حمية الفودماب: الحل الأمثل لمشاكل القولون العصبي
هل تُعاني من آلام القولون العصبي بعد كل وجبة؟ تُعد حمية الفودماب أحد الأنظمة الغذائية، التي أثبتت فاعليتها في التعامل مع هذه المشكلة الشائعة، التي تُفسد على الكثيرين الاستمتاع بتناول الطعام بشكل طبيعي؛ مما يتسبب في التأثير على جودة الحياة والنشاط اليومي للفرد.
وعلى الرغم من أن هذه الحمية من الحميات الغذائية الشائعة، إلا أنها قد يجهلها الكثيرين، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم كافة المعلومات التي تهمك، بدايةً من التعرف على ماهية هذه الحمية، ووصولاً إلى الإجابة على أبرز الأسئلة الهامة، والتي قد تدور في أذهانكم.
ما هو القولون العصبي؟
قبل أن نتعرف على ماهية حمية الفودماب، لابد أولاً من أن نتعرف على متلازمة القولون العصبي، التي تُعد أحد أبرز اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا، حيث تؤثر على الأمعاء الغليظة؛ مما ينتج عنها مجموعة من الأعراض المُزعجة، والتي تتسبب في مجموعة من آلام التي تتفاوت في الشدة من شخص إلى أخر، حسب نوعها:
- القولون العصبي المصحوب بالإمساك (IBS-C): يُعاني المريض في هذا النوع من بطء في حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى صعوبة في الإخراج، وانتفاخ، وتقلصات مستمرة.
- القولون العصبي المصحوب بالإسهال (IBS-D): تكون الأعراض غالبًا على شكل نوبات متكررة من الإسهال، مصحوبة بتقلصات في البطن، وإحساس ملحّ بالحاجة إلى التبرز.
- القولون العصبي المختلط أو المتناوب (IBS-M): ويُقصد به الحالات التي يعاني فيها الشخص من نوبات متبادلة بين الإسهال والإمساك، وقد تختلف الأعراض من يوم لآخر.
- القولون العصبي غير المصنَّف (IBS-U): يُطلق هذا التصنيف عندما لا تتطابق الأعراض مع الأنواع الثلاثة السابقة، ويصعب تحديد نمط واضح لحالة المريض.
ما هي حمية الفودماب؟
تُعرف حمية الفودماب بأنها أحد الحميات الغذائية، المُستخدمة في مواجهة اضطراب القولون العصبي، حيث أنها تندرج تحت قائمة العلاجات المُستخدمة للقولون، وذلك من طريقة عملها.
وتعمل هذه الحمية من خلال منع تناول الكربوهيدات قصيرة السلسلة، أي الأطعمة القابلة للتخمر، والتي يصعب على الجسم الاستفادة منها وهضمها؛ مُتسببة في الشعور بالاعراض المزعجة مثل: (الانتفاخ، والتقلصات، وغيرها)؛ مما يعني أن منع هذه الأطعمة، يُساعد بشكل كبير في تمتع الجهاز الهضمي بالراحة وعدم التهيج؛ مما يُمكنه من استعادة التوازن الطبيعي لبكتيريا الأمعاء.
فوائد حمية الفودماب لمشاكل القولون العصبي
تتعدد فوائد نظام الفودماب الغذائي، حيث أن الهدف الأول من اتباعه هو، إعادة هيكلة الجهاز الهضمي، ومنحه القدرة على العمل بشكل طبيعي، دون ضغط الكربوهيدات عليه، حيث أنها تُشكل عبئًا على المعدة والقولون؛ هذا العبء يتحول إلى غازات وتقلصات مؤلمة، وفيما يلي سوف نتعرف على أهمية هذه الحمية، بشكل تفصيلي:
- تقليل الانتفاخ والغازات: حيث تُساعد هذه الحمية في تقليل الأطعمة، التي تُسبب التخمر داخل الأمعاء؛ مما يُخفف الشعور بالامتلاء والانزعاج.
- تحسين حركة الأمعاء: سواء كنت تعاني من الإمساك أو الإسهال، فإن تقليل الفودماب يُسهم في تهدئة حركة الجهاز الهضمي وتنظيم الإخراج.
- تخفيف تقلصات البطن: التهيج الناتج عن الأطعمة عالية الفودماب، يمكن أن يؤدي إلى تقلصات شديدة، ومع الالتزام بالحمية، تقل هذه التشنجات بشكل ملحوظ.
- تحسين جودة النوم والمزاج: عندما تقل الأعراض المُزعجة، يشعر الشخص براحة جسدية تؤثر إيجابًا على النوم والحالة النفسية.
- تعزيز الوعي الغذائي: تُشجع الحمية على قراءة مكونات الطعام، وتتبُّع ردود فعل الجسم؛ مما يُساعد على بناء علاقة صحية مع الأكل.
- التحكم بالأعراض دون أدوية: كثير من المرضى وجدوا أن تقليل الفودماب، كان بديلًا فعالًا عن استخدام أدوية مضادة للقولون العصبي أو المغص.
مراحل حمية الفودماب
تُقسم حمية الفودماب إلى ثلاث مراحل أساسية، تهدف كل مرحلة منهما، إلى تحقيق هدف معين في رحلة تخفيف أعراض القولون العصبي، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
ويُساعد اتباع المراحل التالية بشكل صحيح؛ على تحديد الأطعمة التي تُسبب الانزعاج، وتجنبها دون حرمان الجسم من العناصر الغذائية المُهمة.
- المرحلة الاولى التقييد: تبدأ هذه المرحلة بالحد أو الامتناع عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وذلك لمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى 6 أسابيع.
- المرحلة الثانية إعادة التناول: تهدف إلى إعادة إضافة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات إلى النظام الغذائي الخاص بك، وذلك عن طريق إضافة طعام واحد خلال كل مرة لمدة 3 أيام، وتُساعد في مُراقبة أي تهيج في القولون العصبي.
- المرحلة الثالثة التخصيص: يتم خلال هذه المرحلة إنشاء نظام غذائي مُخصص، يُساعد في الحد أو الامتناع عن الأطعمة التي تتسبب في تهيج القولون العصبي.
الجدير بالذكر، يتم إدارة المراحل السابقة، من خلال أخصائي التغذية، أو الطبيب المختص، وذلك للتأكد من أن هذه الحمية تتناسب مع الحالة الصحية العامة للفرد، كما يُساهم الإشراف الطبي في ضمان الحصول على كافة العناصر الغذائية الأساسية، وتفادي أي نقص قد ينتج عن استبعاد مجموعات معينة من الطعام.
الأطعمة الممنوعة والمسموحة في حمية الفودماب
يُعد اختيار الأطعمة المناسبة هو حجر الأساس في نجاح حمية الفودماب، وتحقيق اقصى استفادة منها، حيث يُقسّم الطعام في هذا النظام إلى قائمتين هما: (أطعمة عالية الفودماب يجب تجنبها خلال مرحلة الاستبعاد، وأطعمة منخفضة الفودماب يُسمح بتناولها لأنها أقل تهييجًا للجهاز الهضمي)، وفيما يلي سوف نتعرف على ذلك بالتفصيل:
-
الأطعمة المسموحة في الفودماب
لتحقيق نتائج فعّالة مع هذه الحمية، يُنصح بالاعتماد على أطعمة منخفضة الفودماب، لا تُسبب تهيج الجهاز الهضمي، والتي تتمثل في الآتي:
-
- الخضروات: مثل: (الفلفل الحلو، الجزر، خيار، بأذنجان، خس، الطماطم، كوسة، البطاطس، وغيرهم).
- الفواكه: مثل: (الشمام، العنب، الكيوي، البرتقال، أناناس، الفرولة).
- منتجات الألبان: مثل: (حليب اللوز، حليب خالي من اللاكتوز، حليب الشوفان، حليب الصويا).
- البروتينات: مثل: (البيض، اللحوم الحمراء، واللحوم البيضاء، الأسماك والمأكولات البحرية).
- البقوليات: مثل: (الفصولياء البيضاء، غيرها).
- الحبوب الكاملة: مثل: (حبوب الذرة، والكينو، الأرز، الشوفان، الشعير).
-
الاطعمة الممنوعة في الفودماب
بعد أن تعرفنا على الأطعمة المسموحة، هُناك مجموعة من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الفودماب، وتُعد من المسببات الرئيسية لأعراض القولون العصبي، مثل: (الانتفاخ وآلام البطن والإسهال أو الإمساك)، لذا، يُفضل بتجنب هذه الأطعمة خلال المرحلة الأولى من الحمية، ولتخفيف الأعراض:
-
- الخضروات: مثل: (القرنبيط، الفطر، المشروم، البازلاء، الخرشوف).
- الفواكه: مثل: (التفاح، المشمش، والتوت، الفواكه المُجففة، والمُعلبة، المانجا، البرقوق، البابايا، الخوخ، الكمثرى، البطيخ).
- منتجات الألبان: مثل: ( حليب الماعز، الحليب المكثف، حليب الأغنام، وحليب البقر، وغيرهم).
- البقوليات: مثل: (البرغل، العدس، وغيرهم).
نصائح مهمة عند اتباع حمية الفودماب
يتطلب اتباع نظام الفودماب وعيًا واهتمامًا بعدة تفاصيل لضمان نجاحها، وتحقيق الفائدة المرجوة، وفيما يلي تُقدم مختبرات دلتا الطبية، قائمة بأهم النصائح التي يجب الالتزام بها:
- استشارة مختص: من الضروري أن تتم الحمية تحت إشراف أخصائي تغذية، أو طبيب مختص لتحديد مدى ملاءمتها لحالتك الصحية، ومتابعة تقدمك.
- القراءة الدقيقة للملصقات الغذائية: بعض الأطعمة المصنعة قد تحتوي على مكونات عالية الفودماب، حتى وإن لم تكن واضحة من الاسم.
- تسجيل الأطعمة وردود الفعل: يُفضل الاحتفاظ بمفكرة غذائية تسجل فيها كل ما تتناوله، والأعراض المصاحبة؛ مما يُسهل عليك، وعلى المختصين تتبع المحفزات.
- تجنّب التقييد الزائد: الهدف من الحمية ليس الحرمان، بل تقليل الأطعمة المهيجة، لذلك لا تستمر في الاستبعاد التام لفترات طويلة دون داعٍ.
- الصبر مع المراحل: قد تستغرق الحمية وقتًا لتُظهر نتائجها، لذا كن صبورًا واتبع المراحل تدريجيًا حسب التوصيات.
- الاهتمام بالتنوع الغذائي: حتى مع التقييد، يمكن التنويع في الأطعمة المسموحة للحصول على كافة العناصر الغذائية اللازمة.
- التحضير المسبق للوجبات: يساعدك التخطيط المسبق على تجنب الخيارات العشوائية، التي قد تحتوي على مكونات عالية الفودماب.
الاسئلة الشائعة عن حمية الفودماب
ظهرت مجموعة من التساؤلات حول الفودماب، وذلك بعد انتشاره الواسع، وعلاقته في التخفيف من أعراض القولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية، على جمع أبرز هذه التساؤلات، والإجابة عنها فيما يلي، من قبل فريقنا الطبي المختص:
ما الفرق بين نظام قليل الفودماب و حمية الفودماب؟
- حمية الفودماب: هي خطة علاجية تشمل 3 مراحل: تقليل الفودماب، وإعادة إدخالها تدريجيًا، ثم تخصيص النظام حسب تحمّل الجسم.
- النظام قليل الفودماب: هو المرحلة الأولى فقط من الحمية، ويُستخدم لتخفيف الأعراض مؤقتًا عبر تقليل الأطعمة الغنية بالفودماب.
هل حمية الفودماب مناسبة للجميع؟
- عادةً ما تكون مُناسبة للجميع، ولكن لا يتم اتباعها إلا تحت إشراف طبي، فهي مُصممة خصيصًا لمرضى القولون العصبي، أو مشاكل الجهاز الهضمي الوظيفية.
كم تستغرق مراحل الحمية؟
- تختلف مُدة ظهور نتائج الحمية من شخص إلى آخر، ولكن عادةً ما تستغرق من 6 إلى 8 أسابيع، وذلك حسب استجابة الجسم والتكيف معها.
هل يمكن اتباع نظام الفودماب مدى الحياة؟
- (لا)، فهو مؤقت، والهدف منها هو معرفة الأطعمة التي تُسبب الأعراض لتجنّبها مستقبلاً
هل يمكن إنقاص الوزن من خلال الفودماب؟
- يُمكن أن يُلاحظ البعض انخفاض ملحوظ في الوزن، خلال اتباع هذه الحمية، وذلك نظرًا للحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات والتي قد تتسبب في زيادة الوزن، ولكن الهدف الأساسي لهذه الحمية هو الحد من أعراض القولون العصبي.
في الختام، تُعد حمية الفودماب واحدة من أكثر الطرق فاعلية في التخفيف من أعراض القولون العصبي، وتحسين جودة الحياة، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة، وتدرج في التطبيق.
فإذا شعرت بأي أعراض مزعجة مرتبطة بالجهاز الهضمي، لا تتردد في استشارة أخصائي التغذية أو إجراء الفحوصات المناسبة لمعرفة السبب، وإذا كنت تبحث عن تحليل دقيق لحالة القولون أو مشاكل الهضم، فمختبرات دلتا توفر جميع أنواع التحاليل التي تُساعدك في الاطمئنان على حالتك الصحية، ولمزيد من التفاصيل برجاء الدخول هنا، أو الاتصال على الرقم التالي: (920022723)