فحص مؤشر سرطان القولون : كيف يتم؟ ومتى يكون ضروريًا؟
يُعد فحص مؤشر سرطان القولون هو الخطوة الأولى والاستباقية، لاكتشاف أي تغيرات غير طبيعية في القولون، حيث أن هذا النوع من السرطان، قد لا تظهر أعراضه في مراحله الأولى، في كثير من الحالات؛ مما يجعل هذا الفحص أداة مهمة للكشف عن المرض قبل أن يتطور، لذا فإننا فيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الفحص، بالإضافة إلى التعرف على اعراض سرطان القولون المبكرة.
ما هو الفحص الذي يكشف سرطان القولون؟
يُصنف سرطان القولون، بأنه أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وبالرغم من ذلك، إلا أنه عادةً لا يُظهر أي أعراض واضحة، تدل على الإصابة به في مراحله المبكرة؛ مما يجعل الأطباء ينصحون بإجراء فحص مؤشر سرطان القولون، ولكن يبقى السؤال الأهم هو: “ما هي الفحوصات التي يمكن الاعتماد عليها؟ وهل تحليل الدم وحده يكفي للكشف عن سرطان القولون؟”، وتأتي هذه الاسئلة نظرًا لتعدد أنواع الفحوصات المستخدمة، والتي تتمثل في الآتي:
-
فحص القولون بالمنظار
يُعد تنظير القولون من أفضل وأدق الفحوصات الطبية، التي تُجري للكشف عن وجود مؤشر لسرطان القولون، فهو أداة طبية مرنة ذات عدسة وضوء وكاميرا، يتم إستخدامها عبر إدخالها في فتحة الشرج، ومن ثم المستقيم والقولون، وذلك تحت تأثير المخدر، ويقوم الطبيب بضخ كمية محددة من الهواء داخل القولون والمستقيم؛ مما يُتيح له الكشف عن بطانة القولون بصورة واضحة وكاملة، ولكن من الضروري إفراغ الأمعاء قبل القيام بهذا الفحص.
-
اختبار الدم الخفي في البراز
يُعرف هذا الاختبار، بأنه أقل دقة من المنظار، ولكن هو أحد أبرز الفحوصات المستخدمة للكشف عن سرطان القولون، حيث يكشف هذا الاختبار عن وجود دم في البراز أم لا، والذي يُعد من أبرز أعراض سرطان القولون، إلا أن وجود دم يُمكن أن يرتبط بمشكلات صحية أخري، غير السرطان، وهناك طريقتين للقيام بهذه الاختبار، وهما:
- فحص البراز الكيميائي: هو اختبار طبي، يعمل على الكشف عن الهيموجلوبين المناعي، وعادةً ما يتم إجراؤه سنويا.
- اختبار الغواياك للبراز: يُطلق عليه عدة مسميات، مثل: (اختبار الغواياك للكشف عن الدم الخفي في البراز)، وهو اختبار طبي يعتمد على كيمياء الأكسدة، للكشف عن وجود الدم غير المرئي في العينة.
-
تنظير القولون الافتراضي
يُطلق عليه اسم التصوير المقطعي المحوسب للقولون، وهو تقنية طبية تُستخدم لـفحص مؤشر سرطان القولون، والمستقيم، بطريقة غير جراحية، وذلك باستخدام الأشعة السينية، حيث يُساعد هذا الفحص في الحصول على صور ثلاثية الأبعاد للقولون من خارج الجسم؛ مما يمكن الأطباء من الكشف عن الأورام الحميدة أو السرطانية، بالإضافة إلى مشكلات أخرى في الأمعاء.
-
اختبار الحمض النووي في البراز
يُجرى هذا الاختبار، للكشف عن وجود تغيرات في الحمض النووي للخلايا، والتي قد تشير إلى وجود خلايا غير طبيعية، أو محتملة التسرطن، فهو من أحد الفحوصات الحديثة، التي تساعد في الكشف المبكر عن سرطان القولون أو التغيرات التي قد تؤدي إليه.
هل يظهر سرطان القولون في تحليل الدم ؟
لا يُستخدم تحليل الدم، كأداة أساسية، في الكشف عن الإصابة بسرطان القولون، إلا أنه يُمكن أن يكشف عن وجود مشكلة صحية في الدم، تتطلب المتابعة الصحية، وإجراء المزيد من الفحوصات للوقوف على اسباب هذا المشكلة، كما أن ارتفاع نتيجة بعض التحاليل المتعلقة بالسرطان، يُمكن أن يُعد مؤشرًا للإصابة بالأورام.
الجدير بالذكر، فحص مؤشر سرطان القولون، قد يتطلب إجراء عدد من الفحوصات الطبية الأخرى، للتأكد من النتيجة، ومعرفة مرحلة السرطان ومدى إنتشاره.
هل فحص CEA يكشف سرطان القولون ؟
(نعم)، يُمكن لفحص CEA، المعروف بأسم: “تحليل المستضد السرطاني المضغي”، الكشف عن سرطان القولون، وذلك من خلال قياس مستوى البروتين المضغي في الدم، حيث يتواجد هذا البروتين في دم الإنسان بنسبة كبيرة خلال نموه أثناء الحمل، ومن ثم ينخفض بعد الولادة حتى يختفي، فإذا أثبت هذا الفحص وجود نسبة من هذا البروتين في الدم، كان ذلك دلالة على الإصابة بالسرطان، وفيما يلي سنتعرف على نتائج فحص المستضد السرطاني المضغي:
- النسبة الطبيعة لتحليل CEA: يجب أن تكون أقل من 2.5 نانوجرام / ملليلتر.
- النسبة المرتفعة: تتمثل في أن تكون أكثر من 2.5 نانوجرام / ملليلتر.
ولا يتوقف استخدام هذا التحليل عند تشخيص السرطان، بل تتعدد وظائفها، لتشمل:
- مراقبة مدى فعالية استجابة الجسم لعلاج السرطان.
- الكشف عن تكرار الإصابة بالسرطان بعد الشفاء منه.
- تحديد مرحلة الإصابة بالسرطان.
يُذكر أن، تتعدد طرق إجراء تحليل CEA، الذي يُعد من أبرز الفحوصات المستخدمة، في فحص مؤشر سرطان القولون، حيث يُمكن أخذ العينة من: (الدم، أو السائل النخاعي “البزل القطني”، أو سائل جدار البطن، أو سائل تجويف الصدر).
هل سرطان القولون يظهر في فحص CBC ؟
لا يُستخدم فحص CBC، المعروف باسم (تحليل صورة الدم الكاملة)، في الكشف عن الإصابة بسرطان القولون، إلا أن أرتفاع بعد المعدلات به، يُمكن أن تدل على وجود مشكلة صحية، مثل: (فقر الدم، واضطرابات كريات الدم البيضاء)، وقد تتعلق بالسرطان أو بغيره من الأمراض؛ مما يتستلزم إجراء المزيد من الفحوصات الطبية.
ويُعد تحليل صورة الدم الكاملة، من الفحوصات الطبية الروتينية، والتي يتم إجراؤها للكشف عن صحة مكونات الدم، التي تتمثل في: (خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية)، فإذا كانت النتائج مرتفعة أو منخفضة، دل ذلك على وجود مشكلة صحية؛ يُمكن أن تؤثر على الصحة العامة للجسم.
هل سرطان القولون يظهر في فحص دلالات الأورام ؟
(نعم)، يُمكن لفحص دلالات الأورام اكتشاف الإصابة بسرطان القولون، حيث يبحث هذا الفحص عن مواد كيميائية، تُنتجها الخلايا السرطانية، أو الخلايا الطبيعية، كرد فعل لوجود السرطان في الجسم، وينقسم فحص مؤشر سرطان القولون، بواسطة تحليل دلالات الاورام إلى عدة أنواع، مثل:
طفرات BRAF V600
هي تغيرات جينية تحدث في جين BRAF، وهو الجين المسؤول عن إنتاج بروتين B-Raf، الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم نمو الخلايا وانقسامه، فعندما تحدث طفرة في هذا الجين؛ قد يؤدي ذلك إلى نمو غير طبيعي للخلايا، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ويتم إجرائه من خلال أخذ عينة من الورم.
طفرة جين DPD
تُشير هذه الطفرة إلى تغيرات جينية في جين DPD، وهو الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم ديهيدروبريميدين ديهيدروجيناز، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تفكيك واستقلاب بعض أدوية العلاج الكيميائي، وخاصة الفلورويوراسيل (5-FU) وكابسيتابين (Capecitabine)، المستخدمة في علاج العديد من أنواع السرطان، مثل: (سرطان القولون، الثدي، والرئة).
CA 19-9
هو نوع من أنواع من أنواع فحص مؤشر سرطان القولون، عبر تحليل دلالات الأورام، يعمل على قياس مقدار البروتين CA 19-9، الذي يتم تصنيعه بواسطة الخلايا السرطانية أو الخلايا الطبيعية استجابة للسرطان في الجسم.
ويمكن إجراء فحص مؤشر سرطان القولون، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء، وتوفر مختبرات دلتا، عدد من الباقات الهامة التي تتضمن هذا الفحص وفحوصات أخرى، لتُعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة مؤشرات الأورام السرطانية للذكر، باقة مؤشرات الأورام السرطانية للأنثى، دلتا ماكس)، وتهدف جميع الباقات إلى تقييم الصحة العامة، والكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.
أعراض سرطان القولون في بدايته
قد لا يُظهر سرطان القولون أي أعراض واضحة في مراحله المبكرة؛ مما يجعله من أكثر الأمراض التي يصعب اكتشافها مبكرًا، في كثير من الحالات، وعادةً ما تتطور الأعراض ببطء شديد، وقد تبدو وكأنها مشكلات هضمية عادية، فما هي أعراض سرطان القولون الأولية؟ ومتى يجب القلق بشأن أي تغييرات في الجهاز الهضمي؟، فيما يلي سوف نستعرضها:
- اضطرابات الجهاز الهضمي: قد يكون الشعور المتكرر بـ(الانتفاخ، والتقلصات، والألم في البطن)، علامة على وجود مشكلة في القولون، قد يكون سببها ورم يؤثر على حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية مزمنة.
- الإسهال أو الإمساك المستمر: قد يسبب الورم انسدادًا جزئيًا، أو تغييرًا في وظيفة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى نوبات متكررة، من الإسهال أو الإمساك، بالرغم من تناول العلاج المناسب، فإذا لاحظت تغيرًا مستمرًا في عادات الإخراج، لمدة تزيد عن أربعة أسابيع، فقد يكون ذلك إشارة على مشكلة تحتاج إلى فحص طبي.
- دم غامق أو فاتح في البراز:يعد وجود دم في البراز من الأعراض الأكثر شيوعًا، ولكنه قد يكون غير واضح في بعض الحالات/ كما أن ليس دليلً مؤكدًا للإصابة بالسرطان.
- الإحساس بالتعب والإرهاق المستمر: الشعور بالإجهاد المزمن، دون سبب واضح قد يكون ناتجًا عن نقص الحديد، الناتج عن وجود نزيف، فهذا النزيف قد لا يكون ملحوظًا في البراز، ولكنه يؤدي إلى نقص خلايا الدم الحمراء؛ مما يقلل من قدرة الجسم على توصيل الأكسجين إلى الأنسجة، وبالتالي الشعور بالوهن والضعف المستمر.
- فقدان وزن غير مبرر: إذا كنت تخسر الوزن دون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني، فقد يكون ذلك علامة على خلل في عملية امتصاص المغذيات، الناتجة عن الإصابة بالسرطان، أو بسبب زيادة استهلاك الجسم للطاقة؛ نتيجة استجابة الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية.
- تغير شكل البراز وقوامه: قد يؤدي وجود ورم في القولون إلى تضييق القناة الهضمية؛ مما يجعل البراز يخرج بشكل أرفع أو غير منتظم، فإذا لاحظت استمرار هذا التغير لفترة طويلة، فقد يكون ذلك علامة على انسداد جزئي في القولون، يحتاج إلى تقييم طبي.
الجدير بالذكر، لا تختص الأعراض السابقة بسرطان القولون فقط، بل قد ترتبط بالكثير من الأمراض الأخرى، لذا يُعد إجراء الفحوصات اللازمة ومراجعة الطبيب المختص أمرًا ضروريًا.