ما هو الضغط الانبساطي؟ تعرّف على المعدل الطبيعي وأهميته الصحية
هل تساءلت يومًا عن معنى الضغط الانبساطي عند قياس ضغط الدم؟ يشير هذا المصطلح إلى الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية أثناء استرخاء عضلة القلب، ويُعتبر هذا الضغط مؤشرًا هامًا لصحة الدورة الدموية، وظهور أي خلل فيه قد يكون علامة على وجود مشكلة تحتاج إلى متابعة، وفيما يلي سنتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر.
ما هو الضغط الانبساطي الطبيعي؟
يُعتبر ضغط الدم من العناصر الأساسية التي تعكس صحة الإنسان، حيث يُعبّر عن القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين أثناء انتقاله عبر الجسم، والحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي يضمن وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية إلى الأعضاء والأنسجة، مما يعزز وظائفها الحيوية، ويحافظ على توازن الجسم.
ويختلف معدل الضغط الانبساطي الطبيعي بين الأشخاص، تبعًا للفئة العمرية والحالة الصحية لكل شخص، ولكن عادة ما تتراوح النسبة الطبيعية للضغط الانبساطي أقل من 80.
ما هو الضغط الانبساطي والانقباضي
يُعد قياس مستوى ضغط الدم الطبيعي خطوة أساسية في حماية القلب والشرايين من الأمراض، حيث يساهم الضغط الطبيعي في تدفق الدم بسلاسة، مما يحمي الجسم من مشاكل خطيرة مثل: (السكتات القلبية والدماغية)، وعند قياس الضغط يظهر رقمين، وغالبًا يجهلهما الأشخاص، لذلك سوف نقوم فيما يلي بالتعرف هذه الأرقام:
- الضغط الانقباضي: هو الرقم العلوي الذي يمثل قوة ضغط الدم على جدران الشرايين أثناء انقباض عضلة القلب لضخ الدم.
- الضغط الانبساطي: الرقم السفلي الذي يعكس ضغط الدم في الشرايين أثناء استرخاء القلب بين النبضات.
الجدير بالذكر، يعتمد قياس ضغط الدم على عدة عوامل، أبرزها: (كمية الدم التي يضخها القلب، مرونة جدران الشرايين، المقاومة التي تواجهها الأوعية الدموية أثناء تدفق الدم).
أيهما أخطر الضغط الانقباضي أم الانبساطي؟
يتساءل الكثيرون عن أيهما أخطر الضغط الانبساطي أم الانقباضي؟، وتجدر الإشارة أن حدوث تغيرات في النسب الطبيعية لكل منهما يُشير إلى خطر الإصابة بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، لذا يتطلب التعامل معهما على الفور ومتابعة الطبيب المختص لمعرفة أسباب هذه الخلل والتعامل معه بشكل سليم.
ويُمثل الضغط الانقباضي أهمية كبيرة عند قياس ضغط الدم، لكن لا يمكن تجاهل أهمية الضغط الانبساطي، حيث إن انخفاضه بشكل كبير قد يمنع تدفق الدم والأكسجين بشكل كافٍ إلى القلب، مما قد يؤدي إلى ضعف وظيفته.
متى يكون خطر الضغط الانبساطي؟
ينقسم الضغط الانبساطي إلى ثلاثة أقسام وهم: (الطبيعي، المرتفع، المنخفض)، فالنوع الأول يكون النسبة الطبيعية فيه هي 80 ملم زئبق، والمرتفع يتخطي هذه النسبة، أما المنخفض فتكون نسبته أقل من 90\60 ملم زئبق، ويُنصح في حالة تخطى المعدل الطبيعي الرجوع إلى الطبيب المعالج لتجنب حدوث أي مضاعفات تضر بحياة الإنسان.
أسباب ارتفاع الضغط الانبساطي
يُشير ارتفاع الضغط الانبساطي يشير إلى زيادة الضغط في الشرايين أثناء فترة راحة القلب بين النبضات، وهو حالة تنتج عن عدة عوامل مرتبطة بنمط الحياة أو الظروف الصحية، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز الأسباب:
- اتباع نظام غذائي عالي الصوديوم: يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالملح إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يزيد من حجم الدم وبالتالي يرفع ضغط الدم الانبساطي.
- السمنة: يضع الوزن الزائد عبئًا إضافيًا على القلب، مما يؤدي إلى زيادة مقاومة تدفق الدم في الأوعية الدموية وارتفاع الضغط.
- قلة الحركة والنشاط الجسدي: يؤدي نمط الحياة الخامل إلى ضعف الدورة الدموية وزيادة تصلب الشرايين، مما يساهم في ارتفاع الضغط.
- الإفراط في تناول الكحول: يمكن أن يؤدي تناول الكحول بشكل مفرط إلى زيادة ضغط الدم عن طريق التأثير على وظائف القلب والأوعية الدموية.
- التوتر والقلق: الإجهاد المستمر يُحفّز إفراز هرمونات مثل: (الأدرينالين)، الذي بدوره يعمل على زيادة انقباض الأوعية الدموية؛ مما يرفع الضغط الانبساطي.
الجدير بالذكر، يُمكن أن تتسبب بعض الأدوية العلاجية في رفع معدل ضغط الدم الانسباطي، ومن أبرز هذه الأدوية:
- الأمفيتامين (Amphetamine): يُستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم.
- العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs): مثل: (الإيبوبروفين)، التي قد تسبب احتباس السوائل وزيادة الضغط.
- مضادات الاكتئاب (Antidepressants): بعض مضادات الاكتئاب تؤثر على مستويات النواقل العصبية التي تتحكم في ضغط الدم.
- حبوب منع الحمل الفموية (Oral contraceptives): تحتوي على هرمونات يمكن أن تؤدي إلى زيادة ضغط الدم في بعض الحالات.
- الكافيين (Caffeine): الإفراط في تناول الكافيين، يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وزيادة مؤقتة في ضغط الدم.
- مزيلات الاحتقان (Decongestants): مثل: (السودوإيفيدرين)، تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وترفع الضغط.
- مضادات الذهان (Antipsychotics): بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض النفسية قد تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم كأثر جانبي.
اعراض ارتفاع الضغط
عادة ما تتسبب العوامل السابقة التي ذكرناها في ارتفاع ضغط الدم الانبساطي؛ مما ينتج عنه ظهور عدد من الأعراض التي تزعج الأشخاص، والتي تتمثل في الآتي:
- التعب والإعياء.
- الارتباك.
- الشعور بصداع شديد.
- نزيف الأنف.
- الشعور بالقلق والتوتر.
- التعرق.
- خلل في ضربات القلب.
- الشعور بألم في الصدر.
- ظهور بقع دموية في العين.
- احمرار الوجه.
- الشعور بالدوار والدوخة.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات في الرؤية.
- الشعور بضيق التنفس.
- ظهور دم في البول.
سبب انخفاض الضغط الانبساطي
قد تتسبب بعض العوامل في انخفاض الضغط الانبساطي، مما ينتج عنه عدة أعراض سوف نتعرف عليها فيما يلي، ومن أبرز هذه الأسباب، التالي:
- الشيخوخة وتقدم العمر: يتسبب تقدم العمر في فقدان الشرايين المرونة الطبيعية لسير الدم من خلالها، حيث تصبح متيبسة، مما ينتج عنها صعوبة ضخ الدم بشكل طبيعي خلال استراحة القلب بين النبضات.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر بشكل كبير على الضغط الانبساطي مقارنة بالضغط الانقباضي، مثل: (حاصرات ألفا)، والتي تشمل الأدوية التالية: (دوكسازوسين (Cardura) وبرازوسين (Minipress)، وتعمل هذه الأدوية على خفض ضغط الدم عن طريق توسيع الأوعية الدموية، مما يسهل تدفق الدم، ومع ذلك، إذا تسبب استخدام هذه الأدوية في انخفاض مفرط في الضغط الانبساطي، يُنصح بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة وإمكانية استبدال الدواء بعلاج آخر مناسب.
- الجفاف: يتسبب عدم الحصول على كمية كافية من السوائل، أو فقدان عدد كبير منها إلى انخفاض ضغط الدم.
اعراض انخفاض الضغط
ينتج عن العوامل السابقة ظهور عدة أعراض، تُشير إلى انخفاض ضغط الدم الانبساطي، والتي تتطلب مراجعة الطبيب، ومن أبرز هذه الأعراض:
- التعب والإعياء: قد يشكو الكثيرون من هذا العرض، نتيجة ضعف تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء، مما يسبب شعورًا دائمًا بالإرهاق وفقدان الطاقة.
- الدوار: يُعتبر الدوار أو الشعور بعدم التوازن من الأعراض الشائعة، ويحدث نتيجة نقص تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعيق وظائفه الطبيعية.
- الارتباك: قد يواجه الشخص صعوبة في التركيز أو التفكير بوضوح بسبب نقص الأكسجين الذي يصل إلى الدماغ.
- السقوط: الانخفاض الحاد في ضغط الدم يمكن أن يسبب فقدان التوازن أو الإغماء المفاجئ، مما يزيد من خطر السقوط والإصابات.
- تورم القدمين: نتيجة لضعف الدورة الدموية، قد يتراكم السائل في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى تورم القدمين أو الكاحلين.
- ضيق التنفس: عند انخفاض الضغط، قد يجد القلب صعوبة في ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، خاصة أثناء النشاط البدني.
- ألم الصدر: نقص تدفق الدم إلى القلب قد يتسبب في آلام أو ضيق في منطقة الصدر، وهو عرض يستدعي اهتمامًا طبيًا عاجلاً.
- خفقان القلب: يظهر هذا العرض كرد فعل على انخفاض الضغط، حيث يقوم القلب بزيادة سرعة نبضاته لتعويض نقص تدفق الدم، مما يشعر الشخص بخفقان قوي أو غير منتظم.