ما هو مرض النكاف وأسبابه؟ دليل شامل لفهم المرض
هل سمعت يومًا عن مرض النكاف؟ إنه أحد الأمراض التي كانت شائعة بين الأشخاص، قبل انتشار اللقاحات، ويتسبب هذا المرض في التهاب الغدد النكافية؛ مما يؤدي إلى تورم واضح في الوجه وأعراض مزعجة أخرى، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم وأبرز المعلومات حول هذا المرض وكيفية التعامل معه.
اين تقع الغدة النكافية؟
تُعد الغدة النكافية واحدة من الغدد اللعابية الثلاث الرئيسية التي توجد حول الفم والحلق، ويبلغ متوسط قطر هذه الغدد نحو 1-2 ملليمتر، حيث تعمل عبر قنوات متصلة بها لتغليف الأنسجة المخاطية في الفم والحلق باللعاب، وتتمثل وظيفتها الأساسية في إفراز اللعاب لترطيب الفم والمساعدة في الهضم، وتشتمل هذه الغدة:
- الغدة النكافية.
- الغدة تحت الفك السفلي.
- الغدة تحت اللسان.
الجدير بالذكر، تقع الغدة النكافية على جانبي الوجه، أمام وأسفل الأذن مباشرة، في الجانب الخارجي من الخد، وتعرف هذه الغدة بأنها الأكبر بين هذه الغدد الثلاثة، حيث أنها تنقسم إلى قسمين رئيسيين وهما: (القسم الظاهري والقسم العميق)، ويمر بينهما عصب الوجه وهو العصب المسؤول عن الحركات التعبيرية، مثل: (الابتسام، رفع الحاجبين، وإغلاق العينين).
اسباب الإصابة بمرض النكاف
يُساهم معرفة أسباب المرض في تجنبه، كما يساهم في تشخيصه بشكل سريع، ويكمن السبب الرئيسي في الإصابة بالنكاف في أنه مرض معدي، حيث يُمكن انتقاله من شخص إلى شخص آخر من خلال الاتصال المباشر بالشخص المصاب، من خلال الطرق الآتية:
- انتقال الفيروس عبر اللعاب: يُعد اللعاب الوسيلة الأساسية لانتقال النكاف، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر من خلال ملامسة اللعاب أو أي وسيلة تجعله يصل إلى جسم الإنسان، مثل: (تبادل القبلات أو ملامسة الأسطح الملوثة باللعاب).
- العطاس أو السعال المباشر: عندما يعطس أو يسعل شخص مصاب بالنكاف دون تغطية فمه، تنتشر قطرات صغيرة تحتوي على الفيروس في الهواء، أو على الأسطح، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى.
- استخدام الأدوات الشخصية للمصاب: مشاركة الأدوات الشخصية مثل: (فرشاة الأسنان، والأواني، أو الكؤوس) مع شخص مصاب، فإنها تُعتبر من أكثر الطرق شيوعًا لانتقال الفيروس.
لذلك، يُنصح بتجنب هذه الأسباب والحرص على اتخاذ التدابير الوقائية، مثل: (النظافة الشخصية وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين)، حيث يلعب ذلك دورًا كبيرًا في الحد من انتشار المرض.
أعراض التهاب الغدد اللعابية
عادة ما تبدأ أعراض النكاف بالظهور، خلال مدة تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، ولكن سرعان ما تتورم الغدد اللعابية خلال أيام، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز أعراض التهاب الغدد اللعابية (النكافية) والتي تنقسم بين أعراض خفيفة وأعراض شديدة:
عادةً ما يبدأ التهاب الغدد اللعابية بأعراض أولية تشبه نزلات البرد أو العدوى البسيطة، ومن أبرزها:
- الحمى: يُعد ارتفاع درجة الحرارة من أولى العلامات الدالة على وجود التهاب في الجسم.
- الصداع: عادة ما يشعر مريض النكاف بالصداع المستمر الناتج عن تأثير العدوى على الجسم.
- آلام العضلات: غالبًا ما يصاحب الالتهاب ألم منتشر في العضلات، مما يزيد من الإحساس بالإرهاق.
- عدم الرغبة في تناول الطعام: يشعر المريض بفقدان الشهية نتيجة الشعور بالألم والتعب العام.
- الشعور بالتعب: يُعد من العلامة الواضحة على وجود التهاب في الجسم.
أعراض خطيرة لالتهاب الغدد اللعابية
بعد مرور بضعة أيام من ظهور الأعراض الأولية، يبدأ تورم الغدد اللعابية بالظهور، وتشمل الأعراض:
- تورم الغدد على جانبي الوجه أو إحداهما: يظهر الانتفاخ بشكل ملحوظ عند منطقة الغدة النكافية، وقد يكون في جهة واحدة أو كلا الجانبين.
- الألم عند لمس المنطقة المتورمة: تكون المنطقة المصابة حساسة ومؤلمة عند الضغط عليها.
- تورم الغدد تحت قاع الفم (بمعدل أقل): في بعض الحالات، تتورم الغدد الموجودة أسفل الفم، مما يسبب إزعاجًا أثناء الحديث أو تناول الطعام.
الجدير بالذكر، في حالة ظهور أي أعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص على الفور لتقييم الحالة ووصف العلاج المناسب لك، لمنع حدوث أي مضاعفات خطيرة.
كيفية تشخيص التهاب الغدة النكافية؟
يعتمد تشخيص النكاف، على استماع الطبيب المعالج للأعراض الذي يعاني منها المريض، وعادة ما يطلب منه إجراء عدد من الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من الإصابة به، والتي تتمثل في الآتي:
- اختبار عينة من الفم: يُعتبر هذا الاختبار من أكثر الطرق شيوعًا ودقة لتشخيص النكاف، ويتم أخذ عينة من اللعاب أو السوائل الموجودة في الفم لتحليلها والبحث عن وجود الفيروس المسبب للمرض.
- اختبار الدم: يُجرى اختبار الدم لقياس رد فعل الجهاز المناعي تجاه الفيروس، ويمكن أن يظهر الاختبار وجود أجسام مضادة أنتجها الجسم لمحاربة الفيروس، مما يساعد على التأكد من الإصابة بالنكاف.
- اختبار عينة البول: على الرغم من أنه أقل شيوعًا، لكن يُمكن استخدامه للكشف عن آثار الفيروس، ويُستخدم هذا الإجراء عادةً في الحالات التي يصعب فيها الوصول إلى نتيجة قاطعة باستخدام الطرق الأخرى.
وتساعد هذه الفحوصات مع الأعراض الظاهرة، في تكوين صورة واضحة للتشخيص، مما يمكن الطبيب من وضع خطة علاجية مناسبة، تسهم في سرعة الشفاء من النكاف ومنع انتشاره.
النكاف عند الاطفال
يُمكن أن يُصاب الأطفال بمرض النكاف، فهو من الفيروسات الشائعة التي تهاجم صغار السن، ولكن مع وجود اللقاحات أصبح الأمر بسيطًا ويمكن أخذ التطعيمات اللازمة لتجنب الإصابة به.
علاج النكاف
من المعروف أن مرض النكاف معدي، لذا يهدف العلاج بشكل أساسي إلى تخفيف الأعراض، ومساعدة الجسم على التعافي من الفيروس، ونظرًا لأنه مرض لا يوجد له علاج محدد، فإن العلاج يعتمد على الراحة التامة وبعض التدابير المنزلية؛ وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز طرق علاج النكاف والنصائح للتعامل معه بفعالية:
- تناول مسكنات الألم: يُمكن استخدام مسكنات الألم مثل: (الإيبوبروفين) و(الأسيتامينوفين)، للمساعدة في تخفيف الحمى والصداع وتقليل الآلام الناتجة عن الالتهاب، ويجب الالتزام بالجرعات الموصى بها.
- استخدام قطعة قماش باردة أو دافئة على الغدد اللعابية المتورمة: وضع قطعة قماش دافئة أو باردة على الغدد المتورمة لتخفيف الألم وتقليل التورم، ويُفضل استخدام الكمادات الباردة في البداية لتقليل الالتهاب، ثم التحول إلى الكمادات الدافئة لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التصلب.
- استخدام قطعة قماش أو كمادات باردة على الخصيتين المتورمتين: يُمكن أن يتسبب النكاف في مضاعفات جانبية تشمل (تورم الخصيتين)، لذا يوصى باستخدام كمادات باردة على المنطقة لتقليل التورم وتخفيف الألم، ويمكن وضع الكمادات لعدة دقائق مع فواصل زمنية لتجنب تهيج الجلد.
- شرب الكثير من السوائل: يُعد الحفاظ على ترطيب الجسم جزءًا أساسيًا من علاج النكاف، لذا يُنصح بشرب الماء بانتظام وتجنب المشروبات الحمضية مثل: (عصائر البرتقال والليمون)؛ لأنها قد تزيد من تهيج الغدد اللعابية المتورمة، وقد تعمل هذه السوائل في تخفيف الحمى وتسريع عملية التعافي.
الجدير بالذكر، عادة ما يتعافى معظم المرضى من النكاف بعد مدة تتراوح بين 3 أيام إلى 10 أيام، ومن الضروري أن تقوم بعزل نفسك أو طفلك في حالة أنكما مُصابون بالنكاف، وذلك لمنع انتشار المرض بين الآخرين، وغالبًا ما تكون مدة العزل تستمر لمدة 5 أيام على الأقل بعد ظهور تورم في الغدد اللعابية.
