داء القطط للحامل: دليلك الشامل و8 نصائح ذهبية لحماية جنينكِ

هل أنتِ حامل؟ ربما سمعتِ عن داء القطط للحامل، وشعرتِ بالقلق حيال تأثيره على حملكِ، داء القطط، المعروف أيضًا بداء المقوسات، هو عدوى شائعة قد تصيب بعض النساء دون أن تظهر عليهن أعراض واضحة، مع ذلك، إذا تعرضتِ لهذه العدوى لأول مرة خلال فترة الحمل، فقد يشكل ذلك خطرًا على صحة جنينكِ. في هذه المقالة، سوف نُوضح أسباب الإصابة بهذا المرض، أعراضه، سبل الوقاية منه، وطرق العلاج المتاحة.

ما هو داء القطط للحامل؟

يُعرف داء القطط باسم “داء المقوسات”، وبالإنجليزية باسم “Toxoplasmosis”، إنه عدوى ناتجة عن طفيلي يُدعى التوكسوبلازما غوندي، عادةً ما تحملها القطط، ولكن قد تصاب بها أيضًا بعض الحيوانات الأخرى، يمكن أن تنتقل العدوى من خلال براز القطط، أو من طرق أخرى.

عادةً ما تكون هذه العدوى غير ضارة، وقد لا تسبب أعراضًا ملحوظة، ومع ذلك، إذا أصبت بها للمرة الأولى أثناء الحمل، فقد يكون هناك خطر على جنينك، أو ظهور مشاكل صحية، أو صعوبات في التعلم لطفلك بعد الولادة.

يجب أن تأخذ في اعتبارك أن الإصابة بالعدوى خلال فترة الحمل تعتبر أمرًا نادرًا، وحتى في حال حدوثها، فهناك احتمال كبير بأن داء المقوسات قد لا ينتقل إلى الجنين. 

مع ذلك، نظرًا لأن المضاعفات قد تكون شديدة الخطورة، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لحماية نفسك من مصادر مرض التوكسوبلازما غوندي خلال الحمل، كما يُنصح بإجراء الفحوصات في أقرب فرصة ممكنة – في حال كنت تعتقد أنك قد تعرضت، أو أصبت بهذا المرض – لتكون مستعدًا لتلقي العلاج إذا لزم الأمر.

كيف ينتقل داء القطط للحامل؟

يظهر داء المقوسات نتيجة الاتصال بطفيلي التوكسوبلازما غوندي، الذي يعد عدوًا خفيًا يتربص بالبشر، وهناك عدة وسائل يتنقل بها هذا الطفيلي الماكر إلى كيان الإنسان، تتضمن المصادر المحتملة للإصابة بداء المقوسات ما يلي:

  1. براز القطط: يُعتبر من المصادر المحتملة لطفيلي التوكسوبلازما غوندي، الذي قد يتواجد في صناديق فضلات القطط المنزلية، أو في التربة التي تلامسها تلك الكائنات، حتى وإن كنت لا تمتلك قطة، فقد تكون تربة حديقتك ملوثة بآثار القطط الضالة، أو تلك الساكنة في الجوار.
  2. اللحوم غير المطبوخة بشكل جيد أو النيئة: فهي أيضًا قد تحمل هذا الطفيلي، مما يجعلها مصدرًا آخر لداء المقوسات، تذكّري أن اللحوم المعالجة، التي قد تبدو آمنة، يمكن أن تحتوي كذلك على الطفيلي ذاته.
  3. حليب الماعز غير المبستر: الذي قد يحتوي على طفيلي التوكسوبلازما غوندي، بالإضافة إلى منتجات الألبان، مثل الجبن المصنوعة منه.

وفي موسم ولادة الأغنام أو الحملان، يُمكن العثور على داء القطط للحامل في الحملان حديثة الولادة، مما يجعل هذه الكائنات، وخاصةً النعاج والحملان، مصدرًا محتملاً للعدوى في المناطق الريفية.

اعراض داء القطط للحامل: أهم 3 حالات

يعتمد ظهور علامات وأعراض داء المقوسات، التي تظهر خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا بعد الإصابة بالطفيلي، على الحالة الصحية للفرد وشدة العدوى، يمكن تصنيف الأعراض كما يلي:

  • أعراض داء القطط عند النساء السليمات

في الغالب، لا تعاني النساء السليمات من أي أعراض للعدوى، بل يكتسبن الطفيليات الأولية، مما يعرف بداء المقوسات الكامن، وفي حال ظهور علامات أو أعراض، تكون غالبًا خفيفة، وقد تشمل:

  • حمى.
  • صداع وآلام في الجسم.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • التهاب الحلق (أحيانًا).
  1. عند الإصابة بداء المقوسات الحاد

قد تظهر على بعض الأشخاص أعراض مشابهة للإنفلونزا، مثل:

  • آلام العضلات وآلام الجسم وتضخم الغدد الليمفاوية، وهذه الأعراض تختفي عادةً بعد شهر أو شهرين. 
  • من النادر حدوث طفح جلدي مثير للحكة مصحوب بتكوين عقيدات، أو آفات، وتعرف هذه الحالة بداء المقوسات الجلدي. 
  • كما يمكن أن تلاحظ تشوهات في النمو خلال مرحلة الجنين، أو عيوب خلقية بعد الولادة إذا حدثت عدوى بالتوكسوبلازما غوندي أثناء فترة الحمل.
  • أعراض داء القطط للحامل عند ضعف المناعة يمكن أن تتعرض النساء الحوامل اللاتي يعانين من ضعف المناعة لخطر كبير: مما قد يؤدي إلى تلف في العينين والدماغ والرئتين وأعضاء حيوية أخرى.

في هذه الحالات، قد ينشط الطفيلي الذي تحمله الحامل مجددًا بسبب ظروف مناسبة، أو قد تتعرض لعدوى جديدة، ومن الأعراض والعلامات المحتملة في هذه الحالات:

  • تراجع أو عدم وضوح الرؤية، ضعف البصر، حساسية تجاه الضوء، آلام في العين، احمرار في العينين.
  • القلق، الارتباك، عدم وجود سلوك متماسك (مركز)، وصولاً إلى حدوث نوبات.
  • الحمى والصداع.

تحليل داء القطط للحامل

يعتمد تشخيص داء المقوسات، أو استبعاده على إجراء فحص مصلي للكشف عن وجود الأجسام المضادة من فئتي IgG وIgM، يتم إجراء هذا الفحص لأول مرة في بداية الحمل، قبل الأسبوع العاشر.

تشير النتيجة السلبية إلى عدم وجود عدوى، لكن يُفضل إعادة الفحص كل 3 أشهر كإجراء وقائي، أو حسب توصيات الطبيب، أما وجود أجسام مضادة من نوع IgG دون وجود IgM يدل على أن المرأة قد أصيبت بداء المقوسات في السابق، ولديها مناعة ضده، مما يعني أنه لا يوجد خطر من انتقال الطفيلي إلى الجنين.

في الواقع؛ يصعب فهم نتائج فحص داء المقوسات خلال الحمل، لذا يقوم الأطباء المتخصصين في مختبرات دلتا الطبية بتوضيح تلك النتائج، كما يلي:

  • إذا كانت نتائج IgG وIgM سلبية: فهذا يعني أن المرأة لم تتعرض أبداً لعدوى التوكسوبلازما غوندي، وبالتالي ليس لديها مناعة ضدها.
  • إذا كانت نتيجة IgM سلبية وIgG إيجابية (لكن ليست مرتفعة جدًا): فهذا يعني أن المرأة تعرضت لعدوى داء المقوسات ولديها أجسام مضادة.
  • إذا كانت نتائج IgG إيجابية (خصوصًا إذا كانت مرتفعة) وIgM سلبية: فهذا يشير إلى إصابة حديثة، ويجب فحص الوضع للتأكد من عدم تأثير الطفيلي على الجسم، سيتم إجراء اختبار آخر بعد عدة أسابيع مع فحص إضافي للأجسام المضادة، إذا كانت النتيجة إيجابية مرة أخرى، يحتاج الأمر إلى علاج.
  • إذا كانت نتائج IgM إيجابية وIgG سلبية: فهذا يدل على استمرار العدوى، ولتجنب انتقال المرض إلى الطفل، يجب إجراء فحوصات إضافية والعلاج الفوري.

علاج داء القطط للحامل

يُعد علاج داء المقوسات خلال فترة الحمل من المهام الصعبة، ولكنه أمرٌ حيوي لحماية الجنين من انتقال العدوى. لذا، تُعطى المرأة الحامل سبيراميسين، وهو مضاد حيوي ينتمي إلى فئة الماكروليد، تُعتبر هذه المادة من الخيارات الآمنة القليلة التي يمكن أن تُستخدم دون ضرر على الجنين، ومع ذلك، فإن فعاليتها تتمثل فقط في حال عدم انتقال العدوى للجنين، وإذا تم اكتشاف العدوى لدى الجنين من خلال الموجات فوق الصوتية، سيتم تغيير العلاج، في هذه الحالة، يُستبدل سبيراميسين بالبيريميثامين وحمض الفوليك، اللذين يمكنهما عبور المشيمة.

علاج داء القطط للحامل بالاعشاب: أهم 4 أعشاب

على الرغم من أن العلاج الطبي يعد أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة هذه الحالة، إلا أنه يمكنك أيضًا استكشاف بعض العلاجات العشبية التي تسهم في مقاومة داء المقوسات، تلعب هذه الأعشاب دورًا فعالًا في طرد الطفيلي من جسدك، مما يعزز من فرص الشفاء والراحة، ولكن عليكِ استشارة طبيبكِ قبل تناول أي مكملات عشبية أو أعشاب، حتى لا تُؤذي نفسك أو جنينكِ.

  • علاج داء القطط للحامل بالثوم

يعتبر الثوم مضادًا حيويًا طبيعيًا ومضادًا للميكروبات، كما أنه يساهم في طرد الديدان ويعمل كمضاد للأكسدة، فضلاً عن كونه مضادًا للفطريات والبكتيريا والطفيليات، بفضل هذه الخصائص، يُعتبر علاجًا فعالًا لداء المقوسات. يمكن التخلص من داء المقوسات بسهولة عن طريق تناول الثوم، حيث يقوم بطرد الطفيليات والديدان المعوية من الجسم بكفاءة، بالإضافة إلى ذلك، يمنع الثوم تكاثر الطفيليات فيه، مما يجعله علاجًا طبيعيًا مثاليًا لمثل هذه الحالة.

  • الزيوت النباتية الأساسية

تعتبر الزيوت النباتية الأساسية فعالة في مكافحة عدوى التوكسوبلازما، والتي يصعب علاجها بسبب تكرارها وعدم إمكانية التخلص منها بشكل نهائي. من بين العلاجات المساعدة في مواجهة هذا الطفيلي، نجد الزيوت العشبية التالية:

  • زيت جوز الهند.
  • زيت الثوم.
  • زيت جوزة الطيب.
  • زيت القرنفل.
  • زيت كروتون كاجوكارا.
  • زيت ذيل الحصان المستخرج من الجذر.
  • عصير الصبار

يعتبر الصبار من المواد المفيدة بشكل كبير لتطهير القولون، حيث يمتلك تأثيرات مهدئة ومضادة للالتهابات تساعد في تخفيف التهاب الجهاز الهضمي، يُعد عصير الصبار فعالاً في القضاء على الطفيليات الموجودة في أمعاء الإنسان، مثل التوكسوبلازما غوندي، حيث يُنصح بشرب ما يصل إلى كوبين من عصير الصبار يوميًا لتحقيق ذلك، كما يمكن تناول الصبار إما على شكل عصير، أو كبسولات.

  • الكركم

يُعرف الكركم بخصائصه المضادة للبكتيريا، ومضادات الأكسدة والالتهابات، إنه فعال جدًا في معالجة العدوى نظرًا لخواصه المطهرة، يمكنك استهلاكه عن طريق خلطه مع الماء أو الحليب حسب تفضيلك.

يساعد تناول الحليب مع الكركم في تعزيز جهاز المناعة، وزيادة فعاليته في محاربة العدوى، طريقة تناوله بسيطة، إذ يُمكنك مزج نصف ملعقة صغيرة من المسحوق في كوب من الماء، أو يمكنك تناول 400 إلى 500 ملليغرام منه ثلاث مرات في اليوم.

كيفية الوقاية من داء القطط للحامل: 8 نصائح

أفضل وسيلة لحماية طفلكِ من تأثيرات داء المقوسات هي تجنب الإصابة منذ البداية، لا داعي للقلق! ليس من الضروري البحث عن منزل جديد لقطتكِ أثناء الحمل، لكن يجب عليكِ اتخاذ بعض الاحتياطات:

  1. اطلبي من شخص آخر أن يقوم بتغيير صندوق فضلات القطط، إذ إن برازها يعد مصدرًا للطفيليات، يُفضل أن يقوم بذلك شخص آخر طوال فترة حملكِ، وإذا كان عليك القيام بذلك بنفسك، فتأكدي من ارتداء القفازات وغسل يديكِ بعدها.
  2. احذري من تناول اللحوم النيئة، أو غير المطبوخة جيدًا، كما يجب عليكِ عدم إطعام قطتك لحمًا نيئًا أو غير مطبوخ بشكل كافٍ، وتجنبي السماح لها بالتجول في الخارج لاصطياد الفئران أو الطيور، لأنها قد تنقل الطفيليات لحيوانك الأليف.
  3. تجنبي البيض النيئ والحليب غير المبستر.
  4. اغسلي وقشري الفواكه والخضروات قبل أن تتناوليها، حيث قد يحتوي التربة على طفيلي التوكسوبلازما.
  5. ارتدي القفازات أثناء البستنة، لأن التربة قد تحتوي على الطفيليات. 
  6. لا تقومي بتنظيف صندوق رمل طفلك، حيث قد تستخدمه القطط المحلية كصندوق للفضلات.
  7. اغسلي يديك جيدًا، واهتمي بتنظيف أي أدوات أو ألواح تقطيع، أو أطباق كانت على اتصال باللحوم النيئة.
  8. تأكدي من مناقشة أي مخاوف لديك بخصوص الحيوانات الأليفة، والحمل وخطر الإصابة بداء المقوسات مع طبيبك، أو ممارس الرعاية الصحية.

باتباع الخطوات المناسبة، يمكنك تجهيز نفسك لتسعة أشهر صحية، وضمان سلامة طفلك حتى تتمكني من حمله في أحضانك.

الأسئلة الشائعة

ما زلتِ تخافين من الإصابة بداء القطط للحامل! لا تخافي، فبمجرد تزويد عقلك بالمعلومات، واتباع إرشادات الوقاية والسلامة، سوف تكونين بأمان أنتِ وجنينكِ، ولمزيد من الاطمئنان، إليكِ أبرز الأسئلة الشائعة حول ذلك الموضوع؛

هل داء القطط للحامل معدي؟

نعم يُعد داء المقوسات من الأمراض المعدية المشتركة، التي تنتقل من الحيوانات (القطط) إلى الإنسان، بعدة طرق متنوعة، لذلك يُعد الحرص والتعامل بحذر مع الحيوانات وجميع متعلقاتها، وسيلة آمنة للحماية والوقاية من الإصابة بهذه العدوى الشائعة.

كم مدة علاج داء القطط للحامل؟

ينبغي على النساء الحوامل اللواتي يعانين من داء المقوسات الالتزام بتناول المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب، وذلك للحد من فرص انتقال العدوى إلى الجنين.

وفي حال أصيب الجنين أيضًا، فإن العلاج المناسب يتضمن بعض الأدوية مثل؛ بيريميثامين وسلفاديازين، التي تُستخدم لتخفيف الأضرار المحتملة على الجنين.

أما بعد الولادة، يكون من الضروري أن يستمر الطفل في تلقي العلاج لمدة لا تقل عن سنة كاملة.

هل داء القطط للحامل يسبب موت الجنين؟

تتفاوت نتائج إصابة الجنين بالعدوى خلال فترة الحمل بين خفيفة وشديدة، ففي الأشهر الثلاثة الأولى، قد يحدث الإجهاض، وفي الحالات الأكثر سوءًا، يمكن أن يتعرض الطفل للموت قبل، أو بعد الولادة بفترة قصيرة.

الأطفال الذين يولدون مصابين بهذه العدوى يُعانون من حالة تُعرف بداء المقوسات الخلقي، ومن بين الأعراض المرتبطة بهذا المرض:

  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • مشاكل بصرية أو العمى.
  • ضعف السمع.
  • استسقاء الرأس.
  • اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
  • الطفح الجلدي.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • فقر الدم.
  • اضطرابات حركية.
  • التخلف العقلي.
  • الصرع.
  • صعوبات في التعلم.
  • نوبات السكتة الدماغية.

الخلاصة

يُعد إجراء فحوصات داء القطط للحامل كإجراء وقائي كل فترة أمرًا بالغ الأهمية، كما أن الحذر في التعامل مع القطط أو مخلفاتها قد يكون درعًا واقيًا من إصابتكِ أنتِ وجنينكِ، اتبعِ التعليمات الوقائية، وتمتعي بحمل صحي وسليم.

المصادر

اذهب إلى الأعلى