يوماً، تتراوح نسبة وجود التهاب بكتيري حاد عند الأطفال الذين يعانون من الحمى في هذه الفئة من 6% إلى 10%، وغالباً ما يكون السبب التهاب المسالك البولية.

أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال من عمر 3 أشهر حتى 3 سنوات

على الرغم من أن كلما تقدم الطفل في العمر، قلة فرص إصابته بالحمى، إلا أن خلال هذه الفترة العمرية قد يتعرض الطفل لارتفاع درجة حرارة جسمه، نتيجة مجموعة من الأسباب المختلفة، والتي تشمل الآتي:

  • تسمم الدم.
  • التسمم الدوائي.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الجيوب الأنفية.

وبعد أن تعرفنا على أهم المعلومات المتعلقة بالحمى عند الأطفال، أصبح من الضروري أن تُشير مختبرات دلتا الطبية إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم، ليس دائمًا مؤشر على مشكلة صحية كبيرة عند الطفل، ولكن يُفضل استشارة الطبيب ليقوم بفحص الحالة ووضع خطة علاجية تُساعد على الشفاء في أسرع وقت.

طرق قياس الحرارة

للتعرف على حرارة الطفل الطبيعية لابد من أن تكوني على علم بأمكان القياس الصحيحة، لكي تحصلي على قراءة دقيقة، وفيما يلي نتعرف على أهم أماكن القياس:

  • الشرج: تُعد الطريقة الأكثر دقة لقياس حرارة الجسم، ويجب القيام بوضع القليل من الفازلين حتى يسهل دخوله، ووضعه على مسافة 2-2.5 سم داخل الشرج، حتى تتم القراءة الصحيحة.
  • الفم: وهو الطريقة الشائعة، لقياس الحمى، حيث تتم من خلال وضع جهاز قياس الحرارة أسفل اللسان ثم إغلاق الفم، حتى تظهر القراءة.
  • الإبط: يُعد من الأماكن المستخدمة لدى البالغين وقد تستخدم للأطفال أيضًا ولكنها ليست دقيقة مثل الطريقتين السابقتين.

حرارة الأطفال كم الطبيعي؟

حان وقت الإجابة على أهم سؤال يشغل أذهان الكثير من الأمهات وهو حرارة الأطفال كم الطبيعي؟ والجواب يتمثل في أن لكل فئة عمرية معدل مُحدد تكون خلاله الحرارة طبيعية وذلك بالإضافة إلى طريقة القياس فتختلف من مكان إلى آخر، مثل الآتي:

درجة حرارة الجسم الطبيعية للأطفال حسب مكان القياس

  • من الفم
    • الرضع (0 – 2 سنة): 35.5 – 37.5
    • الأطفال (3 – 10 سنوات): 35.5 – 37.5
    • الأطفال والبالغين (11 – 65 سنة): 36.4 – 37.6 
  • من الأذن
    • الرضع (0 – 2 سنة): 36.4 – 38
    • الأطفال (3 – 10 سنوات): 36.1 – 37.8
    • الأطفال والبالغين (11 – 65 سنة): 35.9 – 37.6
  • من الشرج
    • الرضع (0 – 2 سنة): 36.6 – 38
    • الأطفال (3 – 10 سنوات): 36.6 – 38
    • الأطفال والبالغين (11 – 65 سنة): 37.0 – 38.1
  • من تحت الإبط
    • الرضع (0 – 2 سنة): 34.7 – 37.3
    • الأطفال (3 – 10 سنوات): 35.9 – 36.7
    • الأطفال والبالغين (11 – 65 سنة): 35.2 – 36.9

متى تعتبر الحرارة خطيرة؟

هُناك عدة حالات تُعتبر خلالها الحرارة مؤشرًا خطيرًا يتطلب استشارة الطبيب المختص على وجه السرعة، وتتمثل في الآتي:

  • إذا تجاورت المعدلات السابقة وبلغت 40 درجة مئوية.
  • إذا لم يحدث أي انخفاض في معدلاتها.
  • إذا ظهرت أعراض إضافية مثل: (ضيق التنفس، طفح جلدي مفاجئ، تيبس الرقبة، أو بكاء شديد غير معتاد).
  • إذا لاحظت الأم أن الطفل يرفض الرضاعة أو الشراب بشكل كامل، أو ظهرت علامات جفاف مثل: (قلة التبول أو جفاف الفم).
  • إذا صاحب الحمى تشنجات أو فقدان للوعي.

مضاعفات ارتفاع حرارة الجسم عند الأطفال

عادةً ما تكون الحمى مجرد استجابة طبيعية للجهاز المناعي لمواجهة العدوى، وتنتهي بزوال السبب، ولكن في بعض الأحيان، خاصةً إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

  • التشنجات الحرارية: وتظهر غالبًا عند الأطفال بين 6 أشهر و5 سنوات.
  • الجفاف: يحدث نتيجة فقدان سوائل الجسم، بسبب التعرق المستمر، والقيء في بعض الأحوال والذي يُرافقه عدم تناول كميات كافية من الماء أو الحليب.
  • هبوط حاد في الدورة الدموية: في حال استمرار الحرارة المرتفعة لفترة طويلة.
  • التهاب السحايا أو تسمم الدم: إذا كان السبب عدوى بكتيرية خطيرة ولم تُعالج بسرعة.
  • تأثر وظائف الأعضاء: مثل: (الدماغ أو الكبد)، في حال الارتفاع الشديد والمطوّل للحرارة.

كيفية تشخيص الحمى عند الأطفال؟

عادةً ما يقوم الطبيب المختص بإجراء الفحص السريري على الطفل، ووصف مجموعة من الأدوية العلاجية التي تُساعد في خفض مستويات الحرارة، ومن ثم طلب عدد من الفحوصات الطبية للتعرف على سبب حدوث الحمى وعلاجها بشكل كامل، لمنع تكرار الحمى.

ومن أبرز التحاليل الطبية التي يوصي بها الطبيب المختص، ما يلي:

  • تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): للكشف عن وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.
  • تحليل البول وزراعته: للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية، وهو سبب شائع للحمى عند الرضع والأطفال.
  • تحليل مزرعة الدم: لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى إذا كان هناك شك في تسمم الدم.
  • الأشعة السينية للصدر: تُطلب عند وجود أعراض تنفسية مثل: (السعال أو صعوبة التنفس)، للكشف عن الالتهاب الرئوي.
  • البزل القطني (Lumbar Puncture): في الحالات التي يُشتبه فيها بالتهاب السحايا.
  • تحاليل وظائف الكبد والكلى: للتأكد من عدم تأثر الأعضاء الحيوية نتيجة استمرار الحمى.

علاج الحمى عند الأطفال

تتعدد أشكال علاج الحمى عند الأطفال، حيث تتمثل في الأدوية العلاجية، والطرق الطبيعية المنزلية، وفيما يلي نتعرف علي كل واحدًا منهما بشكل تفصيلي:

أدوية خفض الحرارة:

عادةً ما يقوم الطبيب المختص بوصف مجموعة من الأدوية، التي تحتوي على مكونات تُساعد في خفض الحرارة، سواء عن طريق التحاميل (اللبوس)، أو الأقراص، أو الشراب.

وإذا كان سبب الحمى هو عدوى فيروسية أو بكتيرية، يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية، للقضاء على هذه الميكروبات التي تعمل على تحفيز الجهاز المناعي.

طرق خفض الحمى في المنزل

إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة بشكل طفيف، فيُمكن علاجها منزليًا من خلال عدة خطوات كالآتي:

  • أخذ حمام دافئ، حيث يُساعد في خفض درجة حرارة الجسم، مع ضرورة تجنب الماء البارد والثلج.
  • تخفيف ملابس الطفل بسيطًا، لتهوية الجسم ومنع مده بالمزيد من الحرارة.
  • محاولة إعطائه بعض السوائل الدافئة إذا كان أكبر من سن الرضاعة.

في الختام؛ كوني على علم دائمًا بالمستويات الطبيعية لحرارة جسم طفلك، فلا تترددي باستشارة الطبيب المختص في حالة ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية على صحته، في الاستشارة الطبية هي خطوته الأولى للوقاية من المخاطر.

المصادر

درجة حرارة الجسم | Body Temperature

ما هو معدل درجة حرارة الرضيع؟

اسباب الحمى عند الأطفال

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى