كل ما تحتاج معرفته عن قناة استاكيوس وأسباب انسدادها
تُعد قناة استاكيوس جزءًا أساسيًا داخل جسم الإنسان، حيث تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن الضغط داخل الأذن؛ مما يُساعد على تحسين السمع، وحماية الأذن من المشكلات الصحية المتعددة، ومع ذلك، يجهلها الكثيرون، إذ يعتقد معظم الناس، أن الأذن مجرد عضو سمعي فقط، لذا فإننا سوف نتعرف على وظيفة هذه القناة، وأبرز أسباب وأعراض اضطراباها.
ما هي وظيفة قناة استاكيوس؟
تُعرف قناة استاكيوس، بأنها عبارة عن أنبوب دقيق، مكوّن من (العظام، الغضاريف، والأنسجة اللينة)، ويقع في الأذن الوسطى ويمتد حتى البلعوم الأنفي، وهو الجزء العلوي من الحلق والخلفي من الأنف، وتؤدي هذه القناة عدد من الوظائف الهامة في جسم الإنسان، مثل:
- منع تراكم السوائل والإفرازت الزائدة من الأذن الوسطي؛ لتجنب المشكلات الصحية.
- المحافظة على توازن ضغط الهواء، على جانبي طبلة الأذن؛ لضمان وظيفة سمعية طبيعية.
- وقاية الأذن الوسطى من الإصابة بالبكتيريا والفيروسات، التي قد ينتج عنها التهابات.
أسباب انسداد قناة استاكيوس
يُعد انسداد قناة استاكيوس، من أبرز المشكلات التي تتعرض لها الأذن، وتتسبب في حدوث مشكلات كبيرة تتعلق بالسمع، ويرجع ذلك إلى عدة أسبابها، والتي تتمثل في الآتي:
- تضخم الطبقة المبطنة للقناة؛ نتيجة تراكم سوائل الجيوب الأنفية عند الإصابة بالعدوى.
- انحراف الحاجز الأنفي، والذي قد يتسبب في إعاقة تدفق الهواء الطبيعي عبر الأنف؛ مما يؤثر على وظيفة افقناة
- ضعف العضلة المرتبطة بالقناة؛ مما يمنعها من العمل بكفاءة، ويفشل في فتح المجرى بشكل صحيح.
- تضخم اللحمية الأنفية، والتي تحدث نتيجة الإصابة بالعدوى أو الالتهابات، تلوث الهواء، وغيرها.
- وجود أورام أو كتل قريبة، من القناة.
- التعرض لإصابة مباشرة تؤثر على القناة.
- التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي، مثل: (التواجد في المرتفعات العالية، أوالسفر بالطائرة، أو الغوص في أعماق البحر)؛ مما قد يؤدي إلى انسداد مؤقت في القناة.
- التدخين وتأثيره السلبي على صحة الأذن، والأنسجة المحيطة بالقناة؛ مما يزيد من خطر انسدادها أو التهابها.
هل انسداد قناة استاكيوس خطير؟
الإجابة (لا)، فعلى الرغم من أن انسداد قناة استاكيوس ليس خطيرًا في العادة، إلا أنه قد يكون مزعجًا، ويؤثر على جودة السمع، ومع ذلك، إذا أُهمل وتُرك دون علاج؛ فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ تؤدي في النهاية إلى فقدان السمع، وتتمثل الخطورة في:
- التهاب الأذن الوسطى المزمن.
- تكوين سائل خلال فترة الالتهاب.
- إنكماش طبلة الأذن؛ مما ينتج عنه مشكلات سمعية، مثل: (ضعف السمع).
أعراض انسداد قناة استاكيوس
- الشعور بامتلاء الأذن: يُشير هذا الشعور إلى وجود ضغط، أو انسداد في الأذن، وعادةً ما ينتُج عن تراكم السوائل في الأذن الوسطى؛ بسبب التهاب أو انسداد القناة، كما أن وجود شمع في الأذن، يُمكن أن يُسبب هذا الشعور .
- تغيُّرات في وظيفة السمع: قد يحدث ضعفًا في السمع، نتيجة لعدة عوامل: (انسداد قناة الأذن، أو تراكم الشمع، أو التهاب الأذن الوسطى، أو تلف في الأذن الداخلية بسبب التعرض لأصوات عالية أو التقدم في العمر).
- طنين الأذن: يسمع الشخص أصوات غير موجودة فعليًّا، مثل: (رنين أو صفير)، و يمكن أن يكون سببه التعرض لأصوات عالية، أو فقدان السمع المرتبط بالعمر، أو اضطرابات في الدورة الدموية للأذن، كما يُساهم خلل مستويات ضغط الدم، في الشعور بهذا العرض.
- ألم الأذن: قد يحدث نتيجة عدة عوامل، مثل: (التهاب الأذن الوسطى، او تضخم طبلة الأذن).
- الإحساس بحكة في الأذن: يمكن أن يكون نتيجة لتهيج الجلد داخل قناة الأذن؛ بسبب التهاب، أو عدوى فطرية، أو تراكم الشمع.
- الشعور بصوت طقطقة في الأذن: قد يحدث بسبب فتح وانغلاق قناة الأذن، أو وجود سوائل في الأذن الوسطى، أو تغيرات في الضغط الجوي.
- الدوخة والدوار وعدم التوازن: قد تنتج عن اضطرابات في الأذن الداخلية، مثل: (مرض مينيير، أو التهاب العصب الدهليزي، أو أورام العصب السمعي).
تُعد الأعراض السابقة، علامة تحذيرية، لوجود مشكلة في الأذن، تتطلب المتابعة والفحص، لمنع حدوث مضاعفات، تُؤثر على جودة الحياة.
الجدير بالذكر، يتم تشخيص انسداد استاكيوس من خلال عدة إجراءات طبية، مثل: (منظار الأذن)، حيث يقوم الطبيب المختص بإدخال أنبوب صغير الحجم إلى الأذن للكشف عن حالتها والبحث عن مشكلة سمعية، كما يُمكن إجراء اختبارات السمع، للتاكد أن المستويات طبيعية.
كم يستغرق علاج انسداد قناة استاكيوس ؟
تتراوح مُدة علاج انسدان الأذن، بين أسبوع إلى اسبوعين، ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه المدة تتوقف على حجم الانسداد، ومدى استجابة العلاج معه، وهذا يختلف من شخص لأخر، حيث يُمكن أن تصل مدة العلاج إلى شهر.
علاج انسداد قناة استاكيوس
يتم تحديد العلاج بناءً على سبب الانسداد، وينقسم إلى نوعين رئيسيين، وهما:
العلاج الدوائي
- مضادات الحساسية: تُساعد في تخفيف تهيج الأغشية المخاطية، و تقليص الاحتقان؛ ولكن لابد من الإشارة إلى أنه يجب تجنب العوامل الخارجية التي تسبب الحساسية.
- مضادات الاحتقان: تعمل على تقليص الأوعية الدموية المتوسعة؛ مما يُساهم في تقليل سماكة الطبقة المخاطية المبطنة للأنف وقناة الأذن والحلق، وبالتالي تحسين تدفق الهواء.
- بخاخات الستيرويد الأنفية: تُستخدم لتقليل تورم الأنسجة المخاطية، ويوصى بالاستمرار في استخدامها لمدة أسبوعين، على الأقل، للحصول على نتائج فعالة.
- المضادات الحيوية: يتم وصفها عند وجود التهاب ناتج عن عدوى بكتيرية، حيث تعمل على القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى، وتسريع الشفاء.
- الأدوية التي تحتوى على الكورتيزون: حيث يُعرف تأثيره القوي في علاج انسداد الأذن، ولكن يُستخدم تحت إشراف الطبيب المختص.
العلاج بالجراحة
في أغلب الحالات، تستجيب الأذن للعلاج الدوائي، وتختفي الأعراض المزعجة فورًا، ولكن هُناك بعض الحالات لا تستجيب للأدوية السابقة؛ مما يتطلب التدخل الجراحي، لعلاج هذه المشكلة، حيث يُعد هذا الإجراء، هو الأمثل لاستعادة، وظيفة القناة بشكل طبيعي.
ويتم اللجوء إلى الجراحة في الحالات المزمنة والشديدة، التي تُعاني من تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، أوالتهابات المتكررة، أو فقدان سمع مستمر، وفيما يلي سوف نتعرف أكثر عن جراحة الأذن:
ثقب طبلة الأذن وتركيب الأنابيب
هو إجراء طبي يتم خلاله إحداث ثقب صغير، في طبلة الأذن؛ لتفريغ السوائل المتراكمة خلفها، والتي قد تسبب فقدان السمع أو التهابات متكررة، ويتم إجراء ذلك بعد فترة دويلة من تلقى الأدوية العلاجية، ولكن دون نتيجة إيجابية.
وعادةً ما يتم وضع أنبوب صغير، في طبلة الأذن بعد ثُقبها؛ وذلك للسماح بمرور الهواء إلى الأذن الوسطى؛ مما يُساعد في تقليل الضغط وتحسين السمع، ومنع تراكم السوائل خلف الطبلة، وتظل هذه الأنبايب لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، ثم يتم طرده تلقائيًا أثناء التئام طبلة الأذن.
وتتطلب بعض الحالات المزمن، استخدام أنابيب طويلة الأمد، وتحتاج إزالتها إلى إجراء جراحة، وعادةً ما تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير الكلي.
بألون الأذن
هو إجراء طبي يتم خلاله إدخال قسطرة دقيقة عبر الأنف للوصول إلى قناة الأذن، ثم يتم نفخ بالون بضغط محدد داخل القناة لمدة دقيقتين، وبعدها يتم تفريغه وإزالته، ويُستخدم هذا الإجراء في حالة ضعف تهوية الأذن، حيث تسهم هذه العملية في توسيع القناة، ومنع تكرر انسدادها.
نصائح للتعامل مع انسداد الأذن
- تجنب دخول الماء إلى الأذن؛ مما يعني الأبتعاد عن ممارسة السباحة، لتفادى الضغط الزائد على الأذن.
- النوم على أكثر من وسادة.
- عدم استخدام بخاخات أو قطرات الأنف المزيلة للاحتقان، لمدة أكثر من 3 أيام، وذلك لتجنب الأثار السلبية التي تؤثر على الأذن.
- وضع سدادات طبية داخل الأذن خلال الاستحمام.
- مضغ العلكة، يُساعد في فتح الأذن.
- تجنب استخدام أعواد القطن داخل الأذن.