فحص إنزيمات القلب: 4 مؤشرات ضرورية لتشخيص أمراض القلب
ذات يوم شعر صديقك بألم حاد في صدره تزداد شدته بمرور الوقت، وعند عرضه على الطبيب أمر فورًا بإجراء فحص إنزيمات القلب، ولكن هل تعرف ما هو هذا الفحص؟ ولماذا يُعد أحد الأدوات التشخيصية الحيوية للكشف عن المشكلات القلبية المختلفة؟ في هذا المقال سوف نتعرف على هذا الفحص بالتفصيل، والإنزيمات التي يقيسها، وكيفية تفسير نتائجه بسهولة.
ما هو فحص إنزيمات القلب؟
تمتلك أنسجة القلب مجموعة من الإنزيمات التي تلعب دورًا أساسيًا في دعم وظائفه الحيوية، فعند تعرض القلب لإجهاد شديد أو تلف في أنسجته، تبدأ هذه الإنزيمات بالتسرب إلى مجرى الدم؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياتها.
يُعد فحص إنزيمات القلب أحد الفحوصات السريعة والدقيقة التي تساعد في الكشف عن الأزمات القلبية، وتقييم مدى تأثيرها على عضلة القلب؛ مما يساعد الأطباء في اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة في الوقت المناسب.
يشمل الفحص الكشف عن الإنزيمات القلبية مثل: (الكرياتينين كاينيز CK، والتروبونين القلبي، والميوجلوبين)
ماذا يكشف فحص إنزيمات القلب؟
يقيس الفحص تركيز بعض الإنزيمات في الدم، والتي يشير ارتفاع مستوياتها إلى حالة مرضية خطيرة، حيث يساعد الفحص في تشخيص الحالات الآتية:
- النوبات القلبية الحادة: عند تعرض القلب لأزمة، تبدأ إنزيماته في التسرب إلى تيار الدم؛ فكلما زادت مستويات الإنزيمات، كلما كان ذلك مؤشرًا على مدى الضرر الذي أصاب عضلة القلب؛ مما يساعد الأطباء في تقييم شدة النوبة القلبية.
- تشخيص الذبحة الصدرية: يساعد الفحص في التفرقة بين الذبح الصدرية المستقرة (التي حدثت نتيجة لمجهود)، والذبحة الصدرية غير المستقرة (التي حدثت في وقت الراحة بشكل مفاجئ)؛ مما يساعد الأطباء في اتخاذ القرارات العلاجية في الوقت المناسب.
يساهم الفحص في التأكد من أن الخلل ناتج عن مشكلة في القلب وليس في أعضاء أخرى؛ نظرًا لكون الفحص يكشف عن إنزيمات متخصصة، تتواجد في عضلة القلب فقط.
لماذا يطلب الدكتور فحص إنزيمات القلب؟
يطلب الطبيب اختبار إنزيمات القلب كإجراء عاجل عند الاشتباه في وجود مشكلة تؤثر على عضلة القلب، وإليك بعض الأمثلة على تلك الحالات:
ظهور أعراض تشبه النوبة القلبية
تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، وتزداد حدتها بمرور الوقت، وتشمل تلك الأعراض ما يلي: (الدوار، وضيق التنفس، وألم في الصدر، وألم في الكتف الأيسر)
متابعة حالة القلب بعد الجراحة
يجب التأكد من تعافي القلب بشكل كامل بعد القيام بأي تدخل جراحي مثل: القسطرة القلبية، أو تركيب الدعامات.
متابعة تاثير بعض الأدوية على عضلة القلب
إذا خضع مريض القلب لخطة علاجية جديدة؛ فإنه من الضروري إجراء فحص لقياس إنزيمات القلب، وذلك لمعرفة تاثير تلك الأدوية على عضلة القلب، وتجنب حدوث أي مضاعفات.
تشخيص التهاب عضلة القلب
يساعد فحص إنزيمات القلب في تشخيص الالتهابات المصاحبة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تصيب القلب مثل: (التهاب غشاء التأمور).
ما هي إنزيمات القلب؟
إنزيمات القلب هي عبارة عن بروتينات متخصصة تتواجد بداخل خلايا عضلة القلب، وتؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على وظائفه، فعند تعرض القلب إلى أي إجهاد أو التهاب فإن تلك الأزمات تبدأ بالتسرب إلى مجرى الدم؛ مما يجعلها مؤشرًا دقيقًا يستخدم في تشخيص مشكلات القلب، دعنا نتعرف على هذه الإنزيمات من خلال الفقرات التالية:
التروبونين (Troponin)
يُعد التروبونين أحد أهم الإنزيمات القلبية، وأكثرها حساسية، ودقة في الكشف عن النوبات القلبية؛ حيث يلعب دورًا رئيسيًا في تشخيص مقدار التلف في عضلة القلب.
يعتبر التروبونين مؤشرًا مثاليًا لأنه؛ يبدأ في الدم بالارتفاع فور حدوث النوبة القلبية، ويستمر في الارتفاع لساعات عدة بعد الأزمة؛ مما يُتيح للأطباء فرصة تشخيص الحالة حتى بعد مرور وقت من حدوث المشكلة.
يُقاس التروبونين ضمن فحص إنزيمات القلب في أقسام الطوارئ بالمستشفيات كجزء من الفحوصات الأساسية عند الاشتباه في وجود نوبة قلبية، ويُستخدم بجانب اختبارات أخرى مثل: تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، واختبار الجهد القلبي، حيث يساعد هذا الفحص في تقديم تقييم دقيق لحالة المريض، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ القرارات العلاجية المناسبة بسرعة وفعالية.
الكرياتين كيناز (Creatinine kinase)
يتواجد إنزيم الكرياتين كيناز في كلًا من: (عضلة القلب، العضلات الهيكلية، والدماغ)، فعندما يحدث تلف في أي من تلك الأنسجة تتصرف كميات من هذا الإنزيم إلى مجرد الدم.
تشير ارتفاع مستويات إنزيم الكرياتين كيناز إلى وجود إصابة في (القلب، أو العضلات)، فلا يمكن الاعتماد على هذا الفحص بمفرده لتشخيص اضطرابات القلب، ولكن يُعتمد عليه في فحص إنزيمات القلب كأداة تكميلية؛ لتأكيد التشخيص.
الميوجلوبين (Myoglobin)
يوجد الميوجلوبين في (القلب، والعضلات الهيكلية)، حيث يعمل كبروتين مسؤول عن نقل الأكسجين داخل الخلايا العضلية، كما تشير مستوياته المرتفعة إلى حدوث تلف في العضلات بشكل عام.
رُغم أن الميوجلوبين يرتفع سريعًا عند حدوث تلف عضلي، إلا أنه لا يحدد مصدر هذا التلف؛ لذلك فإنه من الضروري إجراء فحص آخر أكثر تحديدًا وحساسية للقلب بالإضافة إلى فحص الميوغلوبين؛ لضمان الحصول على تشخيص دقيق.
الكرياتينين كاينيز القلبي (CK-MB)
يعتبر إنزيم CK-MB أحد أشكال إنزيم الكرياتين كيناز، لكنه يتواجد بشكل أساسي في خلايا عضلة القلب؛ مما يجعله أكثر تخصصًا في الكشف عن الاضطرابات القلبية مقارنة بالأشكال الأخرى لإنزيم الكرياتين كيناز.
عند حدوث نوبة قلبية تبدأ مستويات الأنزيم في الارتفاع سريعًا؛ مما يجعله أحد المؤشرات المبكرة على تلف عضلة القلب، ويُعتمد عليه في فحص إنزيمات القلب، ورُغم ذلك تكمن محدودية إنزيم CK-MB في أن مستوياته تبدأ في الانخفاض بعد فترة وجيزة من حدوث الأزمة القلبية.
ما هو المعدل الطبيعي لإنزيمات القلب؟
تُقاس إنزيمات القلب بوحدات مختلفة مثل النانوجرام لكل مليلتر (نانوجرام/مل) أو النانوجرام لكل لتر (نانوجرام/لتر)؛ وذلك نظرًا لتواجدهم بكميات قليلة جدًا في الدم.
القيم المرجعية لإنزيم التروبونين
يوجد نوعان من إنزيم التروبونين، كلًا منهما ضروري لتقييم حالة القلب
- تتراوح القيم الطبيعية لإنزيم التروبونين (cTnI): بين الصفر إلى 0.04 نانوغرام/ لتر.
- تتراوح القيم الطبيعية لإنزيم التروبونين (cTnT): بين الصفر إلى 0.01 نانوغرام/ لتر.
القيم المرجعية لإنزيم الكرياتين كيناز CK-MB
تتراوح القيم المرجعية الطبيعية في فحص إنزيمات القلب بين 5-25 وحدة دولية/ لتر.
القيم المرجعية لإنزيم الميوغلوبين
تتراوح قيم النطاق الطبيعي بين (25-72) نانوجرام/ مل.
قد ترتفع مستويات هذه الإنزيمات في حالات مختلفة مرتبطة بالقلب، مثل: (النوبات القلبية، والرجفان الأذيني، وفشل القلب، والتهاب عضلة القلب)، ونظرًا لاختلاف القيم المرجعية بين كل مختبر والآخر، فنحن ننصحك بضرورة مناقشة النتائج مع الطبيب؛ لتفسيرها بدقة وفقًا للحالة الصحية.
نصائح للحفاظ على صحة القلب
تناول طعام صحي: ركّز على الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وقلل من الدهون المشبعة والسكريات.
- مارس الرياضة بانتظام: المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يعزز صحة القلب.
- حافظ على وزن صحي: يعرضك الوزن الزائد إلى خطر الإصابة يأمراض القلب.
- تجنب التدخين: يضر التدخين بالأوعية الدموية، ويرفع من ضغط الدم.
- قم بالفحوصات الدورية: من الضروري مراقبة مستويات الكوليسترول، ومعدل ضغط الدم بانتظام.
أسئلة شائعة حول إنزيمات القلب
هل فحص إنزيمات القلب يكشف الجلطة؟
نعم، يمكن لنتائج الفحص أن تساعد في الكشف عن حدوث جلطات القلب أو الشرايين التاجية؛ حيث ترتفع مستويات إنزيمات القلب المتخصصة مثل: (التروبونين وCK-MB) عند حدوث تلف في عضلة القلب.
ترتفع مؤشرات الإنزيمات بشكل ملحوظ؛ نتيجة لانسداد الشرايين القلبية، ومع ذلك، لا يمكن تشخيص الجلطة اعتمادًا على نتائج الفحص فقط بل يجب تأكيد التشخيص عن طريق إجراء فحوصات أخرى تكميلية مثل: (تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، والتصوير بالموجات الفوق صوتيّة).
هل ارتفاع إنزيمات القلب دائمًا مؤشر على نوبة قلبية؟
لا، ارتفاع إنزيمات القلب ليس دائمًا دليلًا على نوبة قلبية، بل دليلًا على حدوث اضطراب ما في القلب، حيث تتعدد أسباب ارتفاع إنزيمات القلب، فمثلًا:
- التهاب عضلة القلب.
- قصور القلب الحاد.
- الجلطة الرئوية (الانسداد الرئوي) أو ما يُعرف بـ(pulmonary embolism)
- ممارسة التمارين الشديدة أو التعرض لضغط نفسي سبب إجهادًا لعضلة القلب.
لذلك، عند ارتفاع إنزيمات القلب، يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات إضافية؛ للتأكد من السبب الحقيقي واتخاذ القرار العلاجي المناسب.
هل توفر مختبرات دلتا فحص إنزيمات القلب؟
نعم، توفر مختبرات دلتا فحص الإنزيمات القلبية مع إمكانية الحصول على نتائج التحليل في نفس اليوم، يُمكنك إجراء الفحص عن طريق زيارة أحد فروع مختبرات دلتا المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، أو طلب الخدمة المنزلية لسحب العينة من المنزل، وإجراء الفحص بكل راحة ودقة.