سوء التغذية: ما هي الأسباب والأعراض وطرق العلاج؟
هل سمعت يومًا عن سوء التغذية؟ قد يتبادر إلى ذهنك إلى أنها مشكلة صحية تتعلق بالفقر وقلة الطعام، ولكن في الحقيقة هي حالة صحية تحدث نتيجة اختلال العناصر الغذائية التي يتناولها الفرد، سواء كانت بالزيادة او النقصان.
فالأمر لا يتعلق فقط بحجم مائدة الطعام أو كميته المتناولة، بل يتعلق بمجموعة من العوامل الأخرى التي تُساعد في الإصابة، وفي هذا المقال سوف نُقدم لكم دليل شامل عن سوء التغذية، بداية من التعرف على ماهيته ووصولاً إلى كيفية تشخيصه وعلاجه.
ما هو تعريف سوء التغذية؟
يُعرف سوء التغذية بأنه حالة صحية تحدث عندما لا يحصل فيه الجسم على المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها؛ مما يُعرض الجسم لمجموعة من الأعراض والمُضاعفات التي تؤثر على أداء الوظائف الحيوية بالجسم.
ويُمكن أن تحدث هذه الحالة سواء بسبب الإفراط أو نقص التغذية؛ مما يجعلها تنقسم إلى عدة أنواع تتمثل في الآتي:
-
نقص التغذية
يحتل نقص التغذية المركز الأول في العوامل المُسببة للإصابة بسوء الغذاء، والذي قد يحدث نتيجة:
- تناول طعام غير كافٍ.
- أو بسبب مشكلات في امتصاص المغذيات من الطعام رغم تناوله.
ومن الممكن أن يحدث هذا النقص لدي أصحاب السمنة، فقد يكون نظامهم الغذائي مفتقد إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية التي يحتاجها الجسم، وينقسم نقص التغذية إلى نوعان وهما:
نقص التغذية بالمغذيات الكبرى
يُعرف أيضًا باسم: نقص تغذية البروتينية-الطاقية، وهو عبارة عن حدوث نقص في العناصر الغذائية الكبرى، مثل: (البروتينات والكربوهيدرات والدهون).
وتُعد العناصر السابقة هي حجر الأساس الذي يعتمد عليه الجسم في عملية إنتاج الطاقة التي يحتاجه للحفاظ على الصحة، وفي حالة نقص أي منهما، يشهد الجسم انهيارًا سريعًا؛ يتسبب في عرقلة أداء الوظائف الحيوية في الجسم.
نقص التغذية بالمغذيات الدقيقة
تتمثل المُغذيات الدقيقة في أنها عبارة عن الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة، إلا أنها تُعد ضرورية جدًا لكي يعمل الجسم بشكل سليم، ورغم أن الجسم لا يحتاج منها الكثير، فإن نقصها يؤثر بشكل كبير على الصحة، وعادة ما يحدث هذا النوع؛ نتيجة عدم تنوع الطعام.
ما علاقة العلاقة بين سوء التغذية والإفراط في الطعام؟
وضعت منظمة الصحة العالمية مصطلح فرط التغذية، ضمن تعريفها لسوء التغذية؛ مما يوضح حجم المُضاعفات السلبية التي قد تترتب على الإفراط في تناول العناصر الغذائية، والتي تتمثل في:
الإفراط في التغذية بالمغذيات الكبرى
عند تناول كميات زائدة من السعرات الحرارية، يقوم الجسم بتخزين هذا الفائض على شكل دهون داخل الأنسجة الدهنية، ومع مرور الوقت، إذا استمر تناول السعرات الزائدة، تمتلئ هذه الأنسجة، وتبدأ الخلايا الدهنية في التمدد لتتسع لكمية الدهون الزائدة، هذا التمدد يؤدي إلى حالة من الالتهاب المزمن داخل الجسم، والتي ترتبط بعدد من الاضطرابات الصحية الخطيرة، مثل:
- مرض السكري.
- أمراض القلب وتصلب الشرايين.
- السكتات الدماغية.
الإفراط في التغذية بالمغذيات الدقيقة
قد يحصل الجسم أحيانًا على كميات زائدة من الفيتامينات والمعادن؛ بسبب الإفراط في تناول المكملات الغذائية، ورغم أن هذه الحالات نادرة، إلا أن بعض المُكملات قد تُسبب أضرارًا صحية إذا تم تناولها بجرعات كبيرة.
وحتى الآن، ما زالت الأبحاث مستمرة لفهم الكمية التي تُعتبر “زائدة”، لكل نوع من الفيتامينات أو المعادن، وكيف تؤثر على الجسم، وبشكل عام، فإن فرط التغذية بالمغذيات الدقيقة لا يحدث من الطعام فقط، بل غالبًا بسبب تناول مكملات بدون إشراف طبي، لذلك، من الضروري دائمًا استشارة الطبيب، أو مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي مكملات غذائية، خاصةً لفترات طويلة.
أسباب سوء التغذية
لا يحدث سوء التغذية من فراغ، بل هو نتيجة تفاعل معقّد بين عوامل كثيرة: (جسدية، ونفسية، وبيئية)، فبعض الأشخاص يُعانون منه بسبب عدم توفر طعام كافٍ أو متنوع، بينما يصاب آخرون به رغم وفرة الطعام، بسبب سوء الامتصاص أو اضطرابات الأكل أو اختيارات غذائية غير صحية، وفيما يلي نتعرف على أبرز هذه الأسباب:
-
أسباب طبية:
تتمثل في مجموعة من المشاكل والأمراض الصحية، التي تؤثر على الشهية، أو قدرة الشخص على الأكل، مثل:
- الغثيان أو صعوبة البلع.
- قصور البنكرياس.
- أمراض سوء الامتصاص مثل: (التهاب الأمعاء).
- الإسهال المزمن.
- السرطان.
- مرض كرون.
- حالات تتطلب تغذية وريدية لفترات طويلة.
-
أسباب نفسية أو عصبية:
- الاكتئاب.
- الخرف.
- فقدان الشهية العصبي (Anorexia).
- الشره المرضي (Bulimia).
-
أسباب غذائية أو بيئية:
- الوصول المحدود إلى الأطعمة المغذية.
- نظام غذائي شديد التقييد أو مفروض من الآخرين.
أسباب سوء التغذية الناتج عن الإفراط
تتعدد أسباب الإصابة، وتتمثل في الآتي:
-
أسباب طبية أو فسيولوجية:
- قصور الغدة الدرقية: يؤدي إلى بطء في التمثيل الغذائي.
- اختلال هرموني: يؤثر على الشعور بالجوع والشبع.
-
أسباب نفسية أو سلوكية:
- الإجهاد المزمن.
- القلق أو الاكتئاب.
- اضطراب الشراهة في الأكل.
-
أسباب مرتبطة بنمط الحياة:
- نمط حياة غير نشط.
- خيارات غذائية محدودة وضعيفة الجودة.
-
أسباب دوائية أو مكمّلات:
- الإفراط المزمن في تناول المكملات الغذائية
أعراض سوء التغذية
يختلف ظهور الأعراض من شخص لآخر، حسب نوع الخلل الغذائي، ومدى استمراره، وحالة الجسم الصحية، وفقد تكون الأعراض واضحة وظاهرة على الجسد، وقد لا تظهر، وفيما يلي نتعرف على أبرزهم:
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- بروز العظام.
- انخفاض واضح في نسبة الدهون والكتلة العضلية.
- نحافة شديدة في الذراعين والساقين، مع تورم في البطن أو الوجه نتيجة احتباس السوائل.
- بطء أو توقف النمو والتطور العقلي لدى الأطفال.
- الشعور الدائم بالضعف والتعب، وقد يصل الأمر إلى الإغماء.
- التهيج، وقلة التركيز.
- جفاف الجلد وفقدان مرونته.
- ظهور الطفح الجلدي، وبطء التئام الجروح.
- هشاشة الشعر وتساقطه وفقدان لونه الطبيعي.
- التعرض المتكرر للعدوى نتيجة ضعف المناعة.
- انخفاض حرارة الجسم وعدم القدرة على الشعور بالدفء.
- تباطؤ ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم.
وتنصح مختبرات دلتا الطبية في حالة مُلاحظة أي من الأعراض السابقة، ضرورة استشارة الطبيب المختص، للتعرف على أسباب حدوث ذلك ووضع خطة علاجية مُتكاملة، تمنع من حدوث أي مُضاعفات مستقبلية، مثل:
- قيء مستمر يصعب السيطرة عليه.
- انخفاض شديد في حرارة الجسم (البرودة المفرطة).
- الإصابة بعدوى متكررة في الجهاز التنفسي.
- فقر دم شديد نتيجة؛ نقص العناصر الغذائية.
- ظهور مشكلات جلدية، مثل: (التقرحات أو الطفح).
- فقدان الوعي أو الإغماء المفاجئ.
- جفاف شديد بسبب فقدان السوائل.
- حدوث نوبات أو تشنجات عضلية.
ما هي الفئات الأكثر عُرضة لإصابة بسوء التغذية؟
يُمكن أن يُصاب إلئ بهذه الحالة الطبية، إلا أن هُناك بعض الفئات تزادها فيها إحتمالية الإصابة، وتتمثل في الآتي:
- الأطفال: يُعد الأطفال من أكثر الفئات احتياجًا للتغذية السليمة، لأن أجسامهم في مرحلة نمو مستمر، وبسبب هذا الاحتياج المرتفع، فإن أي نقص في العناصر الغذائية قد يؤثر بشكل مباشر على تطورهم الجسدي والعقلي، وتزداد خطورة سوء التغذية لدى الأطفال الذين يعيشون في بيئات فقيرة أو محرومة.
- الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة: بعض الأمراض المزمنة تؤثر على قدرة الجسم على تناول الطعام أو امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح، وقد ترفع من حاجة الجسم للطاقة.
- كبار السن: مع التقدّم في العمر، يواجه الكثير من كبار السن تحديات غذائية بسبب عوامل مثل انخفاض الشهية، قلة الحركة، العيش في دور رعاية، أو ضعف الجهاز الهضمي في امتصاص المغذيات، كل هذه العوامل تجعلهم عرضة لنقص التغذية ومضاعفاته الصحية.
كيف يتم تشخيص سوء التغذية؟
يعتمد تشخيص سوء التغذية على إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية المختلفة، للتعرف على سبب حدوثه، وإلقاء نظرة شاملة على الصحة، ومن أبرز هذه الفحوصات:
- تحليل الغدة الدرقية.
- تحليل السكري.
- تحليل فيتامين د و أ.
- تحليل الحديد.
- وغيرها من تحاليل.
وتوفر مختبرات دلتا الطبية مجموعة من الباقات الصحية الشاملة، التي تُساعد في تقييم الصحة بشكل شامل، ومن أبرز هذه الباقات:
- باقة الصحة الشاملة.
- باقة دلتا ماكس.
- باقة الفيتامينات والمعادن.
ولمزيد من المعلومات يُمكنكم الدخول هنا، أو الاتصال بخدمة العملاء على الرقم التالي أو التواصل عبر تطبيق الواتساب:
- 920022723
وعادةً ما يوصى الطبيب المختص أيضًا بقياس الطول والوزن، عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم ( BMI)، حيث يُساعد هذا الإجراء في توضيح معلومات دقيقة عن المُصاب.
علاج سوء التغذية
يختلف علاج سوء التغذية وفقًا للسبب الناتج عنه حدوث هذا السوء، ويعتمد العلاج على تشخيص الطبيب، ونتائج الفحوصات الطبية، ولكن لابد من الإشارة إلى أن العلاج يختلف باختلاف السبب، وفيما يلي سوف نوضح ذلك بشكل أفضل:
علاج سوء التغذية الناتج عن النقص
- العلاج بتناول المُكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن.
- علاج السبب الرئيسي المُسبب لهذه الحالة.
علاج سوء التغذية الناتج عن الإفراط
يوصى بالمتابعة مع أخصائي تغذية، لوضع برنامج غذائي متكامل، يُساعد في إنقاص الوزن بشكل صحيح دون أن يؤثر على الكتلة العضلية في الجسم، أو يُسبب أي نقص في الفيتامينات والمعادن.
في الختام، سوء التغذية ليس مجرد مشكلة صحية، بل هو انعكاس لاختلالات أعمق في أنماط الحياة، والنظم الغذائية، والظروف الاجتماعية، ولأن تبعاته تمتد من التأثير على النمو، والصحة الجسدية إلى تهديد جودة الحياة والإنتاجية، فإن التعامل مع سوء التغذية يتطلب وعيًا جماعيًا.