أعراض سرطان العظام : العلامات المبكرة ومراحل المرض
تُعد أعراض سرطان العظام غير شائعة، نظرًا لندرة هذا النوع من السرطان، إلا أنه قد يُصيب بعض الأشخاص، وفي بدايته تكون الأعراض خفيفة، لكنها تتطور تدريجيًا لتصبح أكثر حدة، مما قد يؤثر على الجسم بشكل عام، لذا فإن التشخيص المبكر ومعرفة مراحل المرض؛ يُساهم في التخفيف من حدة الأعراض، ومنع حدوث مضاعفات، وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل هذه الأعراض وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.
أنواع سرطان العظام
يتكون سرطان العظام من نوعين أساسيين، وهما:
سرطان العظام الأولي
يُصنف هذا النوع من سرطان العظام، بأنه أخطر أنواع االسرطان، والتي يُطلق عليه اسم (ساركوما)، وهو أحدى أنواع السرطان التي تُصيب أماكن متفرقة من الجسم، مثل: (العظام والعضلات، والأنسجة الليفية، والأوعية الدموية، والأنسجة الدهنية وغيرها من أنسجة).
سرطان العظام الثانوي
هو النوع الثاني من السرطان، ولكنه يحدث نتيجة انتقاله من منطقة إلى منطقة أخري، مثل وجوده في العظم ولكنه مُنتقلاً من (سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان الرئة، والكلية، والغدة الدرقية).
من أين يبدأ سرطان العظام؟
ينقسم سرطان العظام، إلى عدة أنواع، كل نوع يبدأ من منطقة مختلفة، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل دقيق على هذه الأنواع:
-
الساركوما العظمية
هي أكثر أنواع سرطان العظام شيوعًا، حيث تبدأ من خلايا العظام، وعادةً ما تتشكل في عظام الأطراف (الذراعيين والساقين)، بالإضافة إلى الحوض، ويُعد هذا النوع الأكثر انتشارًا في الذكور عن الإناث، حيثُ يظهر في الفئة العمرية من 10 إلى 30 عام، ولكن يُمكن أن يُصاب به كبار السن أيضًا في الفئة العمرية ما بين 60 إلى 70 عامًا.
-
ساركوما يوينغ
هو ثاني أنواع سرطانات العظام، ويُعد الأكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين، حيث تطور أغلب أورام هذه النوع، في العظام، ولكن قد تنمو في أنسجة أخرى، وعادةً ما تتواجد في الحوض والعظام الطويلة كما في الساقين والذراعين، ويُعد هذا النوع نادر الحدوث في الفئات العمرية فوق 30 عامًا.
-
الساركوما الغضروفية
يُعد هذا النوع من السرطان نادر الحدوث في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، بينما ترتفع إحتمالية الإصابة به في الفئة العمرية الأكثر من 40 عامًا، ويتطور هذا النوع في عظام الحوض، وعظم الساق، وعظام الذراع، ويمكن أن ينمو أحيانًا في الأنسجة الرخوة.
-
ورم المنسجات الليفية الخبيثة
يبدأ نمو هذا الورم، في الأنسجة الرخوة، مثل: (الأربطة، والأوتار، والدهون، والعضلات مقارنة بالعظام)، ويتميز هذا النوع بأنه متعدد الأشكال، وعادةً ما يُصيب، المناطق التالية: (الساقين، وحول الركبتين، أو الذراعين)، وينمو بشكل سريع، ويُمكن أن ينتقل إلى أجزاء أخرى في الجسم مثل: (الرئتين، والعقد اللمفاوية).
-
الساركوما الليفية
هو أحد أنواع السرطان، وعادةً ما يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم، مثل: (عظام الساق، والذراعين)، ويُمكن أن يُصاب بيه الفئة العمرية المتوسطة من كلا الجنسين، بالإضافة إلى كبار السن.
-
ورم الخلايا العملاقة في العظام
يُصيب هذا النوع الساق بالقرب من الركبتين، كما يُمكن أن يظهر في عظام الذراع، ويميل هذا النوع إلى العودة، بعد علاجه، وعند الإصابة به أول مرة تكون نسبة انتشاره في اجزاء الجسم الأخرى منخفضة، ولكن إذا هاجم العظام أكثر من مرة، فإن قابلية انتشاره في الجسم تكون كبيرة.
-
الورم الحبلي
عادةً ما يُصيب هذا الورم، عظام العمود الفقري أو قاعدة الجمجمة، ويتميز ببطء نموه، حيث أن نسبة انتشاره في جميع أجزاء الجسم قليلة، ولكنه قد ينمو مجددًا بعد إزالته في نفس المكان، وفي هذه الحاله، يُمكن أن ينتشر إلى أماكن أخرى، مثل: (العقد اللمفاوية، والرئتين، والكبد).
-
اللمفومة اللاهودجكينية
ينمو هذا النوع عادةً في الغدد الليمفاوية، ولكنه قد يبدأ في العظام، ثم ينتشر، ويصل إلى هذه الغدة، التي تتواجد في أماكن متفرقة من جسم الإنسان.
-
الورم النقوي المتعدد
ينشأ هذ النوع في خلايا البلازما، في نخاع العظام وهو الجزء الداخلي اللين في العظام، وبالرغم من ذلك إلا أنه يقوم بتدمير العظام، ولكن يُصنف بشكل أكبر أنه من سرطان دم أكثر من كونه سرطان عظام، ويتم التعامل معه على أنه مرض سريع الانتشار.
أعراض سرطان العظام المبكرة
تختلف أعراض سرطان العظام من شخص لآخر، وذلك حسب نوع الورم ومرحلته، لكن بعض العلامات الشائعة، قد تُساعد في الاكتشاف المبكر، ومن أبرز هذه العلامات:
- تورم والتهاب حول الجزء المصاب: عادةً لا يكون التورم ملحوظًا في البداية، ولكن حدوث التهاب لمدة طويلة، دون أن يُشفى، يُعد من العلامات الأولية لسرطان العظام، ومع تقدم نمو الورم، يبدأ في الظهور على الجسم.
- تيبس المفاصل: يحدث نتيجة وقوع الورم بالقرب من المفاصل؛ مما ينتج عنه مشكلة التيبيس، والتي تتسبب في الشعور بعدم الراحة نتيجة صعوبة تحريك المفصل.
- صعوبة في الحركة: مع تطور المرض، قد يزداد الضغط على العضلات، والمفاصل المحيطة بالورم؛ مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة، خاصة إذا كان الورم في العظام المرتبطة بالمشي، أو استخدام اليدين.
- فقدان ملحوظ في الوزن: يشترك هذا العرض مع الكثير من أنواع السرطان المختلفة؛ وينتج بسبب تأثير الألم على الشهية؛ مما يؤدي إلى فقدانها، وبالتالي تتأثر عملية التمثيل الغذائي.
- تنميل الأطراف المتكرر: إذا كان الورم قريبًا من الأعصاب أو يضغط عليها، فقد يسبب تنميل الأطراف، أو الشعور بوخز مستمر؛ مما يؤثر على الإحساس في الذراعين أو الساقين.
- كسر العظام المتكرر: مع ضعف العظام؛ بسبب نمو الورم، تصبح أكثر عُرضة للكسور، حتى عند التعرض لإصابات بسيطة.
الجدير بالذكر، تتشابه الأعراض السابقة، مع أمراض أخرى، لذا فأن من الضروري استشارة الطبيب المختص، عند ملاحظة أي من هذه العلامات، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة دون تحسن، حيث يُساهم التشخيص المبكر، في زيادة فرص العلاج الناجح ويقلل من المضاعفات المحتملة.
أعراض سرطان العظام الحميد
يُعد سرطان العظام الحميد، أكثر شيوعًا من الأورام الخبيثة، وعلى الرغم من أنه لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض التي تؤثر على العظام والأنسجة المحيطة، ومن أبرز أعراض سرطان العظام:
- الألم الخفيف أو المتقطع: عادةً لا يُسبب الورم الحميد أي ألم، لكن إذا كان ينمو بالقرب من المفاصل أو الأعصاب؛ فقد يؤدي إلى الشعور بهذه الألام، خاصةً أثناء الحركة أو ممارسة الأنشطة البدنية.
- كتلة محسوسة: يُمكن أن يتسبب الورم الحميد، في ظهور تورم أو كتلة في المنطقة المصابة، والتي عادةً ما تكون غير مؤلمة، ولكنها واضحة عند لمسها، وسهل ملاحظتها أثناء الفحص الطبي.
وعادةً لا تظهر أعراض في بعض الحالات، حيث يتم اكتشاف الورم عن طريق الصدفة، أثناء الفحوصات الطبية الروتينية، أو الأشعة السينية، للكشف عن مشكلات صحية أخرى.
مراحل سرطان العظام
تُصنف أعراض سرطان العظام، إلى عدة مراحل، بناءًا على حجم الورم، ومدى انتشاره في الجسم، حيث يُساعد هذا التصنيف في وضع خطة علاجية مناسبة لكل مرحلة؛ مما يُحسن من فرص الشفاء، وتتمثل المراحل في الآتي:
المرحلة الأولى
يُطلق عليها اسم (غير المتقدمة)، حيث أن الورم لم يكن منتشرًا خارج العظم، وتنقسم إلى جزئين هما:
- المرحلة الأولى أ: ينحصر السرطان بالكامل داخل العظم؛ مما يؤدي إلى الضغط على جدار العظم ، والذي يُسبب انتفاخه، ولكن دون أن يخترقه، أو ينتشر خارجه.
- المرحلة الأولى ب: يبدأ السرطان في هذه المرحلة باختراق جدار العظم، والنمو من خلاله؛ مما يزيد من احتمالية انتشاره إلى الأنسجة القريبة.
المرحلة الثانية
تُعد هذه المرحلة مُتقدمة، عن السابقة، ولكن بالرغم من ذلك، إلا أن سرطان العظام لم يتخطى العظم، وتُقسم إلى مرحلتين وهما:
- المرحلة الثانية أ: في هذه المرحلة، ينتشر السرطان داخل العظم بالكامل، لكنه لا يزال محصورًا داخله، دون تجاوز حدوده.
- المرحلة الثانية ب: يبدأ السرطان في هذه المرحلة باختراق جدار العظم، والتوسع خارجه، داخل نفس العظم.
المرحلة الثالثة
- في هذه المرحلة يبدأ السرطان بتخطي العظام، وينتشر في كافة أجزاء الجسم، مثل: (الكبد، والرئتين، وغيرهم).
هل يشفى مريض سرطان العظام؟
يتوقف شفاء المريض، على نوع أعراض سرطان العظام، ومرحلتها، أي أن معدلات الشفاء، تُعد مُرتفعة في المرحلة الاولى، وبعض المرحلة الثانية، ولكن في المرحلة الثالثة، يُعد الأمر صعبًا، نظرًا لانتشاره في أكثر من مكان داخل الجسم، ولكن يُمكن أن يُساهم العلاج في الحد من انتشاره وتخفيف الأعراض.
تشخيص سرطان العظام
مثلما تتعدد أعراض سرطان العظام، تتعدد أيضًا الفحوصات اللازمة لتشخيصه، والتي تتمثل في الآتي:
تحاليل الدم
تُعد تحاليل الدم المختلفة، الخطوة الأولى للكشف عن تغيرات داخل في تكوين الدم وطبيعتها، والتي تُعد علامة على وجود مشكلة صحية، ومن أبرز التحاليل التي تستخدم للتأكد من الإصابة بسرطان العظام، هي:
- تحليل سرعة الترسيب ESR.
- تحليل صورة الدم CBC.
- تحليل بروتين سي التفاعلي CRP.
التصوير والأشعة
- الأشعة السينية: تُعد إجراء طبي روتيني في التشخيص، حيث تُساعد في الكشف عن أي نمو غير طبيعي، أو تغيرات في بنية العظام.
- التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي: يوفّر هذا الفحص صورًا تفصيلية، عن توضح حجم الورم، شكله، ومدى انتشاره داخل العظام والأنسجة المجاورة؛ مما يساعد في تقييم خطورة الحالة.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير المقطعي المحوسب (CT): يُستخدم هذا النوع من الفحوصات لتحديد موقع السرطان بدقة، كما يُساعد في الكشف عما إذا كان المرض قد انتشر إلى أعضاء أخرى، مثل: (الرئتين).
الخزعة
- يتم سحب عينة من الأنسجة المشتبه بها، من خلال إبرة صغيرة الحجم في العظم، ويحدث ذلك تحت تأثير التخدير العام.