ما هو فحص تخثر الدم؟ الأهمية والإجراءات
يُعد فحص تخثر الدم اسمًا طبيًا مجهولاً عند الكثيرين، لكنه في الواقع يحمل قصة مذهلة عن كيفية عمل الجسم، فهل تساءلت يومًا “كيف يسيطر جسمك على النزيف؟، أو لماذا تحدث الجلطات الدموية”، هذا الفحص سوف يُجيبك على جميع الأسئلة التي تطرق على ذهنك، وفيما يلي سوف نتعرف بشكل أكثر دقة عن كافة التفاصيل المتعلقه به، ومتى يجب إجراؤه؟ وماذا تعني نتائجه؟.
ما هو تخثر الدم؟
يُعرف تخثر الدم باسم (تجلط الدم)، وهو أحدى العمليات الحيوية، التي يقوم بها الجسم للحفاظ على توازنه، ومواجهة أي احتمالية لحدوث نزيف؛ مما يُساعد في وقف النزيف وحماية الأوعية الدموية، من خلال مستوى معين، ولكن قد يختلف الأمر لدى مرضى القلب والشرايين، في حالة زيادة معدل التجلط؛ مما يتسبب في حدوث مضاعفات صحية خطيرة، مثل: (تصلب الشرايين وانسدادها).
وهُناك عدة اسباب يُمكن أن تؤثر بشكل سلبي، على هذه العملية الحيوية، وتُعرف باسم (اضطرابات تجلط الدم)، والتي تنقسم إلى صعوبة التجلط، أو زيادة التجلط، وكلاهما حالات تستدعي إجراء فحص تخثر الدم، لتشخيص الحالة وتحديد الأدوية العلاجية المناسبة، وتتمثل فيما يلي:
-
اسباب صعوبة التخثر (التجلط)
- مرض الكبد الحاد: الكبد هو المصنع الرئيسي لعوامل التخثر في الجسم، حيث يعمل تنقية الدم من السموم، وأي ضرر يصيبه، كما في حالات التليف أو الفشل الكبدي؛ قد يؤدي إلى نقص هذه العوامل؛ مما يسبب نزيفًا غير طبيعي.
- نقص فيتامين ك: يلعب فيتامين ك دورًا أساسيًا في تنشيط بعض عوامل التخثر، وبالتالي فإن نقصه، سواء بسبب سوء الامتصاص أو نقص التغذية؛ قد يؤدي إلى نزيف متكرر، وصعوبة في التئام الجروح.
- نقل الدم المتكرر: قد يؤدي تلقي كميات كبيرة من الدم إلى تخفيف عوامل التخثر الطبيعية في الجسم، مما يعيق عملية التجلط الطبيعية ويزيد خطر النزيف.
- السرطان: بعض أنواع السرطان، وخاصة سرطانات الدم مثل: (اللوكيميا)، قد يؤثر على إنتاج الصفائح الدموية، وعوامل التخثر؛ مما يزيد من خطر النزيف غير الطبيعي.
- اضطرابات المناعة: بعض الأمراض المناعية، مثل: (قلة الصفيحات المناعية (ITP))؛ تؤدي إلى تدمير الصفائح الدموية أو التأثير على عوامل التخثر؛ مما يزيد من احتمالية النزيف.
-
اسباب زيادة التخثر
قد يُِشير فحص تخثر الدم، إلى زيادة في معدله؛ مما يُعد خطرًا، حيث أن هذه الزيادة تساعد في تكوين جلطات غير طبيعية، تتسبب في انسداد الأوعية الدموية، ومن أبرز الأمراض التي تؤدي إلى ذلك:
- أمراض المناعة الذاتية: في بعض الحالات المناعية الذاتية، مثل: (الذئبة)، يُهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم؛ مما قد يؤدي إلى اضطرابات في تخثر الدم، وزيادة خطر الجلطات.
- السرطان: قد تتسبب بعض أنواع السرطان، مثل: (سرطان البنكرياس، وسرطان الرئة)، من زيادة تخثر الدم؛ مما يرفع خطر الجلطات الوريدية.
- السمنة: تؤدي السمنة إلى زيادة الالتهابات في الجسم؛ مما قد يحفز تخثر الدم ويزيد من احتمالية الإصابة بجلطات دموية في الأوردة العميقة أو الرئتين.
- العدوى: قد تتسبب الالتهابات الشديدة، في حدوث رد فعل التهابي مفرط؛ مما ينتج عنه زيادة خطر الجلطات الدموية.
- عدم الحركة لفترات طويلة: الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة؛ يؤدي إلى بطء تدفق الدم في الأوردة؛ مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية، خاصة في الساقين.
- نقص فيتامينات: تلعب الفيتامينات مثل: (ب6، ب12، وحمض الفوليك)، دورًا مهمًا في تنظيم مستويات مادة الهوموسيستين في الدم، والتي إذا زادت عن حدها الطبيعي قد تؤدي إلى زيادة خطر التجلط.
الجدير بالذكر، تتعدد عوامل التخثر لتتراوح نحو 13 عامل، ومن أبرزها: (فايبرينوجين، بروثرومبين، ثرومبوبلاستين، وغيرهم)، ويندرجون تحت اسم فحص تخثر الدم، وجميع هذه العوامل ترتبط ببعضهم البعض، لتكوين عملية تخثر الدم ومنع النزيف.
ما هو الفحص الذي يكشف تخثر الدم؟
ينقسم فحص تخثر الدم، إلى عدد من الفحوصات الطبية، حيث يعمل كل منهما على قياس شيء معين، وتقييم أدائه، حيث تعتمد هذه الفحوصات على قياس عوامل التخثر، وتحديد ما إذا كان هناك نزيف مفرط أو خطر الإصابة بالجلطات، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الأنواع التي يتم قياسها.
الجدير بالذكر، يُمكن إجراء فحص تخثر الدم، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء، وتوفر مختبرات دلتا، عدد من الباقات الهامة التي تتضمن العديد من الفحوصات الأخرى، لتُعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة قبل العلميات، باقة Vip الشاملة)، وتهدف جميع الباقات إلى تقييم الصحة العامة، والكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.
ما هو فحص PT و PTT وINR؟
ينقسم فحص تخثر الدم، إلى عدد من الفحوصات، فإذا كنت قد سمعت عن فحص PT و PTT و INR، فربما تراودك عدة أسئلة مثل: (ما هو؟، وما هي أهميته ودوره في تقييم صحة الدم؟)، وفيما يلي سوف نوضح دور كل واحد منهما، والفرق بينهم:
فحص زمن البروثرومبين (PT)
يُعرف البروثرومبين (Prothrombin time)، بأنه أحد عوامل تخثر الدم، وهو فحص يهدف إلى قياس المدة الزمنية التي يحتاجها الدم لتكوين عملية التجلط، من خلال حساب عدد الثواني المستغرقة، ويُساعد هذا الفحص في الكشف عن: (اضطرابات النزيف، اضطرابات التخثر المفرط)، وعادة ما يتم إجراؤه قبل العمليات الجراحية.
فحص زمن الثرومبوبلاستين الجزئي (PTT)
يُعد من ضمن فحص تخثر الدم، ويُعرف طبيًا باسم (Partial thromboplastin time)، ويعمل على تحديد كمية وفاعلية البروتينات التي يُطلق عليها “عوامل تخثر الدم)، والتي تُعد أساسية في عملية تكوين الجلطات الدموية، وعادة ما يتم إجراؤه بالتزامن مع فحص PT.
النسبة الدولية الموحدة (INR)
- تُعرف باسم (International Normalized Ratio)، وهي النسبة المستخدمة في قراءة فحص تخثر الدم.
هل فحص CBC يكشف تخثر الدم؟
يُمكن أن يُشير فحص CBC، المعروف باسم (صورة الدم الكاملة، أو تعداد الدم الكامل)، على وجود مشكلة في عملية تخثر الدم، من خلال انخفاض أو زيادة عدد الصفائح الدموية، فهي الخط الأول للدفاع ضد النزيف، من خلال الالتصاق بموقع الجرح وتكوين سدادة دموية؛ مما يمنع فقدان الدم حتى يتم إصلاح الوعاء الدموي المصاب.
الجدير بالذكر، يُعد فحص صورة الدم الكاملة، من أهم الفحوصات الطبية التي لا غنى عنها، حيث تعمل على الكشف عن وجود مشكلة صحية، مثل: (فقر الدم، اضطرابات خلايا الدم، العدوى والالتهابات، والسرطان)، حيث أن وجود اي اضطراب في المعدل الطبيعي لمكونات الدم، يُمكن أن يكون علامة إنذار لمشكلة صحية، تتطلب الرجوع إلى الطبيب المختص، للبدء في علاجها.
متى يجب عمل فحص التخثر؟
عادة ما يلجأ الأطباء إلى إجراء فحص تخثر الدم، ، بعد ظهور عدد من الأعراض، التي تكون إشارة إلى وجود مشكلة صحية، تتطلب العلاج الفوري، ومن أبرز هذه الأعراض الدالة على اضطرابات التخثر:
- نزيف حاد: يُعد من أبرز أعراض اضطرابات التخثر، وعادةً ما يظهر بعد العمليات الجراحية، أو جراحة الأسنان، حيث أنه يكون شديدًا ولا يتوقف بمجرد الضغط عليه.
- نزيف الأنف: عندما يحدث بشكل متكرر ودون سبب واضح.
- ظهور دم في البول أو البراز؛ مما يشير إلى وجود نزيف داخلي.
- كدمات كبيرة أو متكررة: يعتبر من ضمن اضطرابات تخثر الدم، عندما يحدث دون سبب واضح.
- غزارة الحيض: يُمكن أن يكون زيادة مدة الحيض وغزارته، علامة على وجود مشكلة في تخثر الدم.
- دورات شهرية غزيرة عند النساء، حيث يستمر النزيف لفترات طويلة أو يكون أكثر غزارة من المعتاد.
- تورم وألم في الأطراف: قد يكون علامة على حدوث جلطة دموية في الأوردة العميقة (DVT).
- ألم في الصدر وصعوبة في التنفس: تدل على الإصابة بجلطة رئوية منتقلة.
يُذكر أن، اضطرابات تخثر الدم، تُعد أمرًا بالغ الخطورة، ويتطلب مراجعة الطبيب المختص، لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي بحياة الأنسان، إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.